محافظ بني سويف: الرئيس السيسي حول المحافظة لمدينة صناعية كبيرة وطاقة نور    بعد الانخفاض الكبير في عز.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الأحد بالمصانع والأسواق    كولر يتحدث عن: إصابة معلول.. وانفعاله على مصطفى غربال    نجم الأهلي السابق: الزمالك يستطيع حصد لقب كأس الكونفدرالية    من اللائحة.. ماهي فرص الأهلي حال التعادل في إياب نهائي أفريقيا أمام الترجي؟    مع استمرار الموجة شديدة الحرارة.. درجات الحرارة المتوقعة اليوم الأحد 19 مايو 2024    "التصنيع الدوائي" تكشف سبب أزمة اختفاء الأدوية في مصر    بعد ارتفاعه.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الأحد 19 مايو 2024    عماد النحاس: كولر أدار المباراة بشكل متميز.. وغربال كان متوترًا    إجراء من «كاف» ضد اثنين من لاعبي الأهلي عقب مباراة الترجي    وظائف خالية ب وزارة المالية (المستندات والشروط)    «الداحلية» تكشف تفاصيل قيام قائدي السيارات بأداء حركات استعراضية بموكب زفاف بطريق «إسماعيلية الصحراوي»    قفزة جديدة ب160 جنيهًا.. سعر الذهب اليوم الأحد 19 مايو 2024 بالصاغة (آخر تحديث)    صرف 90 % من المقررات التموينية لأصحاب البطاقات خلال مايو    تتعليمات موسم حج 1445..تأشيرة العمرة لا تصلح لأداء الفريضة    أوكرانيا تُسقط طائرة هجومية روسية من طراز "سوخوى - 25"    مدافع الترجي: حظوظنا قائمة في التتويج بدوري أبطال أفريقيا أمام الأهلي    دييجو إلياس يتوج ببطولة العالم للاسكواش بعد الفوز على مصطفى عسل    كولر: قدمنا مستوى جيدًا أمام الترجي.. وعلينا الحذر في لقاء الإياب    رئيس الموساد السابق: نتنياهو يتعمد منع إعادة المحتجزين فى غزة    نقيب الصحفيين: قرار الأوقاف بمنع تصوير الجنازات يعتدي على الدستور والقانون    رقصة على ضفاف النيل تنتهي بجثة طالب في المياه بالجيزة    شافها في مقطع فيديو.. سائق «توك توك» يتهم زوجته بالزنا في كرداسة    كلب مسعور يعقر 3 أشخاص في المنيرة الغربية بالجيزة    اليوم السابع يحتفى بفيلم رفعت عينى للسما وصناعه المشارك فى مهرجان كان    ماجد منير: موقف مصر واضح من القضية الفلسطينية وأهداف نتنياهو لن تتحقق    الفنان محمد بوشريح يناقش قضايا اجتماعية في فيلم «صحراء الواحة» لتسليط الضوء على المجتمعات    خريطة تلاوات القرآن المجود اليوم الأحد بإذاعة القرآن الكريم    أخذتُ ابني الصبي معي في الحج فهل يصح حجُّه؟.. الإفتاء تُجيب    مدرسة ناصر للتربية الفكرية بدمنهور تحصدون المراكز الأولى في المسابقة الرياضية    تزامناً مع الموجة الحارة.. نصائح من الصحة للمواطنين لمواجهة ارتفاع الحرارة    بذور للأكل للتغلب على حرارة الطقس والوزن الزائد    الهبوط والعصب الحائر.. جمال شعبان يتحدث عن الضغط المنخفض    تحليل موعد عيد الأضحى في عام 2024: توقعات وتوجيهات    حريق بالمحور المركزي في 6 أكتوبر    إعادة محاكمة المتهمين في قضية "أحداث مجلس الوزراء" اليوم    شهداء وجرحى جراء القصف الإسرائيلي المستمر على مناطق متفرقة في قطاع غزة    البيت الأبيض: مستشار الأمن القومي الأمريكي سيبحث مع ولي العهد السعودي الحرب في غزة    «غانتس» يمهل نتنياهو حتى 10 يونيو لتحديد استراتيجية واضحة للحرب.. ورئيس الحكومة يرد: هذه هزيمة إسرائيل    على متنها اثنين مصريين.. غرق سفينة شحن في البحر الأسود    مسلم يطرح أحدث أغاني ألبومه الجديد «اتقابلنا» (تعرف على كلماتها)    «فايزة» سيدة صناعة «الأكياب» تكشف أسرار المهنة: «المغزل» أهم أداة فى العمل    «المقصورة الملكية».. المهابة تعانق الجمال فى استاد الإسكندرية الرياضى    حدث بالفن| حفل زفاف ابنة الفنان سامح يسري ونجوم الفن في عزاء زوجة أحمد عدوية وإصابة مخرج بجلطة    تونس.. ضبط 6 عناصر تكفيرية مطلوبين لدى الجهات الأمنية والقضائية    الأزهر يوضح أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة    تعرف علي حكم وشروط الأضحية 2024.. تفاصيل    من 35 ل 40 ألف جنيه.. ارتفاع أسعار الأضاحي بالإسكندرية 2024    هل يعني قرار محكمة النقض براءة «أبوتريكة» من دعم الإرهاب؟ (فيديو)    مصر في 24 ساعة| موجة حارة تضرب البلاد.. وهجوم للغربان في الإسماعيلية    وزير روسي: التبادلات السياحية مع كوريا الشمالية تكتسب شعبية أكبر    نقص أوميغا 6 و3 يعرضك لخطر الوفاة    أدعية مستحبة خلال مناسك الحج.. تعرف عليها    وزير التعليم: التكنولوجيا يجب أن تساعد وتتكامل مع البرنامج التعليمي    نموذج إجابة امتحان اللغة العربية للصف الثالث الإعدادي محافظة الجيزة    إطلاق أول صندوق للطوارئ للمصريين بالخارج قريبًا    «الأوقاف» تفتتح 10 مساجد بعد تجديدها الجمعة المقبلة    مفتي الجمهورية: يجوز التبرع للمشروعات الوطنية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الكتاب الورقي أم الإلكتروني .. جدل افتراضي بين قراء لا يقرأون
نشر في صوت البلد يوم 22 - 10 - 2016


10:12:20
حكيم مرزوقيأليست القراءة واحدة والكتابة واحدة وإن اختلفت الطرق والأدوات؟ هل تغيرت المتعة واختلفت الفائدة، ماذا تغير في رحلة الكلمة منذ اكتشاف الأبجدية الأولى، سواء كانت مكتوبة على الأحجار أو العظام أو الجلود أو الأوراق، وصولا إلى صيغتها الحالية وهي مخزّنة على الشرائح الإلكترونية والحزم الضوئية؟
الكلمة في حقلها المعرفي أو في دلالاتها الأكثر شمولا بمفهومها الوجودي، هي نفسها لم تتغير ومهما كان الحامل المعرفي.
وفي ظل الثورة الرقمية التي يشهدها العالم في هذا القرن، تحول الكتاب من شكله الورقي إلى شكله الإلكتروني، وانتشر انتشارا واسعا بين القراء والكتاب، وبخاصة مع ابتكار شاشات لهذه الكتب تضاهي الصفحات الورقية للكتب التقليدية.
وصار بالإمكان قراءة محتويات الكتاب على أجهزة الكمبيوتر المكتبي، أو المحمول منها، أو الأجهزة الكفيّة، أو عبر استخدام أجهزة مخصصة لذلك مثل "آي فون"، و"آي باد"، و"أندرويد" وغيرها.
وأصبحنا في معارض عربية مثل معرضي الشارقة وأبوظبي نشاهد دور نشر للأطفال والكبار، بعضها لا يوزع سوى أقراص الكتاب الإلكتروني، وبعضها يوزع الكتاب الورقي مصحوبا بقرص للقراءة الإلكترونية، بحسب مزاج القارئ.ولا شك أن لكلا النوعين من الكتاب الورقي والإلكتروني فائدته ودوره ومزاياه.
الكثير يجمع على أنّ العلاقة بين كلا الكتابين، هي علاقة تكامل لا علاقة تنافس، فالكتاب الورقي والإلكتروني يكمّلان بعضهما البعض، فلكل واحد منهما ميزاته وإيجابياته وسلبياته.
المشكلة لم تعد تتوقف عند مجرد المقارنة أو المقاربة أو المفاضلة بين كتاب ورقي وآخر إلكتروني، بل في القراءة نفسها أمام هذا التراجع المرعب والمخيف عن القراءة، حتى باتت الأرقام مفزعة، فمتوسط معدل القراءة في العالم العربي لا يتعدى ربع صفحة للفرد سنويا، وذلك بحسب نتائج خلصت إليها لجنة تتابع شؤون النشر تابعة للمجلس الأعلى للثقافة في مصر.
ويعتبر هذا المعدل منخفضا ومتراجعا عن السنوات الماضية، ففي العام 2003 وبحسب تقرير التنمية البشرية الصادر عن اليونسكو، كان نصيب 80 عربيا من حيث القراءة كتابا واحدا، بينما كان المواطن الأوروبي يقرأ 35 كتابا في السنة، والمواطن الإسرائيلي يقرأ 40 كتابا، ورغم الفارق الكبير في نصيب القراءة للمواطن العربي مقارنة بالأوروبي، إلا أنه يعتبر أفضل من الوقت الحالي، حيث تراجع إلى ربع صفحة فقط وهو معدل كارثي.
وهناك العديد من الأسباب التي تقف وراء أزمة القراءة في الوطن العربي، أهمها ارتفاع مستوى الأمية إلى جانب الصعوبات الاقتصادية التي لا توفر للمواطن العربي الوقت والمال للقراءة، إلى جانب نقص انتشار الكتب، وعدم تشجيع المناهج الدراسية والتربية الأسرية على القراءة، التي تعتبر من الأسباب الرئيسية والواضحة.
لكن هناك أيضا أسباب أخرى تقف وراء تراجع معدلات القراءة في الدول العربية، منها منافسة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي بصفة عامة، حيث يقضي المواطن العربي وقتا أطول في متابعة هذه المواقع بدلا من المطالعة إلى جانب المنافسة من القنوات التلفزيونية الفضائية.
وللخروج من هذه الأزمة لا بد للدول العربية والهياكل القائمة فيها من وزارات الثقافة والشباب والتعليم أن تضع الخطط الاستراتيجية من أجل غرس القراءة في نفوس الصغار والشباب وإتباع برامج تعليمية من شأنها أن تشجع الطلاب على القراءة، إضافة إلى وضع برامج تربوية وأسرية تساهم في تشجيع الأطفال على المطالعة بالمنازل، إلى جانب تخصيص برامج ومسابقات خاصة بالشباب تحببهم في القراءة، وذلك بهدف التغلب على هذه الأزمة التي تهدد العالم العربي ثقافيا وحضاريا وعلميا.
خصائص كثيرة تجمع بين الذين ينتصرون للكتاب الورقي، فغالبيتهم من أجيال لم تفتح عيونها على الكتابة والقراءة والتصفح الإلكتروني، واستطاعت الفئة "المخضرمة" منهم التكيّف مع البعض من التحفظات وإبداء نوع من الحنين إلى الكتاب الورقي، وهو حنين لا يخلو من مسحات رومانسية، كحديثهم عن نعومة الملمس ورائحة الورق وتعليقاتهم على حواشي الصفحات، ووضع العلامات أو حتى أوراق الورود التي تتيبّس بين الأوراق وتحيل القارئ إلى ذكريات ذات واقع وجداني مؤثر، رغم أن المهم في النهاية هو المعلومة.
وكما أشار عشاق الكتاب الورقي إلى قابليته للبيع أو المبادلة أو الإعارة، ونبهوا إلى عدم إمكانية نسخ "الكود" في النسخة الورقية مما يستلزم عليك كتابته وتجربة كل شيء بنفسك وهذا أفضل للتعلم. ثم إنك لا تملك إمكانيّة إعادة بيع الكتب الإلكترونيّة، لكن إن كنت من عشّاق جمع الكتب وبيعها، فالكتب الإلكترونيّة لا توفّر لك هذه الخاصيّة على عكس الكتب الورقية المطبوعة.
القراءة من الشاشات الرقمية تسبب الإجهاد البصري ولا تتطلب عملية القراءة من الورق أجهزة خاصة، وتعد مريحة أكثر للعين. والكتاب المطبوع يمكن أن يكون صديقا البيئة نظرا إلى اعتماد الكثير من الطبعات الحديثة على مواد عضوية في عملية الإنتاج.
وأغلبيّة الناس يستخدمُون إمّا الحاسوب وإما الهاتف لقراءة الكتب الإلكترونية، لكن هذا الأمر مزعج بالنسبة إلى الأشخاص الذين يقرأون لمدة طويلة. إن كُنت في مكان لا يوجد فيه إنترنت أو أنّك لم تقم بحجم جهاز الهاتف معك للقراءة، فلن تتمكّن من قراءة الكتب الإلكترونيّة، بينما سيكون بإمكانِك شراء كتاب من مكتبة الحي دون الحاجة لجهاز، ويتوفّر أغلب القارئات الإلكترونيّة على بطاريّات جيّدة، لكن ماذا إن نسيت شحن الجهاز كهربائيّا؟ لن تواجه هذه المشكلة مع كتاب ورقي.
البعض من الدراسات الحديثة تشير إلى أن قراءة الأطفال من الأجهزة الإلكترونية مباشرة تضعف الديناميكية التي تقود لتطور اللغة، باعتبار أنها تفتقد للتفاعلات المتبادلة بين الطفل والوالدين أثناء قراءة الكتب المطبوعة.
وفي دراسة أجريت في العام 2013، توصل الباحثون إلى انخفاض معدل استيعاب القراءة لدى الأطفال الذين تراوح أعمارهم بين الثالثة والخامسة، وقرأ لهم آباؤهم من كتب إلكترونية، مقارنة بالأطفال الذين استخدم آباؤهم كتبا تقليدية، وعلى غرار ذلك، فربما يتمثل التهديد الأكبر للكتب الإلكترونية التي تتضمن حكايات صوتية للأطفال في أنها تدفع الآباء للتنصل من مسؤولياتهم التعليمية، بحسب الباحث من الرابطة الوطنية لتعليم الأطفال الصغار، كيلي سنو.
ويقول الروائي السوداني أمير تاج السر "ربما يكون الأمر عاديا لأجيال جديدة نشأت في وجود التكنولوجيا وتستخدمها روتينيا في كل ساعة من اليوم، لكنه شيء مرعب لي ولأبناء جيلي الذين تعودوا على مصادقة الكتاب".
سألنا صلاح صلّوحة، أشهر ورّاقي دمشق، عن سرّ عشقه للكتب بيعا وشراء وقراءة، فقال إنه كان يستهلك في اليوم الواحد قرابة 5 كيلوغرامات من الجرائد والمجلات والكتب ليلف بها قطع حلوى الهريسة ويقدمها للزبائن المحيطين بعربة والده في ستينات القرن الماضي، وكان بجواره الشاعر الشعبي محي الدين البديوي، يعمل ورّاقا يبيع الكتب ويتحلى بهريسة صلاح مقابل أن يروي له الحكايات والطرائف للطفل الواقف أمام العربة التي تعيل ثمانية أنفار من البنين والبنات، لم يستطع أي منهم إتمام دراسته بسبب الفقر.
واشترى منه أحد المهووسين بالقراءة كل نسخ المجلات والكتب التي بحوزته بسعر مغر، ثم اعتاد الجلوس كل يوم على قارعة الطريق وهو يأكل قطعة الهريسة ويروي ما يقرأ من قصص للطفل الذي “غرق في بحر الورق”، على حد تعبيره وامتهن بيعها على أرصفة دمشق.
ولم يكن صلاح وقتها في مثل نجومية الوراق فاروق قدسيا الذي كان يقتني الكتب ذات الصفحات الناقصة ثم يكملها من محض خياله وعلى طريقته ويعيد بيعها.
وصلاح صلوحة، الوراق الدمشقي الشهير، مازال يزاول مهنته بشغف تحت جحيم القصف، وهو يذكرنا في عشقه للكتب بإحدى شخصيات رواية سيران ودي بيرجراك، الذي كان يدفع للأطفال بثمن الشطائر مقابل حصوله على الأوراق المكتوبة التي لفّت بها تلك الشطائر. ويملك صلاح صلوحة ما يعادل حجم بناية في طابقين من الكتب والمطبوعات وحتى المخطوطات، لكنه يسكن قبوا بالإيجار لا تتعدى مساحته بضعة أمتار.
ركام الكتب الذي سقط فوق الجاحظ، وتسبب في موته لاحقا كما تقول البعض من الروايات الجانحة نحو المبالغة، تختصره اليوم شريحة ليزرية واحدة أو اثنتان من وزن الريشة..
هل نقول تبّا لهذه الأسفار والكتب الورقية التي قتلت رجلا في حجم سيد المتكلمين والمعتزلة، أبوعثمان عمرو بن بحر الجاحظ الذي غازلها بقوله “الكتاب هو الذي إن نظرت فيه أطال إمتاعك، وشحذ طباعك، وبسط لسانك، وجوَّد بيانك، وفخَّم ألفاظك، وعمَّر صدرك، وحباك تعظيم الأقوام، ومنحك صداقة الملوك، يطيعك في الليل طاعته بالنهار، وفي السفر طاعته في الحضر، وهو المعلم الذي إن افتقرت إليه لم يحقرك، وإن قطعت عنه المادة لم يقطع عنك الفائدة، وإن عزلت لم يدع طاعتك..".
الكتابة والقراءة على الإنترنت لا تتطلّبان تحضيرا وإعدادا وتهيئة أجواء مناسبة، فكل ما تحتاجه جهاز يوضع في كم ثوبك، ولا ينتظر منك إلاّ الإتقان.. إنها تذكّر بحادثة الرشيد الذي قال لعازف الناي “تهيأ غدا لترافقني” فأجابه “الناي في كم ثوبي والريح في فمي، فعلى ما أتهيأ؟".
الكتابة والنشر في الإنترنت يتميزان ب”المكافأة الفورية”، حيث تستطيع أن تقرأ ما كتبته فورا منشورا في الفضاء العالمي من خلال شاشة الكمبيوتر.
كما يمكن للمادة المنشورة أن تنشر في العشرات من المواقع الأخرى من خلال تداولها وبسرعة كبيرة، أو من خلال إرسالها عبر البريد الإلكتروني والقوائم والمجموعات البريدية، حيث يمكن إرسال موضوع معين لعشرات الآلاف أو للملايين من العناوين البريدية خلال دقائق.
والنشر على الإنترنت أرخص ثمنا وتكلفة من الناحية المادية، فعلى الرغم من تكاليف جهاز الكمبيوتر وصيانته وبرامجه وأسعار الاتصال بالشبكة وتكلفة استضافة الموقع وثمن اسمه، إلا أنه يظل أقل تكلفة مقارنة بالتكلفة الباهظة لإصدار مطبوعة ورقية (كتاب أو مجلة أو غير ذلك).
وفي موقع أمازون الشهير لبيع الكتب مثلا، وحين تستعرض تفاصيل كتاب ما تجد عبارة تقول “اطلب من الناشر أن ينشره إلكترونيا لتقرأه عبر الجهاز”، وعند الضغط عليها تصبح طلبا رسميا من قارئ إلكتروني يريد الكتاب إلكترونيا، وتذهب إلى الناشر مباشرة الذي دون شك سوف يستجيب إن كان عدد الطلبات على القراءة الإلكترونية جيدا.
وعلى المتصفح لتلك المواقع أن يختار الطريقة التي سيقرأ بها، ولا بد أنه سيجد أن تحميل الكتاب مباشرة بعد دفع نصف سعر النسخة الورقية، أسهل بكثير من طلبه ورقيا، والانتظار عدة أيام أو ربما أشهر حتى يحصل عليه.
ويعتمد إعداد النص كليا على البيئة الرقمية، ويتميز بسرعة التجهيز مع إمكانية الوصول إلى قاعدة عريضة من المستفيدين عبر الإنترنت، وتستغرق عملية نسخ الكتاب الإلكتروني الواحد قدرا محددا من الوقت والجهد، حيث يتم خزن النص على أقراص ضوئية وأقراص مرنة وغيرها.
وتشتمل المحتويات على النص بالإضافة إلى عناصر الوسائط المتعددة والروابط الفائقة ويعتمد على التفاعلية ما بين المحتوى والمستفيد، وثمة إمكانية لاستخدامه من جانب ذوي الاحتياجات الخاصة كضعاف البصر والسمع، ومن لا يستطيع الانتقال إلى المكتبة.
وتتطلب العملية الإلكترونية نفقات مادية بسيطة في مسألة الإنتاج أو دون نفقات، كما أنّ سعة الصفحة متغيرة طبقا لحجم شاشة العرض، وتمكن قراءة الكتب الإلكترونية في الضوء الخافت أو الظلام الداكن عن طريق جهاز القراءة ذي الخلفية المضاء، ويستغل مساحة أقل حيث يمكن حمل المئات بل الآلاف على جهاز واحد فقط.
ومن النادر حدوث أي ضرر في نظامي القراءة والكتابة الإلكترونية، حيث أنه يتم إنشاء نسخ احتياطية مضغوطة في مكان آخر حتى يمكن الرجوع إليها بسهولة، مما يوفر الكثير من الجهد والوقت، بينما تكون المادة لتي يسجل عليها النص في الكتاب الورقي دائما من الورق القابل للتلف.
ويتطلب الكتاب الورقي نفقات وتكاليف أكثر في الورق والأحبار والطباعة والجمع والتسليم. فسعة الصفحة ثابتة في الكتاب الكلاسيكي، وهي أبعاد العرض والطول للورقة، ويمكن استخدامه في ظروف بيئية مختلفة، لكن لا يمكن استخدامه في الضوء الخافت، ويتطلب مساحات واسعة للحفظ وحيزا من المكتبة أو الرفوف.
وأخيرا لا بد من التعاون دائما بين الإلكتروني والورقي في القراءة والكتابة ولا يجوز الطلاق بينهما، بل يمكن أن يجري التبادل بينهما بشكل إيجابي.. المهم أن تعود أمة “اقرأ” للقراءة.
10:12:20
حكيم مرزوقيأليست القراءة واحدة والكتابة واحدة وإن اختلفت الطرق والأدوات؟ هل تغيرت المتعة واختلفت الفائدة، ماذا تغير في رحلة الكلمة منذ اكتشاف الأبجدية الأولى، سواء كانت مكتوبة على الأحجار أو العظام أو الجلود أو الأوراق، وصولا إلى صيغتها الحالية وهي مخزّنة على الشرائح الإلكترونية والحزم الضوئية؟
الكلمة في حقلها المعرفي أو في دلالاتها الأكثر شمولا بمفهومها الوجودي، هي نفسها لم تتغير ومهما كان الحامل المعرفي.
وفي ظل الثورة الرقمية التي يشهدها العالم في هذا القرن، تحول الكتاب من شكله الورقي إلى شكله الإلكتروني، وانتشر انتشارا واسعا بين القراء والكتاب، وبخاصة مع ابتكار شاشات لهذه الكتب تضاهي الصفحات الورقية للكتب التقليدية.
وصار بالإمكان قراءة محتويات الكتاب على أجهزة الكمبيوتر المكتبي، أو المحمول منها، أو الأجهزة الكفيّة، أو عبر استخدام أجهزة مخصصة لذلك مثل "آي فون"، و"آي باد"، و"أندرويد" وغيرها.
وأصبحنا في معارض عربية مثل معرضي الشارقة وأبوظبي نشاهد دور نشر للأطفال والكبار، بعضها لا يوزع سوى أقراص الكتاب الإلكتروني، وبعضها يوزع الكتاب الورقي مصحوبا بقرص للقراءة الإلكترونية، بحسب مزاج القارئ.ولا شك أن لكلا النوعين من الكتاب الورقي والإلكتروني فائدته ودوره ومزاياه.
الكثير يجمع على أنّ العلاقة بين كلا الكتابين، هي علاقة تكامل لا علاقة تنافس، فالكتاب الورقي والإلكتروني يكمّلان بعضهما البعض، فلكل واحد منهما ميزاته وإيجابياته وسلبياته.
المشكلة لم تعد تتوقف عند مجرد المقارنة أو المقاربة أو المفاضلة بين كتاب ورقي وآخر إلكتروني، بل في القراءة نفسها أمام هذا التراجع المرعب والمخيف عن القراءة، حتى باتت الأرقام مفزعة، فمتوسط معدل القراءة في العالم العربي لا يتعدى ربع صفحة للفرد سنويا، وذلك بحسب نتائج خلصت إليها لجنة تتابع شؤون النشر تابعة للمجلس الأعلى للثقافة في مصر.
ويعتبر هذا المعدل منخفضا ومتراجعا عن السنوات الماضية، ففي العام 2003 وبحسب تقرير التنمية البشرية الصادر عن اليونسكو، كان نصيب 80 عربيا من حيث القراءة كتابا واحدا، بينما كان المواطن الأوروبي يقرأ 35 كتابا في السنة، والمواطن الإسرائيلي يقرأ 40 كتابا، ورغم الفارق الكبير في نصيب القراءة للمواطن العربي مقارنة بالأوروبي، إلا أنه يعتبر أفضل من الوقت الحالي، حيث تراجع إلى ربع صفحة فقط وهو معدل كارثي.
وهناك العديد من الأسباب التي تقف وراء أزمة القراءة في الوطن العربي، أهمها ارتفاع مستوى الأمية إلى جانب الصعوبات الاقتصادية التي لا توفر للمواطن العربي الوقت والمال للقراءة، إلى جانب نقص انتشار الكتب، وعدم تشجيع المناهج الدراسية والتربية الأسرية على القراءة، التي تعتبر من الأسباب الرئيسية والواضحة.
لكن هناك أيضا أسباب أخرى تقف وراء تراجع معدلات القراءة في الدول العربية، منها منافسة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي بصفة عامة، حيث يقضي المواطن العربي وقتا أطول في متابعة هذه المواقع بدلا من المطالعة إلى جانب المنافسة من القنوات التلفزيونية الفضائية.
وللخروج من هذه الأزمة لا بد للدول العربية والهياكل القائمة فيها من وزارات الثقافة والشباب والتعليم أن تضع الخطط الاستراتيجية من أجل غرس القراءة في نفوس الصغار والشباب وإتباع برامج تعليمية من شأنها أن تشجع الطلاب على القراءة، إضافة إلى وضع برامج تربوية وأسرية تساهم في تشجيع الأطفال على المطالعة بالمنازل، إلى جانب تخصيص برامج ومسابقات خاصة بالشباب تحببهم في القراءة، وذلك بهدف التغلب على هذه الأزمة التي تهدد العالم العربي ثقافيا وحضاريا وعلميا.
خصائص كثيرة تجمع بين الذين ينتصرون للكتاب الورقي، فغالبيتهم من أجيال لم تفتح عيونها على الكتابة والقراءة والتصفح الإلكتروني، واستطاعت الفئة "المخضرمة" منهم التكيّف مع البعض من التحفظات وإبداء نوع من الحنين إلى الكتاب الورقي، وهو حنين لا يخلو من مسحات رومانسية، كحديثهم عن نعومة الملمس ورائحة الورق وتعليقاتهم على حواشي الصفحات، ووضع العلامات أو حتى أوراق الورود التي تتيبّس بين الأوراق وتحيل القارئ إلى ذكريات ذات واقع وجداني مؤثر، رغم أن المهم في النهاية هو المعلومة.
وكما أشار عشاق الكتاب الورقي إلى قابليته للبيع أو المبادلة أو الإعارة، ونبهوا إلى عدم إمكانية نسخ "الكود" في النسخة الورقية مما يستلزم عليك كتابته وتجربة كل شيء بنفسك وهذا أفضل للتعلم. ثم إنك لا تملك إمكانيّة إعادة بيع الكتب الإلكترونيّة، لكن إن كنت من عشّاق جمع الكتب وبيعها، فالكتب الإلكترونيّة لا توفّر لك هذه الخاصيّة على عكس الكتب الورقية المطبوعة.
القراءة من الشاشات الرقمية تسبب الإجهاد البصري ولا تتطلب عملية القراءة من الورق أجهزة خاصة، وتعد مريحة أكثر للعين. والكتاب المطبوع يمكن أن يكون صديقا البيئة نظرا إلى اعتماد الكثير من الطبعات الحديثة على مواد عضوية في عملية الإنتاج.
وأغلبيّة الناس يستخدمُون إمّا الحاسوب وإما الهاتف لقراءة الكتب الإلكترونية، لكن هذا الأمر مزعج بالنسبة إلى الأشخاص الذين يقرأون لمدة طويلة. إن كُنت في مكان لا يوجد فيه إنترنت أو أنّك لم تقم بحجم جهاز الهاتف معك للقراءة، فلن تتمكّن من قراءة الكتب الإلكترونيّة، بينما سيكون بإمكانِك شراء كتاب من مكتبة الحي دون الحاجة لجهاز، ويتوفّر أغلب القارئات الإلكترونيّة على بطاريّات جيّدة، لكن ماذا إن نسيت شحن الجهاز كهربائيّا؟ لن تواجه هذه المشكلة مع كتاب ورقي.
البعض من الدراسات الحديثة تشير إلى أن قراءة الأطفال من الأجهزة الإلكترونية مباشرة تضعف الديناميكية التي تقود لتطور اللغة، باعتبار أنها تفتقد للتفاعلات المتبادلة بين الطفل والوالدين أثناء قراءة الكتب المطبوعة.
وفي دراسة أجريت في العام 2013، توصل الباحثون إلى انخفاض معدل استيعاب القراءة لدى الأطفال الذين تراوح أعمارهم بين الثالثة والخامسة، وقرأ لهم آباؤهم من كتب إلكترونية، مقارنة بالأطفال الذين استخدم آباؤهم كتبا تقليدية، وعلى غرار ذلك، فربما يتمثل التهديد الأكبر للكتب الإلكترونية التي تتضمن حكايات صوتية للأطفال في أنها تدفع الآباء للتنصل من مسؤولياتهم التعليمية، بحسب الباحث من الرابطة الوطنية لتعليم الأطفال الصغار، كيلي سنو.
ويقول الروائي السوداني أمير تاج السر "ربما يكون الأمر عاديا لأجيال جديدة نشأت في وجود التكنولوجيا وتستخدمها روتينيا في كل ساعة من اليوم، لكنه شيء مرعب لي ولأبناء جيلي الذين تعودوا على مصادقة الكتاب".
سألنا صلاح صلّوحة، أشهر ورّاقي دمشق، عن سرّ عشقه للكتب بيعا وشراء وقراءة، فقال إنه كان يستهلك في اليوم الواحد قرابة 5 كيلوغرامات من الجرائد والمجلات والكتب ليلف بها قطع حلوى الهريسة ويقدمها للزبائن المحيطين بعربة والده في ستينات القرن الماضي، وكان بجواره الشاعر الشعبي محي الدين البديوي، يعمل ورّاقا يبيع الكتب ويتحلى بهريسة صلاح مقابل أن يروي له الحكايات والطرائف للطفل الواقف أمام العربة التي تعيل ثمانية أنفار من البنين والبنات، لم يستطع أي منهم إتمام دراسته بسبب الفقر.
واشترى منه أحد المهووسين بالقراءة كل نسخ المجلات والكتب التي بحوزته بسعر مغر، ثم اعتاد الجلوس كل يوم على قارعة الطريق وهو يأكل قطعة الهريسة ويروي ما يقرأ من قصص للطفل الذي “غرق في بحر الورق”، على حد تعبيره وامتهن بيعها على أرصفة دمشق.
ولم يكن صلاح وقتها في مثل نجومية الوراق فاروق قدسيا الذي كان يقتني الكتب ذات الصفحات الناقصة ثم يكملها من محض خياله وعلى طريقته ويعيد بيعها.
وصلاح صلوحة، الوراق الدمشقي الشهير، مازال يزاول مهنته بشغف تحت جحيم القصف، وهو يذكرنا في عشقه للكتب بإحدى شخصيات رواية سيران ودي بيرجراك، الذي كان يدفع للأطفال بثمن الشطائر مقابل حصوله على الأوراق المكتوبة التي لفّت بها تلك الشطائر. ويملك صلاح صلوحة ما يعادل حجم بناية في طابقين من الكتب والمطبوعات وحتى المخطوطات، لكنه يسكن قبوا بالإيجار لا تتعدى مساحته بضعة أمتار.
ركام الكتب الذي سقط فوق الجاحظ، وتسبب في موته لاحقا كما تقول البعض من الروايات الجانحة نحو المبالغة، تختصره اليوم شريحة ليزرية واحدة أو اثنتان من وزن الريشة..
هل نقول تبّا لهذه الأسفار والكتب الورقية التي قتلت رجلا في حجم سيد المتكلمين والمعتزلة، أبوعثمان عمرو بن بحر الجاحظ الذي غازلها بقوله “الكتاب هو الذي إن نظرت فيه أطال إمتاعك، وشحذ طباعك، وبسط لسانك، وجوَّد بيانك، وفخَّم ألفاظك، وعمَّر صدرك، وحباك تعظيم الأقوام، ومنحك صداقة الملوك، يطيعك في الليل طاعته بالنهار، وفي السفر طاعته في الحضر، وهو المعلم الذي إن افتقرت إليه لم يحقرك، وإن قطعت عنه المادة لم يقطع عنك الفائدة، وإن عزلت لم يدع طاعتك..".
الكتابة والقراءة على الإنترنت لا تتطلّبان تحضيرا وإعدادا وتهيئة أجواء مناسبة، فكل ما تحتاجه جهاز يوضع في كم ثوبك، ولا ينتظر منك إلاّ الإتقان.. إنها تذكّر بحادثة الرشيد الذي قال لعازف الناي “تهيأ غدا لترافقني” فأجابه “الناي في كم ثوبي والريح في فمي، فعلى ما أتهيأ؟".
الكتابة والنشر في الإنترنت يتميزان ب”المكافأة الفورية”، حيث تستطيع أن تقرأ ما كتبته فورا منشورا في الفضاء العالمي من خلال شاشة الكمبيوتر.
كما يمكن للمادة المنشورة أن تنشر في العشرات من المواقع الأخرى من خلال تداولها وبسرعة كبيرة، أو من خلال إرسالها عبر البريد الإلكتروني والقوائم والمجموعات البريدية، حيث يمكن إرسال موضوع معين لعشرات الآلاف أو للملايين من العناوين البريدية خلال دقائق.
والنشر على الإنترنت أرخص ثمنا وتكلفة من الناحية المادية، فعلى الرغم من تكاليف جهاز الكمبيوتر وصيانته وبرامجه وأسعار الاتصال بالشبكة وتكلفة استضافة الموقع وثمن اسمه، إلا أنه يظل أقل تكلفة مقارنة بالتكلفة الباهظة لإصدار مطبوعة ورقية (كتاب أو مجلة أو غير ذلك).
وفي موقع أمازون الشهير لبيع الكتب مثلا، وحين تستعرض تفاصيل كتاب ما تجد عبارة تقول “اطلب من الناشر أن ينشره إلكترونيا لتقرأه عبر الجهاز”، وعند الضغط عليها تصبح طلبا رسميا من قارئ إلكتروني يريد الكتاب إلكترونيا، وتذهب إلى الناشر مباشرة الذي دون شك سوف يستجيب إن كان عدد الطلبات على القراءة الإلكترونية جيدا.
وعلى المتصفح لتلك المواقع أن يختار الطريقة التي سيقرأ بها، ولا بد أنه سيجد أن تحميل الكتاب مباشرة بعد دفع نصف سعر النسخة الورقية، أسهل بكثير من طلبه ورقيا، والانتظار عدة أيام أو ربما أشهر حتى يحصل عليه.
ويعتمد إعداد النص كليا على البيئة الرقمية، ويتميز بسرعة التجهيز مع إمكانية الوصول إلى قاعدة عريضة من المستفيدين عبر الإنترنت، وتستغرق عملية نسخ الكتاب الإلكتروني الواحد قدرا محددا من الوقت والجهد، حيث يتم خزن النص على أقراص ضوئية وأقراص مرنة وغيرها.
وتشتمل المحتويات على النص بالإضافة إلى عناصر الوسائط المتعددة والروابط الفائقة ويعتمد على التفاعلية ما بين المحتوى والمستفيد، وثمة إمكانية لاستخدامه من جانب ذوي الاحتياجات الخاصة كضعاف البصر والسمع، ومن لا يستطيع الانتقال إلى المكتبة.
وتتطلب العملية الإلكترونية نفقات مادية بسيطة في مسألة الإنتاج أو دون نفقات، كما أنّ سعة الصفحة متغيرة طبقا لحجم شاشة العرض، وتمكن قراءة الكتب الإلكترونية في الضوء الخافت أو الظلام الداكن عن طريق جهاز القراءة ذي الخلفية المضاء، ويستغل مساحة أقل حيث يمكن حمل المئات بل الآلاف على جهاز واحد فقط.
ومن النادر حدوث أي ضرر في نظامي القراءة والكتابة الإلكترونية، حيث أنه يتم إنشاء نسخ احتياطية مضغوطة في مكان آخر حتى يمكن الرجوع إليها بسهولة، مما يوفر الكثير من الجهد والوقت، بينما تكون المادة لتي يسجل عليها النص في الكتاب الورقي دائما من الورق القابل للتلف.
ويتطلب الكتاب الورقي نفقات وتكاليف أكثر في الورق والأحبار والطباعة والجمع والتسليم. فسعة الصفحة ثابتة في الكتاب الكلاسيكي، وهي أبعاد العرض والطول للورقة، ويمكن استخدامه في ظروف بيئية مختلفة، لكن لا يمكن استخدامه في الضوء الخافت، ويتطلب مساحات واسعة للحفظ وحيزا من المكتبة أو الرفوف.
وأخيرا لا بد من التعاون دائما بين الإلكتروني والورقي في القراءة والكتابة ولا يجوز الطلاق بينهما، بل يمكن أن يجري التبادل بينهما بشكل إيجابي.. المهم أن تعود أمة “اقرأ” للقراءة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.