«التقوي هي الخوف من الله والعمل بما أنزل في القرآن والاستعداد ليوم الرحيل». يدعو الله عباده أن يقرأوا القرآن وأن يتدبروا كلماته.. وهو نور أنزله الله من السماء ليضيء للناس حياتهم ويرشدهم إلي الإيمان ويوضح لهم أسلوب التعامل بين البشر وبيان الحلال والحرام فالقرآن نور منزل من عند الله نور السماوات والأرض وهداية من عند الله. والفائز في السباق يوم القيامة الفريق الذي آمن بالله وعمل صالحا فجزاؤه محو السيئات ومغفرة الذنوب ودخول جنات تجري من تحتها الأنهار والخلود الأبدي في الجنة أما الذين كفروا بالله وجحدوا وجوده وكذبوا بالكتاب والأديان فاستحقوا النار وساء مصيرهم فهم في النار وفي عذاب مقيم. ومن أحاديث الرسول قال: ما من عبد يدخل الجنة إلا (رأي) مقعده من النار، لو أنه كان قد أساء في الدنيا وهذا ليزداد شكراً لله وما من عبد يدخل النار إلا (رأي) مقعده من الجنة لو أنه أحسن في الدنيا ليزداد حسرة. وما أقدمه في هذه المقالات ما هو إلا اجتهاد شخصي أو باجتهاد شخصي ما اسميته رسائل من الله أو الطريق إلي الله وكل ما أريده من القارئ أن يتدبرها ويعمل بها.. فيقول الله في كتابه «الم (1) ذَلِكَ الكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًي لِّلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (3) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُولَئِكَ عَلَي هُدًي مِّن رَّبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ (٥)» هذه الكلمات من فاتحة سورة البقرة وهي لاتحتاج إلي شرح لأن كلماتها بسيطة ميسرة فهذا القرآن لاشك في نزوله من عند الله وفيها هدي للمتقين وإرشاد إلي ما ينفعهم في دنياهم وأخراهم وعرف البعض التقوي بأنها الخوف من الله والعمل بما أنزل في القرآن والاستعداد ليوم الرحيل والتقوي هي حساسية في الضمير وشفافية في الشعور ومراقبة لله واستقامة علي الطريق. والصفة الأولي من صفات المتقين هي الإيمان بالغيب والإيمان بالله هو من الإيمان بالغيب وما يتعلق بيوم القيامة والبعث والحشر والحساب من الغيب ومن يؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وجنته وناره ويؤمن بالحياة بعد الموت وبالبعث فهذا كله غيب.. ويقيمون الصلاة أي يؤدونها تامة الأركان مستوفية الخشوع والخضوع.. ومما رزقناهم ينفقون أي يخرجون زكاة أموالهم ويتصدقون وينفقون المال في وجوه البر زكاة كانت أو صدقة فالصلاة حق الله وعبادته والتوكل عليه والإنفاق والإحسان إلي عباد الله فهو الطريق إلي مدح الله ومن صفات المتقين الإيمان بما أنزل إلي محمد «صلي الله عليه وسلم» أي بالقران وما أنزل من قبل «محمد» علي المرسلين وهي التوراة والإنجيل والزبور فيؤمنون بها إيمانا إجماليا ثم أنهم يتيقنون بوقوع البعث والقيامة والجنة والنار والحساب والميزان وقد سميت بالآخرة لأنها بعد الدنيا كل هؤلاء هم المتقون وهم المؤمنون بالإيمان وبالغيب وإقام الصلاة والإنفاق من أموالهم والإيمان بالقرآن والكتب السابقة والايقان بالدار الآخرة والاستعداد لها بعمل الصالحات وترك المحرمات هم علي هدي أي علي نور وبصيرة من الله تعالي وأولئك هم المفلحون في الدنيا والآخرة منذ منحهم الله وسام الهدي والاستقامة والسداد ووسام الفلاح والنجاح والفوز بالجنة.. وإلي لقاء في مقالة أخري.