استخدمنا في أول الأمر كلمة فرنسية للدلالة علي الإصدارات الصحفية قبل ظهور الكلمة العربية التي استحدثها الكاتب اللبناني الذي شارك في تحرير الوقائع المصرية. جاءت من الشجرة الطيبة ذات الثمار الشهية وفروعها التي استخدمت في الكتابة أيام الجاهلية وصدر الدعوة الإسلامية ولا بأس أن نمر علي كتاب الساق علي الساق ولا ننسي معاني بعض الكلمات التي وردت في السياق ومنها الشدياق والفارياق. كتب العرب أشعارهم وأيامهم "تاريخهم" علي مواد من البيئة قبل استخدام الورق في العصر العباسي أشهرها جريد النخل خاصة اليمنية وكذلك عظام الإبل والغنم والماعز والحمر الوحشية وأفضلها عظام الكتف وكذلك جلودها وقطع الخزف والفخار وقماش الحرير. استخدمت نفس المواد عند كتابة آيات القرآن الكريم أثناء نزوله وخلال جمعه في عصر الخلفاء الراشدين "11 - 41 ه . 632 - 661 م" وبعد فتح مصر "21 ه - 641 م" استخدم ورق البردي وقماش الكتان في الكتابة وبدأ استخدام الورق في عصر الخليفة العباسي هارون الرشيد "786 - 809 م . 170 - 193 ه" اعتمد العرب علي الشجرة الطيبة في غذائهم مع اللبن وكتبوا علي جريدها واستفادوا من كل شيء فيها تزداد فوائدها كلما اقتربت منها ويزداد جمالها كلما ابتعدت عنها. والجريدة هي السعفة بعد نزع الخوص منها واحدة الجريدة أو الجرائد من معانيها: البقية من المال والخيل بلا فرسان ودفتر أرزاق "مرتبات" الجند في الديوان وجريدة الضبط: مجموعة الأوراق التي يعدها كاتب المحكمة عن القضية. ومن العادات القديمة وضع جريدتين رطبتين علي جانبي المتوفي في قبره. وثوب جرد: قديم وقيل بين الجديد والقديم. ورجل أجرد: لا شعر علي جسمه. ولبن أجرد: لا رغوة له. والجرادة: آفة تطير في جماعات تحجب ضوء الشمس. تأتي علي الأخضر واليابس في كل مكان تحل به وتطلق علي الذكر والأنثي. وفي القري المصرية يستخدم سعف النخيل في اعداد مجلس العروس "الكوشة". والجريدة هي الصحيفة الدورية اليومية أو الاسبوعية الصباحية أو المسائية. المركزية "القومية" أو المحلية "الإقليمية" عامة أو متخصصة تنشر الأخبار والمقالات والصور وسائر الفنون الصحفية. تحيط القارئ علماً بما يدور من حوله وتجيب علي الأسئلة التي تدور في عقله. اسمها بالانجليزية "نيوز بيبر News Paper" أوراق الأخبار وبالفرنسية "جورنال JournaL" أي اليومية أو وقائع اليوم. استخدمت كلمة "جورنال" في مصر والشام أواخر القرن الثامن عشر وأوائل التاسع عشر بعد الحملة الفرنسية "1798 - 1801" وظهرت في أسماء الصحف: جورنال الخديوي 1813 في عصر محمد علي وهي المحاولة الأولي لإصدار صحيفة مصرية "اسبوعية بالعربية والتركية" قبل صدور الوقائع المصرية 1828 وجورنال الصفا الإسكندرية مجلة 1895 محمد عمر الجسامي وجوزي جورنال 1926 القاهرة "تمثيلية" فنية. استخدم رفاعة الطهطاوي في كتابه "تخليص الإبريز في تلخيص باريز" كلمة جرنال وجرنالات وتحدث عن اهتمام الفرنسيين بها وبيعها في الشوارع والميادين. يعبر الصحفيون من خلالها عن آرائهم في القضايا العامة بحرية وهي ورقات أو تذاكر تطبع كل يوم وتنشر الأخبار في شتي الموضوعات. والإبريز: الذهب الخالص. استحدث الكاتب اللبناني أحمد فارس الشدياق كلمة الجريدة واستلهمها من التراث العربي والشدياق "1804 - 1887" كاتب وصحفي وشاعر ولغوي كانت له شهرة واسعة في الآفاق عمل في مصر وتونس ومالطة وبريطانيا وفرنسا. شارك في تحرير القسم العربي في الوقائع المصرية وترجم العديد من المصطلحات أشهرها الاشتراكية وتطوير اسلوب الكتابة الصحفية وتحريرها من الكلمات الصعبة والصور البلاغية. كتب في جريدة الرائد التونسي واستدعته الخارجية البريطانية للمساعدة في ترجمة التوراة 1848. له إنتاج غزير من كتاب سيرته الذاتية الساق علي الساق فيما هو الفارياق والشدياق مسيحي ماروني أسلم 1857 وعمل في خدمة الدولة العثمانية. أصدر جريدة الجوانب في الأستانة "اسطنبول" 1860 - 1884 وكانت اسبوعية بالعربية من أشهر الصحف في هذا الزمان. والجوانب تعني الواسعة الانتشار. جمع جانبة وأمضي الرجل حياته جائبا أي كثير السفر والترحال. ظهرت كلمة الجريدة أيضاً علي أسماء الصحف منها: الجريدة العسكرية المصرية 1865 شهرية وجريدة أركان حرب الجيش المصري 1873 شهرية. صدرتا عن نظام الجهادية في عصر الخديوي اسماعيل "1863 - 1879". كما أصدر أحمد لطفي السيد "أستاذ الجيل" جريدة "الجريدة" 1907 لسان حال حزب الأمة. كما ظهرت صحف تحمل نفس الاسم في دول عربية منها الكويت والسودان ولما رفضت السلطات منح بيرم التونسي رخصة صحيفية أصدر مطبوعة اسمها المسلة وشعارها "لا جريدة ولا مجلة" تمت مصادرة عددها الأول والأخير 1920 ونفيه خارج البلاد حتي 1939. ظهرت كلمة الصحيفة في مطلع القرن العشرين وكلمة مجلة أواخر القرن التاسع عشر وتدل علي الإصدارات الاسبوعية أو الشهرية أو الفعلية وتأخذ شكل الكراسة أو الكتاب ولعلها اشتقاق من كلمة جلل: كل شيء جليل أو عظيم المشتاق. وكلمة الصحيفة تعني الأوراق المكتوبة وكذلك الكتب المقدسة. ظهرت بالقاهرة جريدة الصحافة يناير 1905 والصحفي من يعمل بالصحف وينسب إليها والصحافي نسبة إلي الصحافة. وردت كلمة صحف في القرآن الكريم في عدة سور منها النجم وعبس وطه والبينة والأعلي. "إنه لفي الصحف الأولي صحف إبراهيم وموسي" "الأعلي 18 - 19". والشدياق: رتبة كنسية دون الكاهن وتعني أيضاً: الراسخ في العلم ولقب لعائلات لبنانية مسيحية ومسلمة. والقارياق: اشتقاق من اسم الكاتب "أحمد وفارس والشدياق". يقول أمير الشعراء أحمد شوقي "1868 - 1932" في قصيدته عن الصحافة: لكل زمان مضي آية وآية هذا الزمان الصحف تستمد هذا الوصف إذا قالت كلمة حق وشهدت شهادة صدق والتزمت بالدقة والحياد والموضوعية.