ساعات قليلة وينطلق ماراثون انتخابات التجديد النصفي للكونجرس الأمريكي بغرفتيه" الشيوخ والنواب" التي تجرى كل عامين، إذ يتوجه ملايين الناخبين لمراكز الاقتراع بالولاياتالمتحدةالأمريكية للتصويت في الانتخابات والتي تحظى باهتمام دولي وإعلامي كبير. وتعد انتخابات التجديد النصفي للكونجرس الأمريكي بمثابة اختبار للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إذ تحظى هذه الانتخابات بقدر كبير من الترقب والانتظار من قبل الجهات الدولية، ولاسيما في ظل الازمات التي تواجهها الولاياتالمتحدةالامريكية مع العديد من الدول على رأسها إيران وفلسطين، لذلك فإنه يمكن لنتائج هذه الانتخابات أن يكون لها تأثير على الاتجاه الذي تسير نحوه البلاد. وفي هذا الصدد، رأى عدد من خبراء العلاقات الدولية أن انتخابات التجديد النصفي هذا العام تختلف عما سبقها في الاعوام الماضية نظرًا للصراع القائم بين الرئيس الامريكي دونالد ترامب والحزب الديمقراطي وأيضًا الاعلام الامريكي، مشيرين إلى أنه حال فوز أي حزب سواء الجمهوري أو الديمقراطي سيؤثر على السياسة الخارجية الامريكية. وأشار الخبراء إلى أن فوز الحزب الجمهوري المؤيد لترامب سيقوي من وضعه دوليًا وإقليميًا، وفي حالة فوز نظيره الديمقراطي فإن ذلك سيؤثر سلبيًا على السياسة الداخلية الامريكية وعلى قرارات الرئيس ترامب أيضًا الخارجية، على حد قولهم. قال الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية، إن انتخابات التجديد النصفي للكونجرس بغرفتيه" مجلسي الشيوخ والنواب" التي ستجرى غدًا بالولاياتالمتحدةالأمريكية، سيكون لها تأثير على السياسية الخارجية التي يتبعها الرئيس الامريكي دونالد ترامب تجاه الدول، مشيرًا إلى أن هناك صراع بين الحزب الجمهوري المنتمي له ترامب ونظيره الديمقراطي على الانتخابات. وأكد اللاوندي، في تصريح خاص ل"بوابة الوفد"، أنه في حال فوز الحزب الديمقراطي بالاغلبية في الانتخابات على الجمهوري فإنه من الممكن أن يعزل ترامب من سلطته نظرًا لان الحزب معروف بعدائه الشديد له بسبب سياساته العنترية في السياسات الخارجية مع الدول ولاسيما بعد قراره بنقل السفارة الامريكية للقدس وانسحابه من الاتفاق النووي الايراني، وبالتالي فإن أي قرارات سيتخذها الرئيس سيتم الاعتراض عليها. وأضاف خبير العلاقات الدولية، أنه في حال فوز الحزب الجمهوري المؤيد لترامب فإنه سيستمر في سياساته التي يتبعها تجاه الدول مما سيكون له تأثير على السياسة الخارجية الامريكية مع بعض الدول مثل إيران وفلسطين وغيرها، ولكنها لن تؤثر في سياساتها مع مصر، متوقعًا فوز الحزب الديمقراطي في الانتخابات. وأوضح الدكتور مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، إنه في حالة فوز الحزب الجمهوري في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس الامريكي التي ستجرى غدًا بالولاياتالمتحدةالامريكية، فإن ذلك سيقوي وضع الرئيس الامريكي دونالد ترامب على الساحة الدولية، نظرًا لانه ينتمي لهذا الحزب وبالتالي فإنها لن تؤثر على مسألة عزله من السلطة. وأضاف غباشي، أنه في حال فوز الحزب الديمقراطي على نظيره الجمهوري فإن ذلك سيؤثر سلبيًا على السياسة الداخلية الامريكية وعلى قرارات الرئيس ترامب، موضحًا أن الحزب الديمقراطي يحتاج إلى 23 مقعدًا في الكونجرس حتى يعزل ترامب وبالتالي ستكون هناك هيمنة ديمقراطية على القرارات التي سيتخذها الرئيس ترامب ولاسيما إنه يمارس سياسة خارجية وفقًا لاجندة الحزب الجمهوري. وعن تأثير نتائج الانتخابات على السياسة الخارجية الامريكية، ذكر نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، أنه لن يكون هناك تأثير جذري على المنطقة العربية ولاسيما مصر نظرًا لان هناك علاقات قوية تجمع بين الدولتين وبالتالي فإنها لن تتأثر سواء بفوز الحزب الجمهوري أو الديمقراطي، ولكنها ستختلف مع الدول الاخرى سواء إيران أوكوريا الشمالية أو إيران نظرًا لان الحزب الديمقراطي له سياسة تختلف عن سياسة ترامب مع هذه الدول. ونوه الدكتور جمال أسعد، المحلل السياسي، إلى أن انتخابات التجديد النصفي للكونجرس الأمريكي هذا العام، تختلف عما سبقها من انتخابات نظرًا لان هناك صراع قائم غير مسبوق بين الرئيس الامريكي دونالد ترامب، والاعلام الامريكي، وأيضًا صراع الحزب الديمقراطي مع ترامب، وبالتالي فإن نتيجة الانتخابات سيكون لها تأثير على السياسة الخارجية الامريكية. ودلل أسعد، على وجهة نظره قائًلا " الحزب الديمقراطي معاديًا لسياسات ترامب بسبب الاتهامات الموجهة له بشأن تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية الامريكية، فضًلا عن أن الديمقراطيين لا يوافقون على سياسة ترامب بشأن الانسحاب من الاتفاق النووي الايراني وغيرها من السياسات مع الدول الاخرى، لذلك فإن فوز هذا الحزب يعني محاصرة ترامب في قراراته ومن الممكن عزله. ورأى المحلل السياسي، أن فوز الحزب الجمهوري في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس يعني انتصار ترامب ومن الممكن أن يستمر رئيسًا للولايات المتحدةالامريكية؛ لتمتعه بأغلبية الحزب الجمهوري ما سيمثل ضغط على المنطقة العربية لتحقيق مصالح إسرائيل، على حد قوله.