أشبه بالقصور الملكية فى مصر، غير أنها مقصورة متحفية رياضية فريدة من نوعها تزين جنبات استاد الإسكندرية الرياضى، أول وأقدم استاد رياضى فى قارة إفريقيا، حيث شهدت المقصورة الملكية أو القاعة الملكية الموجودة فى استاد الاسكندرية، أحداثًا تاريخية عديدة جسدت حقبًا زمنية فى تاريخ مصر. وتضم المقصورة مجموعات متنوعة وفريدة من الإكسسوارات والأزرار والبرانس والأتواك العسكرية الخاصة بالملك فاروق، فضلًا عن مجموعات من الكؤوس الرياضية والإهداءات الدولية من الرياضيين والهيئات الرياضية الأجنبية والعربية، ما يجعل هذه المقتنيات فى المقصورة الملكية وكأنها متحف رياضى متخصص فى الإسكندرية، كما تضم مجموعات من الهدايا الخاصة بالملك و3 جوازات سفر للملك فاروق (جواز سفر سياسى وجواز دبلوماسى وجواز خاص)، كما تضم قصاصات من الأحداث التى كانت شاهدة على العصر بالنسبة للملكية وعلى رأسها تخلى الملك فاروق عن عرش مصر وخروجه من مصر. أحمد عبدالفتاح، عميد الأثريين فى الإسكندرية، المشرف العام على آثار ومتاحف الإسكندرية السابق، قال إن المقصورة الملكية وما تضمه من مقتنيات تجسد تاريخًا وحقبًا زمنية مهمة فى مصر، ما يجعل استاد الإسكندرية واحدًا من أعرق ملاعب العالم الرياضية. وأوضح «عبدالفتاح»، ل«المصرى اليوم»، أن المقصورة تصنف كونها واحدة من روائع الصالونات الملكية الموجودة فى الإسكندرية، لأنها اقترنت بالأحداث العظمى الرياضية والمناسبات السياسية المهمة التى وقعت فى المدينة الساحلية، فكان الملك فؤاد ومن بعده الملك فاروق والرئيس الراحل جمال عبدالناصر، يشهدون الفعاليات الرياضية من خلال الجلوس فى الاستراحة الملكية أو المقصورة الملكية. ولفت الى أنها تعتبر قطعة من الفن الممزوج بين المعمار والفن، ومصممة بذوق إيطالى رفيع ويقترن فيها المهابة بالجمال، وتمثل روح الملكية فى مصر وتنبض بها القاعة بأريج الملكية، كما أنها بشكلها ورونقها وعناصرها المعمارية وطرازها الإيطالى الرفيع، تعتبر استكمالًا وامتدادًا للقصور الملكية والرئاسية فى الإسكندرية بعد قصر رأس التين وقصر السلاملك فى المنتزه والصفا، فهى قاعة ذات طابع ملكى خاص فى المدينة، لا تزال محتفظة بقوامها وهيبتها وجمالها ورونقها وجمالها. وأشار إلى أن المحافظة بذلت جهودًا ملموسة فى سبيل الحفاظ على التراث ومن بينها المقصورة الملكية، كما أن الدولة تولى اهتمامًا غير مسبوق بالتراث فى مصر، لم يحدث منذ عام 1952 وحتى الآن. وعن وصفها، قال عبدالفتاح إنها تضم حجرة صالون ومجموعة إكسسوارات لخدمة الضيوف ومطبخًا لإعداد المشروبات وقاعة مائدة بسيطة، ما يجعلها قصرًا ملكيًا مصغرًا مقارنة بالقصور الكبيرة، كما أن القاعة لها شرفة متصلة بسلالم داخلية تؤدى إلى داخل الملعب مباشرة. ولفت إلى أن المقصورة شهدت إعلان الرئيس الراحل جمال عبدالناصر قانون الاشتراكية منها. وقال إنها تمثل وجهة سياحية وتاريخية للمدينة، فضلا عن كونها تعد متحف الرياضة الفريد بالإسكندرية، لأنها تؤرخ لإسهام الإسكندرية فى دورات البحر الأبيض المتوسط، من بدايات إنشائها، وأن تاريخ الإسكندرية الرياضى تجسده هذه القاعة. وشهدت المقصورة زيارة الملك أحمد فؤاد الأول، خلال زيارته الإسكندرية قبل أسابيع برفقة نجله الأمير محمد على، ودوّن كلمة فى سجل كبار الزوار قال فيها: «تشرفت بزيارة غرفة جدى»، وجلس على كرسى جده الملك فاروق الأول. وتقع المقصورة الملكية داخل استاد الإسكندرية، الذى يضم العديد من المواقع الأثرية، من بينها طابية رشيد، وهى الحصن الذى تحطمت عليه أحلام الغزاة الراغبين فى احتلال الاسكندرية، إبان فترة حكم الأسرة العلوية، وتحتضن منطقة الشلالات العديد من المواقع الأثرية، يأتى على رأسها طابية رشيد، والتى تمثل أحد الحصون العسكرية لحماية المدينة، حيث تجاور طابية النحاسين، فضلًا عن البرج الغربى، الموجود بالمنطقة.
