7 طرق لشراء صكوك الأضاحي من وزارة الأوقاف.. تعرف عليها    حياة كريمة.. غيرت وجه الحياة فى ريف مصر و65% من ميزانية المرحلة الظأولى من نصيب الصعيد    المصيلحي: سعر السكر على البطاقات 12.60 جنيه.. والحكومة رفضت الزيادة| خاص    الإحصاء: انخفاض معدل التضخم السنوي لإجمالي الجمهورية خلال مايو الماضي    بعد إفلاس FTI.. «السياحة» تبحث مع سفيري ألمانيا والنمسا مستحقات الفنادق    هالة السعيد: 12,8مليار جنيه استثمارات لمحافظة أسوان خلال 23/2024    وزير الخارجية يبحث مع نظيره الروسي تطورات الأوضاع في قطاع غزة    الاحتلال يقصف رفح طيلة ساعات الليل..وحملة اعتقالات في مخيم الدهيشة ببيت لحم    "استفتاء على ميلونى".. اليمين المتطرف الإيطالى يفوز فى الانتخابات الأوروبية    وزير الحج والعمرة: المملكة تواصل جهودها لخدمة ضيوف الرحمن خلال موسم الحج    يورو 2024، ماركو أرناوتوفيتش يحمل آمال النمسا    أنشيلوتي يعلن رفض ريال مدريد المشاركة في كأس العالم للأندية    تداول أسئلة امتحان التربية الوطنية على السوشيال ميديا.. والتعليم ترد    الفنان أيمن قنديل أمام لجنة الأورمان بالدقي للاطمئنان على نجله    المشدد 5 سنوات لعاطل لاتهامه بسرقة ماكينة ري من أحد المزارع بطوخ    وزيرة التضامن تستقبل وفدا من أكاديمية العلوم الشرطية بالإمارات    في موسم امتحانات الثانوية العامة 2024.. أفضل الأدعية رددها الآن للتسهيل في المذاكرة    وزير التعليم العالي يستقبل وفدًا من جنوب إفريقيا للتعرف على تجربة بنك المعرفة    كل ما تريد معرفته عن تشكيل وموعد الإعلان عن الحكومة الجديدة 2024    أخبار الأهلي : ميدو: مصطفى شوبير هيلعب أساسي على الشناوي و"هو ماسك سيجار"    رئيس منظمة مكافحة المنشطات: رمضان صبحي مهدد بالإيقاف لأربع سنوات حال إثبات مخالفته للقواعد    منتخب الارجنتين يفوز على الإكوادور بهدف وحيد بمباراة ودية تحضيراً لبطولة كوبا امريكا    عضو الزمالك يتحدث عن.. التعاقد مع رمضان صبحي.. التتويج بالدوري.. ونظرية المؤامرة    البابا تواضروس في زيارة لدير العزب بالفيوم    وزير التعليم العالي يستقبل وفدًا من مجموعة جنوب إفريقيا للتنمية «SADC»    جالانت يتجاهل جانتس بعد استقالته من الحكومة.. ما رأي نتنياهو؟    القاهرة الإخبارية: قوات الاحتلال الإسرائيلى تعتقل 30 فلسطينيا بالضفة الغربية لترتفع الحصيلة ل 9155 منذ 7 أكتوبر    «الصحة»: خدمات كشف وعلاج ل10 آلاف حاج مصري من خلال 24 عيادة في مكة والمدينة    بعد قليل، الحكم في طعن شيرى هانم وابنتها زمردة على حكم سجنهما 5 سنوات    الاستماع لشهود العيان في واقعة صفع عمرو دياب لمعجب خلال حفل زفاف    بعد غيابها العام الماضي.. ياسمين عبد العزيز تعود لدراما رمضان في 2025    لميس الحديدي تعلن عن إصابتها بالسرطان    استشارى نفسى يقدم نصائح للآباء لدعم الأبناء خلال امتحانات الثانوية العامة    «مرتبطون بوالدتهم ولا يفعلون شيء بدون رأيها».. احذري من رجال هذه الأبراج قدر الإمكان    الدفاعات الجوية الروسية: تدمير 4 مسيرات أوكرانية فوق مقاطعة بريانسك    مناسك (4).. يوم التروية والاستعداد لأداء ركن الحج الأعظم    هل الغش في الامتحان يبطل الصوم؟.. «الإفتاء» توضح    حياة كريمة .. جامعة القاهرة تطلق قافلة تنموية شاملة لقرية الودي بالجيزة    قافلة طبية مجانية بقرية ترسا لمدة يومين بالفيوم    جامعة القاهرة تطلق قافلة تنموية شاملة لقرية الودي بالجيزة    ممنوعات يجب تجنبها مع طلاب الثانوية العامة طوال فترة الامتحانات    سها جندي: نعمل على تدشين المركز المصري الإيطالي للوظائف والهجرة    أول إجراء من وزارة الرياضة بشأن أزمة «الدروس الخصوصية» في صالة حسن مصطفى    حالة الطقس المتوقعة غدًا الثلاثاء 11 يونيو 2024| إنفوجراف    «ابعت الأسئلة وخد الحل».. شاومينج يحرض طلاب الثانوية العامة على تصوير امتحان التربية الدينية    5 معلومات عن زوجة أمير طعيمة الجديدة.. ممثلة صاعدة وخبيرة مظهر    السكة الحديد تعلن تأخيرات القطارات المتوقعة اليوم الإثنين    تعرف على ما يُستحب عند زيارة النبي صلى الله عليه وسلم    ضياء رشوان: الرئيس السيسي يضع عينيه على المستقبل    الفلسطيني أمير العملة يتوج بذهبية بطولة العالم بلعبة "المواي تاي"    تركي آل الشيخ يعلن مفاجأة عن فيلم ولاد رزق ويوجه رسالة لعمرو أديب    ضياء رشوان ل قصواء الخلالي: لولا دور الإعلام في تغطية القضية الفلسطينية لسُحقنا    هؤلاء غير مستحب لهم صوم يوم عرفة.. الإفتاء توضح    النسبة التقديرية للإقبال في انتخابات الاتحاد الأوروبي تقترب من 51%    ضياء السيد: عدم وجود ظهير أيسر في منتخب مصر «كارثة»    "صحة الشيوخ" توصي بوضع ضوابط وظيفية محددة لخريجي كليات العلوم الصحية    عوض تاج الدين: الجينوم المصرى مشروع عملاق يدعمه الرئيس السيسى بشكل كبير    محافظ المنوفية يفتتح أعمال تطوير النصب التذكاري بالباحور    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الوفد ترصد حكايات شواطئ الموت بالإسكندرية
نشر في الوفد يوم 25 - 07 - 2018


الإسكندرية : شيرين طاهر
"البحر ملوش كبير" تلك العبارة الشهيرة التي تداولتها الأجيال، وتظل حاضرة على لسان كل أم تنصح بها ابنها قبل نزوله للبحر، أو قبل ذهابه في رحلة للشاطئ بصحبة أصدقائه، كي تحذره من الخوض في أعماق البحر، ولا تتخيل أي منهن أن تكون رحلة الترفيه لابنها بلا عودة، لتأخذ منها أغلى ما تملك.
مع دخول موسم الصيف وارتفاع درجات الحرارة على المواطنين، تهرب الكثير من العائلات المصرية بالمحافظات المزدحمة، إلى شواطئ الإسكندرية وبعض المحافظات الساحلية، إلا أن فرحة التنزه تنقلب إلى مآتم عزاء، وفى المعظم تنتهى تلك الرحلات بكارثة فقدان أحد أفراد الأسرة غرقًا بعد أن سحبته الأمواج داخل البحر.
"الوفد" ترصد آهات المواطنين والمعاناة مع شواطئ الإسكندرية وأسباب الوفاة غرقًا ببعض شواطئ الإسكندرية وأهم أسبابها عدم الاهتمام بوجود صخور مدببة وسط المياه مما يؤدى للانزلاق فى المياه العميقة أن تتبع كل الشواطئ هذه التعليمات تفاديًا لأى مساءلة قانونية، إلا أن التراخى وعدم الالتزام وضعف الرقابة، يتسبب بغرق المئات من المواطنين، هناك بعض الشواطئ التى ما زالت تمثل خطورة على المترددين عليها بسبب حالات التلوث أو ارتفاع حالات الغرق، وفى السطور الآتية نرصد أهم تلك الشواطئ، قد تعددت حالات الغرق بين المصطافين بمياه شواطئ البحر بالإسكندرية الصيف الحالي، لتسجل أرقاما غير مسبوقة، منذ سنوات، وخاصة بشاطئ النخيل أو كما يطلق عليه السكندريون "شاطئ الموت"، الذي ابتلع في يوم واحد 6 من المصطافين، ليتحول حلم هؤلاء في قضاء يوم ممتع إلى كابوس ينهي حياتهم، كما شهدت المحافظة الأسبوع الماضى حادثا مروعا وهو ثلاثة مصطافين أتوا للإسكندرية، للاستمتاع بشواطئها في رحلات ترفيهية، ليعودوا منها محملين على الأكتاف، منهم من كان أهله حاضرين عند حدوث الفاجعة، ومنهم من نقل الخبر إلى أهله بمكالمة هاتفية من أصدقائه.
" مقبرة المصطافين "
"شاطئ الموت" أو مقبرة المصطافين مثلما يطلق عليه من يعرف ماضيه المؤلم، أو "شاطئ النخيل" مثلما يُكتب على أبوابه ويعرفه زواره، ويأتي الاسم الأول باعتباره الحائز على أعلى نسبة في أعداد الغرقى بالإسكندرية خلال السنوات الماضية، وفي الفترة منذ شم النسيم وحتى الآن سجل عدد الغرقى فيه 15 حالة، تسببت حوادث الغرق في شاطئ النخيل في موسم الصيف الحالي منذ بدايته حتى الآن، في عودة حالة الذعر إلى المصطافين والسكندريين، وذلك بعد أن شهد الشاطئ، العام الماضي في نفس التوقيت، عددا كثيرا من الغرقى فيه، من بين كل شواطئ الإسكندرية، التى تبلغ 45 شاطئاً، ما بين مجانى ومميز وسياحى وخدمة لمن يطلبها، يفضل المصطافون شاطئ «النخيل» أحد أهم وأكبر شواطئ الإسكندرية، الذى تبلغ مساحته 1800 متر، وكان مخصصاً لسكان مدينة 6 أكتوبر فقط منذ سنوات، قبل هدم البوابات وفتحها أمام الجمهور مجاناً ودون أى رسوم، وفقاً لقرار المحافظة بأن يكون البحر متاحاً للجميع، ابتلع البحر بشاطئ النخيل أشخاصا فى غضون يومين، ليضاف الرقم فى سجل الضحايا الطويل، الذى امتد لأكثر من خمس سنوات ماضية.
ورغم ذلك لم تمنع حوادث الغرق المتكررة وخروج الجثث المتعفّنة للشاطئ، المصطافين من قصد الشاطئ، بل والاستحمام فى مياهه، وأغلبهم من محافظات متنوعة «القاهرة، الجيزة، القليوبية، المنيا، البحيرة، وكفر الشيخ»، يأتون ضمن رحلات اليوم الواحد، حاملين طعامهم وشرابهم، يفترشون الشاطئ بأواني الطعام، فيما يهرول أغلبهم للبحر دون أن يأبهوا لمكبرات الصوت التى تطلق التحذيرات من آن إلى آخر، لمنعهم من النزول للمياه بسبب ارتفاع الأمواج، حينما ييأس رجال الإنقاذ المنتشرون على الأبراج ورمال الشاطئ، من عدم استجابة المصطافين لتحذيراتهم من نزول المياه، يضعون الحواجز ويطلقون صافرات الإنذار والتحذير بصفة مستمرة من خلال مكبرات الصوت، ورفع الراية الحمراء، إلا أن الزوار لا يستجيبون كالعادة لأىٍّ من تلك التحذيرات، وينقسم المشهد ما بين أطفال تستمتع بالبحر مع ذويهم وشباب يتخطون الحواجز المسموح بها للاستحمام، وآخرين يقفون بحسرة ودموع وترقب على الشاطئ فى انتظار خروج جثامين الغارقين التى طالت عمليات البحث عنها.
"اغلقوا شاطئ النخيل"
أعلن ياسر الكومي، أحد أصدقاء الغريق عبد الرحمن درغام الذي فقد حياته في شاطئ النخيل، عمل صفحة على الفيس بوك بعنوان "اغلقوا شاطئ النخيل" لدعوة المواطنين إلى عدم الذهاب للشاطئ، وللمطالبة بفتح تحقيق عاجل في أمره، مؤكدا على وجود دوامات ساحبة تتسبب في حالات الغرق ، وكان لتلك الصفحة أثر في تحرك الجهات المسؤولة، حيث قام الكومي، مؤسس الصفحة، بنشر صور التقطها فريق بحث أسسه من أصدقائه ومجموعة من السباحين؛ لمحاولة العثور على جثة صديقة الغارق، وهو الأمر الذي استمر قرابة أسبوع، عثروا خلاله على جثث أخرى، كان بعضها قد تجاوز ال 35 يوما داخل المياه.
وكشف الكومى أن من أسباب غرق الشباب هو وجود لبلوكات وكتل صخرية، مفترض أنها مصدات للأمواج، ولكن هذه الكتل موضوعة بطريقة عشوائية، تجعل من يُحشر فيها يستحيل أن ينقذ نفسه، فلا يخرج منها إلّا جثة هامدة، كما لفت الكومي الانتباه إلى أن فرق إنقاذ الشاطئ تعاني من قصور شديد في أدائها وأدواتها، وهو ما يجعل عملية الإنقاذ غير فعالة.
وطالبت بسنت أحمد، بإغلاق شاطئ النخيل، مضيفة أنها شاهدت عدة حالات غرق دون أن يكون هناك فرق إنقاذ، قائلة "ده فعلاً شاطئ الموت ولازم يتقفل، مهما وصفت أد ايه الموضوع مروع مش هتحسه إلا لما تكون فيه".
وأكد أحمد علاء الدين، أنه فقد ابن شقيقة والده ويُدعي محمد، عندما كانوا يسبحون في الشاطئ، مضيفًا "لازم يتقفل لأن الموضوع كبير، أعداد كتير بتغرق ومحدش فارق معاه، موضوع من ضمن مواضيع الإهمال اللي في البلد.. ربنا يرحمك يا محمد".
وأوضح سعيد عبد الله طالب "صاحبي غرق الساعة 12 ظهرا، وطلع يومها الساعة واحدة بالليل، وبرضه مفيش حد أنقذه.. لازم يتقفل لحماية الأرواح، والناس بتنزل البحر عادى
ومش خايفة من الغرق لأنه يحضرون هنا من جميع المحافظات يفترشون الملايات ويقومون بالجلوس على الرمال لقضاء إجازة يومين المصيف للتنزه والفسحة لتوفير نفقات تأجير شقة مصيف ب 800 حنيه فى اليوم الواحد، هم يحضرون للشاطئ ويجلسون على البحر لأن شاطئ النخيل هو الوحيد الذى يسمح بالوجود والإقامة فيه على الرمال حتى صباح اليوم الآتي وكل العائلات ورحلات اليوم الواحد ترحل مع نهاية اليوم أو تظل على الشاطئ لمدة يومين للاستحمام والتنزه".
"شاطئ سيدى بشر "
وتقول الحاجة عفاف من محافظة البحيرة "جاءت إلى شاطئ الغلابة المجانى سيدى بشر لتوفير نفقات الشواطئ الأخرى التى تمنع دخول الأطعمة، فضلاً عن إجبارهم على تأجير شماسى ومقاعد: «البحر موجه عالى، كل شوية نسمع (غريق غريق)، بس عيالنا قدام عينينا بيلعبوا، حنعمل إيه، على قد الإيد، يعنى مانتفسحش فى إسكندرية ونقعد على البحر ونشم هوا، ونغير جو، علشان غلابة؟»
" ابتسم الحج محمود قائلا "المسئولون هم السبب عما يحدث فى أبنائنا وفقدنهم حياتهم كل يوم لأن الشواطئ النظيفة غالية الثمن، ولم نجد أمامنا غير الشواطئ المجانية لكى نتجمع فيها رغم أنها غير نظيفة أحوالها سيئة، إلا أننا نتبع مجبرين نظرا للإمكانيات المادية، ونضع أرواحنا على أيدينا نظرا لتغير أحوال موج البحر التى أحيانا كثيرا ترتفع والطيار يجرف الشباب ويتسبب فى الغرق".
"شاطئ أبو قير مياه الصرف الصحى تشق طريقها على الرمال"
قال عمرو منصور ، موظف آثار، "مشهد نزوح مياه الصرف الصحى على رمال شاطئ أبو قير العام المجانى جنبا إلى جنب مع المصطافين الرأى العام منذ 3 سنوات، وقامت الدنيا، ولم تقعد حتى تم تعديل بعض الأخطاء فى مشروع الصرف الصحى بالمنطقة، وأكد المسئولون على أن المشكلة تم حلها، إلا أن الأمر ليس كذلك فمازالت هناك مشاهد سيئة لاستمرار نزوح مياه الصرف على رمال الشاطئ لتشق طريقها متجه مباشرة إلى مياه البحر، وأصبح الشاطئ يعانى من حالة متردية من تصريف مياه الصرف الصحى بالمنازل المقابلة للشاطئ على الرمال، فتنبعث منها رائحة كريهة منفرة برمال الشاطئ، وتضر الثروة السمكية بمياه البحر، وقد تكررت تلك أزمة أكثر من مرة، وسط استجابات ظاهرية لتعود المشكلة، وتظهر من جديد فى كل عام، نجد أن المواطنين تعزف عن الشاطئ وتهرب إلى شاطئ النخيل بغرب المحافظة".
"أسباب تكرار حوادث الغرق"
وكشف سامح بشاى مهندس أن تكرار حوادث الغرق إلى قرب الشاطئ النخيل لقربة من بوغاز الإسكندرية وميناء الدخيلة، ما يخلق العديد من الدوامات، إضافة إلى الأمواج المرتفعة التى تتسبب فى «سحب» السباح ومن ثم غرقه.
وأشار إلى أن كثرة حالات الغرق سببها أيضًا أن معظم رواد الشاطئ من غير السكندريين، الأقل خبرة من أهل المدينة فى إجادة السباحة، مضيفا أن الأمر يتكرر كل عام، والحديث عنه يُثار فى الصيف دائما، وتخرج تصريحات حول إغلاقه إلا أنه يستمر فى استقبال المصطافين لإزهاق أرواحهم.
تعجب "أحمد" سائق جيت سكى قائلا "بشعر أن الأهالى بيستمتعوا بالغرق، بيرفضوا الخروج من البحر ولا بيستجيبوا للتحذيرات»، ما يحدث على الشاطئ النخيل"، مؤكداً أن المنقذين متعاقدون مع جمعية 6 أكتوبر التى تدير الشاطئ منذ 4 سنوات، وكل 100 متر يوجد عامل إنقاذ، وحالات الغرق تحدث بسبب سلوكيات المواطنين.
وتابع: «بيفرحوا بالبحر ولا يلتزموا بالتعليمات»، وأوضح أن العمال ينقذون يومياً 200 حالة من الغرق، أما الحالات التى تغرق فعلياً فتكون موجودة بالشاطئ قبل وجود الغطاسين وعمال الإنقاذ، لذلك لا يستطيع أحد إنقاذها.
أضاف أن «رحلات اليوم الواحد تكون موجودة بالشاطئ منذ الفجر، ويصعب السيطرة على الأمر بسبب توافد العشرات، وازدحام الشاطئ»، مؤكداً أن يوم الجمعة من أيام المحظورات فى الشاطئ، ورغم ذلك يصل عدد المصطافين إلى مليون شخص.
وأشار «النوبى» إلى أن المشكلة ليست فى العدد، لكنها فى عدم الالتزام بالتعليمات والإرشادات المكتوبة على لافتات منتشرة بطول الشاطئ، مشيراً إلى أن المواعيد الرسمية للشاطئ تبدأ من الساعة 8 صباحاً وحتى 7 مساءً، وبعض حالات الغرق تحدث فى السادسة صباحاً.
أوضح أن الشاطئ هو الوحيد فى الإسكندرية الذى يوجد به «جيت سكى» للإنقاذ السريع، ورغم تعرض قائده للخطر فى بعض الأحيان إلا أن جميع رجال الإنقاذ لا يتقاعسون عن أداء عملهم وواجبهم نحو المواطنين، مشيراً إلى أنه فى حالة ارتفاع الأمواج يتم وضع علامات إرشادية مدون عليها «ممنوع الاستحمام اليوم»، ورغم ذلك ينزل المئات للمياه، دون التزام بالتعليمات.
يؤكد سيد إبراهيم، كابتن إنقاذ سابق بأحد شواطئ الإسكندرية، على كل الحوادث السابقة، مؤكدًا أن أسباب الغرق كانت الضخور المدببة التى يهملها عدد كبير من المصيفين والسباحين، حتى أن بعضهم يبحث عنها ليذهب ويقف بجوارها، موضحًا أن هناك بعض الأمور وجب على المصيفين التأكد منها أولًا قبل الدخول إلى أى شاطئ، على رأسها التأكد من وجود سيارات إسعاف وطاقم إنقاذ كامل والمكون من 4 سباحين مدربين فى كشك الإنقاذ، وهذا العدد هو ما حددته وزارة السياحة نفسها، ومن المفترض أن تتبع كل الشواطئ هذه التعليمات تفاديًا لأى مساءلة قانونية.
وينصح سيد، المصيفين بعدم السير داخل المياه على الصخور، خاصة أن كانت مدببة مما يسهل الانزلاق من عليها، ويضيف «سيد» أنه وجب الحذر الشديد من حالة المياه، فكل يوم يختلف عن اليوم الذى يليه من حيث سرعة الأمواج واندفاعها ولا يجب الاستهانة بمثل هذه الأمور التى قد يترتب عليها حياة المُصيف نفسه.
"النواب والأحزاب تطالب بغلق شاطئ النخيل"
قال أحمد سلامة المتحدث الإعلامى بحزب التجمع بالإسكندرية إن شاطئ النخيل يعد مقبرة للمصطافين من عام 1995 وهو يسجل حالات غرق تصل إلى 20 حالة فى موسم شم النسيم والأعياد، ورغم ذلك المسئولين لم تلتفت إليه.
أشار "سلامة" إلى أن قد أصدر حزب التجمع بالإسكندرية، بيانًا طالب فيه رئيس الوزراء بالتدخل لإغلاق شاطئ النخيل 6 أكتوبر، فى حى العجمى بعد تكرار مأساة غرق زواره، ولعدم صلاحية الشاطئ للاستحمام.
وقال بيان أمانة الإعلام بالحزب إن العناية الإلهية أنقذت أمس أحد الشباب بعد أن أوشك على الغرق بواسطة أحد الزوار الذى يجيد السباحة، وأضاف أن ضحايا الشاطئ من الغرق قد بلغ 9 من الشباب الوافدين من المحافظات القريبة خلال 24 ساعة فقط والعدد مرشح للزيادة مع بداية موسم المصيف، كما أن نفس الشاطئ قد شهد وفاة قرابة 20 شخصا العام الماضى.
ونوه البيان إلى عدم وجود حواجز صد للأمواج، أو الحفر والمطبات المتكررة أمام الشاطئ وعدم تواجد منقذين أو مسعفين مما يجعله غير صالح تماما للاستحمام، كما أضاف البيان أن جمعية 6 أكتوبر مالكة الشاطئ لم تقم بواجباتها فى تأمين الزوار وأقامت بوابات للدخول برسم 10 جنيهات للفرد دون تقديم أي خدمات، كما أن راغبى الاستحمام في الشاطئ والغرقى جميعهم من الفقراء الذين يعجزون عن دخول حمام السباحة فى المدينة.
وعلى الرغم من استعداد المحافظة من خلال الإدارة المركزية للسياحة والمصايف المنوط بها الإشراف على شواطئ الإسكندرية، بتجهيز 51 شاطئا هذا العام لاستقبال الأعداد المتزايدة من المصطافين، إلا أن هناك بعض الشواطئ التى مازالت تمثل خطورة على المترددين عليها بسبب حالات التلوث أو ارتفاع حالات الغرق، وفى السطور الآتية نرصد أهم تلك الشواطئ وجهود الأجهزة التنفيذية لمواجهة السلبيات بها.
تقدم المهندس فرج عامر، رئيس لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب، بطلب إحاطة مطالبا بوضع حد لاستمرار عمليات إزهاق أرواح المصطافين بشاطئ النخيل بالإسكندرية، بعدما توفى حينها 15 شخصاً غرقاً خلال عيد الفطر، تمر الأيام والشهور والسنوات، ويتكرر المشهد ويزداد تعداد المتوفيين بالشاطئ، مع موسم الصيف، وقبل أيام قليلة توفى 6 أشخاص في يوم واحد.
واتهم المهندس "عامر" المسئولين بأنهم السبب في استمرار غرق المصطافين، خاصة من الشباب سنويًا بشاطئ النخيل بمحافظة الإسكندرية، مؤكدًا أنه سنويًا يحذر الحكومة من غرق الشباب في هذا الشاطئ، إلا أن الحكومة لم تتحرك لحمايتهم.
أكد "عامر" أن الشاطئ تحول إلى مقبرة للشباب بسبب صعوبة ووعرة الصخور التى تخلق تيارات مائية تسبب حالات الغرق، ووجه «عامر» حديثه للحكومة قائلا: «أرجوكم أغلقوا هذا الشاطئ الذي يحصد سنويًا العشرات من الشباب غرقًا بسبب صعوبة السباحة فيه»، مطالبًا من الحكومة إصدار قرار فوري بغلق شاطئ النخيل وتكليف مجموعة من الخبراء والفنيين والمهندسين وعلوم البحار لعلاج مشكلات الشاطئ والتخلص من الصخور الصعبة به.
أوضح رئيس لجنة الشباب والرياضة، أن وضع الحواجز بشكل هندسي خاطئ جعلها تخلق آبارا تحتها من خلال العديد من الفجوات التي خلفتها أحد أسباب حوادث الغرق، مختتما بيانه بعبارة: «هذا ليس شاطئ النخيل هذا هو شاطئ الموت».
من جانبه أكد اللواء أحمد حجازى، رئيس الإدارة المركزية للسياحة والمصايف بالإسكندرية، الاستعداد لاستقبال موسم الاصطياف هذا العام من خلال 51 شاطئا، منهم 7 شواطئ مجانية للمواطنين، وهى "جليم، وشهر العسل، والهانوفيل، والمكس، المندرة، السرايا، ميامى" .
كشف "حجازى" أن السبب في وجود كل هذه الحالات من الغرق خلال الأعوام الماضية هو انتشار ما وصفه رحلات اليوم الواحد، وهي رحلات تنظمها شركات لقضاء يوم واحد على البحر من المحافظات المجاورة، مضيفا "معظم هؤلاء لا يعرفون أماكن الخطورة بالبحر كما لا يعرفون العوم تماما".
كما كشف "حجازي" أن عدد الغرقى الذين يغرقون يوميا يقدر بألف مصطاف، وذلك من خلال رجل الإنقاذ والغطاسين المنتشرين بمختلف الشواطئ بينهم 100 بشاطئ النخيل وحده، بينما عدد من يغرقون فعلا في مختلف الشواطئ فإن الحصيلة غير محددة فهناك أيام يموت فيها نحو 10 مصطافين.
وتابع "حجازى" المواطنون ينزلون للسباحة في شاطئ النخيل رغم وجود الريات الحمراء التي يتم وضعها في حال كان البحر خطر والتحذيرات بطول الشاطئ، كما ينزل آخرون في غير الأوقات الرسمية وهي الفترة ما بين إغلاقه وإعادة افتتاحه مجددا.
وحذر "حجازي" من السباحة داخل مياه البحر بشاطئ النخيل الذي وصفه بأنه غير مؤهل للسباحة نظرا لوعورته ووجود دوامات خطيرة داخل مياهه، وأكد أحمد حجازى أن مشكلة الصرف الصحى على الشواطئ قد اختفت تماما من شواطئ الإسكندرية، فيما عدا شاطئ الدخيلة وأبو قير، مشيرا إلى أن مشكلة تصريف مياه الصرف على شاطئ أبو قير مشكلة مؤقتة لحين الانتهاء من إنشاء محطة الصرف التى ستمنع تصريف المياه إلى شاطئ البحر، وسيتم سحب المياه فى اتجاه المحطة الجديدة.
وحول مشكلة مد خط الصرف على شاطئ الدخيلة، قال إنه قام بتشكيل لجنة للمعاينة على الطبيعة بالتنسيق مع جهاز شئون البيئة، لمعاينة الأثر البيئى للتنفيذ المشروع خاصة أن شركة الصرف الصحى تؤكد أنه خط الصرف يحمل مياه معالجة ولا تسبب ضرر بيئى.
وأشار إلى أن اللجنة ستقوم بالمعاينة ورفع تقرير حول الوضع النهائى، وعليه سيتم رفع مذكرة إلى جهاز حماية الشواطئ والمطالبة بوقف المشروع فى حالة وجود ضرر بيئى على الشاطئ ومياه البحر، مؤكدا أنه لم يتم التنسيق مع الإدارة قبل البدء فى تنفيذ المشروع.
كشف مصدر مسئول في مديرية الشئون الصحية أنّ هذا العام هو الأكثر في حاالات الغرق بشواطئ الإسكندرية، مرجعا الأمر إلى عاملين الأول عدم دراية المصطافين بالسباحة والعوم في أماكن خطر والأمر الثاني هو أن عمال الانقاذ والغطاسين ليسوا مدربين.
استشهد المصدر في تصريح خاص، بما حدث منذ يومين بشاطئ 26 يوليو عندما جرفت مياه البحر 3 غطاسين حاولوا إنقاذ شاب من الغرق إلى أعماق المياه وكادوا يغرقون بالفعل لولا تدخل قوات حرس السواحل والإنقاذ النهري وانتشلتهم جميعا، وتم نقلهم إلى أحد المستشفيات، وبحسب الإحصائيات الرسمية يعد شاطئ النخيل هو الأخطر بين شواطئ المدينة.
فيما كشف الدكتور محمد سلطان، محافظ الإسكندرية، أن هناك مقترحًا لغلق شاطئ النخيل نهائيًا بسبب ارتفاع حالات الغرق، نتيجة سرعة الأمواج والدوامات، أو إنشاء بوابات على الشاطئ وتكثيف التواجد الأمني لمنع الناس من دخول الشاطئ.
من جانب آخر، قال الدكتور أحمد عبدالعال، رئيس هيئة الأرصاد الجوية، إن التغيرات المناخية أثرت تأثيرًا شديدًا على دول العالم من بينها مصر خاصةً على سواحل الإسكندرية ومحافظات الدلتا، موضحًا أن الجبال الثلجية في القطب الشمالي بدأت تنهار إلى جانب ارتفاع المد والجذر في البحار والمحيطات بدا ملحوظًا، وحذر "عبدالعال"، من أن الدول المنخفضة مثل مصر ستغطيها المياه الزائدة، ولابد من الانتباه لذلك ووضع المصدات والعوائق أو ردم الشواطئ.
وناشد رئيس هيئة الأرصاد، مسئولي حماية الشواطئ ردم الشواطئ بميل ما بين 3 و 5 أمتار لحماية الإسكندرية والدلتا من الغرق حال ارتفاع سطح المياه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.