أدانت حركة "حماس" بشدة استمرار الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربيةالمحتلة، في اعتقال أنصار الحركة رغم الاجتياحات الضارية التي ينفذها جيش الاحتلال في الضفة وأبرزها ما جرى في مخيم العين المحاذي لمدينة نابلس. وحذّرت "حماس" في بيان أصدرته بهذا الشأن من أنّ الأمر يمثل "تواطؤاً واضحاً واستهدافاً صريحاً للمقاومة". واستنكر البيان ممارسات تلك الأجهزة التي تأتمر بأمر رئيس السلطة محمود عباس حتى بوجود قوات الاحتلال، وقال "لقد احترقت كل ستائر الحياء، وشاهت الوجوه بعد أن سقطت عنها الأقنعة، فاذا هي قبيحة بلا ماء (...) هكذا بدت الأجهزة الأمنية على هامش معركة مخيم العين بنابلس، لتختزل المشهد المأساوي الفاضح لممارساتها المرفوضة في الضفة المحتلة، ولتوثق للتاريخ قمة انحدارها الوطني المتسارع قبل "مؤتمر الخريف"، وانسلاخها المعلن عن أخلاق شعبنا ومقاوميه"، كما جاء فيه. وأوضح البيان أنه في الوقت الذي "سطّر فيه أبطال المقاومة ملحمة العزة في المخيم (مخيم العين)؛ سطّرت الأجهزة المأجورة أبشع صور الانهيار والخزي والعار، حين واصلت جرائم الملاحقة والاعتقال بحق أبناء حماس، ضاربة بعرض الحائط كل ما يجري من اعتداءات صهيونية في الضفة وتحديداً في مخيم العين". وتابع البيان "لقد كان شعبنا يتساءل دوماً: أين هي أجهزة الأمن (التابعة للسلطة) لتدافع عن شعبنا إزاء الاجتياحات الصهيونية المتكررة؟! ولماذا تختبئ في جحورها وخلف أوامر قادتها الأمنيين والسياسيين؟!، أسئلة كثيرة أدرك الشعب إجاباتها مع الأيام، وأدرك أنّ البنادق التي تحملها الأجهزة خجلى من تلك التي بأيدي المجاهدين المقاومين في مخيم العين، تلك البنادق الشرعية الشريفة النظيفة، التي تعلن استمرار المقاومة رغم أنف المتخاذلين". وتابع البيان "لكن للأسف تخجل البنادق ولا يخجل من يحملها في وجه أبناء حماس، نعم لقد خرجت الأجهزة الأمنية أخيراً، ليس في وجه الاحتلال ولكن بوجود الاحتلال، لتعتقل أبناء حماس، في تطوّر خطير يكشف عورة التنسيق الأمني وقمة التبجح والوقاحة والسقوط الأخلاقي، فاذا هي تدافع عن الاحتلال، باعتقال من يقاوم الاحتلال". ولفتت حركة المقاومة الإسلامية، انتباه جماهير الشعب الفلسطيني إلى ما يجري فقالت "هكذا المشهد باختصار؛ المقاومة مستهدفة برصاص التنسيق الأمني، وحتى لا ترفع المقاومة رأسها أكثر، لابد من القضاء على كل حالة مقاومة، مهما كلف الثمن ومهما بلغ الحرج". وتابعت "حماس" قائلة "إذاً هو التناقض الدائم بين مشروعي المقاومة والتسوية، وما الخلاف بين حماس وفتح إلاّ نتيجة لذلك التناقض، لكنّ دائرة المقاومة أوسع على الإطلاق وأولى بالاصطفاف حولها، باعتبارها الخيار الاستراتيجي والقاسم المشترك بين فصائل المقاومة، التي يلتف حولها الشعب رافضاً خيار التسوية والتنسيق الأمني والارتماء في الحضن الأمريكي، تحت رحمة الدولار الأمريكي الذي يوجه القرار السياسي الفلسطيني" لفريق بعينه في الساحة. وخلص البيان إلى القول "مهما يكن من أمر؛ فاننا في حماس نقول وبلغة الواثق بنصر الله: أقصروا أيها الواهمون عناءكم، فأحلامكم بإقصاء حماس لم تتحقق ذات يوم ولن تتحقق باذن الله، نذكركم بأنّ العالم كله اجتمع في شرم الشيخ عام 1996 بهدف إقصاء حماس، وكنتم يومها في قمة سلطانكم، ففشلتم كلكم وانتصرت حماس، فلا تحاولوا ولا تحرقوا كل السفن، وتذكّروا أنّ الظلم لا يدوم والتاريخ لا يرحم وأنّ الأيام دول"، كما ورد فيه.