تمر أمتنا بمنعطف خطير علي المستوي الداخلي حيث الانقسامات التي مزقت صفوفها پ"إسلاميين وغير إسلاميين" حتي الإسلاميين أنفسهم منقسمون ¢ إخواناً وسلفين وجهاديين ¢ الشعب نفسه ¢ثواراً وفلولاً¢ والأمة نفسها ¢ سنة وشيعة وفرقا ضالة تنسب نفسها للإسلام¢. تلقيت علي بريدي الالكتروني رسالة من مصدر شيعي يؤكد أن ¢ عيد الغدير خير أعياد الأمة ¢ وراح يسوق من الأحاديث المكذوبة المنسوبة للنبي صلي الله عليه وسلم والإمام علي كرم الله وجهه عن فضائل هذا العيد المكذوب الذي يأتي بعد أيام من عيد الأضحي. وفي كل يوم تثبت إيران الشيعية ومحورها الشيعي في سوريا ولبنان قوتهم في حين يشهد المحور السني انقسامات وتراجعا وضعفا لا نهاية له. وفي نفس اليوم قرأت تحذيرا من الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات من خطورة الدعوات اليهودية المتطرفة لاقتحام المسجد الأقصي ولم يذكر التحذير كلمة واحدة عن دور العرب والمسلمين لأن الهيئة يبدو انها فقدت الأمل في أي تحرك حقيقي ومؤثر من جانب العرب والمسلمين بعد ان مزقتهم الثورات والحروب الداخلية واصبح عددهم ربع سكان العالم لا قيمة لهپبعد أن تحقق فيهم قول رسول الله صلي الله عليه وسلم: "يوشك الأمم أن تداعي عليكم كما تداعي الأكلة إلي قصعتها فقال قائل ومن قلة نحن يومئذ قال بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن الله في قلوبكم الوهن فقال قائل يا رسول الله وما الوهن قال حب الدنيا وكراهية الموت". أجد نفسي مشدودا رغم انفي إلي قصيدة نزار قباني رغم أنني ليست من محبي كثير من أشعاره ¢متي يعلنون وفاة العرب¢ والتي قال قرب نهايتها: أنا منذ خمسين عاما. أراقب حال العرب. وهم يرعدون. ولا يمطرون... وهم يدخلون الحروب. ولا يخرجون... وهم يعلكون جلود البلاغة علكا..پولا يهضمون أنا منذ خمسين عاما أحاول رسم بلادي تسمي مجازا بلاد العرب رسمت بلون الشرايين حينا.. وحينا رسمت بلون الغضب. وحين انتهي الرسم. ساءلت نفسي: إذا أعلنوا ذات يومي وفاة العرب... ففي أي مقبرةي يدفنون؟ ومن سوف يبكي عليهم؟ وليس لديهم بناتى... وليس لديهم بنون... وليس هنالك حزنى ..وليس هنالك من يحزنون!! كلمات باقية: يقول الله تعالي: ¢وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَي لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ¢ آية 55 سورة النور.