أعلنت وزارة التضامن الاجتماعي، عن فوز السيدة نوال إبراهيم خليل محارب، بلقب الأم المثالية على مستوى محافظة الأقصر 2023، نظرًا لقصة كفاحها قبل زواجها في تحمل مسئولية أشقائها، وبعد وفاة زوجها في تحمل مسئولية بناتها الثلاثة. وتبلغ الأم المثالية لمحافظة الأقصر 2023، من العمر 53 سنة، حيث حصلت على دبلوم فني تجاري، ولديها 3 بنات، الابنة الأولى حاصلة على امتياز كلية الطب، والثانية حاصلة على امتياز كلية العلاج الطبيعي، والابنة الثالثة طالبة بالفرقة الثانية بكلية التمريض. وبدأت قصة كفاح "نوال" منذ صغر سنها، توفى والدها وهي في الصف الأول الإعدادي تاركًا أسرة مكونة من 7 أفراد، حيث كانت تضطر للعمل في الإجازة الصيفية حتى تستطيع مساعدة والدتها بجانب استكمال دراستها، إلى أن توفت والدتها أيضًافتحملت مسؤولية إخوتها وقامت برعايتهم. وعاشت "نوال" حياة هادئة عقب زواجها، ورقها الله بثلاثة بنات، ولكن بعد 6 سنوات من الزواج، لم يتركها القدر في تسعد كثيرًا، فأصيب زوجها، بفشل كُلوي مُزمن، ومن بعده هشاشة العظام، ليعجز عن الحركة، وتعيش الزوجة رحلة أخرى من الشقاء ظلت 9 سنوات متحملة مسئولية زوجها وبناتها، إلا أن فارق الحياة، تاركًا لها البنات في أعمار 14، 12 و9 سنوات. وعملت أم البنات الثلاثة على تربيتهم، فقامت بالعمل في حضانة أطفال، ومطبخ لإعداد الطعام للفنادق، وجليسة أطفال، رغم مرضها بالغضروف الذي كان يزيد عليها مشاق العمل، ورغم كل ذلك، لم تنسى الإهتمام بالمذاكرة لأبنائها، حيث تخرجت الإبنة الكبرى من كلية الطب، والثانية من كلية العلاج الطبيعي، فيما تدرس الثالثة في كلية التمريض. وعبرت الأم المثالية في تصريح خاص ل "الفجر"، عن سعادتها بالتكريم، قائلة إن الله عوضها عن شقائها طيلة 19 عامًا من المشقة والتعب بفرحتها بتعليم أبنائها وتفوقهم الدراسي أولًا، ثم اختيارها كأم مثالية لعام 2023 على مستوى محافظة الأقصر. كما أوضحت أن أمنيتها رؤية بناتها الثلاثة في أحسن حال، داعية لهم بالسلام والأمان وراحة البال، وأن ما قامت به من أجلهم، مشيرة إلى أنها مازالت تعمل حتى الآن لمساعدتهم وعدم حرمانهم من احتياجاتهم. وأضافت ابنتها الصغرى "مندا"، أنها واخوتها يحصرون دائمًا على الاحتفال مع والدتهم بعيد الأم، لما يشعرون به تجاهها مما قامت به من شقاء وتحمل المسؤولية لتربيتهم، ولكن هذا العام الاحتفال بعيد الأم مختلف لحصولها على ما تستحقه بالفعل، مؤكدة أنها مثال يحتذى به فلم تنظر إلى الظروف المعيشية وتحملت الشقاء من أجل اسعاد وتربية ابنائها.
