يعيش الإذاعى أحمد يونس حالة من النشاط خلال الفترة الحالية، بعدما حقق نجاحاً كبيراً فى أولى تجاربه التليفزيونية من خلال برنامج «أوتوبيس السعادة» على قناة dmc، الذى حقق نسب مشاهدات عالية، بجانب تقديمه لبرنامجيه «صباحك ومطرحك»، الذى يتصدر تريند موقع «تويتر» يومياً عبر الراديو 9090، وتحضيره للجزء السادس من برنامج «عمارة الحاج رمضان». «الوطن» استضافت «يونس»، فى ندوة خاصة، تحدث خلالها عن أبرز كواليس برنامجه التليفزيونى «أوتوبيس السعادة» على dmc، وتفاصيل مقابلته لشخصيات بسيطة حققوا إنجازات إنسانية دون أى مقابل، وكيف تجاوز الأزمة النفسية التى مر بها بعد وفاة والدته وابن شقيقته، بالإضافة لمشاريعه المستقبلية.. وإلى التفاصيل.. برنامجي على dmc حقق نجاحاً كبيراً.. ونتصدر التريند بمجهود فريق العمل تقديم برنامج تليفزيونى بعد سنوات من العمل الإذاعى شىء مُقلق.. كيف حققت النجاح من خلال «أوتوبيس السعادة» على dmc؟ - «أوتوبيس السعادة» برنامج له مكانة خاصة بالنسبة لى، لأنه صنع حالة بينى وبين الجمهور، وحرصت من خلاله على نشر ثقافة التطوع والتبرع، ورصد نماذج إيجابية حريصة على التطوع من آنٍ لآخر، وحقق البرنامج نجاحاً كبيراً، والفضل فى ذلك يعود للأستاذ محمود مسلم، رئيس شبكة dmc، فهو الداعم لى فى المواقف الجميلة والصعبة، وكل العاملين معى من إدارة البرنامج، بالإضافة إلى «شلة يونس». ماذا عن «شلة يونس» الداعمة لك فى كل الموقف؟ - هم أشخاص بمئات الآلاف، لديهم طاقة وحماس بصورة كبيرة، يحضرون الحملات والعمل التطوعى باستمرار دون انقطاع، ف«عيلة يونس» هم عائلتى بالفعل، ووقفوا بجوارى ودعمونى فى أوقات قررت الابتعاد عن المهنة، لكنهم جعلونى أواصل عملى مرة أخرى رغم مرورى بأزمات كثيرة خلال عام 2020، ووقت انتقالى من محطة راديو لأخرى كانوا الداعم الأول لى، لأن هدفهم الأول هو إسعاد الجمهور. سنة 2020 كانت من السنوات الصعبة بالنسبة لك، كيف تجاوزت هذه الأزمة؟ - يوم 12 أكتوبر توفى ابن شقيقتى، ولحقت به والدتى يوم 3 نوفمبر الماضى، فوفاة ابن شقيقتى كانت أمراً صعباً للغاية، فهو كان ابنى، ويبلغ 12 عاماً، والأمر كان مفُزعاً بالنسبة لى، خاصة أننى تلقيت الخبر على الهواء من شقيقى، وخرجت مهرولاً فى الشوارع من الصدمة، لقد كانت تجربة صعبة، وحاولت أن أكون قوياً، خاصة أن أختى كانت فى حالة انهيار، وخرجت من هذه التجربة مكسوراً، خاصة أن والدتى توفيت دون معرفة خبر وفاة «مصطفى»، لأن روحها كانت معُلقة به. تجاوزت أزمة وفاة أمي بعمل الخير كيف استقبلت خبر وفاة والدتك؟ - أمى دخلت فى غيبوبة وكنت فى دبى للتجهيز لعمل دينى مع حمادة هلال، ثم شعرت وقتها بحراك غريب، وجاء لى حمادة هلال وقال لى: «إحنا حجزنالك عشان تروح تتطمن على والدتك»، وعلمت وقتها أنها توفيت، ولكن كانت هناك حالة من الرفض بداخلى، وحاولت إقناع نفسى بأننى سوف أجدها مريضة فقط، ولكن كان أمر الله قد نفد. حاولت الخروج من الأزمة.. فكيف وظّفت حزنك على والدتك فى عمل الخير؟ - حاولت تجاوز المحنة بعمل الخير، وبفضل كل من حولى استطعت تكوين «جروب صغير» مع أقاربى وأشخاص مروا بظروف مشابهة لعمل الصداقات والخير، وتعاونا مع مؤسسات كبيرة مثل «مصر الخير» وغيرها من أجل تقديم عمل الخير والسعى وراء حل أزمات ومشكلات الجميع، وحاولت أن أوظف الحزن فى أشياء أخرى، واكتشفت أن علينا دوراً بالوقوف فى ظهر الناس، خاصة أن هناك أشخاصاً كان علاجهم يقف على علبة دواء ب10 جنيات، وجوازات تتوقف على ثلاجة أو أى أجهزة كهربائية، وأم تدخل السجن من أجل ستر بناتها. الإعلامي المتألق: رحلت عن «نجوم fm» بعد 15 عاماً من العمل.. و«أوتوبيس السعادة» صنع حالة مع الجمهور تحدثت عن شعورك بالإحباط بعد رحيلك عن «نجوم fm»، فهل فكرت وقتها فى الابتعاد عن مزاولة المهنة؟ - عملت فى «نجوم fm» لمدة 15 عاماً، وهى من أفضل فترات حياتى، وتعلمت وقتها كيف أكون مذيع راديو، وكانت المحطة تحرص على إحضار محاضرين من الخارج، ثم حدث الخلاف الشهير بيننا بعدما قررت أن افتتح «كافيه» ورفضوا الأمر لأنهم قالوا إن ذلك استغلال لاسم البرنامج واسمى، ولكننى وجدت أنه من حقى استغلال اسمى، ودخل الأمر فى الناحية القضائية، وما زلت أحبهم، وبينى وبينهم تاريخ طويل، خاصة أننى أعطيت عمرى كله للمكان وعملت فيه بالحب والإخلاص، ولكن زاد الأمر تدخل آخرين قاموا بنقل الكلام بيننا بشكل خاطئ، رغم أننى من أول الخلاف قدمت استقالتى، لكن الموضوع اتجه للقضاء، ومن 2015 حتى الوقت الحالى القضية ما زالت مستمرة. ما شعورك بعد كل حلقة من برنامج «أوتوبيس السعادة»؟ - بدأنا فى عرض قصص الصعيد سواء السيدات أو الرجال والأطفال، ووجدنا نماذج كثيرة مُشرفة؛ منها طفل فى مدرسة عثر على 25 ألف جنيه وأعادها إلى صاحبها، وذهبنا لنكرمه ونصوره، وكانت ردود الطفل غير متوقعة، حيث ردد: «أنا لازم أعمل ده، وده الطبيعى اللى أعمله لما ألاقى حاجة، دى أمانة ولازم أرجعها»، وحاولنا أن نقنعه بإعطائه هدية على أمانته ولكنه رفض، بالإضافة إلى قصة رجل مصرى ورث عن والدته ووالده مبلغاً نقدياً فقرر شراء سيارة من أجل نقل مصابى الأورام السرطانية من مكانهم إلى المستشفى، ورفض أيضاً أى مساعدات. ماذا عن الموسم السادس من البرنامج الرمضانى «عمارة الحاج رمضان»؟ - الموسم الجديد سيكون مقتصراً على السيدات، ووجدت أن هذا تكريم لوالدتى، وسافرنا عدة محافظات، منها الأقصر وقنا، فأنا أحب الصعيد، لأن السيدات هناك «جدعة ومكافحة»، وأخريات عاملات، وسوف يذاع على راديو 9090، فالبرنامج أصبح تقليداً رمضانياً ارتبط به الجميع، وننقل من خلاله الأجواء الرمضانية فى مختلف البيوت والشوارع المصرية. حدثنا عن تفاصيل مقابلتك ل«محمد قمصان» الشخص المُدعى إصابته بالسرطان؟ - تعاطفت معه فى البداية ونشرت وصيته، وطالبت الجمهور بالدعاء له، وقررت زيارته فى محل إقامته فى سرية تامة، وعند وصولى فوجئت بعدة أشياء غريبة؛ أولها كان يرسم الوجه الحزين و«مانع الابتسامة»، ثم تحول فجأة، وأصر أن يأخذ صورة تذكارية معى، وقال لى: «صورنى وأنا حزين»، ثم وجدت شعره بدأ فى الطول، ومريض السرطان لا يحدث معه ذلك، حاولت أن أتغاضى عن سوء الظن، ونصحته باستكمال العلاج من أجل والدته، ثم خرجت وأنا فى حالة شك كبيرة، وبعد أيام قليلة من الزيارة، ظهرت الروايات التى تشير إلى ادعاء «قمصان» للمرض، ولم أندم على مساعدتى ودعمى له، وهو الآن يحصل على جزائه، وتم تحويله للتحقيق. قصص الرعب الرعب بدأ معى بالصدفة البحتة، كان فى «بريد الجمعة» قصة مرعبة سردتها للجمهور خلال برنامجى بالراديو وانتهى الأمر على ذلك، ثم وجدت الأسبوع الذى يليه الجمهور ينتظر قصة رعب جديدة، فبدأت بكتابة قصص رعب، وأصبحت من الثوابت فى برنامجى، وجاءت ردود الفعل عليها كبيرة، وبدأت دور النشر تطلب منى تقديم كتب وروايات، إلى أن خرجت برواية «نادر فودة»، ووجدت وقتها عدداً هائلاً من الجمهور ينتظر الرواية خلال معرض الكتاب.
