رغم التفاوت بين مصر و الصين من الناحية الاقتصادية و التقدم التكنولوجي في العديد من المجالات إلا أن النهج الاقتصادي الذي تسير عليه بلدنا يؤكد تكرار التجربة الصينية الناجحة في مصر التي تعتمد علي تطبيق سياسات اقتصادية محددة تحقق معدلات نمو سريعة وتدعم التقدم علي كافة المستويات للوصول إلي مستويات معيشة كريمة مثلما بدأت الصين خطواتها الأولي في مارثون الاقتصاد العالمي. بدأت الصين في نهاية سبعينات القرن الماضي تحت قيادة دينج شياو بينج بعد الاضطرابات الداخلية التي امتدت لعشر سنوات. اتخاذ خطوات جذرية لبناء الاقتصاد الذي كان قد أشرف علي الانهيار في ذلك الوقت. يقول مدرس الاقتصاد في جامعة رينمين. ماجد جوريان. ان اقتصاد الصين في الفترة من 1978 حتي منتصف التسعينات شهد الدفعة الأولي نحو العالمية بعد برنامج الإصلاح. اعتمادا علي اقامة مناطق اقتصادية حره. حيث بدأت الحكومة آنذاك بانشاء أربع مناطق في مدن شنجان و تشوهاي و شانتو في اقليم جوانجدونج و مدينة شيامن. في مقاطعة فوجيان. بالاضافة إلي تخصيص الحكومة مناطق تنمية اقتصادية أخري في 14 مدينة ساحلية منها مدينة شنجهاي. التي تعتبر الآن أكبر مركز تجاري علي مستوي العالم. علي غرار التجربة الصينية. دشنت مصر مشروع محور قناة السويس عام 2015 الذي بحسب التقديرات العالمية. سيحول هذه المنطقة إلي واحدة من أكبر سبعة تجمعات اقتصادية في العالم. يتضمن المشروع انشاء مناطق صناعية وتجارية. فضلا عن تطوير ستة موانيء كبري حتي تتمكن من استيعاب حركة البضائع والتجارة التي ستنمو بشكل كبير في منطقة القناه التي يمر بها الآن نحو 11% من حركة التجارة العالمية. يقول تشنج شين أحد خبراء الاقتصاد في الصين. ان محور قناة السويس سيلعب دورا أساسيا في حركة التجارة العالمية. كما أنه سيكون أحد الممرات الهامة في مبادرة الحزام والطريق بالنسبة لمرور البضائع من أسيا إلي أوروبا. تخفيف الفقر اتخذت حكومة بكين اجراءات عملية لتخفيف حدة الفقر الذي يتركز في المجتمعات الحضرية. ففي عام 2012 بلغ عدد الفقراء في الصين ما يقرب من 99 مليون فقير . لكن خلال خمس سنوات تم انتشال أكثر من 68.5 مليون شخص من دائرة الفقر الذي انخفض من 10.2% إلي 3.1% وفقا للتقديرات الحكومية. وفق الإمكانيات المصرية. اتخذت الحكومة اجراءات مماثلة في هذا الصدد. فمن خلال حملة القضاء علي العشوائيات التي تبنتها الدولة لتحسين معيشة الفقراء. تم بناء 25 ألف وحدة سكنية و القضاء علي نسبة كبيرة من الفقر المستوطن في هذه المناطق. فمن خلال مشروع الأسمرات تغيرت حياة 11 ألف أسره كانت تعيش في بيوت متهالكة غير صالحة للحياه. كما عملت الحكومة أيضا علي خفض معدلاتپالبطالةپالتي انخفضت العام الماضي من 12.6% إلي 11.9 % بما يعادل 3.496 مليون شخص من التعداد السكاني. البنية التحتية تولي الحكومة الصينية اهتماما كبيرا للبنية التحتية كأحد الدعائم الأساسية للتنمية الاقتصادية. حيث تم زيادة السكك الحديدية إلي 25 ألف كيلو متر كما ارتفع اجمالي أطوال الطرق السريعة من 96 ألف كلم إلي 136 ألف كلم بالإضافة إلي رصف العديد من الطرق العامة الريفية و إصلاح شبكة الطاقة الكهربائية في تلك المناطق. انطلاقا من نفس المبدأ. تهتم مصر بمشروعات البنية التحتية باعتبارها الركيزة الأساسية للنمو الاقتصادي ففي ذلك نفذت مصر شبكة طرق جديدة تضم 5 آلاف كيلو متر تربط المدن المصرية شمالًا وجنوبًا وشرقا وغربًا. إضافة إلي تطوير 3 آلاف طريق من الشبكة القديمة. بالإضافة إلي إنشاء أكثر من 200 كوبري و سيتم تنفيذ باقي خطة التطوير والانشاء لهذه الشبكة خلال الأعوام المقبلة. مكافحة الفساد تبذل بكين جهدا كبيرا للقضاء علي آفة الفساد تنفيذا لتوجيهات الرئيس الصيني شي جين بينج. حيث تم استصدار قانون جديد لممارسة الرقابة علي كافة القطاعات في الدولة. كما قامت الحكومة أيضا بمحاربة البيروقراطية و القصور الاداري وإصلاح المؤسسات الحكومية من خلال الدمج وإعادة التنظيم وتقليل عدد المستويات الإدارية من أجل رفع كفاءتها و فعاليتها. بالمثل انتهجت مصر سياسات تكافح الفساد من خلال جهاز الرقابة الإدارية. كما نفذت إجراءات الإصلاح الاداري لضمان تحقيق رؤية مصر 2030 والوصول إلي تنظيم إداري قادر وفعال علي التخطيط والإدارة الرشيدة لموارد الدولة.