متحدث الكنيسة: الصلاة في أسبوع الآلام لها خصوصية شديدة ونتخلى عن أمور دنيوية    الأردن تصدر طوابعًا عن أحداث محاكمة وصلب السيد المسيح    اليوم، أولى جلسات دعوى إلغاء ترخيص مدرسة ران الألمانية بسبب تدريس المثلية الجنسية    بشرى للموظفين.. 4 أيام إجازة مدفوعة الأجر    «مينفعش نكون بنستورد لحوم ونصدر!».. شعبة القصابين تطالب بوقف التصدير للدول العربية    مفاجأة جديدة في سعر الذهب اليوم الأحد 28 أبريل 2024    30 ألف سيارة خلال عام.. تفاصيل عودة إنتاج «لادا» بالسوق المصرية    الآن.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري للبيع والشراء اليوم الأحد 28 إبريل 2024 (آخر تحديث)    تحولات الطاقة: نحو مستقبل أكثر استدامة وفاعلية    أول تعليق من شعبة الأسماك بغرفة الصناعات على حملات المقاطعة    حزب الله يعلن استهداف إسرائيل بمسيرات انقضاضية وصواريخ موجهة ردا على قصف منازل مدنية    أهالي الأسرى يُطالبون "نتنياهو" بوقف الحرب على غزة    عاجل.. إسرائيل تشتعل.. غضب شعبي ضد نتنياهو وإطلاق 50 صاروخا من لبنان    قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم عدة قرى غرب جنين    المجموعة العربية: نعارض اجتياح رفح الفلسطينية ونطالب بوقف فوري لإطلاق النار    مصدر أمني إسرائيلي: تأجيل عملية رفح حال إبرام صفقة تبادل    التتويج يتأجل.. سان جيرمان يسقط في فخ التعادل مع لوهافر بالدوري الفرنسي    حسام غالي: كوبر كان بيقول لنا الأهلي بيكسب بالحكام    تشيلسي يفرض التعادل على أستون فيلا في البريميرليج    ملف يلا كورة.. أزمة صلاح وكلوب.. رسالة محمد عبدالمنعم.. واستبعاد شيكابالا    اجتماع مع تذكرتي والسعة الكاملة.. الأهلي يكشف استعدادات مواجهة الترجي بنهائي أفريقيا    وزير الرياضة يهنئ الخماسي الحديث بالنتائج المتميزة بكأس العالم    المندوه: هذا سبب إصابة شيكابالا.. والكل يشعر بأهمية مباراة دريمز    لا نحتفل إلا بالبطولات.. تعليق حسام غالي على تأهل الأهلي للنهائي الأفريقي    مصرع عروسين والمصور في سقوط "سيارة الزفة" بترعة دندرة بقنا    إصابة 8 أشخاص في حادث انقلاب سيارة ربع نقل بالمنيا    بعد جريمة طفل شبرا، بيان عاجل من الأزهر عن جرائم "الدارك ويب" وكيفية حماية النشء    مصرع وإصابة 12 شخصا في تصادم ميكروباص وملاكي بالدقهلية    مصدر أمني يكشف تفاصيل مداخلة هاتفية لأحد الأشخاص ادعى العثور على آثار بأحد المنازل    ضبط 7 متهمين بالاتجار فى المخدرات    ضبط مهندس لإدارته شبكة لتوزيع الإنترنت    تعرف على قصة المنديل الملفوف المقدس بقبر المسيح    عمرو أديب: مصر تستفيد من وجود اللاجئين الأجانب على أرضها    غادة إبراهيم بعد توقفها 7 سنوات عن العمل: «عايشة من خير والدي» (خاص)    نيكول سابا تحيي حفلا غنائيا بنادي وادي دجلة بهذا الموعد    تملي معاك.. أفضل أغنية في القرن ال21 بشمال أفريقيا والوطن العربي    ما حكم سجود التلاوة في أوقات النهي؟.. دار الإفتاء تجيب    هل يمكن لجسمك أن يقول «لا مزيد من الحديد»؟    انخفاض يصل ل 36%.. بشرى سارة بشأن أسعار زيوت الطعام والألبان والسمك| فيديو    دهاء أنور السادات واستراتيجية التعالي.. ماذا قال عنه كيسنجر؟    ضبط وتحرير 10 محاضر تموينية خلال حملات مكبرة بالعريش    أناقة وجمال.. إيمان عز الدين تخطف قلوب متابعيها    23 أكتوبر.. انطلاق مهرجان مالمو الدولي للعود والأغنية العربية    السفير الروسي بالقاهرة يشيد بمستوى العلاقة بين مصر وروسيا في عهد الرئيس السيسي    «الأزهر للفتاوى الإلكترونية»: دخول المواقع المعنية بصناعة الجريمة حرام    السيسي لا يرحم الموتى ولا الأحياء..مشروع قانون الجبانات الجديد استنزاف ونهب للمصريين    ما هي أبرز علامات وأعراض ضربة الشمس؟    كيف تختارين النظارات الشمسية هذا الصيف؟    دراسة: تناول الأسبرين بشكل يومي يحد من الإصابة بهذا المرض    رئيس جامعة أسيوط يشارك اجتماع المجلس الأعلى للجامعات بالجامعة المصرية اليابانية للعلوم    " يكلموني" لرامي جمال تتخطى النصف مليون مشاهدة    شرايين الحياة إلى سيناء    جامعة كفر الشيخ تنظم احتفالية بمناسبة اليوم العالمي للمرأة    أمين صندوق «الأطباء» يعلن تفاصيل جهود تطوير أندية النقابة (تفاصيل)    دعاء يغفر الذنوب لو كانت كالجبال.. ردده الآن وافتح صفحة جديدة مع الله    سمير فرج: طالب الأكاديمية العسكرية يدرس محاكاة كاملة للحرب    رمضان عبد المعز: على المسلم الانشغال بأمر الآخرة وليس بالدنيا فقط    هيئة كبار العلماء بالسعودية: لا يجوز أداء الحج دون الحصول على تصريح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مرتضي منصور يتحدث ل»الأخبار« عن 71 يوما من البؤس والمعاناة والعظة والتحدي:
أنا »مستر إكس«..لا أموت!
نشر في الأخبار يوم 01 - 05 - 2011

بعد ثورة 52 يناير المجيدة خرج الشعب المصري من سجنه الكبير ودخل من سجنوه سجنا صغيرا في مزرعة طرة الذي أصبح » قبلة « إعلامية وسياسية عالمية .. ومن بين هؤلاء المساجين » السوبر « كان المستشار مرتضي منصور الثائر علي كل من حوله لكنه مع الثورة كان ثائرا لها وعليها .. فلم يكن معها قلبا وقالبا ولم يكن أيضا ضدها قلبا وقالبا .. هو يحب انتقاء المواقف من الاشياء وفرزها بحيث تكتشف أنه في النهاية يوزع عواطفه علي الجميع .
وعندما إنضم مرتضي منصور الي قائمة سجن طرة كان ذلك مفاجأة وعندما خرج ايضا كان مفاجأة .. ومهما إختلفنا علي شخصيته وآرائه يظل جاذبا للاهتمام .. هذا الاهتمام الذي زاد وتضاعف مع تجربة 71 يوما في السجن مع أعتي رموز النظام السابق .. وليس هناك حاجة للإسترسال في المقدمة لأن ما يقوله مرتضي هو المقدمة والحكاية والنهاية، وكل كلمة تخرج منه تصلح عنوانا بارزا لموضوع صحفي .. ذهبت اليه ومعي 53 سؤالا و 52 شخصية يوجه لها رسائل .. لكنه كالعادة » فركش « هذه الاسئلة وفرض نفسه باستعراض طويل للتجربة التي رآها الأصعب والأخطر والأقسي في حياته رغم أنه » خبير « سجون متمرس .. وتحدث بلا توقف أو إنقطاع عن البداية والنهاية من البيت الي سجن طرة الي البيت .
بعد أن حمد الله علي فك الأسر .. بدأ الحكاية بالتأسي قائلا : لم أكن أتخيل لحظة الا يوجد قانون في مصر .. وكنت دائما لا يعنيني ان يكون الحاكم ظالما لأني سأقاومه أو فاسدا فنحاسبه، إنما يعنيني القاضي العادل .. فالقضاء هو العدل والعدل أساس الملك .. وإذا كنت قد تعرضت لبعض التجاوزات من عدد قليل جدا من المنتسبين للقضاء فإن ذلك لا يجعلني أتردد في أن أضع وساما علي صدر من أمر بالإفراج عني وهما بالتحديد المستشار محمد منير فهيم والمستشار بشير عبدالعال .
البداية .. تلقيت دعوة من الأمير متعب بن عبدالله وزير الدولة ورئيس الحرس الوطني السعودي لحضور مؤتمر » الجنادرية « من 21 إلي 02 ابريل وكان مرتبا لقاء خادم الحرمين الشريفين يوم 61 ثم أؤدي العمرة مع زوجتي علي نفقتي الخاصة .. طلبت السفارة السعودية جوازات السفر لإنهاء الاجراءات .. إلا أنني فوجئت بطلب حضور من المستشار المحقق سامي زين الدين قاضي التحقيق في موقعة الجمل وتم تحديد يوم 31 ابريل لسؤالي .. كنت استطيع السفر يوم 21 لكني احتراما للقضاء المصري توجهت يوم 21 الي المستشار النائب العام والتقيت به ثم قابلت وزير العدل في مكتبه الذي طلب مني التوجه الي المحقق في التجمع الخامس .. توجهت بالفعل الي هناك ووجدت زميلي المستشار محمود السبروت الذي أبلغني انه والمحقق الثاني يرفضان أية أعذار خاصة بالسفر .. ويوم 31 ابريل والكلام مازال لمرتضي منصور ذهبت لحضور التحقيق ومعي أدلة براءتي .. وقبلها بيوم واحد كان احد الاشخاص اسمه أمير سالم يتحدث في مداخلة لقناة المحور يعلن من خلالها تقديم بلاغ ضدي وان لديه C.D أقول فيه هيا بنا الي ميدان التحرير لنحرره من المأجورين لأن ميدان التحرير للشرفاء .. بينما توجهت انا للمحقق ومعي C.D حقيقي وأكثر من 22 شاهدا كانوا موجودين في ميدان مصطفي محمود يوم 2 فبراير .
حبس بأمر الجزيرة !
والمفاجأة .. قبل ان يبدأ التحقيق معي أعلنت قناة الجزيرة حبسي 51 يوما، فبادرت بإثبات ذلك في محضر التحقيق واعترضت علي ان تحبسني قطر قبل بدء التحقيق لأن أمير قطر وزوجته كانا قد أعلنا في موقعهما الالكتروني الشخصي رصد »2« مليون يورو لقتلي أو حبسي .. ثم شرحت للمحقق موقفي وكيف كنت متواجدا في ميدان التحرير يوم 52 يناير ثم يوم 82 لأن مطالب الشباب وقتها كانت نفس مطالبي وان لدي كتاب موثق » حضرات السادة الطغاة « صدر منذ 5 سنوات كشفت فيه عن حقبة النظام الطاغي الذي » لفق « لي قضية سيد نوفل واسقطني في انتخابات مجلس الشعب اعوام 09 و 59 و 5002 و 0102 وحبسني 3 مرات 78 و 79 و 7002 وهتفت في مؤتمر نقلته القنوات الفضائية يسقط الحزب الوطني، يسقط أحمد عز في وقت لم يكن يقدر أحد علي فتح فمه .. وأنا الذي قلت لحسني مبارك ان رقم »01« الطويل أحمد نظيف والقصير أحمد عز سيخربان مصر، وهاجمني زكريا عزمي وهو الذي كان يرتعد منه الملايين .. فكيف إذن أستأجر بلطجية يقتلون أبنائي في ميدان التحرير وهم الذين ينادون بما أطالب به .. ولو كان هذا اسلوبي لاستخدمت بلطجية في انتخابات مجلس الشعب عندما تعرضت لاطلاق نار داخل اللجنة .. ليس معقولا ان أكون المحامي الذي ترافع في قضية حل الحزب الوطني وقال في المرافعة اطلقوا رصاصة الرحمة علي هذا الحزب الذي زور الانتخابات ونهب خيرات مصر ثم استعين ببلطجية لحمايته .. فأنا منذ اليوم الاول للثورة قلت ان النظام سقط .. ثم بعد كل ذلك يقولون أنني مع النظام الذي كنت علي عداء مزمن معه .
كنت واضحا والكلام يظل لمرتضي منصور في رأيي بأن نحاكم مبارك كما نريد لأنه لا يوجد شخص في مصر فوق القانون لكن لاتهينوه .. وعندما اتجهت الثورة الي إهانته شعرت انها تتعرض للإختطاف والتشويه .
موقعة الجمل
في التحقيق حول موقعة الجمل .. دخلت علي المحقق فقال لي أن أحد الاشخاص ارسل C.D فطلبت مشاهدته وفوجئت أنه مزور صوت وصورة .. المشهد الاول لي وأنا أرتدي ملابس السجن وطاقية زرقاء وبدلة زرقاء واقف في قفص حديدي وصوت صادر يقول هيا بنا علي ميدان التحرير .. والمشهد الثاني لعمرو أديب ورولا خرسا والشيخ خالد الجندي في محادثة هاتفية معي بعد موقعة الجمل باسبوع كنت فيها مع اولادي بميدان التحرير وتم اطلاق أعيرة نارية من بعض اسطح المباني واستغثت بصوتي وقلت يا عمرو شبابنا بيموت في ميدان التحرير .. الا ان المشهد جاء صامتا ومكتوبا علي الشاشة مرتضي منصور في ميدان التحرير .. أما المشهد الثالث فيتضمن » الجمال « وهي تدخل الميدان .. والC.D ماهو الا فيلم كوميدي، وكأنني قلت هيا بنا لميدان التحرير ثم توجهت فورا الي الميدان ثم ادخلت الجمال .. ثم كيف اظهر ذاهبا الي ميدان مصطفي محمود وأنا ارتدي ثياب السجن ومعي قفص حديدي .
قدمت الC.D الحقيقي وأقسمت امام المحكمة مرتين بعدم وجود علاقة لي بموقعة الجمل ولا الاشخاص الذين حرضوا أو تم تحريضهم .. وحكيت انه في يوم 2 فبراير حضر طبيبي الخاص حيث عانيت من الضغط المرتفع والنبض السريع، وحضر لي د . يحيي البستاني احد ملاك قناة أزهري ومعه 3 اشخاص وابلغوني ان مجموعة من الشباب موجودون في ميدان مصطفي محمود ويريدون التوجه لميدان التحرير الآن لانهم يشعرون ان جميع القنوات الفضائية تتجاهلهم وتركز علي ميدان التحرير وهم يريدون ان يصل رأيهم الي الرأي العام وهو الرغبة في الاستقرار والامان .. وتوجهت مع د . يحيي ومن معه الي ميدان مصطفي محمود وبدأت حديثا مع الشباب لاقناعهم بالبقاء وعدم الذهاب لميدان التحرير وهذا واضح جدا في C.D .. وحاول 22 شاهدا اثبات صحة كلامي للمحقق الا انه رفض الاستماع لهم، فكتبوا اقرارات ووثقوها في الشهر العقاري ليؤكدوا براءتي .
تقارير البراءة "
ويشير مرتضي ايضا الي ان البراءة ساهم فيها تقرير تحريات الأمن العام والذي تضمن إسم شخصيين هما اللذان كأنا بطلا هذه الواقعة .. وايضا تقرير لجنة تقصي الحقائق برئاسة المستشار قورة الذي أكد أن موقعة الجمل من تدبير وتنفيذ بعض رموز الحزب الوطني وبعض اعضاء مجلسي الشعب والشوري وعدد من رجال الاعمال بالحزب الوطني .. ثم قال لي المحقق ان هناك خمسة شهود ضدك 3 منهم من الحزب الوطني لا اعرف منهم سوي شريف والي أمين الحزب في الجيزة وانهم قالوا انك كنت في ميدان مصطفي محمود فقلت له لقد كنت في الميدان فعلا لكن لا توجد اتهامات اخري .. فقال ان اثنين تقدما ببلاغين أشارا فيهما بأنهما عند التواجد في ميدان التحرير تم القبض علي اثنين من البلطجية خلال موقعة الجمل وبسؤالهما عن الذي حرضهم ذكروا أسماء 05 شخصا من النظام السابق والحزب الوطني منهم صفوت الشريف وفتحي سرور وأنني أي مرتضي رقم 05 في القائمة .. فقلت له علي الفور هذا دليل براءتي واتحدي لو عرف هؤلاء البلطجية مرتضي منصور فأجاب بانهما بالفعل لا يعرفانك .
شعور القهر
شعرت بالقهر والظلم وقلت حسبي الله ونعم الوكيل لأنني تعرضت لتجاوزات في التحقيق ضدي وضد نقابتي وشعرت ايضا انه لايوجد قانون في مصر وانقبض قلبي علي بلدي .. ثم بدأت أصرخ باعلي صوتي .. ربنا موجود .. فين سيد نوفل اللي ظلمني .. فين بدر القاضي اللي ظلمني .. فين احمد نظيف وكل الاسماء التي طاردتني .. ولم اشعر بنفسي الا في غرفة الرعاية المركزة وحولي 51 طبيبا من القوات المسلحة يحاولون انقاذي وعلمت بعد ذلك انني تقيأت ونزفت من أنفي مرتين، ثم دخلت في غيبوبة الي ان انقذني الله بمساعدة الاطباء ولذلك اتوجه بالشكر للمشير حسين طنطاوي والمجلس العسكري الاعلي الذي أمر بنقلي الي مستشفي المعادي حتي عاد لي الوعي فذهبت الي مستشفي سجن المزرعة وحظيت بكل الرعاية من د . سامي مدير المستشفي ومن العميد احمد عبدالرازق مدير السجن ونائبه العقيد أيمن المصري .
الرحمة قبل العدل
إنتقلت مرتين الي المحكمة في سيارة إسعاف ومعي طبيب مرافق .. ولا أنسي ان القاضيين اللذين أخليا سبيلي كانا يطلبان مني الجلوس وأنا أترافع خوفا علي حياتي وهي الرحمة التي تسبق العدل والتي يدخل بسببها القاضي الي الجنة .. وكنت بالغ التأثر بآلاف المحامين زملائي الذين رفضوا » تلفيق « قضية لزميلهم .. هؤلاء لم يتركوا المحكمة وناموا أمام الدبابات وسيارات الشرطة عندما تم اضافة جملة لم تذكرها المحكمة في الحكم النهائي الذي لايجوز الطعن فيه طبقا للمادة 761 لقانون الاجراءات الجنائية .. وهذه الجملة هي » يخلي سبيله إذا لم يكن مطلوبا أو محبوسا لسبب آخر وكان الهدف ان استمر اسبوعا آخر في السجن .. وكل هذه التجاوزات محل تحقيق ولن أتحدث في تفاصيلها احتراما للقضاء .. لكن ما أحزنني ان أمير قطر رفض استقبال عصام شرف رئيس الوزراء وابلغه رئيس وزراء قطر بأن الامير وزوجته مستاءان لانه تم ابلاغهما بسجن مرتضي منصور بينما جميع وسائل الاعلام اذاعت في المساء اخلاء سبيله .. وعلمت والكلام لمرتضي منصور ان رئيس الوزراء هو الذي أمر بالاستئناف في قرار الافراج عني ارضاء لأمير قطر .
عند هذا الحد بدأ مرتضي وكأنه استكفي من الاسترسال الرافض تماما لتدخلي بالاسئلة .. وقبل ان استعد للحوار طلب مني توجيه الشكر الي أهالي دائرته الانتخابية والي كل الشعب المصري والي اسرته التي وقفت بجانبه وساندته وأثبتت لمصر كلها ان » مستر إكس « لا يمكن أن يموت !.. ثم لم ينس الاشارة الي انه يخشي علي مصر من الفوضي وان تقتصر ثمار الثورة علي تغييرات شكلية مثل الغاء التوقيت الصيفي وتجميد محافظ قنا والخناقة علي مسجد النور وان يضيع دم الشهداء هدرا .
تعب مرتضي منصور من الكلام وتعبت انا من الكتابة .. وظهر أننا الاثنين نتمني ان ينتهي الحوار .. لكن كان لابد وان اسأله السؤال المحوري عن موقفه من الثورة الذي مازال يبدو غامضا ولا نستطيع ان نضعه في اطار واضح رغم ان هذه الثورة هي اجمل ما قدمته مصر في تاريخها القديم والحديث .. وقال : معني الثورة هو تغير المجتمع سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، فهل هذا تغير فعلا .. وعندما تجري انتخابات نزيهة في مجلس الشعب وانتخابات نظيفة في الاتحادات الطلابية والنقابات واتحاد العمال وعندما تختفي كل المواد التي تجعل من الحاكم الها من الدستور وعندما يتم الغاء مجلس الشوري والمجالس المحلية ويختار الناس رؤساء الجامعة وعمداء الكليات ونحتكم الي الصندوق في كل الانتخابات سوف اقول وقتها انها حقا ثورة .. مع التأكيد علي عدم التطاول الذي نراه الآن مع المجلس العسكري والنائب العام رغم ان الاثنين مثالان كبيران للنزاهة والوطنية ولولا الجيش ما نجحت الثورة .
شاهد عيان
ورفضت إلحاح مرتضي منصور ان نكتفي بهذا القدر وقلت له علي الاقل نختار بعض من ااسئلتي التي تجاوز ال 53 سؤالا ونختار عددا محدودا من 52 إسما طلبت منه توجيه رسائل لهم .. وقلت له يستحيل أن أترك شاهد عيان علي مسجونين سوبر دون أن أعرف كيف رأيتهم .. فقال وهو متجهم : مكسورين .. مذلولين .. أدعو الله الا يضع احدا في موضعهما .. رأيتهما في عز مجدهما ورأيتهما في عز انكسارهما .. ورغم انهم جميعا خصومي الا أنني أطلب لهم محاكمة عادلة .. لا اريد ان يحدث لهم ما حدث لي ولغيري طوال 03 سنة لأننا لو سمحنا باهدار العدالة فعلينا ان نسمح لاي نظام حكم يهدر حقوقنا .
وقبل ان يصف بعض النزلاء .. سألته أولا كيف يراهم وهو في المستشفي وهم في العنابر ورد بأنه كان يراهم اثناء الصلاة وفي الزيارات الخارجية .
صدمة ورعب
طيب .. ماذا رأيت في علاء وجمال مبارك؟
لو رأيتهما لن تعرفهما .. نحيلا الجسم .. عيونهما غائرة .. الصدمة والرعب علي ملامحهما .. انطفأ بريق العين وغابت الابتسامة .. وبالمناسبة لا يحملان هواتف محمولة ولا يملكان جهاز تليفزيون خاص وإنما من الجائز منح السجناء جهاز 81 بوصة من جمعية خيرية وكل ما نشرته الصحف عن الذي يجري في سجن مزرعة طرة كذب سواء عن قصد أو تلفيق .. وتعجب عندما قرأت ورأيت صورة عن ملعب الكرة ومباراة بين السجناء ادارها احمد نظيف لان الصورة لم تكن لملعب السجن بل كانت لنادي طرة الرياضي .. هؤلاء اما يقرأون القرآن واما ينخرطون في البكاء واما في حالة اكتئاب .
حوار ضاحك
وما الذي كان يبعث علي الضحك كما قلت في التليفزيون؟
صفوت الشريف يسأل زكريا عزمي هنطلع إمتي ولا احنا مش طالعين .. ويرد زكريا أسكت خلينا هنا .. ده أأمن مكان لنا .
طيب حاجة قهرتك واحزنتك؟
طبعا منظر المساجين بشكل عام .. لكن احزنني أن أري زملاء لي من المحامين يدخلون والسيجار في افواههم ويحصلون علي الملايين في قضايا كانت معروضة علي ورفضتها بدءا من حسني مبارك لانني لم أشأ ان اقول رأيا في وسائل الاعلام يكون له ثمن، ولو وافقت علي قضية واحدة منها لما تعرضت للبهدلة .. هؤلاء الزملاء لم يكلفوا أنفسهم السؤال عني .. الا انني لست نادما .
وماهي حالة صفوت الشريف وزكريا عزمي وفتحي سرور؟
سنهم بقي 021 سنة .. العز والسلطة يمنح الصحة والقوة .. وعندما تخسر العز والسلطة تتذكر وقتها فقط ان الملك لله رب العالمين .
وهل قابلت أحمد عز وكان عدوك اللدود .. وهل فكرت في الاحتكاك به؟
رأيته وهو مكسور وتأثرت كثيرا بنجله صغير السن الذي كان يزوره وجاء لمصافحتي .. الابناء احيانا يدفعون ثمن أخطاء الآباء .. وبالتاكيد لم أفكر في الاحتكاك به لان اخلاصي وديني ووالدي علموني الا أشمت في خصمي .. وبالمناسبة شرطة السجن كانت تعرف الحساسية بيني وبين هؤلاء المساجين وكان مجرد إحساسهم باقتراب أحدهم مني يجعلهم يتحركون نحونا .
ومن هو أكثر المحبوسين تأثرا؟
اسامة الشيخ الاكثر تأثرا لانه مريض وحالته الصحية حرجة .. وكل جريمته انه اشتري مسلسلات .
وحبيب العادلي؟
تتم معاملته مثل أي مسجون ولا صحة لما قيل عن اداء التحية له واختصاصه بمعاملة مختلفة .. لا يحصل علي شيء زيادة ولا ينقص منه شيء عن أي مسجون .
معلهش .. السؤال البايخ .. كيف يقضي المحبوسون حاجتهم؟
كل خمسة مساجين حمام واحد .. وهي حمامات أنشأها مسجونو الاخوان وقت اعتقالهم .
نسيت اسأل عن أنس الفقي؟
غارق في الحزن .. ودائما يقول لو أي واحد مكاني كان لازم ينفذ الاوامر في التليفزيون .
رئيس محتمل
وكعادته في تفجير المفاجآت .. أعلن مرتضي منصور ترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية .. فلماذا أقدم علي هذه الخطوة؟ .. وجاءت الاجابة منه : لم تكن مفاجأة .. حيث سبق وان اعلنت ترشيح نفسي اذا لم يترشح احمد شفيق والجديد الآن انني سأرشح نفسي في كل الحالات دون ارتباط بأحمد شفيق بناء علي رغبة الشعب المصري وتاريخي يؤهلني لذلك علي المستويات السياسية والبرلمانية والرياضية ولم اكن في يوم من الايام محل قضية فساد وكنت اول قاض يستقيل من فوق منصة القضاء احتجاجا علي الفساد والظلم .. وسوف ابدا حملتي من الدقهلية مسقط رأسي ولن اترك محافظة او مركزا الا واتواجد فيها بين الناس .
رسائل الي هؤلاء
ومن بين 52 إسما اختار مرتضي منصور عددا محدودا يبعث اليهم برسائله وهم :
عصام شرف رئيس الوزراء .. أنت رجل نزيه وطيب لكن لا تصلح رئيسا لوزراء مصر ولا رئيسا لحي العجوزة .. فالطيبة والنزاهة فقط لا تكفي لادارة مصر .. لان قبضتك الحديدية اصبحت حريرية .
الاخوان المسلمون .. شاهدتكم وأنتم اسري في السجون مقهورين عام 78 و 7002.. لا تتعاملوا مع النظام السابق كما كان هذا النظام يتعامل معكم .. هذه فرصة تاريخية لا تعوض .. شعب مصر ينتظر منكم الاخلاقيات وعدم الشماتة .. الفرصة لا تأتي الا مرة واحدة فلا تخذلوا انفسكم .. انشروا الحب والتسامح بين المسلمين والمسيحيين .
عمرو موسي .. من حقه ترشيح نفسه لانه شخصية لها كل الاحترام .
محمد البرادعي : لم يعان مثلنا وهرب قبل 52 يناير ولم يعد الا بعد أن تأكد من نجاح الثورة .. وعندما سألوه لماذا لم تكن موجودا منذ اليوم الاول زعم انه لم يشأ سرقة مجهود الشباب والآن هو يسرق الشباب انفسهم .. وجاء الينا بأجندة أمريكية ولم يجرب حياة المصريين الحقيقية وعاش حياة مترفة مستمتعا بليالي الانس في فيينا .
ايمن نور .. أقحم نفسه في الثورة والشباب الانقياء وحاول ان يركب الموجة .. ومعروف انه كان يستقوي بأمريكا ضد وطنه وهو الذي طلب من الرئيس الامريكي السابق جورج بوش قطع المعونة الاقتصادية عن بلده .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.