خطوة جديدة تبناها النظام الامريكي ونظيره التركي عقب حالة التوتر التي شهدتها كلتا الدولتين جراء العقوبات الاقتصادية التي فرضها الرئيس الامريكي دونالد ترامب على تركيا خلال الشهور القليلة الماضية، إذ أفرجت السلطات التركية عن القس الامريكي أندرو برانسون المحتجز لديها منذ ديسمبر 2016م، على خلفية اتهامه بقضايا التجسس وارتكاب جرائم لصالح منظمتي "غولن" و"حزب العمال الكردستاني"، حتى تم إطلاق سراحه أول أمس. وأكد عدد من الخبراء في المجال السياسي أن قرار الافراج عن القس الامريكي أندرو برانسون سياسي كسر حاجز الصمت بين العلاقات الامريكية التركية، ويعد انتصار للسياسة الخارجية الامريكية، مما سيخفض من حدة التوتر بين الدولتين. وأشار الخبراء إلى الرئيس الارميكي دونالد ترامب سعى لارضاء الحزب الجمهوري الذي ينتمي له القس الامريكي برانسون للحصول على أغلبية الاصوات خلال انتخابات التجديد النصفي بالكونجرس الامريكي وبالتالي فإن هذه الخطوة ستخدم الرئيس الامريكي ترامب. وفي هذا الصدد، قال الدكتور كرم سعيد، الخبير بالشأن التركي بمركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن قرار القضاء التركي بالإفراج عن القس الأمريكي أندرو برانسون كسر حاجز الصمت بين العلاقات الامريكية والتركية بعدما شهدت توترًا عقب فرض الادارة الامريكية عقوبات اقتصادية على أنقرة. وأشار سعيد، في تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد"، إلى أن الخطوة التي اتخذتها السلطات التركية بالافراج عن برانسون قرار سياسي بامتياز ويعد انتصار دبلوماسي للرئيس الامريكي دونالد ترامب، مشيرًا إلى أن تركيا اتخذت كل أوراق الضغط على الولاياتالمتحدةالامريكية من خلال ازعاجها في الملف السوري بعد توقيع الاتفاقية بشأن إدلب مع روسيا، فضًلا عن اتجاه السياسة التركية شرقًا نحو الصين والهند وتوطيد العلاقات التركية بينهما. وأكد الخبير بالشأن التركي بمركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية،أن هذه الخطوة ستحسن من طبيعة العلاقات بين أمريكاوتركيا وسيخفض من حالة التوتر والاحتقان بينهما، لافتًا إلى أن القس الامريكي برانسون ينتمي للطائفة الانجيلية للحزب الجمهوري الذي ينتمي له ترامب مما سيكون لهذه الخطوة تأثير إيجابي على تعبئة وحشد الحزب لصالح ترامب بعد أن فقد شعبيه لدى الشارع الامريكي. وأوضح الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية، إن قرار القضاء التركي بالافراج عن القس الأمريكي أندرو برانسون يعد مكسب وانتصار للسياسة الخارجية الامريكية بعدما شهدت توترًا مع الجانب التركي عقب فرض الادارة الامريكية عقوبات اقتصادية عليها أدت لانهيار العملة التركية الليرة خلال الشهور القليلة الماضية. وأضاف اللاوندي، أن الرئيس الامريكي دونالد ترامب يسعى لارضاء الحزب الجمهوري المنتمي له برانسون، وبالتالي فإن ترامب فاز بشعبية هذا الحزب الذي له الاغلبية من الاصوات في الكونجرس الامريكي وبالتالي فإن هذه الخطوة ستخدم ترامب في انتخابات التجديد النصفي بالكونجرس المقررة الشهر المقبل. ولفت خبير العلاقات الدولية، إلى أن السياسة لا تعرف العنترية التي يتبعها الرئيس التركي رجب أردوغان مبررًا ذلك بالتصريحات التي قد أعلن عنها فيما سبق بشأن هذه القضية قائًلا" برانسون سيظل محبوسًا ما دمت في الرئاسة التركية" لافتًا إلى أن تركيا ليس بمقدورها الاستمرار في الضغوطات الاقتصادية التي تفرضها عليها الولاياتالمتحدةالامريكية وبالتالي قامت بإطلاق سراح "أندرو برانسون"، متوقعًا أن تتحسن العلاقات الامريكية التركية الفترة المقبلة، على حد قوله. وذكر الدكتور جمال أسعد، المحلل السياسي، أن قرار القضاء التركي بالافراج عن القس الامريكي أندرو برانسون يأتي في إطار سياسة المصلحة التي يتبعها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من أجل إعلاء المصلحة العليا لتركيا ولاسيما بعد العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الادارة الامريكية عليها، مشيرًا إلى أن العلاقات الامريكية التركية ستشهد تحسنًا ملحوظًا الفترة المقبلة. ودلل أسعد، على وجهة نظره قائًلا" الرئيس الامريكي دونالد ترامب يتبع نهج الشعارات الرنانة فهو يتحدث عن محاربة إسرائيل ويقف بجانبها في نفس الوقت كحليف لها، ويتحدث عن تحرير القدس ويقوم بأفعال عكس ما يقوله، مشيرًا إلى أن كلا الرئيس ترامب ونظيره التركي أردوغان يلعبان وفقًا لمصالحهما. ورأى المحلل السياسي، أن الافراج عن القس الامريكي برانسون سترفع من وضع الحزب الجمهوري المنتمي له وبالتالي فإن ذلك سيكون مكسبًا لترامب في انتخابات التجديد النصفي بالكونجرس الامريكي المقررة الشهر المقبل، فضًلا عن أنها تعد انتصار للسياسة الخارجية الامريكية.