استقرار أسعار الذهب خلال التعاملات المسائية اليوم الإثنين    مجلس الأمن يوافق على قرار أمريكي بوقف إطلاق النار في غزة    موعد عودة بعثة منتخب مصر إلى القاهرة    أشرف صبحي عن واقعة مدرس الجيولوجيا: مجمع الصالات الرياضية يتم إنشاؤه للاستخدام في أغراض متعددة    3 حالات غش ووفاة طالب.. «التعليم» تكشف تفاصيل أول أيام امتحانات الثانوية العامة    صبري فواز يصل العرض الخاص لفيلم «أهل الكهف»    جريدة المصري اليوم تكرم الكاتب الصحفي محمد سمير رئيس تحريرها الأسبق    رسميًا.. بدء صرف معاش تكافل وكرامة يونيو 2024 (رابط الاستعلام و طريقة التسجيل )    رسائل بوتين.. استراتيجيات جديدة لتأجيج التوترات الإقليمية في أوروبا    مستشفى 57357 تستقبل أنشطة أتوبيس الفن الجميل    "جدو مرجان وحكاوي زمان".. عرض مسرحي للأطفال ضمن موسم قصور الثقافة    أول تعليق من نقابة الأطباء على رفض طبيبة علاج مريضة بالسرطان في الإسكندرية    تفاصيل قافلة لجامعة القاهرة في الصف تقدم العلاج والخدمات الطبية مجانا    العاهل الأردني يؤكد أهمية انعقاد مؤتمر الاستجابة الطارئة في البحر الميت    تزامنا مع احتفالات الكنيسة، قصة القديسة مرثا المصرية الناسكة    وزير التجارة ونظيره التركي يبحثان سبل تطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين    قيادى بفتح: الرئيس محمود عباس يتمتع بصحة جيدة وسيشارك غدا فى مؤتمر البحر الميت    الإفتاء: النبي لم يصم العشر من ذي الحجة ولم يدع لصيامها    الرئيس التشيكي يعرب عن قلقه إزاء صعود الأحزاب الهامشية في أوروبا    الرئيس التنفيذي لآبل يعلن إطلاق Apple Intelligence    لفقدان الوزن- تناول الليمون بهذه الطرق    إيرادات الأحد.. "شقو" الثاني و"تاني تاني" في المركز الأخير    منطقة سوهاج الأزهرية تنظم ندوة للتوعية بترشيد استهلاك المياه    تعرف على الأضحية وأحكامها الشرعية في الإسلام    الدعم العينى.. أم الدعم النقدى؟    لميس الحديدي تكشف عن سبب إخفائها خبر إصابتها بالسرطان    محمد ممدوح يروج لدوره في فيلم ولاد رزق 3    تطورات جديدة حول اختفاء طائرة نائب رئيس مالاوي ومسؤولين آخرين    عزة مصطفى عن واقعة مدرس الجيولوجيا: شكله شاطر    أمين الفتوى: الخروف أو سبع العجل يجزئ عن البيت كله في الأضحية    مشروب بسيط يخلصك من الصداع والدوخة أثناء الحر.. جسمك هيرجع لطبيعته في دقايق    موعد محاكمة ميكانيكي متهم بقتل ابن لاعب سابق شهير بالزمالك    رشا كمال عن حكم صلاة المرأة العيد بالمساجد والساحات: يجوز والأولى بالمنزل    «الصحة» تنظم برنامج تدريبي للإعلاميين حول تغطية الشؤون الصحية والعلمية    مصر تتربع على عرش جدول ميداليات البطولة الأفريقية للسلاح للكبار    «المصريين الأحرار» يُشارك احتفالات الكنيسة بعيد الأنبا أبرآم بحضور البابا تواضروس    10 صور ترصد استطلاع محافظ الجيزة أراء المواطنين بالتخطيط المروري لمحور المريوطية فيصل    سفر آخر أفواج حُجاج النقابة العامة للمهندسين    المرصد المصري للصحافة والإعلام يُطلق حملة تدوين في "يوم الصحفي المصري"    الرئيس الأوكراني يكشف حقيقة استيلاء روسيا على بلدة ريجيفكا    غدًا.. ولي عهد الكويت يتوجه إلى السعودية في زيارة رسمية    ليونيل ميسي يشارك في فوز الأرجنتين على الإكوادور    "بايونيرز للتنمية" تحقق أرباح 1.17 مليار جنيه خلال الربع الأول من العام    وزارة الأوقاف: أحكام وصيغ التكبير في عيد الأضحى    مستشفيات جامعة أسوان يعلن خطة الاستعداد لاستقبال عيد الأضحى    اسكواش - مصطفى عسل يصعد للمركز الثاني عالميا.. ونور الطيب تتقدم ثلاثة مراكز    مفاجأة مثيرة في تحقيقات سفاح التجمع: مصدر ثقة وينظم حفلات مدرسية    تشكيل الحكومة الجديد.. 4 نواب في الوزارة الجديدة    مطلب برلماني بإعداد قانون خاص ينظم آليات استخدام الذكاء الاصطناعي    ضياء رشوان: لولا دور الإعلام في تغطية القضية الفلسطينية لسحقنا    سرقا هاتفه وتعديا عليه بالضرب.. المشدد 3 سنوات لسائقين تسببا في إصابة شخص بالقليوبية    صندوق مكافحة الإدمان يستعرض نتائج أكبر برنامج لحماية طلاب المدارس من المخدرات    وزير التعليم العالي يستقبل وفدًا من جنوب إفريقيا للتعرف على تجربة بنك المعرفة    رئيس منظمة مكافحة المنشطات: رمضان صبحي مهدد بالإيقاف لأربع سنوات حال إثبات مخالفته للقواعد    الدرندلي: أي مباراة للمنتخب الفترة المقبلة ستكون مهمة.. وتحفيز حسام حسن قبل مواجهة غينيا بيساو    جالانت يتجاهل جانتس بعد استقالته من الحكومة.. ما رأي نتنياهو؟    حالة الطقس المتوقعة غدًا الثلاثاء 11 يونيو 2024| إنفوجراف    عمر جابر يكشف كواليس حديثه مع لاعبي الزمالك قبل نهائي الكونفدرالية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شواطئ الموت
1000 مصرى يومياً يتعرضون للغرق يوميا
نشر في الوفد يوم 25 - 07 - 2018


تحقيق - شيرين طاهر:- اشراف .. نادية صبحى
«البحر مالوش كبير» تلك العبارة الشهيرة التى تداولتها الأجيال، وتظل حاضرة على لسان كل أم تنصح بها ابنها قبل نزوله للبحر، أو قبل ذهابه فى رحلة للشاطئ بصحبة أصدقائه، كى تحذره من الخوض فى أعماق البحر، ولا تتخيل أى منهن أن تكون رحلة الترفيه لابنها بلا عودة، لتأخذ منها أغلى ما تملك، لتنقلب فرحة التنزه إلى مأتم عزاء، وفى المعظم تنتهى تلك الرحلات بكارثة فقدان أحد أفراد الأسرة غرقًا بعد أن سحبته الأمواج داخل البحر.
وتعددت حالات الغرق بين المصطافين بمياه شواطئ البحر بالإسكندرية الصيف الحالى، لتسجل أرقاماً غير مسبوقة، منذ سنوات، وخاصة بشاطئ النخيل أو كما يطلق عليه السكندريون «شاطئ الموت»، الذى ابتلع فى يوم واحد 6 من المصطافين، ليتحول حلم هؤلاء فى قضاء يوم ممتع إلى كابوس ينهى حياتهم، كما شهدت المحافظة الأسبوع الماضى حادثاً مروعاً، ثلاثة مصطافين أتوا للإسكندرية، للاستمتاع بشواطئها فى رحلات ترفيهية، ليعودا منها محملين على الأكتاف، منهم من كان أهله حاضرين عند حدوث الفاجعة، ومنهم من نقل الخبر إلى أهله بمكالمة هاتفية من أصدقائه.
ورغم ذلك لم تمنع حوادث الغرق المتكررة والمصطافين من قصد الشاطئ، بل والاستحمام فى مياهه، وأغلبهم من محافظات متنوعة «القاهرة، الجيزة، القليوبية، المنيا، البحيرة، وكفر الشيخ»، يأتون ضمن رحلات اليوم الواحد، حاملين طعامهم وشرابهم، يفترشون الشاطئ بأوانى الطعام، فيما يهرول أغلبهم للبحر دون أن يأبهوا لمكبرات الصوت التى تطلق التحذيرات من آن إلى آخر، لمنعهم من النزول للمياه بسبب ارتفاع الأمواج، حينما ييأس رجال الإنقاذ المنتشرون على الأبراج ورمال الشاطئ، من عدم استجابة المصطافين لتحذيراتهم من نزول المياه، يضعون الحواجز ويطلقون صافرات الإنذار والتحذير بصفة مستمرة من خلال مكبرات الصوت، ورفع الراية الحمراء، إلا أن الزوار لا يستجيبون كالعادة لأىٍّ من تلك التحذيرات، وينقسم المشهد ما بين أطفال تستمتع بالبحر مع ذويهم وشباب يتخطون الحواجز المسموح بها للاستحمام، وآخرين يقفون بحسرة ودموع وترقب على الشاطئ فى انتظار خروج جثامين الغارقين التى طالت عمليات البحث عنها.
أغلقوا شاطى النخيل
ياسر الكومى، أحد أصدقاء الغريق عبدالرحمن درغام الذى فقد حياته فى شاطئ النخيل دشن صفحة على «الفيس بوك» بعنوان «أغلقوا شاطئ النخيل»؛ لدعوة المواطنين إلى عدم الذهاب للشاطئ، وللمطالبة بفتح تحقيق عاجل فى أمره، مؤكداً وجود دوامات ساحبة تتسبب فى حالات الغرق، وكان لتلك الصفحة أثر فى تحرك الجهات المسئولة، حيث قام «الكومى»، مؤسس الصفحة، بنشر صور التقطها فريق بحث ضم عددا من أصدقائه ومجموعة من السباحين؛ لمحاولة العثور على جثة صديقة الغارق، وهو الأمر الذى استمر قرابة أسبوع، عثروا خلاله على جثث أخرى، كان بعضها قد تجاوز ال35 يوما داخل المياه.
وكشف «الكومى» أن من أسباب غرق الشباب هو وجود بلوكات وكتل صخرية، مفترض أنها مصدات للأمواج، ولكن هذه الكتل موضوعة بطريقة عشوائية، تجعل من يُحشر فيها يستحيل أن ينقذ نفسه، فلا يخرج منها إلّا جثة هامدة، كما لفت الكومى، الانتباه إلى أن فرق إنقاذ الشاطئ تعانى من قصور شديد فى أدائها وأدواتها، وهو ما يجعل عملية الإنقاذ غير فعالة.
وطالبت بسنت أحمد، أيضاً بإغلاق شاطئ النخيل، مضيفة أنها شاهدت عدة حالات غرق دون أن يكون هناك فرق إنقاذ، قائلة: ده فعلاً شاطئ الموت ولازم يتقفل. مهما وصفت قد إيه الموضوع مروع مش هتحسه إلا لما تكون فيه.
وأكد أحمد علاء الدين، أنه فقد ابن شقيقة والده ويُدعى محمد، عندما كانوا يسبحون فى الشاطئ، مضيفاً «لازم يتقفل لأن الموضوع كبير، أعداد كتير بتغرق ومحدش فارق معاه، موضوع من ضمن مواضيع الإهمال اللى فى البلد.. ربنا يرحمك يا محمد».
وأوضح سعيد عبدالله، طالب «صاحبى غرق الساعة 12 الظهر، وطلع يومها الساعة واحدة بالليل، وبرضه مفيش حد أنقذه.. لازم يتقفل لحماية الأرواح، والناس بتنزل البحر عادى ومش خايفة من الغرق لأنهم يحضرون هنا من جميع المحافظات يفترشون الملايات ويقومون بالجلوس على الرمال لقضاء إجازة يومين المصيف للتنزه والفسحة لتوفير نفقات تأجير شقة مصيف ب800 جنيه فى اليوم الواحد، هم يحضرون للشاطئ ويجلسون على البحر لأن شاطئ النخيل هو الوحيد الذى يسمح بالوجود والإقامة فيه على الرمال حتى صباح اليوم التالى وكل العائلات ورحلات اليوم الواحد ترحل مع نهاية
اليوم أو تظل على الشاطئ لمدة يومين للاستحمام والتنزه».
شاطى سيدى بشر
وتقول الحاجة عفاف، من محافظة البحيرة إنها جاءت إلى شاطئ الغلابة المجانى «سيدى بشر» لتوفير نفقات الشواطئ الأخرى التى تمنع دخول الأطعمة، فضلاً عن إجبارهم على تأجير شماسى ومقاعد: «البحر موجه عالى، كل شوية نسمع (غريق غريق)، بس عيالنا قدام عينينا بيلعبوا، حنعمل إيه، على قد الإيد، يعنى مانتفسحش فى إسكندرية ونقعد على البحر ونشم هوا، ونغير جو، علشان غلابة؟».
ابتسم الحج محمود قائلا: «المسئولون هم السبب عما يحدث فى أبنائنا وفقدهم حياتهم كل يوم لأن الشواطئ النظيفة غالية الثمن ولم نجد أمامنا غير الشواطئ المجانية لكى نتجمع فيها رغم أنها غير نظيفة وأحوالها سيئة إلا أننا نحضر للشواطئ مجبرين نظرا للإمكانيات المادية ونضع أرواحنا على أيدينا نظراً لتغير أحوال موج البحر التى أحيانا كثيرة ترتفع والتيار يجرف الشباب ويتسبب فى الغرق».
شاطئ أبوقير.. مياه الصرف الصحى تشق طريقها على الرمال
أثار مشهد نزوح مياه الصرف الصحى على رمال شاطئ أبوقير العام المجانى جنبا إلى جنب مع المصطافين الرأى العام منذ 3 سنوات، وقامت الدنيا ولم تقعد حتى تم تعديل بعض الأخطاء فى مشروع الصرف الصحى بالمنطقة، وأكد المسئولون أن المشكلة تم حلها، إلا أن الأمر ليس كذلك - كما يقول عمرو منصور، موظف، مؤكدا أنه ما زالت هناك مشاهد سيئة لاستمرار تسرب مياه الصرف إلى رمال الشاطئ لتشق طريقها متجهة مباشرة إلى مياه البحر، وأصبح الشاطئ يعانى من تصريف مياه الصرف الصحى بالمنازل المقابلة للشاطئ على الرمال، فتنبعث منها رائحة كريهة منفرة برمال الشاطئ وتضر الثروة السمكية بمياه البحر، وقد تكررت تلك أزمة أكثر من مرة، وسط استجابات ظاهرية لتعود المشكلة وتظهر من جديد فى كل عام، ولهذا يعزف المواطنون عن الشاطئ ويهربون إلى شاطئ النخيل بغرب المحافظة.
أسباب تكرار حوادث الغرق
وكشف سامح بشاى، مهندس، أن تكرار حوادث الغرق يرجع إلى قرب شاطئ النخيل من بوغاز الإسكندرية وميناء الدخيلة، ما يخلق العديد من الدوامات، إضافة إلى الأمواج المرتفعة والتى تتسبب فى «سحب» السباح ومن ثم غرقه.
وأشار إلى أن كثرة حالات الغرق سببها أيضاً أن معظم رواد الشاطئ من غير السكندريين، الأقل خبرة من أهل المدينة فى إجادة السباحة، مضيفا أن الأمر يتكرر كل عام، والحديث عنه يُثار فى الصيف دائما، وتخرج تصريحات حول إغلاقه إلا أنه يستمر فى استقبال المصطافين لإزهاق أرواحهم.
وقال أحمد النوبى، سائق جيت سكى: إن الأهالى يستمتعون بالغرق، بيرفضوا الخروج من البحر ولا يستجيبون للتحذيرات على الشاطئ النخيل، مؤكداً أن المنقذين متعاقدون مع جمعية 6 أكتوبر التى تدير الشاطئ منذ 4 سنوات، وكل 100 متر يوجد عامل إنقاذ، وحالات الغرق تحدث بسبب سلوكيات المواطنين. وتابع: «بيفرحوا بالبحر ولا يلتزموا بالتعليمات». وأوضح أن العمال ينقذون يومياً 200 حالة من الغرق، أما الحالات التى تغرق فعلياً فتكون موجودة بالشاطئ قبل وجود الغطاسين وعمال الإنقاذ، لذلك لا يستطيع أحد إنقاذها، وأضاف أن «رحلات اليوم الواحد تكون موجودة بالشاطئ منذ الفجر، ويصعب السيطرة على الأمر بسبب توافد العشرات، وازدحام الشاطئ»، مؤكداً أن يوم الجمعة من أيام المحظورات فى الشاطئ، ورغم ذلك يصل عدد المصطافين إلى مليون شخص، وأضاف «النوبى» أن المشكلة ليست فى العدد، لكنها فى عدم الالتزام بالتعليمات والإرشادات المكتوبة على لافتات منتشرة بطول الشاطئ، مشيراً إلى أن المواعيد الرسمية للشاطئ تبدأ من الساعة 8 صباحاً وحتى 7 مساءً، وبعض حالات الغرق تحدث فى السادسة صباحاً، أوضح أن الشاطئ هو الوحيد فى الإسكندرية الذى يوجد به «جيت سكى» للإنقاذ السريع، ورغم تعرض قائده للخطر فى بعض الأحيان إلا أن جميع رجال الإنقاذ لا يتقاعسون عن أداء
عملهم وواجبهم نحو المواطنين، مشيراً إلى أنه فى حالة ارتفاع الأمواج يتم وضع علامات إرشادية مدون عليها «ممنوع الاستحمام اليوم»، ورغم ذلك ينزل المئات للمياه، دون التزام بالتعليمات.
يؤكد سيد إبراهيم، كابتن إنقاذ سابق بأحد شواطئ الإسكندرية، على كل الحوادث السابقة، مؤكدًا أن أسباب الغرق كانت الضخور المدببة التى يهملها عدد كبير من المصيفين والسباحين، حتى أن بعضهم يبحث عنها ليذهب ويقف بجوارها، موضحًا أن هناك بعض الأمور وجب على المصيفين التأكد منها أولًا قبل الدخول إلى أى شاطئ، على رأسها التأكد من وجود سيارات إسعاف وطاقم إنقاذ كامل والمكون من 4 سباحين مدربين فى كشك الإنقاذ، وهذا العدد هو ما حددته وزارة السياحة نفسها، ومن المفترض أن تتبع كل الشواطئ هذه التعليمات تفاديًا لأى مساءلة قانونية، وينصح سيد المصيفين بعدم السير داخل المياه على الصخور، خاصة أن كانت مدببة مما يسهل الانزلاق من عليها، ويضيف «سيد» أنه وجب الحذر الشديد من حالة المياه، فكل يوم يختلف عن اليوم الذى يليه من حيث سرعة الأمواج واندفاعها ولا يجب الاستهانة بمثل هذه الأمور التى قد يترتب عليها حياة المُصيف نفسه.
النواب والأحزاب تطالب بغلق شاطئ النخيل
قال أحمد سلامة المتحدث الإعلامى بحزب التجمع بالإسكندرية إن شاطئ النخيل يعتبر مقبرة للمصطافين منذ عام 1995 وهو لم يسجل حالات غرق تصل إلى 20 حالة فى موسم شم النسيم والأعياد ورغم ذلك لم يلتفت إليه المسئولون.
تقدم المهندس فرج عامر، رئيس لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب، بطلب إحاطة مطالبا بوضع حد لاستمرار عمليات إزهاق أرواح المصطافين بشاطئ النخيل بالإسكندرية، واتهم المهندس «عامر» المسئولين بأنهم السبب فى استمرار غرق المصطافين، خاصة من الشباب سنويًا بشاطئ النخيل.
من جانبه قال اللواء أحمد حجازى، رئيس الإدارة المركزية للسياحة والمصايف بالإسكندرية: الاستعداد لاستقبال موسم الاصطياف هذا العام من خلال 51 شاطئا، منهم 7 شواطئ مجانية للمواطنين، وهى «جليم، وشهر العسل، والهانوفيل، والمكس، المندرة، السرايا، ميامى» كشف «حجازى» أن السبب فى وجود كل هذه الحالات من الغرق خلال الأعوام الماضية هو انتشار ما وصفه رحلات اليوم الواحد - وهى رحلات تنظمها شركات لقضاء يوم واحد على البحر من المحافظات المجاورة - مضيفاً: معظم هؤلاء لا يعرفون أماكن الخطورة بالبحر كما لا يعرفون العوم تماما.
وكشف «حجازي»، عن أن عدد الغرقى الذين يغرقون يوميا يقدر بألف مصطاف، وذلك من خلال رجل الإنقاذ والغطاسين المنتشرين بمختلف الشواطئ بينهم 100 بشاطئ النخيل وحده، بينما عدد من يغرقون فعلا فى مختلف الشواطئ فإن الحصيلة غير محددة فهناك أيام يموت فيها نحو 10 مصطافين، وتابع «حجازى»: المواطنون ينزلون للسباحة فى شاطئ النخيل رغم وجود الريات الحمراء -التى يتم وضعها فى حال كان البحر خطراً- والتحذيرات بطول الشاطئ، كما ينزل آخرون فى غير الأوقات الرسمية وهى الفترة ما بين إغلاقه وإعادة افتتاحه مجددا. وحذر «حجازي» من السباحة داخل مياه البحر بشاطئ النخيل الذى وصفه بأنه غير مؤهل للسباحة نظرا لوعورته ووجود دوامات خطيرة داخل مياهه. أكد أحمد حجازى أن مشكلة الصرف الصحى على الشواطئ قد اختفت تماما من شواطئ الإسكندرية، فيما عدا شاطئى الدخيلة وأبوقير، مشيرا إلى أن مشكلة تصريف مياه الصرف على شاطئ أبوقير مشكلة مؤقتة لحين الانتهاء من إنشاء محطة الصرف التى ستمنع تصريف المياه إلى شاطئ البحر، وسيتم سحب المياه فى اتجاه المحطة الجديدة.
وحول مشكلة مد خط الصرف على شاطئ الدخيلة، قال إنه قام بتشكيل لجنة للمعاينة على الطبيعة بالتنسيق مع جهاز شئون البيئة، لمعاينة الأثر البيئى للتنفيذ المشروع خاصة أن شركة الصرف الصحى تؤكد أنه خط الصرف يحمل مياهاً معالجة ولا تسبب ضرراً بيئياً.
وكشف مصدر مسئول فى مديرية الشئون الصحية أن هذا العام هو الأكثر فى حالات الغرق بشواطئ الإسكندرية، مرجعا الأمر إلى عاملين الأول عدم دراية المصطافين بالسباحة فى أماكن خطر، والأمر الثانى هو أن عمال الإنقاذ والغطاسين ليسوا مدربين، استشهد المصدر بما حدث منذ أيام بشاطئ 26 يوليو عندما جرفت مياه البحر 3 غطاسين حاولوا إنقاذ شاب من الغرق إلى أعماق المياه وكادوا يغرقون بالفعل لولا تدخل قوات حرس السواحل والإنقاذ النهرى وانتشلتهم جميعا وتم نقلهم إلى أحد المستشفيات.
ومن جانبه قرر الدكتور محمد سلطان، محافظ الإسكندرية، غلق شاطئ النخيل نهائيًا بسبب ارتفاع حالات الغرق، نتيجة سرعة الأمواج والدوامات، أو إنشاء بوابات على الشاطئ وتكثيف التواجد الأمنى لمنع الناس من دخول الشاطئ، وأشار «سلطان» إلى أن غالبية غرقى الشاطئ هم من خارج المدينة ومن رواد سياحة اليوم الواحد، وأشار إلى أن شاطئ النخيل يتم إدارته من خلال إدارة جمعية النخيل، مضيفًا: «أغلقنا الشاطئ نهائيًا، رغم علمنا أن الغلق لن يمنع الناس من الدخول».
من جانب آخر قال الدكتور أحمد عبدالعال، رئيس هيئة الأرصاد الجوية، أن التغيرات المناخية أثرت تأثيرًا شديدًا على دول العالم من بينها مصر خاصةً على سواحل الإسكندرية ومحافظات الدلتا، موضحًا أن الجبال الثلجية فى القطب الشمالى بدأت تنهار إلى جانب أن ارتفاع المد والجزر فى البحار والمحيطات بدا ملحوظًا، وحذر «عبدالعال» من أن الدول المنخفضة مثل مصر ستغطيها المياه الزائدة، ولابد من الانتباه لذلك ووضع المصدات والعوائق أو ردم الشواطئ.
وناشد رئيس هيئة الأرصاد، مسئولى حماية الشواطئ ردم الشواطئ بميل ما بين 3 و5 أمتار لحماية الإسكندرية والدلتا من الغرق حال ارتفاع سطح المياه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.