بسم الله الرحمن الرحيم.. الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه.. في موقعكم "بص وطل" نحاول أن نتواصل معكم للإجابة على الأسئلة التي ترد إلينا.. وفي هذا اللقاء ورد إلينا سؤال يقول:
هل الاغتسال يُعد وضوءا وتجوز الصلاة به؟
المفتَى به عند الشافعية أن ذلك يجوز، وأن الاغتسال هو أكبر من الوضوء، ولذلك يشمل الوضوء وأكثر، وعلى ذلك فإن الإنسان إذا ما اغتسل مثلا من الجنابة أو اغتسلت المرأة من الحيض فإن ذلك يُعد إزالة للحدث الأصغر أيضا الذي يتم أثناء الغسل، فيكون الإنسان بعد الاغتسال متوضئا، وإذا كان يغتسل ترفها أو تبردا أو يغتسل يوم الجمعة أو يوم العيد للسُنة فإنه يجب أن ينوي الوضوء، فقط النية.. ثم أن هذا الاغتسال الذي هو للجسد كله يحل محل الوضوء أيضا، ولكن مع نية الوضوء.
صليت فترة في اتجاه معين وأنا أعتقد أنه الاتجاه الصحيح للقبلة، ولكن قياسي كان خطأ وتبين لي أن اتجاه القبلة بعيد تماما عما كنت أصلي نحوه، فماذا أفعل؟ إذا اكتشفت هذا الخطأ في وقت الصلاة فلا بد عليك أن تُعيد تلك الصلاة، يعني أنا صليت الظهر الأخير واكتشفت وأنا في صلاة الظهر أن القبلة ليست هكذا إنما هي في مكان آخر، فعليّ أن أعيد الظهر ما دام في الوقت، والفجر الذي صليته ومضى وقته فإن الله يقبله ما دام مضى الوقت، حيث إنك قد فعلت ما أمرك الله به، أنك ظننت أن هذا شطر المسجد الحرام فوليت وجهك لا عن قصد أن تنحرف عنه بل عن قصد أن تُحصّله..
ولذلك فإن الله كريم؛ لا تقضي شيئا مما فات وقد وقع صحيحا إن شاء الله، ووقع مقبولا إن شاء الله، ولكن الزمن الذي اكتشفت فيه الخطأ هو الوقت الذي يجب أن تُعيد فيه الصلاة، لماذا؟ لأن هذه الصلاة اكتشفنا أنها لم تكن على وجهها، كما أنه يمكن لي أن أصلي مرة أخرى على الوجه الصحيح، ما زال الوقت باقيا، فالذي عليك هو أن تصلي صلاة واحدة، وهي تلك الصلاة التي اكتشفت في وقتها ذلك الخطأ وما مضى من صلوات يقبله الله.
أشعر دائما بثقل تجاه الوضوء والصلاة، وأحيانا أستطيع أن أتغلّب على هوى نفسي وأتوضأ، وأحيانا تضعف نفسي وأفشل، فما العمل؟
- العمل هو الاستمرار.. أن تستمر في هذه المحاولة ولا تيأس؛ هذا اختبار فلا بد عليك أن تزاول وأن تكافح حتى يوفقك الله سبحانه وتعالى إلى أن تفعل ذلك بسهولة ولين ومن غير تكلف، هذا اختبار فيجب عليك أن تنجح فيه، والنجاح إنما يكون بالاستمرار، استمر في هذه المحاولات، لا تيأس من فشلك أو من تغلّب هواك عليك، بل مرة ثانية وثالثة ورابعة ستجد نفسك لينا وسهلا تستطيع بعد ذلك أن تتفاخر بها، وتقول: "إنني استطعت أن أفعل هذا العمل".
يجب عليك أن تتأكد من رحمة الله، والطريقة الثانية هي ذكر الله، اذكر الله كثيرا خارج الصلاة، تجد نفسك قد طاوعتك على الوضوء وعلى الصلاة وعلى سائر العبادات، ولذكر الله أكبر.