كان الشيخ محمدمتولي الشعراوي هبة من السماء الي الفقراء والمساكين.. يعمل علي اسعادهم بقضاء حوائجهم واطعام الطعام عملا بالمقولة الشهيرة - لقمة في بطن جائع افضل من بناء جامع - وعلي مدي سنوات الشيخ الشعراوي ماورد عنه انه رد احدا قصده قط مهما كانت ظروفه حتي ولو كان مريضا.. وفي سنوات عمره الاخيرة كان الشيخ الشعراوي يلتقي بأصدقائه ومريديه ومحبيه في مبرته المواجهة لمسجد السيدة نفيسة رضي الله عنها بالقاهرة - التي لم تكن هي المبرة الوحيدة او المشروع الخيري الوحيد للشيخ الشعراوي - حيث وهب نفسه لاسعاد المسلمين بلقائهم وقضاء حوائجهم والرد علي اسئلتهم وعقد قران ابناء المحبين منهم.. وفي احدي المرات طلب احد مصابي الحرب مقابلة الشيخ الشعراوي- فقد يده وساقه في الحرب - حيث كان يمر بضائقة مالية حادة وبالفعل التقي بالشيخ الشعراوي الا انه حين التقاه لم يستطع مفاتحة الشيخ في الامر.. وفوجئ الرجل بالشيخ الشعراوي يقول بفراسته المعهودة: اشعر ان صوتك مختنق يابني.. اكيد فيه شئ عكر صفوك قبل مجيئك الي ؟ فقال الرجل للشيخ الشعراوي: والله يامولانا انني امر بظروف صعبة جدا وانا لم اتعود علي ان اطلب شيئا من احد ولكني دعوت الله ان يسوق الخير حيثما كان. هنا انتفض الشيخ وقام من جلسته مستأذنا الرجل قائلا له: استأذنك لحظة واحدة. ويعود الشيخ بعد دقائق لا تتجاوزاصابع اليد الواحدة واعطاه مظروفا به نقودا وقال له الشيخ الشعراوي: وزع هذا حسبما تري علي اولادك علي اهل بيتك اقضي ماعليك من دين وقل لاولادك: ان احد عباد الله يرجو ان يكون قد وصل الله من مال الله الي الله بشئ.. وارجو منك الدعاء وعدم ذكراسمي.. وبمناسبة استلام الشيخ الشعراوي لمنزله الجديد بالهرم اقام مأدبة فخمة دعي اليها العديد من محبيه ومريديه وكذا الاصدقاء منهم الوزراء وسفراء بعض الدول والعديد من الفقراء والمساكين وتصادف وجود بعض الافراد من الدول العربية حيث كانوا في زيارة الامام.. فلما دخل الشيخ الشعراوي ووجد المأدبة وفخامتها رفض الجلوس اليها لتناول الطعام فتجمع حوله الجميع يسألونه عن السبب فأجابهم: لن اجلس اليها.. بل سيجلس الفقراء والدراويش الموجدين خارج المنزل - فقالوا له: وماذا عن ضيوفك يامولانا؟ فقال: قلت سيجلس الفقراء والمساكين والدراويش الي هذه المأدبة اما انا وضيوفي ان شاء الله نأكل علي الطبلية. وبالفعل يجلس الشيخ الشعراوي هو وضيوفه الامراء والسفراء والوزراء علي الطبلية بالخارج بينما كان الفقراء والمساكين والدراويش ينعمون بالمأدبة الفخمة بالداخل. رحم الله الشيخ الشعراوي رحمة واسعة والي لقاء آخر مع سر جديد من اسراره في العددالقادم ان شاء الله.