"التنظيم والإدارة" يكشف عدد المتقدمين لمسابقة وظائف معلم مساعد مادة    هل تسقط احتجاجات التضامن مع غزة بايدن عن كرسي الرئاسة؟    بيني جانتس يهدد بالاستقالة من حكومة نتنياهو لهذه الأسباب    رئيسا روسيا وكازاخستان يؤكدان مواصلة تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين    ظهر بعكازين، الخطيب يطمئن على سلامة معلول بعد إصابته ( فيديو)    عماد النحاس: نتيجة مباراة الأهلي والترجي «مقلقة»    مدرب نهضة بركان: نستطيع التسجيل في القاهرة مثلما فعل الزمالك بالمغرب    بن حمودة: أشجع الأهلي دائما إلا ضد الترجي.. والشحات الأفضل في النادي    خاص- تفاصيل إصابة علي معلول في مباراة الأهلي والترجي    الداخلية تكشف حقيقة فيديو الاستعراض في زفاف "صحراوي الإسماعيلية"    نصائح لمواجهة الرهبة والخوف من الامتحانات في نهاية العام الدراسي    بوجه شاحب وصوت يملأه الانهيار. من كانت تقصد بسمة وهبة في البث المباشر عبر صفحتها الشخصية؟    عاجل.. إصابة البلوجر كنزي مدبولي في حادث سير    الحكم الشرعي لتوريث شقق الإيجار القديم.. دار الإفتاء حسمت الأمر    بعد اكتشاف أحفاد "أوميكرون "، تحذير من موجة كورونا صيفية ولقاح جديد قريبا    مع استمرار موجة الحر.. الصحة تنبه من مخاطر الإجهاد الحراري وتحذر هذه الفئات    عيار 21 الآن بالسودان وسعر الذهب اليوم الاحد 19 مايو 2024    «إزاي تختار بطيخة حلوة؟».. نقيب الفلاحين يكشف طريقة اختيار البطيخ الجيد (فيديو)    إيطاليا تصادر سيارات فيات مغربية الصنع، والسبب ملصق    حماية المنافسة: تحديد التجار لأسعار ثابتة يرفع السلعة بنسبة تصل 50%    حزب الله يستهدف عدة مواقع لجيش الاحتلال الإسرائيلي.. ماذا حدث؟    باقي كام يوم على الإجازة؟.. موعد وقفة عرفات وعيد الأضحى 2024    الأرصاد الجوية تحذر من أعلى درجات حرارة تتعرض لها مصر (فيديو)    شافها في مقطع إباحي.. تفاصيل اتهام سائق لزوجته بالزنا مع عاطل بكرداسة    نشرة منتصف الليل| الحكومة تسعى لخفض التضخم.. وموعد إعلان نتيجة الصف الخامس الابتدائي    محافظ بني سويف: الرئيس السيسي حول المحافظة لمدينة صناعية كبيرة وطاقة نور    مصطفى قمر يشعل حفل زفاف ابنة سامح يسري (صور)    حظك اليوم برج العذراء الأحد 19-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    أصل الحكاية.. «مدينة تانيس» مركز الحكم والديانة في مصر القديمة    باسم سمرة يكشف عن صور من كواليس شخصيته في فيلم «اللعب مع العيال»    صاحب متحف مقتنيات الزعيم: بعت سيارتي لجمع أرشيف عادل إمام    بعد الانخفاض الكبير في عز.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الأحد بالمصانع والأسواق    رضا حجازي: التعليم قضية أمن قومي وخط الدفاع الأول عن الوطن    تعزيزات عسكرية مصرية تزامنا مع اجتياح الاحتلال لمدينة رفح    عماد النحاس: وسام أبو علي قدم مجهود متميز.. ولم نشعر بغياب علي معلول    "التصنيع الدوائي" تكشف سبب أزمة اختفاء الأدوية في مصر    بعد ارتفاعه.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الأحد 19 مايو 2024    وظائف خالية ب وزارة المالية (المستندات والشروط)    رقصة على ضفاف النيل تنتهي بجثة طالب في المياه بالجيزة    جريمة في شارع ربيع الجيزي.. شاب بين الحياة والموت ومتهمين هاربين.. ما القصة؟    اليوم السابع يحتفى بفيلم رفعت عينى للسما وصناعه المشارك فى مهرجان كان    نقيب الصحفيين: قرار الأوقاف بمنع تصوير الجنازات يعتدي على الدستور والقانون    أخذتُ ابني الصبي معي في الحج فهل يصح حجُّه؟.. الإفتاء تُجيب    صرف 90 % من المقررات التموينية لأصحاب البطاقات خلال مايو    أوكرانيا تُسقط طائرة هجومية روسية من طراز "سوخوى - 25"    مدافع الترجي: حظوظنا قائمة في التتويج بدوري أبطال أفريقيا أمام الأهلي    دييجو إلياس يتوج ببطولة العالم للاسكواش بعد الفوز على مصطفى عسل    بذور للأكل للتغلب على حرارة الطقس والوزن الزائد    الأزهر يوضح أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة    تعرف علي حكم وشروط الأضحية 2024.. تفاصيل    على متنها اثنين مصريين.. غرق سفينة شحن في البحر الأسود    هل يعني قرار محكمة النقض براءة «أبوتريكة» من دعم الإرهاب؟ (فيديو)    وزير روسي: التبادلات السياحية مع كوريا الشمالية تكتسب شعبية أكبر    البيت الأبيض: مستشار الأمن القومي الأمريكي سيبحث مع ولي العهد السعودي الحرب في غزة    حريق بالمحور المركزي في 6 أكتوبر    وزير التعليم: التكنولوجيا يجب أن تساعد وتتكامل مع البرنامج التعليمي    إطلاق أول صندوق للطوارئ للمصريين بالخارج قريبًا    مفتي الجمهورية: يجوز التبرع للمشروعات الوطنية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المخابرات الأمريكية تجبر قطر على قبول سحب كأس العالم لحرمان روسيا من مونديال 2018
نشر في الموجز يوم 15 - 09 - 2015


جواسيس القبعات السوداء .
.انفراد تاريخى ..المخابرات الأمريكية تجبر قطر على قبول سحب كأس العالم لحرمان روسيا من مونديال 2018
انجلترا تحصل على تنظيم المونديال بدلا من روسيا ..والولايات المتحدة تعوض قطر وتتولى المهمة بنفسها
جنرالات "سى اى ايه " أجبروا جوزيف بلاتر على الخروج الآمن والإلتزام بالأوامر ب"فضيجة جنسية " من العيار الثقيل
كوادر بالخارجية الأمريكية تصدر التكليفات للتنظيم الدولى والدواعش لاستنزاف مصر وحرمان روسيا من تحالفاتها الاستراتيجية
التنظيم الإرهابى يوجه منصات صواريخ "سكود " نحو مدينة السلوم
.وننشر نص خطابات تكليفات "سى آى إيه" لصحيفة نيويورك تايمز ..ومالك الصحيفة :يمكنكم الإعتماد علينا
هنا فى الشرق الأوسط لا يملك أحد سوى التخطيط ليومه الذى يعيشه .. دول تستيقظ على أصوات الغارات وروائح البارود وأخرى تترقب وتنتظر دورها فى معارك لا يعلم مبتغاها سوى أجهزة استخبارات الغرب التى تتلاعب بمقدرات المنطقة .
وعلى الجانب الآخر من الكرة الأرضية فالوضع يختلف تماما ففى داخل مبان شاهقة مزودة بأحدث الأجهزة تحاك المؤامرات وتدور عجلة الحروب الباردة فى ثوبها الجديد ..وما بين الفعل ورد الفعل تتحول تلك العمليات بين الكبار الى ما يشبه المباريات الاستخباراتية .
ووسط كل هذه الاحداث تظهر وجوه فاعلة وأخرى مفعول بها فمرة تظهر الصغيرة قطر ويسند لها بعض الادوار وأخرى تحلق "الجماعة " وتعزف منفردة كل حسب دوره الذى لا يتجاوز حدود "الكومبارسات" .
الملف الذى بين أيدينا سيشهد التاريخ أن "الموجز" أول من استشرفت به وكشفت النقاب عنه مثل كثير من الملفات الأخرى فأوراق هذه القضية ستكشف كيف خططت المخابرات الأمريكية حتى عام 2022 وحقيقة الجيل الجديد للحروب الباردة بين الروس والأمريكان وعلاقة قطر والتنظيم الدولى للاخوان بهذه المعارك وكيف ستستخدم الرياضة كورقة محروقة على الصفيح الساخن للسياسة الملتهبة بين المصارع الروسى والبلطجى الأمريكى فى حروب السنوات العشر القادمة وكيف تدار غرف "سى آى ايه " من الداخل وغيرها من المعلومات المهمة التى يزاح عنها الستار للمرة الأولى .
نقطة الانطلاق فى هذا الملف التاريخى نبدأها من بوادر الحرب التى اشتعلت بالفعل ولكن فى شكل الأخذ والرد والدفع بكرات اللهب فى خط سير الخصم والتى بدأت منذ فترة بأزمة القرم التى تمسك بوتن والروس بالسيطرة عليها فما كان من الولايات المتحدة سوى تأليب أوربا على روسيا فى هذا الاتجاه بل ولم يكتفوا بذلك فقد كانت المخابرات الأمريكية مستعدة فى غرفها المغلقة بسيناريوهات وضربات نوعية جديدة لتأديب الدب الروسى فما كان منها الا اللعب بورقة البترول الذى تهاوى سعره عالميا طوال الفترة الماضية لتكسير عظام الاقتصاد الروسى.
ثم كانت اللكمة الثانية باستبعاد روسيا من اجتماع الدول الثمانية بتوصية أمريكية وكل هذه الضربات الاستعراضية الأمريكية كان الهدف منها ارهاب الجميع وتوصيل رسالة واحدة وهى أن الولايات المتحدة هى التى تحكم هذا العالم .
أما الضربة الكبرى فهى هذا المخطط الذى نزيح الستار عنه لأول مرة وهو الخدعة الأمريكية الجديدة التى اعدها جهاز استخباراتها متمثلة فى فتح ملف الفساد فى "الفيفا" أو الاتحاد الدولى لكرة القدم وتحديدا فضائح بلاتر ورفاقه وكيف سمحت الولايات المتحدة لوسائل اعلامها باستباحة حليفتها وخادمتها الصغيرة "قطر "وتهديدها بسحب تنظيم مونديال 2022 منها ولكن الروس فى حقيقة الأمر هم المستهدفون من هذه الخطة حيث سيتم لفت انتباه العالم أجمع الى وجود فساد فى الفيفا ثم فتح الملف القطرى ولكن فى الوقت المناسب سيتم سحب تنظيم كأس العالم من روسيا وقطر معا حتى لا يبدو الأمر يستهدف روسيا وحدها وبذلك تكون قطر قد لعبت دور "المحلل " للمخطط الأمريكى الجديد باستبعاد روسيا من تنظيم كأس العالم القادم 2018.
أما الضربة القاضية والتى تحمل الحسرة والانكسار للروس فتتمثل فى استبدال روسيا وقطر فى تنظيم المونديال بكل من انجلترا فى 2018 والولايات المتحدة نفسها 2022 على أن تعوض الأخيرة حليفتها قطر عن سحب المونديال منها بعطايا أخرى سنزيح عنها الستار فى أعداد قادمة .
أما الفأر الذى دخل المصيدة "جوزيف بلاتر" فقد تم السيطرة عليه من قبل الإستخبارات الأمريكية بفضيحة جنسية وليس مالية وتم ابتزازه بها سرا ووافق الرجل على خطة الخروج الآمن له من الاتحاد الدولى وفق الاتفاق مع الأمريكان وهذا السر نزيح عنه الستار لأول مرة .
والمتابع الجيد للموقف يمكنه التأكد من هذا المخطط فأجهزة الاستخبارات الروسية قد فطنت للمخطط الأمريكى لذلك وجدنا روسيا لأول مرة تدافع عن قطر حليفة الأمريكان وترفض سحب المونديال منها كما حاولت روسيا مساندة بلاتر قبل اعلانه الرحيل على غير عادتها ليس من قبيل الدفاع عن بلاتر وقطر ولكن من قبيل الدفاع عن نفسها وعدم السقوط فى فخ الأمريكان فسحب المونديال من الروس يعنى توجيه ضربة قاصمة للاقتصاد الروسى وسقوط سياسى مروع وعودة للتراجع للخلف مسافات طويلة سعى بوتن لقطعها بنجاح .
وبالرغم من أن الروس يسعون الى كسب حلفاء جدد فى المنطقة فى مقدمتهم مصر التى رحبت بل وسعت للتعاون بسلسلة اتفاقات ناجحة جدا وقعها الرئيس السيسى مع نظيره الروسى بوتن طوال الأشهر الماضية واثمرت بالفعل عن نتائج مهمة على ارض الواقع الا أن الشيطان الأمريكى يسعى الى تقليم أظافر أى حلفاء للدب الروسى فقد وضعت "سى اى ايه" حجرى عثرة امام مصر او كرة لهب متعددة الرؤوس لاستنزاف مصر وتعطيل مسيرة الانطلاق التى يسعى لتحقيقها الرئيس السيسى أولها تنظيم الاخوان الذى تصر الولايات المتحدة على دعمه وفرضه على الخريطة السياسية بالمنطقة والحفاظ على بقائها مشتعلة .
اما بؤرة اللهب الثانية التى تظهر وتختفى حسب الحاجة الأمريكية وتضع نفسها دوما تحت الطلب فهى "داعش "الارهابية التى عاودت الظهور فى ليبيا بشكل مختلف وأكثر نفوذا بعد السيطرة على عدة أماكن استراتيجية والمطارات التى سهلت لها امتلاك معدات وصواريخ خطيرة منها صواريخ اسكود التى وجهها التنظيم الارهابى ناحية السلوم .
وهذه الشوكة تستهدف فى الأساس فرض خيارات خطيرة على مصر احداها اجبارها على الموافقة على التدخل الأجنبى العسكرى فى ليبيا واقامة قواعد عسكرية للناتو فى ليبيا وهو ما رفضته مصر مسبقا أو القبول بالأمر الواقع والالتفات فقط لاخماد الحرائق الأمريكية واعطاء ظهورنا لبناء دولة جديدة او التحالف مع قوى جديدة مثل روسيا .
هكذا تدار المؤامرات والحروب الجديدة وهذا جزء بسيط مما سنكشفه فى اعداد قادمة خاصة ان ملف عمليات الاستخبارات الأمريكية بالمنطقة ملىء بالمعلومات المهمة والمؤامرات القذرة التى سنواصل فضحها وحتى نتأكد من عمق هذه الأجهزة وخطورتها سنكشف أيضا فى السطور التالية معلومات مهمة عن "سى آى إيه "وعلاقتها بملف الشرق الأوسط .
فقد أولت الولايات المتحدة الأمريكية اهتماما كبيرا بالوطن العربي وجعلته من اولويات استراتيجيتها نظرا لموروثه الحضاري والديني (مهد الإسلام والحضارات ومهبط الرسالات) ويحتوي على إمدادات الطاقة منابع النفط في العالم ولموقعه الجيواستراتيجي والمتميز في العالم وتحكمه في أبرز وأهم المضايق البحرية في العالم مما فرض على أمريكا أن تولي اهتماما خاصا للوطن العربي لذا فقد عملت جاهدة منذ خروجها منتصرة في الحرب العالمية الثانية على أن تتوغل في كل دولة عربية مولية اهتمامها الأكبر نحو الدول العربية المهمة في أقطاب الصراع والتوازن الإقليمي والدولي وسباق الانتشار والتواجد في منطقة الخليج والشرق الأوسط ضمن مراحل الحرب الباردة, اما وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكيةCIA)) فقد مكنت الولايات المتحدة الأمريكية وصول اذرعها الأخطبوطية في دول الخليج العربي ومصر ولبنان وسوريا والأردن (كافة دول التماس مع الكيان الصهيوني) الحليف الاستراتيجي الأول للولايات المتحدة واستطاعت تقسيم الوطن العربي إلى رقع استراتيجية لأغراض بعيده المدى بين تفتيت وتقسيم للوطن العربي ضمن أبجديات الصراع العربي الصهيوني(الخليج العربي-كتف التماس الأفريقي(مصر)-المغرب العربي الغني بثرواته) وهذا التقسيم يخضع لاعتبارات جيواستراتيجية وعسكرية وبهذا تمكنت جميع اذرع الإخطبوط من الوصول إلى جميع الدول العربية( استراتيجية التواجد-الوصول) وخصوصا بعد الغزو الأنجلوأمريكي للعراق عام 2003 بدعم صهيوني وتعاون عربي إقليمي لوجستي وكما قال رئيس وزراء بريطانيا "هارولد ماكميلان" في الستينيات "أن العراق هو الجائزة الحقيقة فيما يتعلق بالاستراتيجية البريطانية في الشرق الأوسط".
فكانت الوسيلة الأنسب هى "وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA" وفروعها ووسائل التجسس التي تستخدمها وتطور واختراقها إلى الأماكن التي من المستحيل دخولها وطالما سمعنا عن رواياتها ولم نتعمق عن ماهية هذا الجهاز الذي يجوب دول العالم شرقا وغربا شمالا وجنوبا ويتواجد في كل مكان على شكل هيئات ومؤسسات وواجهات رسمية مختلفة تارة سياسيين وأخرى دبلوماسيين وهيئات من العلماء ومنظومة شركات ورجال أعمال ووفود رياضية وفنية وخلايا نائمة وأشخاص وجواسيس مأجورين يملئون بقع الأرض كجنود في رقعة الشطرنج العالمية.
و الجهاز الكبير روي عنه الكثير ونسمع أن فلان عميل لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي آي إيه" أو عميل للمخابرات الإنجليزية وكالة المخابرات البريطانية (GCHQ) وفروعها والكي جي بي المخابرات السوفيتية سابقا والمخابرات الروسية(FSB) لاحقا والمخابرات الألمانية(BND) وغيرها اما نحن العرب نسمع بين الحين والأخر أسرار تؤكد بعد المواطن العربي عن ما ينسج في الأروقة المظلمة وخلف الكواليس وما يجري من اختراق فاضح لخصوصيتنا كدول وشعوب وأفراد والإباحية المطلقة التي تستخدمها هذه الأجهزة لتحقيق أغراضها غير الشرعية وسط شلالات من الدماء الغزيرة التي تستنزف شعوبنا العربية وتنتهي بنا إلى مستقبل مجهول وأنفاق استراتيجية مظلمة ليجعل من الأجنبي متحكما بنا ومسيطرا على مواردنا ومصدر قرارنا ويستثمر أموالنا لتدميرنا في ظل واقع سادت به ثورة المعلومات التي اخترقت كل شيء وحجبت على الشعوب العربية والإسلامية مما تشكل عنصر تفوق واضح في القدرات الالكترونية وتخل توازن ساحة الصراع وتحدد ملامح المراحل المقبلة على ضوء المعلومات التي تستقى من خلال المفاصل والواجهات والهيئات والمؤسسات والمواقع الدبلوماسية والآلاف من الأفراد الذين يعملون في أجهزة المخابرات الأجنبية ومنهم عملاء منسوبين لأوطاننا وبمستويات مختلفة.
وكم هى الملفات التى كشفنا فيها دوائر المخابرات الأمريكية حيث تؤدي السفارات الأمريكية دورا هاما في تسهيل مهام الوكالات (وكالة المخابرات ألمركزية الأمريكية(-NSA-FBI-CIA) وهذه السفارات والقنصليات والممثليات منوط بها مهام استخبارية ومهام المراقبة للحكومات وقادة الرأي وأنشطة المعارضة ومد الجسور وإعداد التقارير ومراقبة الحركات الدينية بأنواعها وتتابع تطورات التسليح واتجاهات كبار القادة والسعي للتواصل معهم من خلال الدورات العسكرية والتدريبية أوالمناورات العسكرية(اختراق وتجنيد) ولها أوكار وخلايا مخفية ونائمة تستخدم عند الحاجة لمرة واحدة مثل المناديل الورقية.
أما الأدوات فمتعددة ومتنوعة حيث تستخدم المخابرات الأمريكية أساليب ووسائل تكنولوجية متطورة للتنصت والمراقبة والحصول على المعلومات وتؤكد الإحصائيات العالمية الموثقة أن الولايات المتحدة الأمريكية تأتي على رأس الدول المنتجة للتقنيات المعلوماتية وبخاصة الأمنية يليها الكيان الصهيوني.
ويعود التفوق الأمريكي في هذا المجال إلى استقطاب الكفاءات العلمية العربية والأجنبية وركائز الإبداع التقني على مستوى العالم ومن مختلف الجنسيات ومنحهم التسهيلات الإدارية والأموال والجنسية والامتيازات المعنوية وغيرها من الاغراءات الحياتية التي فشلت دولهم في تأمينها وتمكنت من أنشاء ترسانة تقنية عالية وساهمت وكالة المخابرات الأمريكية في دعم الكيان الصهيوني بشكل شامل في جميع حروبها وتظل "CIA"تعمل في المنطقة لتحقيق مسعى الولايات المتحدة في وضع إمكانياتها المهولة في حماية الصهيونية(استراتيجية التعاون بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل) وفرض وجودها في الجسد العربي وتسويق لإستراتيجيتها وحروبها ومجازرها ومحاكمها الكاذبة وللأسف أنها جندت أشخاص محسوبين على امتنا العربية والإسلامية للتعاون معها ويمهدون الطرق لها لتشع علينا بمؤامراتها الخسيسة التي وقودها دماء الأبرياء .
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية تمتلك خلال الحرب العالمية الثانية عددا من التشكيلات والدوائر الاستخباراتية أوكلت إليها مهام مختلفة, وأكثر هذه التشكيلات أهمية إدارة المصالح ألاستراتيجية التي شغل مناصبها عددا من مدراء ووكلاء الاستخبارات المركزية مثل دالاس وهيلمس وكيسي وكبار موظفي "وكالة الاستخبارات الأمريكية"CIA وبعد تولي "هاري ترومان" سياسي أمريكي الرئاسة الثالثة والثلاثون للولايات المتحدة عام1945 ركز في بداية ولايته على تطوير الأعمال التجسسية ألاستراتيجية وتطوير دوائر استخبارات الجيش والأسطول البحري الحربي(البحرية الأمريكية) ووزارة الخارجية وكان ينطلق في تطلعاته في تطوير هذه الدوائر على خلفية تطور إمكانيات العاملين في هذه الدوائر على أعمال التجسس وقدرات التنسيق الكبيرة ما بين إدارات مخابرات الجيش وبقية الدوائر المرتبطة بوكالة المخابرات الامريكية والتطلع لإعادة التنظيم لكافة الهيئات الاستخبارية وتطويرها بما يتلاءم مع طموحات الرئيس "ترومان" وضرورة امتلاك الولايات المتحدة جهاز مخابرات متطور وكبير بعيدا عن النفوذ البريطاني ويلائم هوس الهيمنة على العالم الذي يسيطر على عقول معظم رؤساء الولايات المتحدة.
وقد ساهم الرئيس "ترومان" بشكل فعال في تطوير وتنظيم فعاليات هذه الأجهزة وقد ادخل إلى المخابرات (مركز التنسيق) الذي يخضع للبيت الأبيض مباشرة وقدم لموظفي وقادة دوائر المخابرات المركزية (القبعات السوداء) والدروع والخناجر ومنحهم لقب وشعار (فرسان الدرع والخنجر) وكانت هذه هى ثقافة رئيس الولايات المتحدة منذ عام 1945 وحتى 1953 الدرع والخنجر وأسلحة قراصنة البحر حيث لم تكن هناك القاعدة والحرب على الإرهاب وأسلحة الدمار الشامل وتهديد الجيران والربيع العربى وغيرها من مبررات القتل واستنزاف القدرات العربية والإسلامية التي تجري الآن في مناطق مختلفة من العالم العربي والإسلامي وفي ظل البنية الاستخبارية الجديدة بدأ الحصول على سيل من المعلومات يوميا وبشكل منسق من الخارج وأصبح أول من يلتقي به "ترومان" صباحا في أول يوم عمله هو مدير المخابرات المركزية والتي كانت تسمى (مجموعة المخابرات المركزية) وفى نفس الوقت يحضر معه رئيس لجنة رؤساء الأركان المتحدة واستحدث ترومان منصب أو وظيفة جديدة وهى " المساعد الخاص لشئون المخابرات المركزية ".
أيضا استطاعت دوائر المخابرات المركزية الاستفادة من الخبرات الألمانية في هذا المجال واستخدمت دوائر المخابرات وسائل كثير ومختلفة في تغطية عملهم المخابراتي واستخدموا طاقم أجانب لهذا الغرض وكذلك دوائر دبلوماسية وبطاقات صحفيين ومنهم من عملوا بصفة علماء وخبراء وأعضاء بعثات ورجال أعمال ونقابيين ووفود رياضية وفنية وغيرها من أساليب التغطية والتمويه والحصانة .
اما الملف الاخطر فهو الاعلام فعند صدور صحيفة "نيويورك تايمز" لأول مرة في عام1946 كتب الجنرال "واندربيرج" رسالة إلى مؤسسها "سولتسبيرج" تحدث فيها عن مجموعة المخابرات المركزية وعملها في تنسيق نشاط الحكومة المرتبط بجمع وتحليل المعلومات عن الدول الأجنبية التي تحتاجها الولايات المتحدة لضمان أمنها القومي وأعرب عن أمله في أن مؤسسي الصحيفة سيكونون جاهزين لتقديم المساعدة في تحقيق المهام والملقاة على عاتقهم واخبره انه سيرسل ممثله لشرح برنامج مجموعه المخابرات المركزية, ولم يتأخر "سولستبيرج" في الإجابة فكتب إلى الجنرال "واندربيرج" نصا (يمنكم الاعتماد دائما على مساعدة كافة العاملين هنا في نيويورك تايمز) وطرح فكرة مفادها إيجاد صيغة نظامية يمكن من خلالها إرسال كل الطلبات إليه مباشرة وهنا طبعا سخرت المخابرات الأمريكية الأعلام الموجه ومنه المقروء كوسيلة لجمع المعلومات وهيكلة العقل والترويج وأولت دوائر المخابرات الأمريكية اهتماما كبيرا للرسائل السرية لمراسلي صحيفة( نيويورك تايمز ) والتي كانوا يرسلونها عن طرق السفارات الأمريكية إلى محرريها مع تأشيرة( للإطلاع ) وهى كلمة مشفرة لضرورة الإطلاع على التقارير من وجهة نظر إستخبارتية لا إعلامية وفيها معلومات سرية هامة لم يكن ممكنا نشرها في الصحف عن الأزمات السياسية الوشيكة الوقوع والمرحلية والمستقبلية والقرارات السرية المرنة.
هكذا كانت النوافذ الجديدة واستمر هؤلاء المراسلين في إرسال وثائق تحليلية ذات طابع توجيهي وهذه المعلومات وحسب تصنيفها لا تقدر بثمن ولم تقتصر مهام المراسلين على المعلومات السرية فحسب بل كلفوا بمهام الحصول على تقارير تحليلية ومعلوماتية مفصلة عن البلد أو البلدان التي تعتبر أهداف اهتمام للمخابرات ( الهدف) وتطور هذا التعاون والتوظيف للصحف والعاملين فيها إلى عمل مخابراتي منظم ودقيق شمل عدد كبير من مالكي الصحف والمحررين والقنوات الفضائية وجميع وسائل الإعلام المتنوعة وتغطيتها تحت اسم الصحافة الحرة و الصحافة المستقلة ومن خلاله تم استثمار أصحاب المصانع والعلماء وغيرهم ممن يحتاج تجنيده لعمل الوكالة ومن الاولويات والتي تستحق الاهتمام في أمريكا هو امتلاك مخابرات قوية لبسط نفوذها بقوة لتنفيذ مخططاتهم وتطلعاتهم وهوس الهيمنة على العالم.
وكانت الخطوة الأهم عندما وقع "ترومان" قانون الأمن القومي عام 1947 والذي خصصت فيه الماده108 لتأسيس إدارة المخابرات المركزية كما وصفها القانون ولغرض تنسيق العمل الاستخباري للوزارات والمؤسسات الحكومية لصالح الأمن القومي الأمريكي كلفت الإدارة المركزية للمخابرات الأمريكية بقيادة مجلس الأمن القومي لتنفيذ المهام ألتالية:
أولا. استشارة مجلس الأمن القومي حول قضايا النشاط الاستخباري للوزارات والهيئات الحكومية التي لها علاقة بالأمن القومي.
ثانيا. تقديم المقترحات إلى مجلس الأمن القومي لتنسيق النشاط الاستخباري المنتشر وفق أسبقيات المعالجة وأولويات التقدير.
ثالثا . تحليل المعلومات الاستخباراتية ومقارنتها وتقدير أهميتها وتامين وصولها وانسيابيتها إلى دوائر ومؤسسات الحكومة ذات العلاقة.
رابعا . تنفيذ الخدمات التنظيمية للمفاصل والدوائر الاستخبارية الموجودة والتي تعتبر مصالح عامه وبقرار من مجلس الأمن القومي تتخذ تركيزا أكثر.
واخيرا‌. تنفيذ المهام والواجبات الأخرى المتعلقة بالتجسس والتي تهم الأمن القومي وهي من مهام مجلس الأمن القومي.
وأصبح المناخ الاستخباراتى مناسب تماما وتوسعت وكالة المخابرات الأمريكية وانتشرت وأصبحت هذه التحديدات بصلاحياتها غير محدودةو تدل الوقائع على أن إدارة المخابرات الأمريكية ومنذ بداية تأسيسها انتهجت القرصنة الدولية وكانت الحرب الدعائية والنفسية أحدى سماتها وهي مدخل للعمليات التخريبية والمشبوهة المتورطة بها وكالة المخابرات الأمريكية في كل بقعة من العالم, واتجهت إلى خصخصة الحرب وترويج فكرة التجنيد والمرتزقة وكما نعلم أن شركات الخدمات العسكرية الخاصة( المرتزقة) ترتبط بشكل مباشر بوزارة الخارجية الأمريكية وتعتبر ثاني قوة عسكرية على ارض العراق وفقا لتعدادها وواجباتها العسكرية والأمنية المناط بها ناهيك عن الصلاحية المطلقة التي تتمتع بها والتي تفوق صلاحية القوات الامريكية وكعنصر توازن في الصراع المستمر بين البنتاجون والخارجية على ارض العراق .
أجهزة الأمن الأمريكية
1 جهاز الأمن القومي (NSA) الأذن الكبرى BIG EAR))
أطلقت الصحافة الأمريكية في السبعينيات هذا المصطلح على أخطر جهاز أمني في أمريكا وأكثرها سرية المختص بالتنصت على جميع المحادثات والمخابرات والاتصالات الجارية في جميع الدول والمؤسسات, والآن أصبح ممكنا أن نطلق عليه الأذن الكبرى بعد ان أصبح العالم بلا أسرار في ظل التطور التكنولوجي الملفت للنظر في مجال التجسس وخصوصا الالكتروني, وهناك ثلاث أجهزة للمخابرات تقوم بعملية التنصت داخل الولايات المتحدة وخارجها لكن اكبر هذه الأجهزة في عملية التنصت هو (NSA) وتم تشكيل هذا الجهاز الأمني في24/10/1952 وشكله الرئيس "ترومان" دون علم الرأي العام الأمريكي ولا حتى الكونجرس وكانت تعليمات "ترومان" قيام هذا الجهاز بالتنصت على نطاق عالمي ويتعاون هذا الجهاز مع وكالات وأجهزة أمنية مشابهة لها في إنجلترا-نيوزلندا-استراليا ضمن نظام ضخم يدعى "أيشلون-ECHELON" وكان نشاطها لا يقتصر على الأعداء بل يمتد إلى محادثات ومكالمات دول صديقة مثل فرنسا وايطاليا وغيرها من الدول العربية ولم يستثن الجهاز احد من التجسس حتى المواطنين الامريكيين أنفسهم.
2 جهاز المباحث الفدرالية(FBI)
يقوم هذا الجهاز بمهام داخل وخارج الولايات المتحدة بالتوافق مع الأجهزة الأمنية الأخرى( ناسا - سي آي إيه)ويقوم بإعمال مختلفة منها جمع الأدلة الجنائية وتحليل المعلومات ومراقبة الأهداف وتتبع الشبكات والخلايا و القبض على المطلوبين و جمع البيانات و تقييم الوثائق- الأمن الوقائي-الآمن الداخلي للمؤسسات والدوائر الأمريكية-قضايا الفساد-جرائم القتل السياسية وغيرها من الواجبات والمهام التي تكلف بها داخل وخارج الولايات المتحدة.
3 وكالة الاستخبارات المركزية (CIA)
وهذا الجهاز الخطير يرتبط بوزارة الخارجية الأمريكية تنظيميا وتنتشر مقراته وواجهاته في جميع أنحاء العالم وخصوصا في دول الاهتمام ومناطق التأثير, ومكلف بعدة مهام داخل الولايات المتحدة وخارجها ومنها مراقبة الحكومات وقادتها السياسيين, والمنظمات الإسلامية بكل توجهاتها, وفتح قنوات الاختراق إليها و أعداد تقارير مستمرة عن الأوضاع وتتبع التسليح والأنشطة النووية و توسيع قدرات شبكاتها وتجنيد مواطني هذه الدول للعمل معها و التجسس العلني والسري على المطارات والمعسكرات ومواقع ومنصات أطلاق الصواريخ والقواعد العسكرية وتحديد أماكن ومقرات المنظمات السياسية والتخطيط والتنفيذ لعمليات الاغتيال المهمة ذات الأسبقية(رؤساء -قادة سياسيين - قادة عسكريين - رجال دين- قادة حركات التحرر) وقمع حركات التحرر والمعارضة والمقاومة بما يتلاءم مع مصالح الولايات المتحدة وتوجيه المظاهرات والمسيرات المناوئة للسلطة السياسية وفق إرادة الولايات المتحدة ووسائل الضغط على تلك الدول والتخطيط والتعاون وتسهيل التنفيذ للانقلابات السياسية والعسكرية في دول مختلفة وفق لخارطة الصراع وإذكاء الحروب الأهلية والصراعات والتصفيات الجسدية والاعتقالات والخطف,تطبيق فنون التعذيب وانتزاع الاعترافات القسري و تسريب وثائق أمريكية لفضح عملائها الذين انتفت الحاجة لهم إيصال عملائها بعد تدريبهم إلى مستويات رفيعة في مصدر القرار السياسي لدول عديدة وخصوصا العربية منها و تسخير كل قدراتها الكبيرة في ترصين وتقوية الوجود الصهيوني على ارض العرب والسيطرة على القنوات الفضائية والحملات الدعائية المضادة واستدراج القيادات وتشويه الحقائق ودورها الرئيس والمحوري في فضيحة الأدلة المزيفة التي روجتها لشن الحرب على العراق(أسلحةالدمار الشامل-علاقة العراق بالقاعدة - قدرات العراق العسكرية) ودورها الرئيس والمحوري إثناء غزو العراق و دورها الكبير والمحوري بعد احتلال العراق وغيرها من الأدوار الكبيرة والخطيرة التي تقوم بها "وكالة الاستخبارات المركزية "CIAعبر ومفاصلها وواجهاتها وجواسيسها وعملائها في كافه أنحاء العالم.
وهناك عدة اساليب تتبعها "وكالة الاستخبارات المركزية "CIA للحصول على المعلومات بواسطة التقدم التكنولوجي والمعلوماتية والتي تتفوق به على الكثير من الدول المتقدمة في هذا المجال إضافة إلى استخدامها أساليب "التجسس الفرويدي" وزرع أجهزة التنصت والتصويرواستخدام الواجهات المختلفة والأشخاص للتجسس البصري المرئي وتستخدم أيضا النساء والجنس كما حدث مع شخصيات مهمة منهما بلاتر الذى تم مساومته كما ذكرنا سالفا وطورت أدائها باستخدامها الواسع للأقمار الصناعية التجسسية لمتابعة وتعقب الاتصالات-نظام تحديد المواقع-GBS, وتحليلها وتتجه إلى تطوير هذه القدرة بمشاريع جديدة وبقدرة أنفاق أكثر لتسيطر على حركة العالم وتجعله تحت المراقبة المستمرة لأربع وعشرون ساعة وبتفاصيل دقيقه .
كما استخدمت "وكالة الاستخبارات المركزية "CIA الحشرة الالكترونية في التجسس على الدول ودخلت هذه الحشرة الالكترونية عالم الجاسوسية والمخابرات بقوتها ودقتها المتناهية وأثبتت نجاحا كبيرا في الحصول على المعلومات المطلوبة ونقلها بسرعة مذهلة كما تستطيع هذه الحشرة التي يصعب اكتشافها الحصول على المعلومات لم تتمكن الأجهزة المخابراتية الوصول إليها كتحليل الحالة النفسية للأشخاص المطلوب التجسس عليهم وخاصة الرؤساء والشخصيات المهمة.
ومنذ أول اكتشاف لهذه الحشرة في ألمانيا عام 1997 وكان عبارة عن مرسل صغير حيث أشار إليه العالم الألماني (أيرش شميدت ابينوم) وأعلن أن استخدام مرسل بالغ الصغر يمكن تركيبه في أي كمبيوتر يستطيع أن يرسل ما هو موجود في هذه الكمبيوترات إلى الأقمار الصناعية خلال جزء من الثانية(سرعة الإرسال) وذلك بزراعته سواء في( وحدة المعالجة المركزية أو ما يطلق عليه لوحةCUP-أو في أحدى الرقائق الموجودة في اللوحة), وقد تسلمت الموساد هذه التكنولوجيات المتقدمة المسماة "بروميس" من المخابرات الأمريكية التي قامت بدورها بزرعها في الكمبيوترات التي تباع إلى الدول العربية ومن ثم استطاع الكيان الصهيوني الإطلاع على محتويات هذه الكمبيوترات بتعاون الجهازين الاستخباريين, ونشر هذا الجاسوس الالكتروني له ثلاث أهداف هي:
1‌. الإطلاع على أرشيف أجهزة الشرطة, الاستخبارات, الجيش, الدوائر المهمة.
2‌. مراقبة المؤسسات المالية.
3‌. متابعة البرامج النووية في العالم.
وقد استخدمت المخابرات الأمريكية أيضا علماء نفس وأخصائيين نفسيين لتحليل المعلومات الخام ومعرفة الحالة النفسية للزعماء والقادة والرؤساء ذوي المساس المباشر في الصراع العربي الصهيوني, وتتلخص هذه الطريقة جمع معلومات كاملة عن الشخصية من جميع جوانبها وأهمها النفسية كالتعصب الديني والإحساس الحاد بالكرامة والكراهية وتماسك قواهم العقلية في اتخاذ القرار ويتقمص دور هذا الزعيم أو القائد أو الرئيس احد عناصر المخابرات ( سي أي إيه) وفقا لتقارير الحالتين النفسية والصحية ويبدأ التفكير بدلا منه ويتخذ عدة قرارات تتبوئيه يجري اختيار أي منهما أكثر احتمالا وأحيانا تخيب هذه النبوءات وتسمى هذه الطريقة" التجسس الفرويدي" .
أما التجسس بالزرع فتستخدم هذه الطريقة من قبل الأجهزة الأمنية والمخابراتية داخل الولايات المتحدة وخارجها وتتم بزرع أجهزة تنصت وأجهزة إلكترونية دقيقة وحساسة غير مرئية وبأنواع مختلفة يصعب اكتشافها في غرف الاجتماعات والنوم والأماكن المهمة.
وتتم عمليات التجسس لصالح المخابرات الأمريكية (السي أي إيه) من خلال مراكز البحوث والدراسات التي تتخصص بعمل ظاهري هو الأبحاث العلمية الحقيقة "ويتم جمع المعلومات المهمة عن المجتمعات بهدف تشريحها سياسيا واقتصاديا واجتماعيا لمعرفة نقاط القوة والضعف واستغلالها لمصالحهم كترويج أفكار معينة أو تغيير سلوكيات وتقاليد وهذا يدخل ضمن أسلوب الغزو القافي والعقائدي التدريجي السهل وغسيل الدماغ وهيكلة العقول, وبنفس الوقت تستطيع هذه الواجهات من التأثير على القدرة الاقتصادية لذلك البد وخططها التنموية ومعدلات نموها الاقتصادي بشكل لا يشكل خطر على القرصنة التجارية الامريكيه, ومن المؤسسات الأمريكية كمراكز بحوث تعمل وفق هذا المنهج مؤسسات (فورد-فونديش, وهيئةADومؤسسةEBIK) بالإضافة إلى عدد من المؤسسات الموجودة في أمريكا وتقوم بتمويل مؤسسات في الدول العربية كالوكالة الأمريكية للتنمية التي تخضع للكونغرس الأمريكي وتنفق ملايين الدولارات سنويا على برامج مبادرة الديمقراطية لتمويل وكالات استشارية وحلقات دراسية وأوراق بحثية لجمع المعلومات عن الأحزاب والانتخابات والاتحادات والنقابات العمالية وتمارس هذه المؤسسات عملها عن طريق توظيف القيادات البيروقراطية لتكون أداة بيدها وكذلك استغلال الجماعات وبعض الوزارات والمراكز السياسية المعروفة بميولها الغربية وكذلك الشخصيات الإعلامية والصحفية وطريقة توجيهها لصنع الحدث وترسيخه في عقول المتابعين والمتتبعين ومنها ترسيخ ثقافة الهزيمة في عقول الشعب العربي والسعي الحثيث لتحويل كل وسائل الرفض والحرية التي يمارسها الرفض الشعبي ومنها المقاومة إلى إرهاب وغيرها من المسميات التي يروجها الأعلام المضلل لتسويق مشروع الولايات المتحدة والصهيونية وفرض استراتيجيتها على الرأي العام الشعبي العربي والإسلامي.
ومن ضمن مشاريع السيطرة على الفضاء وحرب المعلومات يجري تطوير مشاريع مختلفة منها "مشروع التجسس F.I.A" وتتلخص فكرة المشروع على أساس الربط اللحظي بين المعلومات التي تحصل عليها ووسائل التجسس البصري في وقت واحد وذلك في عملية تجسس متكاملة تحقق متابعة الهدف أو الأهداف المطلوب التجسس عليها على الهواء مباشرة بما يشبه البث المباشر ولكن بشكل عكسي عبر نظامين متكاملين يعتمدان على مجموعة ضخمة من الأقمار الصناعية المنتشرة في الفضاء ويعني انه حالة التقاط أجهزة التنصت السمعية لحادثة مثيرة أو محادثة يدخل في لائحة الكمبيوتر المبرمج لمتابعتها, فانه يتم في أن واحد متابعتها بواسطة أجهزة التجسس السمعي ويسمح هذا المشروع بتتبع ما يجري من محادثات سرية أو غير سرية تقوم بها القيادات السياسية والعسكرية في الدول المعادية والصديقة على السواء سواء أجريت هذه المحادثات بهواتف ثابتة أو موبايلات أو بواسطة أجهزة لاسلكية عسكرية أو مدنية في أي مكان في العالم مع أمكانية تصوير القائمين بهذه المحادثات في أماكن إجرائها لحظيا لذلك فأن الأقمار الصناعية الجديدة ستكون أصغر حجما نحو الثلثين عن الأقمار الحالية الدائرة في مداراتها ويبلغ وزن الواحد منها15-20طنا وستتخذ أوضاعا ابعد في الفضاء مما يصعب مهمة رصدها بواسطة الأجهزة العادية وستعمل بواسطة الأشعة البصرية المباشرة أو الأشعة تحت الحمراء في أحوال الطقس الرديئة أو بواسطة الموجات الكهربائية والرادارلتكوين صورة تفصيلية دقيقة تصل إلى حوالي 15سم ناهيك عن وجود الأقمار الصناعية الجديدة في مدارات بعيدة سيسمح لها بتصوير الأهداف لمدة أطول ولمساحة أوسع تقدر بضعف ما تقوم به أقمار التجسس الحالية وإرسال صور واضحة للأنشطة التي تجري على الأرض بسرعة تفوق السرعة الحالية بعشرين ضعفا, ويرجع ذلك لتزويد الأقمار الجديدة بتلسكوبات قوية للغاية وأجهزة رادار غاية في الحساسية حتى تكون قادرة على التقاط صور لأي مكان في العام نهارا وليلا وفي أحوال الرؤية الرديئة وإرسال آلاف الصور للهدف أوالأهداف المطلوبة في التوقيت المحدد وستقوم شركة "بوينج" المتواجدة في منطقة "السيجندو" بولاية "كاليفورنيا" بمعظم أبحاث وأعمال وتطوير هذا الجيل الجديد من الأقمار التجسسية وقد بدأت بالفعل في استقدام فنيين لهذا الغرض.
يتساءل عدد كثير عن كيفية مراجعة ودراسة تقييم وتحليل آلاف الملايين من المكالمات والمحادثات الجارية كل ساعة في العالم نظرا لما يشاع بان الهواتف والمكالمات والرسائل مراقبة, وما حجم الكادر الذي يستطيع القيام بهذه المهمة ويمكن الإجابة عليها ببساطة التكنولوجيات المتطورة الحديثة لها دور أساسيا بالتغلب على ترهل الكادر ومتابعة المكالماتمن خلال "قاموس الكلمات" حيث يكون هناك مجموعة كلمات مهمة جنائيا أو سياسيا أو عسكريا مفروزة ضمن هذا القاموس ولكل جهة نوعية كلمات يجري التعامل بها فمثلا أن كان الهدف المطلوب مراقبته إسلاميا فهناك معجم من الكلمات التي يتعامل بها الإسلاميون يجب مراقبتها فمثلا كلمة التحية السلام عليكم - إن شاء الله - ماشاء الله وغيرها من كلمات التداول للمسلمين, وغيرها من الكلمات حسب نمط تعامل الهدف واتجاهه السياسي ونوع المهام المكلف بها سواء كان رسميا دولة أو شبه رسمية منظمات أو أفراد أشخاص, وهناك عقول إلكترونية ضخمه تقوم بفرز المكالمات التي ترد فيها هذه الكلمات التي سبق واشرنا أليها في معجم الكلمات ثم يتم تسليمها إلى الكادر الفني المتخصص وقد قامت المخابرات الألمانية(BND) بتحديث نظام مماثل أطلقت عليه اسم (AUSTIN2) يستطيع التقاط الإشارات اللاسلكية في الهواء أي حتى وان كانت الأجهزة المحمولة غير مستعمله للتحدث (مقفلة) وفرز الكلمات الواردة فيها حسب معجم الكلمات الواجب مراقبته, أما وكالة المخابرات الروسية (FSB) تعمل منذ مده على مشروع مماثل يدعى مشروع (SORM) وكذلك الصين يجري فيها نظام التتبع الالكتروني ويقوم بتتبع جميع المخابرات إلي تتم عبر الانترنت ويعزز ذلك نظام تحديد الموقعGBS.
وقد انتشرت عدة وسائل وأساليب للتجسس من خلال أجهزة متطورة صغر حجمها لغرض عدم لفت النظر إليها وسهولة إخفائها أو زرعها لتحقيق التنصت المطلوب أو التصوير , وتقوم هذه الأجهزة الصغيرة جدا مهام كبيرة لإدامة تمرير عمليات التجسس بشكل كبير ومن هذه الأجهزة
أ‌. الميكروفون الليزري :- يستعمل في عمليات التنصت على المكالمات الجارية في الغرف المغلقة اذ يتم توجيه أشعة ليزر إلى نافذة من نوافذ تلك الغرفة, ولا تقتصر فعالية هذا المايكروفون الليزر على تسجيل الحوار الدائر في الغرفة بل يستطيع اقتناص أي أشارة صادره من أي جهاز الكتروني في تلك الغرفة أي تخضع كامل الغرفة تحت عملية التنصت والتجسس.
ب‌. جهازTX :- وبوجود هذا الجهاز لم تعد هناك ضرورة للمخاطرة وزرع جهاز إرسال صغير داخل هاتف يراد التنصت عليه لأنه يمكن بواسطة هذا الجهاز""TX الدخول إلى خط الهاتف الصغير من بعيد دون أن يشعر احد بذلك, كما يستطيع تحويل الهاتف الموجود في الغرفة إلى جهاز إرسال ينقل جميع المكالمات التي تجري داخلها حتى لو كان ذلك الهاتف مقفولا فهذا الجهاز يستطيع تكبير وتضخيم الذبذبات الضعيفة التي يرسلها الهاتف في حالته الاعتيادية (في حالة عدم استعماله) فيسجل جميع المحادثات الجارية في الغرفة مع غلق الهاتف وعدم استعماله ولكي يدخل هذا الجهاز إلى أي خط هاتف يكفي إدارة الرقم لذلك الهاتف وعندما يرد يعتذر بالرقم خطأ ويتم كل شيء .
ج‌. الهواتف المحمولة ضمن خطة المراقبة والتصنت
انتشرت الهواتف المحمولة بعد عام 1990 و كان الاعتقاد السائد يستحيل مراقبتها والتنصت عليها, إلا أن أحدى الشركات الألمانية وهي شركة(Rode&Schwarz) استطاعت تطوير نظام أطلقت عليه اسم(IMSI-Cather) وهو مختصر لInternational Mobil Subscriber Identity استطاعت من خلاله التغلب على الصعوبات في رصد واستمكان جميع الإشارات من هذه الهواتف وقلبها إلى مكالمات مسموعة, إضافة إلى قدرة تحديد وتعقب موقع الهاتف حتى وان كان مغلقا بالتماس الحراري مع البطارية الموجودة فيه وكذلك قدرة تعقب موقع المكالمة بدقه وفي موقعها.
د. النساء
تستخدم دوائر المخابرات الأمريكية النساء في كافة أعمالها الداخلية والخارجية والتنظيمية بل وحتى المخابراتية والبوليسية والعسكرية, وتعدت ذلك ترشيحها لمناصب سياسية ورئاسية, ويلاحظ غالبية دوائر المخابرات في العالم تستخدم النساء والجنس كأساليب معتمدة في استقاء وجمع المعلومات والاختراق والاصطياد, وهذا الأسلوب اخذ بالتعامل به في غالبية أجهزة المخابرات في العالم حتى أن إسرائيل تستخدمه بما يسمى (بيت الملذات) وهو جهاز يعتمد على تصوير المستهدفين في أوضاع مخلة لغرض تجنيدهم عن طريق ابتزازهم بهذه الصور وغالبا ما يكون المستهدفين في بيت الملذات من العرب, أذن فاستخدام الجنس قاعدة عامة معروفة في عمل دوائر المخابرات.
أجهزة المخابرات الأخرى
هنالك أجهزة مخابرات ضخمة في العالم ومنها وكالة المخابرات البريطانية (GCHQ) وقد استحدثت مشروع جديد للتنصت ونشرته مجلة للانترنت في ألمانيا هذا الخبر وتناولته مجلة ابزرفر البريطانية المعروفة وقالت هذا المشروع يرمي للتنصت على جميع الاتصالات التي تتم بواسطة الانترنيت والهواتف النقالة والفاكسات والاسم المختصر لهذا المشروع الاستخباري الأوربي هو(98NNFOPOI) وينتظر أن تشترك الولايات المتحدة وكندا واستراليا في هذا المشروع, وسيتم البدء به بعد الحصول على الموافقات اللازمة من برلمانات هذه الدول(يقال هكذا), وطورت المخابرات الألمانية نظام اختراق المكالمات الجارية بالهاتف النقال واستطاعت من تحديد أماكن المتحدثين بها من خلال نظام التتبع الالكترونيGBS كما طورت جهازا الكترونيا تستطيع بواسطته استخدام المايكروفون الموجود في الهاتف النقال لكي ينقل جميع الأصوات والمحادثات الجارية حوله, وسرعان ما انتقل هذا النظام الالكتروني إلى وكالتي ((CIA,NSA


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.