استمعت إلى خطبة الجمعة الماضية 13/ 5 بمسجد المرابعين بدمياط لفضيلة الشيخ الأستاذ / السيد حمودة بعنوان من صفات المتقين بدأت الخطبة بقول الله تعالى (الم(1)ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ(2)الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ(3)وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ(4) أولئك عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون(5) )َ البقرة ) ابتدأت السورة الكريمة بذكر أوصاف المتقين، وابتداء السورة بالحروف المقطعة )الم( وتصديرها بهذه الحروف الهجائية يجذب أنظار المعرضين عن هذا القرآن، إِذ يطرق أسماعهم لأول وهلة ألفاظٌ غير مألوفة في تخاطبهم، فينتبهوا إِلى ما يُلقى إِليهم من آياتٍ بينات، وفي هذه الحروف وأمثالها تنبيهٌ على "إِعجاز القرآن" فإِن هذا الكتاب منظومٌ من عين ما ينظمون منه كلامهم، فإِذا عجزوا عن الإِتيان بمثله، فذلك أعظم برهان على إِعجاز القرآن. ثم قال تعالى)ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ( أي هذا القرآن المنزل عليك يا محمد هو الكتابُ الذي لا يدانيه كتاب)لا رَيْبَ فِيهِ( أي لا شك في أنه من عند الله لمن تفكر وتدبر، أو ألقى السمع وهو شهيد )هُدًى لِلْمُتَّقِينَ( أي هادٍ للمؤمنين المتقين، الذين يتقون سخط الله بامتثال أوامره واجتناب نواهيه، ويدفعون عذابه بطاعته، قال ابن عباس: المتقون هم الذين يتقون الشرك، ويعملون بطاعة الله. ثم بيَّن تعالى صفات هؤلاء المتقين فقال)الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ( أي يصدقون بما غاب عنهم ولم تدركه حواسهم من البعث، والجنة، والنار، والصراط، والحساب، وغير ذلك من كل ما أخبر عنه القرآن أو النبي عليه الصلاة والسلام )وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ( أي يؤدونها على الوجه الأكمل بشروطها وأركانها، وخشوعها وآدابها. والتقوى معناها كما قال الإمام علي رضي الله عنه وكرم وجهه الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والرضا بالقليل والاستعداد ليوم الرحيل وجزاء المتقين جنات النعيم قال تعالى إن للمتقين عند ربهم جنات النعيم اللهم اجعلنا من المتقين واحشرنا في زمرتهم مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين التقوى أن لا يراك الله حيث نهاك ولا يفقدك حيث أمرك . وأن تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية . ثم تطرق الشيخ إلى جانب الدعاء فقال : فادعوا الله عباد الله، واعلموا أنَّ لاستجابة الدعاء شروطاً لابد من توفّرها. فقد وعد الله-سبحانه- أن يستجيب لمن دعاه. والله لا يخلف وعده، ولكن تكون موانع القبول من قبل العبد. فمن موانع إجابة الدعاء أن يكون العبد مضيعاً لفرائض الله، أو يصلى ويكذب ويفعل المعاصى فهذا قد ابتعد عن الله وقطع الصلة بينه وبين ربه. و إذا وقع في شدّة ودعاه لا يستجيب له. كما في الحديث القدسي (يا عبادي، كلكم ضال إلّا من هديته، فاستهدوني أهدكم، يا عبادي، كلّكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أُطعمكم، يا عبادي كلَّكم عار إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم، يا عبادي، إنّكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعاً، فاستغفروني أغفر لكم) رواه مسلم وفي الحديث أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلم قال: ( تعرّف على الله في الرخاء، يعرفك في الشدة) يعني أنّ العبد إذا اتقى الله، وحفظ حدوده، وراعى حقوقه في حال رخائه فقد تعرّف بذلك إلى الله وصار بينه وبين ربه معرفة خاصة. فيعرفه ربه في الشدة؛ بمعنى أنّه يفرجها له في الشدة، قال الله تعالى: (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ(المائدة:27إن هذه الآية الكريمة خطيرة في دلالتها ، رهيبة في إيمائها ، يقشعر البدن من مضمونها ومحتواها ، ذلك لأنها حصرت قبول العمل الصالح في التقوى. وفى نهاية الخطبة تكلم فضيلة الشيخ السيد حمودة عن الفتن والظروف العصيبة الراهنة والإشاعات التي تضر بمصلحة الوطن وأمن المواطنين. وذيول الحزب الوطني الفاسد و موضوع كاميليا شحاته ويقول فضيلة الشيخ ان كانت نصرانيه وأسلمت فلن تزيد الإسلام شيئا وان كانت مسلمة وتنصرت فلن تنقص الإسلام شيء كما قال النبي فيما يرويه عن رب العزة يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد ما نقص ذلك من ملكي شيئا ثم ختم فضيلة الشيخ خطبته المفيدة بأهمية دور القوات المسلحة والداخلية نحو مسيرة الزحف المليونية إلى غزه والمخاطر المحتملة التي قد تنتج عن ذلك التحرك. محذرين من اندساس فئات بينهم تضر بمصلحة الوطن وأمن المواطنين. أسأل الله أن يوفق فضيلة الشيخ لكل خير ويبارك فيه.. ولكم جزيل الشكر والتقدير ..