الصناعة هى قاطرة التقدم لما توفره من فرص هائلة للعمالة والإنتاج لاحتياجات الاستهلاك المحلى والتصدير إلى الخارج.. رغم أننا قطعنا شوطًا كبيرًا فى الصناعة وأصبح لنا صناعات متميزة فى العديد من المجالات مثل السيراميك والصناعات الكيماوية والمعدنية والصناعات الغذائية فإننا فى حاجة للتوسع أكثر فى مجالات صناعية جديدة خاصة الصناعات التكنولوجية الحديثة وصناعة السيارات ووسائل النقل. النهضة الصناعية تقودنا لمزيد من التقدم والرقى خاصة فى الصناعات التى يتم استيراد منتجاتها من الخارج وذلك باستقدام كبرى الشركات العالمية المتخصصة فى هذه الصناعات لتكون مصر مركزًا كبيرًا للعديد من الصناعات المتقدمة خاصة ولدينا كبار الخبراء العالميين فى الصناعة والاقتصاد ولا ينقصنا سوى جذب الاستثمارات الخارجية لتوطينها فى بلادنا. أعتقد أن قوانين حوافز الاستثمار والرخص الذهبية لإقامة المشروعات وتوافر الأراضى الصناعية وشبكات الطرق الحديثة والعمالة الفنية كل ذلك يدعم توجهات الدولة للأخذ بالأسباب فى سبيل صناعة متقدمة تتفوق على مثيلاتها الأجنبية. لا شك أن استقرار سوق الصرف والتشريعات الخاصة بالضرائب وتوفير الطاقة اللازمة للصناعة وما تقدمه الحكومة من تسهيلات للراغبين فى إقامة صناعة جديدة ومشروعات قوية إضافة لقيام الدولة بإنشاء قلاع صناعية كبرى لإنتاج المواد الخام اللازمة للعديد من الصناعات الحديثة إضافة إلى تطوير الموانئ وكل وسائل النقل الحديث وتكنولوجيا الاتصالات وإقامة الجامعات التكنولوجية لتوفير العمالة الفنية للعديد من المشروعات الصناعية. مصر تسير فى كل الاتجاهات من أجل نهضة صناعية حقيقية خلال الفترة القادمة مع استمرار إنشاء القلاع الصناعية الكبرى التى توفر الخامات اللازمة للصناعة. يجب الاستفادة من المجمعات الصناعية التى أقامتها الدولة فى العديد من المحافظات فى إطار الاهتمام بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة وتوفير الدعم اللازم للمصنعين خاصة أن الاستثمار الصناعى أقل عائد من الاستثمار التجارى مما يستلزم الأخذ بعين الاعتبار عند تطبيق التشريعات الخاصة بالضرائب والرسوم. نحن مقبلون على تحقيق طفرة صناعية حقيقية لو تم توفير التمويل اللازم لمستلزمات الإنتاج التى يتم استيرادها من الخارج مع ضرورة الاهتمام بالصناعات المرتبطة بالسياحة، حيث مصر من أكثر الوجهات السياحية للقادمين من الخارج واستغلال حسن استقبالنا للوفود السياحية فى الترويج لمصر فى الخارج. علينا أن ننظر لواقعنا بمزيد من التفاؤل والحب مثلما ينظر إلينا الآخرون ولا نسعى لجلد أنفسنا على الفاضى والمليان، نحن دولة كبرى صاحبة حضارة غير متكررة فى تاريخ العالم.
