¢دابق¢.. هو اسم المجلة التي يصدرها تنظيم ¢داعش¢ ولكنه ليس مجرد اسم فهو يحمل معطيات تاريخية تعكس تفكير التنظيم وأسلوبه الفكري. إذ أن الاسم يعود لبلدة في سوريا ورد ذكرها في صحيح مسلم الذي قال ¢إنّ هناك حديثا للنبي محمد صلي الله عليه وسلم تناول فيه معركة فاصلة بين المسلمين وأعدائهم تحصل في ذلك الموقع مع حلول آخر الزمان¢ وظهور الدجال ونزول ¢المسيح¢. فقد ورد في ¢صحيح مسلم¢. الذي يعتبر من أصح الكتب بعد القرآن لجمعه الأحاديث التي وردت بسند صحيح . قوله: لا تقوم الساعة حتي تنزل الروم بالأعماق - أو بدابِقَ - فيخرج إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ. فإذا تصافوا. قالت الروم : خلوا بينا وبين الذين سبُوا مِنَّا نقاتلْهم. فيقول المسلمون : لا والله. كيف نُخَلِّي بينكم وبين إخواننا. فيقاتلونهم. فينهزم ثُلُث ولا يتوب الله عليهم أبدا. ويُقتَل ثلثُهم أفضل الشهداء عند الله. ويفتتح الثلث. لا يُفتَنون أبدا. فيفتَتحِون قسطنطينية¢ في إشارة إلي المدينة التي تحمل اليوم اسم اسطنبول في تركيا. ويضيف الحديث: ¢فبينما هم يقتسمون الغنائم قد علقوا سيوفهم بالزيتون إذ صاح فيهم الشيطان إن المسيح قد خلفكم في أهليكم فيخرجون - وذلك باطل - فإذا جاؤوا الشام خرج فبينما هم يعدون للقتال يسوون الصفوف إذ أقيمت الصلاة فينزل عيسي بن مريم عليه السلام. فأمّهم. فإذا رآه عدو الله ذاب كما يذوب الملح في الماء فلو تركه لانذاب حتي يهلك ولكن يقتله الله بيده فيريهم دمه في حربته¢. من هنا نري أن ¢داعش¢ تروج بشكل كبير جدا ان ماتقوم به هي معركة آخر الزمان وأنها الفرقة الناجية المنصورة. ويتبين ان اختيار اسم ¢ دابق¢ لمجلتها لم يكن امرا عشوائيا بل اختيار مقصود. وتقع دابق شمال حلب. وتبعد 45 كيلومترا عن الحدود التركية وتتبع منطقة أعزاز. وقد وقعت في سهلها الكبير معركة عظيمة بين العثمانيين بقيادة سليم الأول والمماليك بقيادة قنصوه الغوري عام 1516 انتصر فيها العثمانيون. وكانت المعركة مقدمة لدخولهم المناطق العربية وتأسيس إمبراطوريتهم فيها. أما ¢الأعماق¢ فهي منطقة تتبع أنطاكيا التركية. وتقع فيها بحرية معروفة تسمي ¢بحرية عمق¢. وتشير ¢موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة¢ إلي أن الحديث فيه نبوءة لأن صور دابق من الأقمار الصناعية تشير إلي أنها ¢من أنسب الاماكن لمعارك كبيرة وفاصلة¢ مضيفة: ¢دابق تقع قريبة من البحر. المتوسط سوف يكون هناك إنزال بحري للروم اثناء غزوهم للشام.¢ وتضيف الموسوعة إلي أن الحديث يشير إلي أن الكثير من الروم ¢سيسلمون ويعيشون مع المسلمين في الشام أو يتم سبيهم من الروم ويشهرون إسلامهم ثم يقاتلون مع المسلمين ضد الروم¢ مشيرا إلي أن البلدة ¢تقع في مكان يفصل بين الشرق الإسلامي والغرب الرومي النصراني وهي مكان المواجهة في آخر الزمان.¢ ويري أنصار تنظيم ¢الدولة الإسلامية¢ أن العلامات علي تحقق النبوءات الواردة بالحديث بدأت تظهر بالفعل. مع انضمام مقاتلين من الغرب إلي التنظيم. والاستعدادات الدولية لمقاتلة التنظيم عبر التحالف الذي يتوسع باضطراد. إلي جانب إمكانية تدخل تركيا ضد التنظيم. ما يبرر بالتالي مهاجمة القسطنطينية ¢اسطنبول¢ التي هي اليوم مدينة تقطنها غالبية مسلمة. ويستعين المتشددون عبر حساباتهم بمواقع الانترنت بحديث آخر يشير إلي أن المعركة ستكون ¢عظيمة¢ تضم مئات الآلاف من المقاتلين. وسيتجمع ¢الروم¢ تحت 80 راية. تضم كل واحدة منها 12 ألف مقاتل. ما يجعل العدد الإجمالي للجيش الذي سيخوض المواجهة مع المسلمين 960 ألف رجل. وتشهد الحسابات جدلا كبيرا في الفترة الحالية حول انعكاسات معركة كوباني علي المعركة المنتظرة في دابق. ويقول وأُسَيد البغدادي معلقا: ¢مايحدث في عين الإسلام "التسمية التي أطلقها داعش علي كوباني" المجاورة لدابق ليس شيئاً عبطياً بل مخطط له منذ قرون بشرنا بهذه المعركة المصطفي.. وستنزل 80 دولة صليبية لا محال وسنهزمهم.¢ وتنشغل حسابات أخري في متابعة عدد الدول التي وافقت حتي الآن علي الانضمام إلي التحالف. ويقول همّام الشمري احد قيادات التنظيم في هذا الصدد: ¢وصل العدد 62 بقي 18 دولة والموعد دابق.¢