جاء احتفاء مهرجان أسوان الدولى لأفلام المرأة بالسينما الفلسطينية خلال دورته الثامنة التى اختتمت أول أمس بشكل مغاير، كاشفا عن مبادرة مهمة لشباب السينما الفلسطينية. للمخرج الفلسطينى الغزاوى رشيد مشهراوى التى يقدمها تحت عنوان «أفلام من المسافة صفر»، وقد أتاح من خلالها الفرصة للشباب الفلسطينى من صناع الأفلام المحترفين والموهوبين وحتى المبتدئين للتعبيرعن أنفسهم وتقديم أفلام قصيرة، وثائقية وروائية، تتراوح مدة الفيلم بين ثلاث وست دقائق، ليروى كل منهم حكايته الخاصة، ومشاهداتهم ومواقف لم يعشها سواهم، بعيدا عما تنقله يوميا وسائل الإعلام، وكان شرطه أن تتم الأفلام بمستوى فنى متميز حتى يتمكن من عرضها بمهرجانات كبرى، وهو المشروع الذى استقطب شخصيات عربية وعالمية للمشاركة فيه والدفع به، من بينهم الموسيقى العراقى نصير شمة والشاعر المصرى زين العابدين فؤاد. وقد كان المستهدف إنتاج 20 فيلما، لكن الذى تحقق بالفعل 22 فيلما، وخلال ندوته بالمهرجان عرض المخرج الفلسطينى رسائل مصورة لبعض صناع الأفلام الذين يعملون فى ظروف قاسية، ويصرون على تصوير حكاياتهم وسط طلقات الرصاص التى تتساقط عليهم بينما يتساقط شهداء حولهم، وروى المخرج رشيد مشهراوى أن احدى المخرجات استشهد شقيقاها وهى تصور الفيلم ولم تستطع استكماله، كما روى أن أحد المخرجين اعتذر عن عدم المشاركة متسائلا كيف أصور فيلما وأنا أبحث عن خبز لأطفالى الجوعى، فأقنعه بتصوير فيلمه عن ذلك، ليقدم لقطات منه، حيث تتساقط المعونات الغذائية عبر الطائرات ويسارع الجميع بالتقاط مايستطيعون لإطعام أطفالهم، وتحدثت مخرجة شابة نزحت وأسرتها من غزة لرفح عن صعوبة العمل والتأكيد على إصرارهن على أهمية توصيل أصواتهن لكل العالم بعيدا عن التزييف الإعلامى الذى تمارسه سلطات الإحتلال الإسرائيلي، فيما لفت المخرج رشيد مشهراوى إلى تعطل الأفلام بسبب إنقطاع الكهرباء المستمر وعدم توافر الإنترنت فى أغلب الأماكن واضطرارهم للتصوير على أضواء هواتفهم المحمولة. بينما يقوم مشهراوى بإجراء مونتاج الافلام فى فرنسا. لعل الخطوة المهمة التى أعلنها المخرج الفلسطينى هي أنه تقرر إقامة خيمة كالتى يعيش فيها النازحون الفلسطينيون خلال انعقاد مهرجان كان الشهر المقبل ليتم عرض الأفلام به حتى يرى الجميع كيف يعيش الفلسطينيون فى ظل حرب الإبادة الإسرائيلية التى تتواصل منذ أكثر من مائتى يوم.
