في مشهد لا يتجلى إلا في أرض المحروسة، حرص العديد من المسيحيين المصريين على تنظيم حفلات إفطار لإخوانهم المسلمين داخل الكنائس، في مشهد فريد يعكس مدى الوحدة الوطنية والتآخي بين المصريين على الرغم من اختلاف دياناتهم. ولم يقتصر الأمر على حفلات الإفطار فقط، بل خصصت الكنائس المقام فيها حفلات الإفطار أماكن ليصلي فيها المسلمون صلاة المغرب، ليتعانق الأذان مع أجراس الكنيسة، لتتنشر أصوات السلام والمحبة. ففي مشهد من أفضل مشاهد الوحدة الوطنية، نظمت كنيسة مارى جرجس بقرية ابنهس بمركز قويسنا إفطارا جماعيا داخل الكنيسة، برعاية الأب بنيامين والأب أنطونيوس. حضر الإفطار اللواء أشرف موافي، رئيس مركز ومدينة قويسنا، والعشرات من أهالي القرية. كما أدى المسلمون صلاة المغرب داخل الكنيسة ضاربين أكبر مشهد للوحدة الوطنية بين المسلمين والمسيحيين. كما نظّمت كنيسة الشهيد العظيم مار جرجس بمركز أبشواى بمحافظة الفيوم، حفلة إفطار جماعي للوحدة الوطنية بالكنيسة، شارك فيها أعضاء مجلس النواب والجهات التنفيذية ورجال الأمن والرموز الشعبية. وقال القمص بولا المقلوني، وكيل المطرانية، إن "إخواننا المسلمين في بيتهم الثاني فها هو التسامح الديني وروح المحبة تتجلى في شهر رمضان وهو من الشهور التي توحد الجميع للاحتفال بقدوم شهر الصوم"، مؤكدًا أن هذه المشاركة في حفل الإفطار الجماعي هي تعبير عن الروح والأخوة الوطنية بين أطياف المجتمع المصري، إضافة إلى مظاهر الفرحة والبهجة التي يفرضها شهر رمضان على الجميع. وأكد العميد هاني أحمد السيد، رئيس مركز ومدينة إبشواي، أن هذا الإفطار يهدف إلى بعث رسالة لدى المصريين في ترابط وتلاحم، من أجل نهضة الوطن، والعبور بالبلاد إلى الاستقرار والتقدم، وأن الجميع يعيش على هذه الأرض المباركة نسيج واحد. ولم يختلف الأمر عند الشراقوة، حيث نظمت كنيسة الشهيدة رفقة بعزبة أسعد بمشتول السوق بمحافظة الشرقية، برعاية الأنبا دوماديوس، راعى الكنيسة، حفل إفطار للصائمين تحت شعار "الوحدة الوطنية". وشهد الإفطار حضور عدد من القيادات الشعبية والتنفيذية، وأعضاء مجلس الشعب عن الدائرة، وقوات من مركز الشرطة بقيادة العقيد محمد حجازين مأمور مركز الشرطة، والمقدم أحمد رمضان، نائب مأمور مركز الشرطة، وعدد من الآباء الكهنة والقمص ميخائيل الشحات والقمص زكريا غطاس والقس صموئيل عبد الله والقس توماس جمال. فيما تقدم المسئولون عن الكنيسة بخالص التهاني للمسلمين بمناسبة شهر رمضان، كما بادلهم الحضور بمشاعر تغمرها السعادة والاعتزاز بمثل هذه اللافتة المثيرة التي قام بها الإخوة الأقباط ومشاركة المسلمين احتفالهم بشهر رمضان الكريم. أما في قنا، فنظمت كنيسة الأنبا شنودة بقرية أبودياب غرب التابعة لمركز دشنا، حفل إفطار جماعيا بساحة الكنيسة، بحضور عدد من رجال الدين الإسلامي والمسيحي ولفيف من الشخصيات التنفيذية والشعبية وأهالي دشنا. عقب حفل الإفطار، وزعت الكنيسة 1000 جزء مطبوع من القرآن الكريم، على الصائمين، يتضمن كلمات تهنئة للأمة الإسلامية بمناسبة الشهر الكريم، وبعيد الفطر المبارك. شارك فى إعداد وتنظيم الحفل عدد من أبناء القرية، وسط أجواء من المحبة والمودة بين الحاضرين، وانتهت فعاليات الحفل بدعوات لمصر أن يعمها الأمن والأمان.
