نعلم سيدى الرئيس أنك تعمل جاهدًا من أجل نقل مصر نقلة نوعية على كل المستويات، ونعلم أنك تحظى بحب المصريين وثقتهم، ليس فى الداخل فقط، بل وفى الخارج أيضا على النحو الذى شهدناه خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة فى شهر سبتمبر الماضى. وتعلم سيدى الرئيس أن الشعب المصرى يعلم تماما أنك أنقذته والمنطقة بالكامل من مخطط كارثى كان يستهدف تفتيت الكيانات الكبيرة، ونعلم أنك غامرت من أجل بلدك بالدخول فى مواجهة مع جماعات العنف والإرهاب، وخضت غمار مواجهة شديدة القسوة مع قوى كبرى كانت جزءًا من المؤامرة على مصر. نعلم وتعلم كل ذلك، ونأمل أن تنجح فى تحقيق كل ما تخطط له من أجل البلد، وما تؤمن به من فكر متطور وحداثة لمصر، وعليك أن تعلم سيادة الرئيس أن الشعب يؤمن بأنك تسعى بالفعل إلى عملية تحديث وتطوير شامل للبلاد. ولكن عليك سيادة الرئيس أن تعلم أيضا أنك تحارب عدوًّا شرسًا لا يعرف قيمًا أو قواعد، عدوًّا فى الداخل والخارج، عدوًّا ينشر الأكاذيب ويسعى لاستغلال كل هفوة أو خطأ، لذلك لا بد من التعامل الفورى مع قضايا حالية عاجلة، قضايا تتعلق بتشكيل الفريق الرئاسى، من مواجهة ما قد بدأ يتبلور من تحالف رأس المال مع السلطة وبروز سياسات احتكارية جديدة، وإبعاد الوجوه الفاسدة من رجال الحزب الوطنى المنحل الذين يرقصون اليوم على إيقاعات ألفوها بأنفسهم، معتبرين إزاحة الإخوان وبناء نظام سياسى جديد فرصة نموذجية لهم للعودة من جديد بعد كل ما ارتكبوه من فساد وجرائم وتسببوا فى سقوط نظام مبارك. نبدأ سيدى الرئيس بالفريق الرئاسى، ونقول إن تشكيل هذا الفريق قد تأخر أكثر من اللازم، عادة ما يشكّل الرئيس فريقه الرئاسى قبل انطلاق حملته الرئاسية، يختار الشخصيات التى سوف تدخل معه قصر الرئاسة. لا بد أن يبدأ الرئيس عمله ومعه طاقم كامل من المستشارين للسياسات الداخلية والخارجية، للقضايا الرئيسية، مستشار لمكافحة الإرهاب، وآخر لمكافحة الفقر، ومستشار للسياسة الخارجية والتعاون الاقتصادى الدولى، ومستشار للتعامل مع المنظمات الدولية، ومستشار للقضايا المتفجرة فى المنطقة لشؤون الإقليم وغيرها من المواقع التى يكون دورها تقديم ملفات هذه القضايا للرئيس، يطّلع عليها ويأخذ منها ما يريد من معلومات، تقدم له حقائق الأمور، وتمده بالبدائل الممكنة للتعامل مع هذه القضايا. عادة ما يركز الرئيس بالأساس على قضايا السياسة الخارجية والأمن بصفة عامة، أما القضايا الأخرى والتفصيلية فعادة ما يقوم الفريق المعاون بإعداد الأوراق الخاصة بها، يشرح القضية والبدائل المختلفة للتعامل معها. ما يقال سيدى الرئيس فى هذا المجال من قِبل جماعة الإخوان وخلاياها والمتعاطفين معها هو أن الرئيس ليس لديه فريق استشارى، وأنه لا يثق فى المدنيين، يحيط نفسه بمجموعة من العسكريين الذين عمل معهم، وهى أقوال تسعى إلى التأثير سلبيا على صورة الرئيس فى الشارع المصرى. لذلك أعتقد شخصيا أنه قد آن الأوان لتشكيل الفريق الرئاسى الذى يعاون الرئيس ويساعده، إذ ليس من المنطقى أن يتابع الرئيس كل صغيرة وكبيرة ويستقطع من وقته لمتابعة قضايا يفترض أن يتابعها أحد المساعدين أو المستشارين ويقدم بها تقريرًا للرئيس. سيدى الرئيس آن الأوان -لمصلحتك الشخصية، ومصلحة موقعك الرئاسى ومصلحة مصر- أن تشكل فريقًا معاونًا لك وتختاره بعناية فائقة وَفْق الخبرة، والكفاءة والسمعة الطيبة.