مياه أسيوط: انقطاع المياه عن قرية المعابدة بمركز أبنوب لمدة 15 ساعة    متحدث الخارجية الأمريكية: لا نتفق مع تصريحات ومواقف بعض المسئولين الإسرائيليين    البيت الأبيض: سنتخذ خطوات جريئة في قمة السبع لإظهار ضعف بوتين    الأردن يهزم السعودية في ملعبها ويتصدر مجموعته بتصفيات آسيا    ريال مدريد ينافس تشيلسي على موهبة برازيلية جديدة    إعدام 444 كيلو أغذية فاسدة.. وتحرير 161 محضرا بمدينة شرم الشيخ    العثور على خراف نافقة بالبحر الأحمر.. البيئة: نتعقب السفينة المسئولة وسنلاحقها قضائيا    وزير الأوقاف يعلن تشكيل لجنة متابعة الإعداد لصلاة العيد بالساحات والمساجد    "لو مبقاش أحسن مني أنا أزعل".. خالد النبوي يوجه رسالة ل نور النبوي    محمد نور يضع اللمسات الأخيرة لأحدث أعماله لطرحها قريبًا    وزير الإعلام يزور جناح وزارة الداخلية في المعرض المصاحب لأعمال ملتقى إعلام الحج مكة المكرمة    نشرة «المصري اليوم» من الإسكندرية: التحقيق مع 128 طالبا وطالبة بسبب الغش.. ولجان مفاجئة ب145 مركز شباب لرصد الانضباط    الإسماعيلي يحدد سعر بيع عبد الرحمن مجدي (خاص)    "موان" ينفذ عددًا من المبادرات في قطاع إدارة النفايات بموسم الحج    عالم أزهرى يكشف لقناة الناس لماذا لا يصوم الحجاج يوم عرفة.. فيديو    أول رد من عريس الشرقية بعد فيديو ضرب عروسه في الفرح: «غصب عني»    كاتبة أردنية: كلمة الرئيس السيسي في قمة اليوم مكاشفة وكلها مدعومة بالحقائق والوثائق    رسالة جديدة من «الهجرة» للمصريين في دول النزاعات بشأن مبادرة استيراد السيارات    «الأعلى للإعلام»: حجب المنصات غير المرخصة    يوافق أول أيام عيد الأضحى.. ما حكم صيام اليوم العاشر من ذي الحجة؟    خالد الجندي يعدد 4 مغانم في يوم عرفة: مغفرة ذنوب عامين كاملين    أمين الفتوى بدار الإفتاء: الأضحية لا تجزئ عن الأسرة كلها في حالة واحدة    نقابة الصيادلة: الدواء المصري هو الأرخص على مستوى العالم.. لازم نخلص من عقدة الخواجة    وكيل «صحة الشرقية» يناقش خطة اعتماد مستشفى الصدر ضمن التأمين الصحي الشامل    «طه»: الاستثمار في العنصر البشري والتعاون الدولي ركيزتان لمواجهة الأزمات الصحية بفعالية    لطلاب الثانوية العامة.. أكلات تحتوي على الأوميجا 3 وتساعد على التركيز    مفاجأة.. بيراميدز مهدد بعدم المشاركة في البطولات الإفريقية    مصدر بمكافحة المنشطات: إمكانية رفع الإيقاف عن رمضان صبحى لحين عقد جلسة استماع ثانية    عبدالقادر علام: التفرد والتميز ضمن معايير اختيار الأعمال فى المعرض العام 44    «ناسا» تكشف عن المكان الأكثر حرارة على الأرض.. لن تصدق كم بلغت؟    يورو 2024 - الإصابة تحرم ليفاندوفسكي من مواجهة هولندا    بريطانيا: ارتفاع مفاجئ في معدل البطالة يصيب سوق الوظائف بالوهن مجددا    «بابا قالي رحمة اتجننت».. ابن سفاح التجمع يكشف تفاصيل خطيرة أمام جهات التحقيق    5 أعمال ثوابها يعادل أجر الحج والعمرة.. تعرف عليها    بدائل الثانوية العامة.. شروط الالتحاق بمدرسة الضبعة النووية بعد الإعدادية (رابط مباشر للتقديم)    حقوق إنسان الشيوخ تتفقد مركز الإدمان والتعاطى بإمبابة    قافلة مجمع البحوث الإسلامية بكفر الشيخ لتصحيح المفاهيم الخاطئة    مصرع 39 شخصا في غرق مركب تقل مهاجرين قبالة سواحل اليمن    رئيس الضرائب: المصلحة تذلل العقبات أمام المستثمرين السنغافوريين    تطوير وصيانة وإنتاج خرائط.. وزير الري يكشف عن مجهودات توزيع المياه في مصر    حكومة جديدة..بخريطة طريق رئاسية    تطوير مستشفى مطروح العام بتكلفة مليار جنيه وإنشاء أخرى للصحة النفسية    المجلس الوطني الفلسطيني: عمليات القتل والإعدامات بالضفة الغربية امتداد للإبادة الجماعية بغزة    رئيس جامعة بني سويف يرأس عددا من الاجتماعات    تأجيل محاكمة المتهم بإصابة شاب بشلل نصفى لتجاوزه السرعة ل30 يوليو المقبل    إيلون ماسك: سأحظر أجهزة آيفون في شركاتي    رئيس جامعة الأقصر يشارك في الاجتماع الدوري للمجلس الأعلى لشئون التعليم والطلاب    وزير النقل يوجه تعليمات لطوائف التشغيل بالمنطقة الجنوبية للسكك الحديدية    اتحاد الصناعات: تحرك أسعار مواد البناء مرتبط بأسعار العقارات في مصر    سحب عينات من القمح والدقيق بمطاحن الوادي الجديد للتأكد من صلاحيتها ومطابقة المواصفات    محمد أبو هاشم: العشر الأوائل من ذى الحجة أقسم الله بها في سورة الفجر (فيديو)    بن غفير: صباح صعب مع الإعلان عن مقتل 4 من أبنائنا برفح    طائرته اختفت كأنها سراب.. من هو نائب رئيس مالاوي؟    وفاة المؤلف الموسيقي أمير جادو بعد معاناة مع المرض    عصام السيد: وزير الثقافة في عهد الإخوان لم يكن يعرفه أحد    بعد تصريحاته المثيرة للجدل.. إبراهيم فايق يوجه رسالة ل حسام حسن    سيد معوض يتساءل: ماذا سيفعل حسام حسن ومنتخب مصر في كأس العالم؟    فلسطين.. شهداء وجرحى جراء قصف إسرائيلي على مخيم النصيرات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رؤية تحليلية لإعلام داعش وكيفية مواجهته

يمتلك تنظيم منشقي القاعدة في العراق والشام الإرهابي، المعروف إعلاميا ب"داعش"، آلة إعلامية قوية مكنته في غضون شهور قليلة، من أن يصبح التنظيم المتطرف الأشهر في العالم.
وتعد البروباجندا الإعلامية، إحدى أهم استراتيجيات داعش، في السيطرة والاستقطاب، إذ أنهم يستخدمونها في نشر القلق بين صفوف مواطني المدن التي يريدون الدخول إليها، فضلا عن جذب وتجنيد مزيد من الجهاديين.
ولدى التنظيم مواقع ومنابر إعلامية، كثيرة من بينها "شبكة شموخ الإسلام" و"منبر التوحيد والجهاد" وغيره من المنتديات الجهادية، إضافة إلى إذاعة البيان، فضلًا عن "صفحات التنظيم على موقع التواصل الاجتماعي تويتر"، والخاصة بكل محافظة أو مدينة أو منطقة يقتحمونها.
وفي سابقة هي الأولى من نوعها أصدر مركز الحياة الإعلامي، التابع لتنظيم داعش مجلة إلكترونية ناطقة باسمه، وهي مجلة تصدر باللغة الإنجليزية بصيغة، وتم توزيعها عبر البريد الإلكتروني، في الداخل السوري على المناطق المحررة التي تخضع لسيطرة كتائب من المعارضة المسلحة، ولا تفصح المجلة عن كيفية نشرها أو موقعها الإلكتروني، إلا أنها تشير إلى أنّ "فريق دابق يرغب في تلقي تعليقاتكم".
وتشبه "دابق" في تصميمها مجلة "انسباير" التي أصدرها فرع تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية وتضمنت تعليمات حول كيفية تصنيع القنابل وتجنيد أشخاص يشنون هجمات بمفردهم.
ومن الملاحظ في قراءة أعداد المجلة أنها تبدأ باقتباسٍ لأبي مصعب الزرقاوي، القيادي السابق في تنظيم القاعدة في العراق، يقول فيه: "لقد أشعلت الشرارة هنا في العراق، وسوف يتصاعد لهيبها بإذن الله، حتى تحرق الجيوش الصليبية في دابق.
ويعكس ما يحمله اسم المجلة من معطيات تاريخية توجهات التنظيم وأسلوبه الفكري، إذ إن الاسم يعود لبلدة في سوريا ورد ذكرها في صحيح مسلم.
فقد جاء في صحيح مسلم حديثًا رواه أبو هريرة– رضي الله عنه– أن سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم –قال: "لا تقوم الساعة حتى تنزل الروم بالأعماق - أو بدابِقَ - فيخرج إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ، فإذا تصافوا، قالت الروم: خلوا بينا وبين الذين سُبُوا مِنَّا نقاتلْهم، فيقول المسلمون: لا والله، كيف نُخَلِّي بينكم وبين إخواننا، فيقاتلونهم، فينهزم ثُلُث ولا يتوب الله عليهم أبدا، ويُقتَل ثلثُهم أفضل الشهداء عند الله، ويفتتح الثلث، لا يُفتَنون أبدا، فيفتَتحِون قسطنطينية"، في إشارة إلى مدينة "اسطنبول" في تركيا.
ويضيف الحديث: "فبينما هم يقتسمون الغنائم قد علقوا سيوفهم بالزيتون إذ صاح فيهم الشيطان إن المسيح قد خلفكم في أهليكم فيخرجون - وذلك باطل - فإذا جاؤوا الشام خرج فبينما هم يعدون للقتال يسوون الصفوف إذ أقيمت الصلاة فينزل عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم، فأمّهم، فإذا رآه عدو الله ذاب كما يذوب الملح في الماء فلو تركه لانذاب حتى يهلك ولكن يقتله الله بيده فيريهم دمه في حربته" .
وتقع دابق شمالي حلب، وتبعد 45 كيلومترا عن الحدود التركية وتتبع منطقة أعزاز، وقد وقعت في سهلها الكبير معركة عظيمة بين العثمانيين بقيادة سليم الأول والمماليك بقيادة قنصوه الغوري عام 1516. انتصر فيها العثمانيون، وكانت المعركة مقدمة لدخولهم المناطق العربية وتأسيس إمبراطوريتهم فيها.
أما "الأعماق" فهي منطقة تتبع أنطاكيا التركية، وتقع فيها بحرية معروفة تسمى "بحرية عمق"، وتشير "موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة" إلى أن الحديث فيه نبوءة لأن صور دابق من الأقمار الصناعية تشير إلى أنها "من أنسب الأماكن لقيام معارك كبيرة وفاصلة"، مضيفة: "دابق تقع قريبة من البحر المتوسط ومن المتوقع أن يكون هناك إنزال بحري للروم أثناء غزوهم للشام".
وتضيف الموسوعة إلى أن الحديث يشير إلى أن الكثير من الروم "سيسلمون ويعيشون مع المسلمين في الشام أو يتم سبيهم من الروم ويشهرون إسلامهم ثم يقاتلون مع المسلمين ضد الروم" مشيرا إلى أن البلدة "تقع في مكان يفصل بين الشرق الإسلامي والغرب الرومي النصراني وهي مكان المواجهة في آخر الزمان" .
ويرى أنصار تنظيم "الدولة الإسلامية" أن العلامات على تحقق النبوءات الواردة بالحديث بدأت تظهر بالفعل، مع انضمام مقاتلين من الغرب إلى التنظيم، والاستعدادات الدولية لمقاتلة التنظيم عبر التحالف الذي يتوسع باضطراد، إلى جانب إمكانية تدخل تركيا ضد التنظيم، ما يبرر بالتالي مهاجمة القسطنطينية. ويستعين المتشددون عبر حساباتهم بمواقع الانترنت بحديث آخر يشير إلى أن المعركة ستكون "عظيمة" تضم مئات الآلاف من المقاتلين، وسيتجمع "الروم" تحت 80 راية، تضم كل واحدة منها 12 ألف مقاتل، ما يجعل العدد الإجمالي للجيش الذي سيخوض المواجهة مع المسلمين 960 ألف رجل. وتشهد حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي جدلاً كبيرا في الفترة الحالية حول انعكاسات معركة كوباني على المعركة المنتظرة في دابق، ويقول أبو أُسَيد البغدادي معلقا: "ما يحدث في عين الإسلام (التسمية التي أطلقها داعش على كوباني أو عين العرب) المجاورة لدابق ليس شيئاً عبطياً بل مخطط له منذ قرون بشرنا بهذه المعركة المصطفى.. وستنزل 80 دولة صليبية لا محال وسنهزمهم." وتنشغل حسابات أخرى في متابعة عدد الدول التي وافقت حتى الآن على الانضمام إلى التحالف، ويقول همّام الشمري في هذا الصدد: "اعتقد هذه الصورة التقطت في بداية التحالف أما الآن وصل العدد 62 بقي 18 دولة والموعد دابق" .
قراءة في أعداد المجلة
العدد الأول من مجلة دابق
العدد الأول من مجلة دابق حمل عنوانًا رئيسًا "عودة الخلافة"، وقد صدر العدد الأول في شهر رمضان من عام 1435 هجرية. واستخدم مصممو المجلة خريطة "دولة الخلافة"، أي المناطق التي تقع تحت سيطرة التنظيم في سوريا والعراق، كخلفية لصفحة الغلاف.
وحملت موادّ العدد ترجمة للعنوان، فبعد التمهيد، نُشر موضوع عن "إعلان الخلافة"، وتقارير وأخبار من "دولة الخلافة"، و"دولة الخلافة في كلمات الأعداء"، وقصة من الهجرة إلى الخلافة، وتضمّنت المجلة مواضيع عن الجهاد والجماعة والهجرة والمنهج.
وقد جاء هذا العدد في 50 صفحة، وتم توزيعه عبر البريد الإلكتروني وتحميله على عدد من المنتديات في صورة PDF. وقد تجنب القائمون على المجلة نشر صور الفظائع التي يرتكبها التنظيم ضد المسلمين ومساجدهم وأضرحتهم والفظاعات التي ارتكبها مسلحو التنظيم ضد المسيحيين وبيوت عبادتهم، سواء في سوريا أو العراق.
وفي صفحاتها الأولى صورة لمقاتلين لا نرى وجوههم يقفون في مواجهة النيران ويذكرون بجنود المارينز أكثر مما يذكرون بمقاتلي الدولة الإسلامية، وتعلن المجلة عن خطتها بالتركيز على مواضيع التوحيد، والمنهج، والهجرة والجهاد.
ويشيد العدد الأول بذكرى أبو مصعب الزرقاوي، الذي أسس تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق" قبل أن يقتل في غارة أمريكية في عام 2006، ويقدمه على أنه أحد أبرز مؤسسي الخلافة.
ويتضمن العدد الأول مقتطفات من خطب للبغدادي، الذي أطلق على نفسه اسم "الخليفة إبراهيم"، يتحدث فيه عن حقبة جديدة في الإسلام ويدعو الأطباء والمهندسين وغيرهم للهجرة إلى أراضي دولة الخلافة.
ويضم العدد الأول صور حشود تهتف لمسلحي التنظيم وهم ينظمون استعراضات عسكرية في مدن عراقية وسورية ويرفعون راية التنظيم السوداء، وصورا لأشخاص قتلوا بحسب المجلة على أيدي الروافض – في إشارة إلى الشيعة – وصورا أخرى لجنود عراقيين قالت المجلة إنهم من الشيعة وجرى إعدامهم على أيدي مسلحي التنظيم.
ونشرت المجلة في عددها الأول أيضا مقالا طويلا يستند إلى مقولات فقهية لتبرير إعلان الخلافة، وموقع البغدادي زعيما دينيا وسياسيا لها.
العدد الثاني من المجلة
جاء العدد الثاني تحت عنوان الطوفان، وهو مؤرخ أيضًا – مثل العدد الأول – في شهر رمضان 1435 هجرية، وفي العناوين الفرعية: "إما الخلافة الإسلامية أو الطوفان"، وفي العنوان الفرعي الثاني: "طوفان المباهلة".
ونشرت المجلة لأول مرة صورة واضحة، لأبو محمد العدناني، المتحدث باسم التنظيم، وجاء التعليق على الصورة: " أول صورة واضحة لمنجنيق الدولة الإسلامية"، واحتوى الغلاف على صورة سفينة تسير في اتجاه أمواج عالية، في إشارة واضحة على نجاة التنظيم وأتباعه من الطوفان القادم.
وفي الافتتاحية جاءت الدعوة للهجرة إلى أرض الدولة الإسلامية كأولى واجبات "القراء" الذين يبحثون عن تلك الواجبات تجاه الخليفة!!. وفي حال لم يتمكنوا من "الهجرة" لأي سبب قاهر، فالواجب الثاني يكون بتنظيم "البيعة" للخليفة في أمكنة وجودهم، وفي حال كانت سياسة الدولة التي يقطن فيها "القراء" تمنع "البيعة" للخليفة، فعليهم استعمال أسلوب "التقية" في الحصول عليها!!
أما الموضوع الرئيسي في العدد الثاني يعالج ملف الدولة الإسلامية ويضع مقابله الطوفان في إسقاط لقصة سيدنا نوح والطوفان، مقسمة على مراحل، المرحلة الأولى وتعالج قضية الكفر والإيمان، المرحلة الثانية وتحمل عنوان دعوة نوح ، أما المرحلة الثالثة فهي التفكر في الآيات، رابعاً تأتي مرحلة خيار الإيمان أو العقاب أما المرحلة الخامسة فعبارة عن إعلانهم أنفسهم كمخلّصين لرفع انتشار الجهل بين الناس.
وفي إطار تثبيت أيديولوجية "الدولة الإسلامية" يعالج المحرر في مقالة موضوع الهجرة والجهاد مفرداً صفحة كاملة لحديث من مسند أحمد يعالج هذه القضية، مرفقاً بصور "شهداء" مهاجرين.
وفي إصرار على موضوع البيعة للدولة الإسلامية وللخليفة يأتي عنوان "طوفان المباهلة" للإيحاء بحجم المبايعين حول العالم، ويعالج الموضوع من أكثر من زاوية وفي خمسة مقالات.
وتحت عنوان بكلمات الأعداء استحدثت زاوية جديدة تنقل ماذا تحدث من تصفهم المطبوعة بالاعداء، والبداية مع صورة كبيرة لجون ماكين بدقة عالية.. ومرفقة بتعليق: "الصليبي جون ماكين". كذلك فقد احتوى العدد الثاني على زاوية تضم اخباراً متنوعة أبرزها إقامة الحدود على ثمانية ممن أسماهم المحرر بالشبيبة في جربلاس، وأخبار "قتل" أحد عناصر بدر.. فضلاً عن صور لإقامة حد الرجم.
- العدد الثالث من المجلة
حاول تنظيم داعش في العدد الثالث من مجلة "دابق" الذي صدر في شهر شوال 1435 هجرية، تسليط الضوء على أهم الملفات الساخنة بدءًا من إعدام الصحفي جيمس فولي، إلى انتقاد سياسة أوباما، مرورا بتبرير مجرزة الشعيطات بدير الزور، وانتهاء بالدعوة للجهاد في أرض الملاحم، "الشام".
وتضم "دابق"، 42 صفحة، بدأت بافتتاحية أن أوباما يعد الوريث الأسوأ لجورج بوش الابن؛ لأنه يسير على نفس الخطى التي تقود إلى هدم الإمبراطورية المدنية الأمريكية.
وتطرقت المجلة في صفحاتها الأخرى إلى إنجازات التنظيم في الموصل ونينوى وباقي المدن التي استولى عليها في شمال العراق، كما نشرت صورا عن تدميره مقامات دينية، صوفية وشيعية.
وحمّلت المجلة إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما المسئولية كاملة عن "فولي"، قائلة إن الدولة الإسلامية وجهت رسالة واضحة بأنها ستقوم بإعدامه، إذا ما توالت الضربات الأمريكية الجوية، إلا أن تلك الرسالة قوبلت "باللامبالاة الأمريكية المعهودة"، وقام البيت الأبيض على الفور بالإيعاز لشبكات التواصل الاجتماعي بإغلاق صفحات التنظيم والحسابات المؤيدة له؛ كي لا تصل الرسالة للمواطن الأمريكي.
وفي العدد نفسه تناولت "دابق" ملف الانتقام الوحشي من قبيلة الشعيطات في دير الزور، ناشرة تقريرها تحت عنوان: "عقوبة من يغدر بالدولة"، واصفة مقاتلي القبائل بناكثي العهد والميثاق، ومستشهدة بأحاديث من السيرة النبوية الشريفة.
أما الجزء الثالث والرابع من المجلة، فخصص للحديث عن أرض الشام، مسميا إياها "أرض الملحمة"، وسط دعوة للهجرة إلى هذه الأرض.
- العدد الرابع من المجلة
جاء العدد الرابع من مجلة "دابق" الصادرة عن تنظيم داعش في شهر ذي الحجة 1435 هجرية، تحت عنوان "الحملات الصليبية الفاشلة"
وتناول الجزء الأول من المجلة الذي جاء تحت عنوان "جُعِلَ رِزْقِي تَحْتَ ظِلِّ رُمْحِي" هذا الحديث الذي رواه الإمام أحمد عن ابن عمر . وذكرت المجلة ما أورده الحافظ ابن رجب الحنبلي في كتاب "الحِكَم الجَدِيرة بالإذاعة" حول شرح هذا الحديث.
فيما أفردت المجلة الجزء الثاني منها والذي جاء تحت عنوان "عودة الرق قبل قيام الساعة" للتأكيد على شرعية السبي والاسترقاق وتأكيده لما نشر عن سبي النساء والصبايا "الايزيديين" أثناء حصارهم في جبل سنجار. وقالت المجلة "ينبغي أن يتذكر الجميع أن استعباد أسر الكفار وسبى نسائهم هو جانب راسخ من الشريعة الإسلامية"، مضيفاً: "بعد أن ألقينا القبض على النساء الايزيديات، أرسلنا خمسهن إلى سلطات "التنظيم"، والباقى قمنا بتقسيمهن على المقاتلين الذين انتصروا فى معارك سنجار". وعن الرجال الذين أسرهم التنظيم من الايزيديين، كشفت المجلة عن أنه تم تخييرهم ما بين اعتناق الإسلام أو القتل، وأقر التنظيم باحتجازه وبيع الايزيديين كعبيد. وأوردت المجلة العديد من الأحاديث وأراء الفقهاء الدالة على مشروعية الاسترقاق والسبي. وذكر الجزء الثالث من المجلة تأسيس ولايتين جديدتين لتنظيم داعش وهما ولاية الفرات وولاية الفلوجة
وقالت المجلة في تقريرها الرابع إن جماعة أنصار الإسلام انضوت تحت لواء داعش وأعلنت ولاءها للدولة الإسلامية، وأكدت وفق بيان لها أنها " تهدي بعض أعمالها نصرة لدولة الخلافة الإسلامية ولأميرها المِفْضَال الكرار أمير المؤمنين أبي بكر الحسيني القرشي البغدادي حفظه الله".
وفي تقرير آخر في المجلة، تناولت نهاية الحملات الصليبية وذكرت العديد من النبؤات التي وردت بهذا الخصوص ، منها حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لَا تَقُوم السَّاعَة حَتَّى تَنْزِل الرُّوم بِالْأَعْمَاقِ أَوْ بِدَابِقٍ ) وغيره من أحاديث الملاحم. كما أكد التقرير أن هذه الحملة الصليبية لا تخدم سوى روسيا وإيران كما أكد أن الحرب بالوكالة والهجمات الجوية التي تطلقها أمريكا والدول الغربية غير ذات جدوى. وفي النهاية دعت المجلة المجاهدين وعموم المسلمين إلى نصرة الدولة الإسلامية والهجرة إلى أرض الشام والعراق بقتال الصليبيين.
تحليل الإخراج الفني للمجلة:
اختلفت الأدوات التي بدأ تنظيم داعش المتطرف يغزو بها المنطقة، ولعل أهمها استخدامه لوسائل الإعلام كافة المرئية منها والمسموعة، والآن المقروءة بعد صدور أربعة أعداد من مجلة دابق – التي ربما ستكون الناطق الرسمي باسم التنظيم – والتي أدهشت الكثيرين بصرياً. فقد تمتعت المجلة بالحرفية وأناقة الإخراج وجودة الصور التي احتوتها، الأمر الذي جعل البعض يصفون الإعلام الذي يحاول داعش تقديمه أقرب إلى الإعلام المنظم للدولة منه إلى الإعلام الميليشياوي المتخبط مقارنة بإعلام الجماعات الجهادية الأخرى في سوريا. كما أن صدورها بأكثر من لغة يؤكد أن داعش بدأ يتجه نحو العالمية، خصوصا أنها تحاكي الغرب من حيث تقديمها للمقولات العامة للتنظيم. المجلة جاءت بمواصفات قياسية مما جعلها تطرح كثيرًا من التساؤلات حول الإمكانيات المادية التي يمتلكها هذا التنظيم، وحول قدرته على تسخير التكنولوجيا الإعلامية لخدمته.
ولم تكن الحرفية الإخراجية لمجلة "دابق" جديدة على هذا التنظيم الذي اعتاد بث مقاطع فيديو عالية الدقة منذ تأسيسه مطلع أبريل 2013 ، فقد وصفها مراسل ال CNN بأنها "مشاهد حقيقية للإرهاب وليس أحد أفلام هوليود ولكنه صمم ليبدو وكأنه واحد منها" ، وسماها التنظيم "صليل الصوارم"، حيث ترصد بدقة كل المعارك والانتصارات والإعدامات التي ينفذها أعضاء التنظيم. تظهر في هذه الأفلام عالية الجودة أسلحةٌ، ومعداتٌ عسكرية وتقنية، وكاميرات وسيارات حديثة. وقد تم تصوير مقطع الافتتاح في الجزء الرابع من "صليل الصوارم" من طائرة عمودية، ووصل عدد المشاهدات لهذه المقاطع إلى ملايين خلال أيام قليلة، فضلاً عن استخدام التنظيم للفضاء الإلكتروني في شكل واسع من خلال المدونات وحسابات تويتر وفيسبوك لنشر أخباره والترويج لأفكاره ومنهجه، وبأكثر من لغة، وهو ما لم تستطع فصائل المعارضة المسلحة في سوريا من القيام به خلال ثلاث سنوات؛ ما يطرح بقوة العديد من علامات الاستفهام حول مدى قدرة داعش على تسخير التكنولوجيا وتطويعها لخدمته .
وبالنظر إلى المجلة فهي تبدو جذابةً بصرياً، ولم يخفِ الكثيرون ممن حصلوا على نسختها الإلكترونية، ومن رواد مواقع التواصل الاجتماعي وبعض الفنيين في مجال الإخراج، دهشتهم لقدرة هذا التنظيم – الذي وُصِفَ سابقاً بأنه أبعد ما يكون عن التكنولوجيا – على إخراج وسيلة إعلامية على هذا القدر من الاحترافية ولو على مستوى الإخراج البصري. فقد صدرت أعداد المجلة بعدد صفحات يضاهي الرقم العالمي بحسب المواصفات العالمية، حيث تتراوح صفحات أعداد المجلة بين 42 صفحة إلى 50 صفحة، كما استخدمت النسب العالمية في حجم القطع المستخدم.
وفي الصفحات الداخلية يبدو التركيز على المشهد البصري أكبر من القسم التحريري، وتقدر نسبة الصور بثلثي محتويات المجلة، وأما القسم التحريري فيظهر على شكل أعمدة تفصل بينها صور أو قد تكون الصورة هي خلفية للنص. كما لوحظ استخدام صور كبيرة على مساحة صفحتين متصلتين كما في أساليب الإخراج الحديثة، حيث أن الصورة تتكلم.
ويبدو واضحاً بأن تنظيم داعش قد أدرك منذ البداية أهمية امتلاكه لأدوات الإعلام كي يحارب بها، كما يحارب بقواته وعتاده على الأرض.
المحتوى التحريري للمجلة وأهدافها:
من مجموعة الأخبار والصور التي تضمنتها المجلة، فضلا عن صدورها باللغة الإنجليزية، يبدو أنها موجهة للغرب أكثر من العرب، فقد حاولت عرض المقولات العامة التي يستند إليها تنظيم داعش، ومنها: "أيها المسلمون في كل مكان، أبشروا خيرًا، وارفعوا رؤوسكم عالية، بعون الله أصبح لكم دولة خلافة تعيد لكم الحقوق والكرامة والقيادة، إنها دولة حيث العرب وغير العرب، الأبيض والأسود، الشرقي والغربي جميعاً أخوة، دولة تجمع القوقازي والهندي والصيني والإفريقي والأمريكي والفرنسي والألماني والأسترالي، جمع الله قلوبهم معاً فأصبحوا إخوة بنعمته، يحبون بعضهم في الله ومن أجل الله، اختلطت دماؤهم وأصبحوا موحدين تحت راية واحدة، وليعلم العالم إننا نعيش اليوم في عصر جديد" .
وتبتعد المجلة في أسلوبها التحريري عن سرد التفاصيل في كتابة المواد الصحفية، حيث لا نجد في المجلة الأخبار التقليدية التي اعتاد الإعلام المضاد لداعش التركيز عليه من انتهاكات، ومقابر جماعية، وفرض للشريعة الإسلامية من طريق القوة، وعمليات الذبح والجلد، ولم تسلط الضوء على الأشخاص الذين يعيشون في المناطق التي يسيطر عليها التنظيم، بل اكتفت باستعراض مجموعة من الصور تظهر الهدوء في المدينة التي يسيطر عليها التنظيم، وفي المقابل تتحدث عن معاناة رعاياها في المناطق التي تتعرض للقصف المستمر من قبل النظام السوري وبخاصة في مدينة دير الزور على الرغم من أن دير الزور وحسب وسائل إعلام كثيرة، ونشطاء معنيين بحقوق الإنسان، كانت المدينة الأكثر معاناة من انتهاكات وتنكيل هذا التنظيم.
تتضمن المجلة مقالاتٍ وأخبارًا وتقارير مصورة تهدف إلى التركيز على مفاهيم التوحيد، والمنهج، والهجرة، والجهاد والجماعة، كما تستمر المجلة في اللعب على الوتر الديني لاستقطاب مزيدٍ من الناس من طريق إيهامهم بعودة أمجاد الدولة الإسلامية، ورفع راية الإسلام في بقاع جغرافية متنوعة، حيث تعرّف وتصف المجلة التنظيم بأنه المخلص لهم من عذابات الدنيا ومن قمع الأنظمة الديكتاتورية الكافرة، ويقبل التوبة، ويحض على الهجرة والمبايعة التي تعتبر بمثابة صك غفران لذنوبهم.
كما وضع محررو المجلة صور المجاهدين الشهداء الذي سقطوا في سبيل نشر دعوة الله ونصرة المظلوم في الأرض في شكل متوازن، مع نشر صور من وصفهم بأنهم قتلى من جنود الأعداء، والذي يقصد بهم جنود النظام، مبتعدين عن نشر صور الرؤوس المقطوعة أو الجثث الممزقة أو مشاهد الذبح، وبهذا يثبت التنظيم مرةً أخرى من خلال المجلة أنه يسعى لتقديم إعلام احترافي، فهو لا ينشر الصور الملتقطة بكاميرات موبايل أو كاميرات هواة، بل بكاميرات احترافية -كاميرات المؤسسة- ليقول للعالم أنه يقدم إعلام دولة وليس إعلام تنظيم.
وتنشر المجلة أيضًا أخبار التنظيم في سوريا، وأخبار معارك التنظيم، وتعدد انتصارات "الدولة الإسلامية" منذ دخولها العراق، وفي مقدمتها تحرير عدة محافظات، أو ولايات – بحسب ما يسميها التنظيم – من قوات الجيش العراقي، الذي أطلقت عليه صفة "الجيش الصفوي" أو الرافضي، مثل "ولاية الأنبار، وديالى، وكركوك، وصلاح الدين".
وحول مخالفيها من رجال الصحوة والجيش والشرطة الذين يسميهم التنظيم ب "المرتدين" تنشر المجلة عن توبة آلاف المرتدين خلال تحرير مدن العراق على التوالي، ويبين أن عمليات التحرير هذه قد ساعدت الكثير من المرتدين على التوبة والخلاص من حكم جيش الروافض الذي فرَّ من المعركة مخلفاً أسلحة وذخائر جهزته بها الدول الصليبية الكافرة.
تساؤلات حول تمويل داعش:
إن قدرة تنظيم داعش على تسخير التكنولوجيا الإعلامية لصالحه، وإيجاد كوادر إعلامية للعمل على مستوى عالٍ من الحرفية، وما يتطلبه ذلك بدوره من الكثير من الأموال، يطرح خلفه تساؤلاتٍ عديدة عن مصادر تمويله.
وفي هذا السياق ذكرت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية بأن التنظيم "يعتمد في تمويل نفسه على نشاطاته الإرهابية"، مشبهةً إياه ب "شركةٍ وجمعيةٍ خيرية وحكومةٍ في نفس الوقت، واستطاع تمويل نشاطاته عبر شبكة في الداخل والخارج وتعود لسنوات".
وزعمت الصحيفة أن ما أسمته "نجاح التنظيم، والسرعة الفائقة التي سيطر فيها على شمال العراق مما وضع البلاد على حافة الحرب الأهلية، جاء نتيجة لنشاطات تجارية واسعة، ومربحة في الوقت نفسه، وتم بناؤها عبر السنين".
وقالت الصحيفة إن "سيطرة المسلحين على مدينة الموصل والأموال التي حصلوا عليها من البنك المركزي في المدينة، وتقدر بحوالي 225 مليون دولار أمريكي، استفاد داعش منها، وشكلت لديه ثروةً لا تنافسه فيها أي جماعة أخرى، وفي المنطقة المحيطة بالرقة يقوم داعش باستخراج 30.000 برميل نفط يومياً، حسب تقارير استخباراتية غير دقيقة، وهذه الكمية قليلة مقارنة مع 300.000 برميل كانت تستخرجها حكومة النظام السوري، "ومع ذلك توفر للتنظيم مصدراً للدخل لا بأس به".
وأضافت الصحيفة أنه "يتم بيع النفط من خلال وسطاء، وينقل بعد ذلك لتركيا، ويتم تهريب كميات كبيرة منها للعراق"، وعثر المسئولون الأتراك على أنابيب نفط بدائية مطمورة تحت الأرض لتهريب النفط عبر الحدود.
وأوضحت الصحيفة أن تنظيم داعش يبيع النفط للنظام السوري، وذلك حسب عدد من التقارير المستقلة؛ فالنظام يبقي على الكهرباء في المناطق التي يسيطر عليها داعش مقابل حصوله على براميل للنفط.
أما المصدر الثاني لتمويل داعش – بحسب الصحيفة – فيأتي من "النشاطات الإجرامية بما في ذلك النهب.. فقد حصل التنظيم على ملايين الدولارات من عمليات الاختطاف حسب مسئول في مكافحة الإرهاب". كذلك يعتقد أن داعش متورط في عمليات تهريب وبيع الآثار.
أما المصدر الثالث لميزانية داعش فهو الابتزاز والضريبة باسم الدولة، وفق الصحيفة التي أوضحت أن داعش قام بتنظيم المجالس الشرعية التي تجمع الزكاة، وفرض الجزية على المسيحيين في ولاية الرقة.
وتعتقد الصحيفة أن ميزانية داعش قبل سيطرة مسلحي الثوار على الموصل وصلت إلى ثمانية ملايين دولار أمريكي.
كذلك تعتبر نقاط التفتيش والحواجز على الحدود بين العراق وسوريا المصدر الآخر للدخل، وبحسب وثائق داعش أقام التنظيم 30 حاجزا في عام 2013.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.