* تسأل اسماء محمود عبدالستار من الإسكندرية: سمعنا كثيرا أن صوت المرأة عورة. ولا ندري أهو عورة أم لا. فهل صحيح أنه عورة؟ ومتي يكون عورة؟ * * يجيب الشيخ عثمان عامر مدير الاعلام بمنطقة دمياط الأزهرية: دلت نصوص القرآن والسنة علي أن صوت المرأة ليس بعورة. ومن ذلك علي سبيل المثال: من القرآن الكريم: 1 قص القرآن الكريم كلام زكريا عليه السلام للصديقة العذراء عليها السلام وقص كذلك ردها عليه في سياق تفضيلها وتكريمها. قال تعالي: "فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتا حسنا وكفلها زكريا كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يامريم أني لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب" آية رقم 37 من سورة آل عمران. كما حكي كلام بنت الرجل الصالح لموسي عليه السلام ومخاطبتها له مع حيائها وخجلها فقال تعالي: "فجاءته إحداهما تمشي علي استحياء قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا فلما جاءه وقص عليه القصص قال لا تخف نجوت من القوم الظالمين" آية رقم 25 من سورة القصص. ومن السنة المطهرة: روي الترمزي في المناقب عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: خرج الرسول صلي الله عليه وسلم في بعض مغازيه. فلما انصرف جاءته جارية سوداء فقالت: يارسول الله إني كنت نذرت إن ردك الله سالما بين يديك بالدف وأتغني فقال لها رسول الله صلي الله عليه وسلم إن كنت نذرت فاضربي وإلا فلا. فجعلت تضرب. فدخل أبوبكر وهي تضرب ثم دخل علي وهي تضرب. ثم دخل عثمان وهي تضرب. فلما دخلت أنت ألقت الدف. قال الترمذي عن هذا الحديث: هذا حديث حسن صحيح غريب. وقال الحافظ العراقي في كتابه طرح التثريب تعليقا علي هذا الحديث: استدل به علي أن صوت المرأة ليس بعورة إذ لو كان عورة ما سمعه النبي صلي الله عليه وسلم وأقر أصحابه علي سماعه وهذا هو الأصح عند أصحابنا الشافعية. لكن قالوا: يحرم الإصغاء إليه عند خوف الفتنة. ولاشك أن الفتنة في حقه صلي الله عليه وسلم مأمونة. ولو خشي أصحابه رضي الله عنهم فتنة ما سمعوا ج 6 ص .57 إلا أن صوت المرأة يكون عورة إذا عمدت المرأة إلي ذلك بتغيير صوتها إما بترخيمه أو تنغيمه لما في ذلك من إثارة الفتنة وهو المفهوم من قوله تعالي في خطاب أمهات المؤمنين رضي الله عنهن "يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا" آية رقم 32 من سورة الأحزاب. يقول القرطبي عند تفسيره لهذه الآية الكريمة: أمرهن الله أن يكون قولهن جزلا وكلامهن فضلا ولا يكون علي وجه يظهر في القلب علاقة بما يظهر عليه من اللين كما كانت الحالة عليه في نساء العرب من مكالمة الرجال بترخيم الصوت ولينه مثل كلام المربيات... ج 8 ص 5259 تفسير القرطبي. وعلي ذلك فليس صوت المرأة عورة علي الاطلاق فلقد كان النساء يأتين النبي صلي الله عليه وسلم يخاطبنه بحضور الرجال ولم ينهاهن الرسول صلي الله عليه وسلم عن مخاطبته.