مازالت الفوضي الإعلامية التي تملأ القنوات الفضائية مستمرة وخاصة في البرامج الحوارية "التوك شو" التي أصبح عددها كالهم علي القلب.. لدرجة أن أحد الأصدقاء قال متهكما: سوف يأتي اليوم الذي تصبح فيه فضائية لكل مواطن.. واتفرج علي مذيع وخذ الثاني هدية..!! وقد اقترحت في هذا المكان الجمعة الماضية اخضاع مقدمي البرامج الحوارية "التوك شو" ومذيعي ومذيعات البث المباشر "علي الهواء" سواء بالتليفزيون المصري أو الفضائيات لاختبارات الكشف الدوري بمعرفة أطباء الطب النفسي وقياس قدراتهم الذهنية والعقلية التي تصاب بالاختلال كنتيجة طبيعية لتوهم الشهرة أو النجومية. ولم أتوقع أن يجد هذا الاقتراح تجاوبا من العديد من القراء والعاملين بماسبيرو وبعض الفضائيات الخاصة الذين وجدوا أن إجراء مثل هذه الاختبارات النفسية سيضع أمام أصحاب القرار في هذه القنوات والفضائيات صورة حقيقية لما يحدث بعقلية مقدم أو مقدمة البرنامج من تطور أو تغير سواء بالسلب أو الايجاب.. "وربنا يكمل.. كل من يطلع علي الهواء مباشرة بعقله.. ويكفيه شر ا لمرض النفسي". الهدف من إجراء الكشف الطبي علي مقدمي ومقدمات البرامج سواء في القنوات الفضائية الخاصة أو في التليفزيون المصري ليس اكتشاف وجود مرض ما.. وإنما الهدف هو اكتشاف مدي تأثير ظهوره علي الهواء وقبول المشاهدين له علي أدائه لمهام وظيفته وقدرته علي تقديم البرامج أم لا؟؟ وإنما لتوضيح الصورة كاملة.. والاختبارات النفسية المعتمدة عالميا من قبل كبار المتخصصين بالطب النفسي لضمها إلي الكشف الطبي لمقدمي البرامج.. لأنه وباختصار ستكون نتيجة الاختبارات النفسية مقياسا لوجود المرض النفسي من عدمه ودرجة الإصابة به.. ومدي تأثيره علي تقديم البرامج. واعتقد أنه من حق اللجنة الطبية أثناء الكشف والاطلاع علي تلك الفحوصات إخضاع مقدم البرنامج لفحوص اضافية وذلك في حالة الشك في إصابته بمرض ما.. وليس في ذلك ما يخجل. فكثير من المهن الحساسة والهامة يخضع ممارسوها لمثل هذه الفحوصات وبصفة دورية وذلك طبقا لمعايير محددة لاختيارهم. وفي كل الأحوال ستكون التقارير سرية وذلك لأن اخلاقيات مهنة الطب وقوانين نقابة الاطباء تمنع نشر أو الإعلان عن كل ما يخص الحالة الصحية لأي شخص مهما كان منصبه أو وضعه بالمجتمع. الشيء الوحيد الذي سيذكر بالتقرير هو أن مقدم البرامج لديه أو ليس لديه مرض بدني أو ذهني يعيق أداءه لمهام تقديم البرامج.. دون أي تفاصيل أخري.. معني ذلك أن التقارير الطبية ستكون سرية حتي علي مقدمي ومقدمات البرامج أنفسهم!!. مقدمو البرامج يمكنهم معرفة تفاصيل حالتهم الصحية بإجراء الكشف الطبي لدي أي جهة خارجية. أتمني بالفعل أن يطبق هذا الاقتراح لكل من يتصدي لتقديم البرامج بالاعلام المرئي أو المسموع واتوقع نجاح تلك التجربة عند تطبيقها التي سوف تفرز أشياء بعيدة كل البعد عما نراه في الوقت الحالي.. وستختفي الكثير من الوجوه التي تحتل الشاشات والميكروفونات إما بعلاقات شخصية أو مع اصحاب القنوات أو وكالات الاعلانات أو محترفي غسيل الأموال. اللهم اني اقترحت.. اللهم فاشهد.. وتحيا مصر .. وتحيا مصر.. تحيا مصر.