كان من عادة الشيخ محمد متولي الشعراوي - عندما تولي وزارة الأوقاف وشئون الأزهر - ألا يذهب إلي مسكنه بمنطقة الحسين بالقاهرة إلا بعدما يصلي ركعتيتن بمسجد الإمام الحسين يقوم بعدها بزيارة ضريح سيد شباب أهل الجنة رضي الله عنه وكرم وجه أبيه. وعندما ينتهي الشيخ الشعراوي من الدعاء والزيارة يخرج من المسجد الخلفي المسمي بالباب الأخضر ليجد نفسه أمام شقته المطلة علي المقام الحسيني. وفي إحدي المرات أصر القارئ الإذاعي الشيخ فتحي المليجي - مقيم الشعائر بمسجد الحسين في تلك الفترة - علي ان يوصل الشيخ الشعراوي حتي باب العمارة فرحب الشيخ وقال للشيخ فتحي: انت ضيفي علي الغداء اليوم يا مولانا الشيخ فتحي فرد عليه الشيخ المليجي يكفينا شرف صحبة فضيلتكم حتي باب العمارة يا مولانا لا ترككم بعدها لتستريحوا ان شاء الله. ولأن الشيخ الشعراوي كان لا يرد أحدا قصده مطلقا فكان يصافح الباعة الجائلين والعوام وفي لحظة ما ونظرا لكثرة الناس حول الشيخ - كالعادة - اختل توازن الشيخ الشعراوي فسقط علي الأرض هنا أسرع إليه الحراس - حراس الوزير الذين كانوا يرقبونه عن بعد - حيث كان يرفض الحراسة - فهرولوا إليه لا لأنه الشيخ من وجهة نظرهم ولكن لمنصبه السياسي رفيع المستوي - الوزير. وهنا حاول الشيخ فتحي المليجي والحراس ان يساعدوا الشيخ الشعراوي علي النهوض ولكن الشيخ يرفض النهوض بمساعدتهم ويشير إليهم موجها لهم كلمة مدوية فقال لهم: سيبوني واقع علي الأرض شوية علشان الناس تعرف إن فيه وزير بيقع علي الأرض. هنا تعجب الجميع من كلام الشيخ لدرجة أن الشيخ فتحي المليجي علق بقوله: ما قاله الإمام الشعراوي كلام يدرس بالجامعات من جهات وأقسام عديدة ويعد رسالة لجميع القيادات بما فيهم الوزراء انفسهم وغيرهم وكأنه كان يقصد العبارة الشهيرة: كلنا ولاد تسعة اشهر. رحم الله الشيخ الشعراوي رحمة واسعة والي لقاء آخر مع سر جديد من أسراره في العدد القادم إن شاء الله.