كتب: محمد أبو المجد// أكد المهندس عمر عزام عضو المكتب السياسي وأمين القاهرة بحزب العمل أن المسلمين يجب أن يتعلموا ويطبقوا معاني الوحدة الإسلامية وينبذوا الفرقة والاختلاف والفتن والتعصب الأعمى للمذاهب والعرقيات, خاصة وأننا هذه الأيام نشهد ذكرى الحج وما يمثله من اتحاد للمسلمين بكافة أطيافهم ومذاهبهم في صعيد واحد ويؤدون مناسك واحدة ويتجهون لقبلة واحدة ويلبسون لباسًا واحدًا, مشددًا أن هذه المناسبة ومجيئها في ظل ما يشهده العالم الإسلامي من تصعيد للفتن وإثارة للقلاقل بواسطة أعداء الأمة ينبغي أن تكون ملهمًا لهم لدفعهم إلى التمسك بالوحدة ونبذ الفتنة. جاء هذا في كلمته التي ألقاها في المؤتمرالجماهيري الأسبوعي الحاشد الذي يعقده حزب العمل بالجامع الأزهر عقب صلاة الجمعة, والذي شهد حضورًا جماهيريًا كبيرًا.
وأضاف عزام أن الكافرين وأعداء هذا الدين منذ قديم الأزل عندما رأوا اجتماع المسلمين على قلب رجل واحد وكثرتهم واتحادهم في كل شئ يئسوا من القضاء على الإسلام, وهذا هو القرآن يؤكد لنا هذه الحقيقة بقول الله عز وجل (اليوم يأس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشوني) وامتلئت قلوبهم حقدًا على هذا الدين الذي ارتضاه لنا رب العالمين, فقاموا بالتخطيط بكل الطرق ليضعفوا هذه الأمة ويتحينوا الفرص ليضربوها في مقتل ويمكرون لها بالليل والنهار حتى يفصلوها عن مبادئ دينها (الوحدوي) الذي ارتضاه الله لها ليصبحوا ضعافًا مشتتين متفرقين فيسهل على العدو أن يقضى عليهم بعد أن نجح في إبعادهم عن دينهم الذي يأمرهم بالاجتماع ونبذ الفرقة (واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا). قوتنا في وحدتنا.. والحج يعلمنا وأوضح عزام أن العدو الأمريكي الصهيوني قد فشل في القضاء على هذه الأمة بعدما حاول بقوته العسكرية التي وجد أنها لا تغني عنه شيئًا, بل على العكس تزيد الأمة صلابة ومقاومة حتى اعترف بوش وأذنابه أخيرًا بالهزيمة أمام مقاومة وجهاد هذه الأمة, ولكنهم خططوا لإضعافها بإثارة القتن والنعرات الطائفية والمذهبية بها ودفعهم إلى الاقتتال فيما بينهم, وهو ما حذرنا منه الله عز وجل بقوله (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا), كما حذرنا منه رسوله صلى الله عليه وسلم حينما خطب يوم عرفة في حجة الوداع "إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم.. كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا..", فقوة الأمة تكمن في وحدتها ودرس الحج هو الذي يعلمنا ذلك. مع الوحدة والمقاومة وأكد عزام أننا جميعًا نقف مع وحدة العراق ضد النعرة الطائفية التي يحاول الأمريكان والصهاينة إثارتها, ومع وحدة لبنان بجميع طوائفها بعدما اجتمعوا على قلب رجل واحد ضد الحكومة الخاضعة للأمريكان بشكل غير مسبوق وبأعداد هائلة نزلت إلى الشوارع لتطالب تلك الحكومة بالاستقالة ورغم ذلك تتمسك بها أمريكا بحجة الشرعية.. في نفس الوقت الذي تضطهد فيه حكومة حماس المنتخبة أيضًا بشكل شرعي, ونحن أيضًا مع وحدة الفصائل الفلسطينية الشريفة والتي تخوض الآن معركة باسم الشعب الفلسطيني ضد من ينفذون خطط الصهاينة وعلى رأسهم دحلان والرجوب وأبو مازن, مشددًا أن المعركة ليست كما يصورون بين حماس وفتح ولكنها بين حماس وأذناب الصهاينة داخل فلسطين, وهناك فرق كبير بين من يخون أهله ويرتمي في أحضان العدو، وبين من يحمل السلاح ويتحمل الجوع والحصار من أجل فلسطين. تحركات ضعيفة من نظام الأزمات وقال عزام أن التحركات المصرية التي تعنينا في المقام الأول هي تحركات ضعيفة وتتبنى المنطلقات الأمريكية الصهيونية, مطالبُا النظام المصري بالوقوف مع مشروع الأمة وهو مشروع المقاومة التي توحدت جميع أطياف الأمة عليها, وأن يكف عن إثارة القلاقل الداخلية في البلاد ليشغل بها الناس عن قضاياهم وهمومهم, كما نطالب هذا النظام برفع المعاناة عن الشعب المسكين الذي يواجه يوميا أزمات طاحنة لم يعد يتحمل الحياة معها. ميليشيات الإخوان المزعومة.. هراء واستنكر عزام بشدة الإجراء الأخير الذي قام به النظام ضد شباب الإخوان المسلمين في جامعة الأزهر باعتقال العشرات منهم بحجة خطورتهم على البلاد واستقرارها وتكوينهم ميليشيات عسكرية!! بالرغم من أنهم لم يفعلوا شيئًا يدل على هذا, والنظام بأفعاله وسياساته الحمقاء في الداخل والخارج هو من يجر البلاد إلى دوامة العنف وعدم الاستقرار. وطالب عزام في ختام كلمته الشعب المصري بأن يهب لاسترجاع حقوقه وأن يعلن تأييده للمقاومين والمجاهدين في كل مكان حتى ترجع مصر في مقدمة المدافعين عن هذا الدين كما كانت دائمًا على مر العصور.