سيدى الرئيس بدأت وجوه فاسدة تطل برأسها من جديد، منوا أنفسهم بإعادة إنتاج نظام مبارك من جديد، وأشاعوا أنهم قادمون من جديد، بدأت الوجوه الفاسدة من رجال الحزب الوطنى المنحل، الذين يرقصون اليوم على إيقاعات ألفوها بأنفسهم، معتبرين إزاحة الإخوان وبناء نظام سياسى جديد فرصة نموذجية لهم للعودة من جديد بعد كل ما ارتكبوه من فساد وجرائم وتسببوا فى سقوط نظام مبارك. بعضهم دخل السجون، وبعضهم الآخر توارى عن الأضواء، ومنهم من خرج من البلاد وهرب أمواله، تاركا مصر والمصريين لقدرهم فى ظل الفوضى والانفلات الأمنى، ومنهم من ارتدى اللحية، وبدا مستعدا للتعاون مع الجماعة، كثير منهم مدوا يد العون إلى الجماعة، بل إن الأمر لم يقتصر على رجال أعمال الحزب الوطنى، بل امتد ليشمل بعض الشخصيات السياسية التى كانت لصيقة بجمال مبارك، منهم من طلب وساطة قطرية للجلوس مع خيرت الشاطر كى يعرض عليه خدماته، ومن بينها مواجهة حملات رموز القوى المدنية من ليبرالية ويسارية، وكان قبل شهور من دعاة التوريث وخدامه. تركوا الشعب المصرى يواجه مصيره، ولم يشارك أى منهم بالفكر أو الجهد ضد حكم المرشد، والجماعة، بل هناك رجال الأعمال من تعاون معهم، ومن رجال سياسات الحزب الوطنى من عرض عليهم التعاون فى مواجهة القوى المدنية من ليبرالية ويسارية لمساعدة المرشد فى عملية التمكين. جاءت ثورة الثلاثين من يونيو التى خرج فيها الشعب المصرى بالملايين، وانحاز إليها الجيش المصرى لتطيح بحكم المرشد والجماعة، وخلال مرحلة المواجهة والتصدى لعنف الجماعة وإرهابها لم تظهر رموز الحزب الوطنى المنحل، استمروا فى التوارى خشية فشل الثورة، ومن ثم دفع ثمن المشاركة فيها. ما إن نجحت الثورة ووطدت أركانها على الأرض حتى خرج رموز الحزب الوطنى من الجحور التى وضعوا أنفسهم فيها، ومن سبق وتعاون مع الجماعة تبرأ من ذلك معلنا ولاءه للنظام الجديد. وفى مرحلة تالية بدؤوا فى الرقص والاحتفال على الهواء مباشرة، معتبرين ثورة الثلاثين من يوينو بوابة عودتهم للحياة السياسية والاقتصادية من جديد كخطوة على طريق إعادة استنساخ نظام مبارك. بدأ بعضهم فى اختراق الدوائر المقربة من الرئيس، وكعادتهم بدؤوا فى عرض خدماتهم على الرئيس الجديد، وبدؤوا فى إشاعة أنهم قادمون من جديد، عائدون للعمل وفق القواعد التى عملوا بموجبها فى نظام مبارك. من جانبه كان الرئيس عبد الفتاح السيسى واضحا وحاسما فى تأكيد أنه ليس السادات ولا مبارك، هو هو عبد الفتاح السيسى، وأنه غير مدين لأحد، وليس لديه فاتورة ليسددها لأحد، هو مدين فقط للشعب المصرى، الذى منحه التأييد والحب. سيدى الرئيس تكاثر ذئاب «الوطنى» وهم اليوم يحومون حول الدوائر القريبة منك فى محاولة للإشاعة بأن نظام حكمك لن يختلف كثيرا عن نظام مبارك، وأنهم عائدون، وقفوا وراء قرارات كفرض رسوم على استيراد الحديد، كى يرفع محتكر الحديد أحمد عز، بعد خروجه من السجن أسعار الحديد، والبعض يتساءل لماذا تم فرض رسوم على الحديد المستورد فى هذا التوقيت؟ ألا يصب ذلك فى صالح محتكرى إنتاج الحديد فى مصر وضد مصالح عامة المصريين؟ سيدى الرئيس.. لا بد من تشكيل فريق رئاسى من أهل الخبرة والاختصاص، ولا بد من سرعة إصدار القوانين والقرارات اللازمة لرفع الأعباء عن كاهل بسطاء المصريين، وأخيرا لا بد من إبعاد رموز الحزب الوطنى المنحل عن المشهد بالكامل حتى لا تتحمل وزر ما ارتكبوا، ويمكن أن يرتكبوا من جرائم. سيدى الرئيس أرجو أن تتحرك بسرعة قبل أن يهتز تحالف «30 يونيو»، سندك الرئيسى فى الحكم، وقبل أن يصاب الفقراء والبسطاء باليأس. ينشر للمرة الثانية