من هو عكرمة؟ هو أبوعبدالله عكرمة البربري المدني مولي ابن عباس. أصله من البربر بالمغرب روي عن مولاه ابن عباس وعلي بن ابي طالب وابي هريرة وغيرهم. اختلاف العلماء في توثيقة: وقد اختلف العلماء في توثيقه فكان منهم من لا يثق به ولا يروي له وكان منهم من يوثقه ويروي له. مطاعن من لا يثوقونه: وانا لنجد العلماء الذين لم يثقوا بعكرمة يصفونه بالجرأة علي العلم ويقولون انه كان يدعي معرفة كل شيء في القرآن ويزيدون علي ذلك فيتهمونه بالكذب علي مولاه ابن عباس وبعد كل هذا يتهمونه بأنه كان يري رأي الخوارج ويزعم ان مولاه ابن عباس كان كذلك وقد نقل ابن حجر في تهذيب التهذيب كل هذه التهم ونسبها لقائليها فمن ذلك ما رواه شعبه عن عمرو بن مرة قال: سأل رجل ابن المسيب عن آية من القرآن فقال: لا تسألني عن القرآن وسل من يزعم انه لا يخفي عليه منه شيء يعني عكرمة. وحكي ابراهيم بن ميسرة ان طاوسا قال: لو ان مولي ابن عباس اتقي الله وكف من حديثه لشدت إليه المطايا وروي أبوخلف الجزار عن يحيي البكاء قال: سمعت ابن عمر يقول: اتق الله ويحك يا نافع ولا تكذب علي كما كذب عكرمة علي ابن عباس وروي ان سعيد بن المسيب قال مثل ذلك لمولاه وروي ابن سعد ان علي بن عبدالله كان يوثقه "يربطه" علي باب الكنيف "الحمام" ويقول ان هذا كان يكذب علي أبي ثم بعد هذا يصورون للناس مبلغ كراهة معاصريه له فيقولون انه مات هو وكثير عزه في يوم واحد فلم يشهد جنازته أحد أما كثير عزة فقد شيعه خلق كثير. تفنيد هذه المطاعن ودفاع عكرمة عن نفسه هذا الذي تقدم هو بعض الروايات التي رواها من لا يثق بعدالة عكرمة وكلها تهم باطلة لا تقوم علي أساس فعكرمة مولي ابن عباس كان يلازمه ويخالطه فلا يضيره كثرة الرواية عنه لأن هذا أمر طبيعي ولا يمكن ان يعد افتراء علي العلم وافتياتا علي الرواية لأن كثرة الرواية ليست من المطاعن التي توجه إلي الراوي وتذهب بعدالته فهذا أبوهريرة قال الناس في عصره: أكثر أبوهريرة فبين لهم سبب اكثاره من الرواية عن رسول الله صلي الله عليه وسلم انه كان يلازم رسول لله صلي الله عليه وسلم علي ملء بطنه ولا شيء يشغله كما شغل غيره من الصحابة بالتجارة في الأسواق فهل ذهبت عدالة أبي هريرة وفقدنا الثقة به لكثرة روايته اللهم لا. ثم ان هذا الاتهام لا يخفي علي عكرمة بل كان يبلغه عن متهميه قيود لو انه ووجه به ليفنده فقد روي حماد بن زيد عن ايوب انه قال: قال عكرمة: رأيت هؤلاء الذين يكذبونني. يكذبونني من خلقي أفلا يكذبونني في وجهي؟ فإذا كذبوني في وجهي فقد والله كذبوني.. ثم نراه يستشهد ببعض اصحابه علي صدقه قيما يروي عن موالاه. فعن عثمان بن حكيم قال: كنت جالسا مع أبي أمامه سهل بن حنيف إذ جاء عكرمة فقال: يا أبا أسامة: اذكرك الله هل سمعت ابن عباس يقول: ما حدثكم عكرمة عني قصد قوة فإنه لم يكذب علي؟ فقال أبوأسامة: نعم. هذا هو رد عكرمة علي متهميه بالكذب وتفنيده لما نسب إليه من الافتراء علي مولاه وهو كما تري رد يخرس ألسنة الذين تطاولوا علي عكرمة واتهموه بأنه كان يكذب علي مولاه ابن عباس.