عرفوا منذ البداية أنهم امختلفونب لم يسكنوا أو يستسلموا.. بل تحدوا المستحيل.. خلطوا الإرادة بالأمل ورفعت أدعيتهم ملائكة السماء.. وخرت الصعاب خاضعة للإصرار والعزيمة. . وبالعرق جاء الانتصار متوجا بعد ليال وشهور وسنوات من العرق والجهد.. وقبلوا قدرهم دون تذمر أو اعتراض ومارسوا حياتهم بإخلاص.. ولم ينجحوا فقط بل وتفوقوا وسارت حياتهم بمرها وحلوها وحلق علم مصر عاليا في المحافل الدولية بعد المحلية.. اشتكي الأبطال في هذا الملف لاالأهرام المسائيب..من تجاهل الإعلام والمجتمع المدني لهم.. بالرغم من رفرفة العلم الوطني حول رءوسهم علي رءوس الأشهاد في المحافل الدولية ومنهم من سلك طريقه وحده بعزيمته وإرادته ودعاء الوالدين والأقارب بالكد والتعب من غير أي اعتمادات أو مساعدات من الاتحاد الرياضي التابع له.. ومنهم من لم تمكنه الظروف من التأهل للبطولات لافتقاره الاعتماد والتمويل اللازم.. أو لتخلي المسئولين عنه.. عجز الحزن عن شق طريق له داخل نفوسهم... لم يجد الإحباط مكانا بداخلهم..فمنذ نعومة أظافرهم أعلنوا التحدي أمام إعاقتهم وأشهروا سلاح المهارات والمواهب التي يمتلكونها أمام المجتمع رافعين شعار لا فرق بيننا وبينكم فحصدت الإرادة القوية النجاح والتفوق وحفروا أسماءهم في السجل الرياضي في مختلف الألعاب.. بمهاراتهم نسجوا واقعا جميلا يعيشونه برضا وسلام داخلي.. واقع يشهد بطولات وانجازات رياضية تخطت الحدود الإقليمية والمحلية ووصلت إلي أعتاب البطولات الدولية...فكانت النقطة الفاصلة في حياتهم أن اخترقوا عالم الأصحاء الرياضي بل ونجحوا في إحراز هدف التفوق عليهم..عن أبنائنا الأبطال الرياضيين ذوي الاحتياجات الخاصة نتحدث.. وعن قصص بطولات ونجاحات لهذه الفئة التي تتحدي المستحيل بأقل الإمكانيات وفي ظل غياب إعلامي عنهم نسرد في السطور التالية مشوار العديد منهم في محافظة الإسكندرية.. البداية مع أبطال رياضيين هم أيتام من ذوي الاحتياجات الخاصة تجمعهم جمعية زهور الحياة للأيتام من ذوي الاحتياجات الخاصة وتعد البيت الكبير لهم.. ومع محمد أحمد بدر أحد أبناء الجمعية كان اللقاء الذي بدأ حديثه بقوله.: عمري18 عاما, ومنذ جئت لدار المروة التابع للجمعية لتكون بيتي وأهلي وأخواتي وأنا اعشق الرياضية وخاصة كرة القدم ووجدت كل التشجيع من المسئولين بالدار وبدأت أتدرب بنادي كفر الدوار وعشقت اللعبة.. وطلبت من الكابتن الاشتراك في البطولات والمسابقات وتحققت رغبتي وشاركت في مسابقة كرة القدم لذوي الاحتياجات الخاصة عام2013 التي نظمها نادي سموحة الرياضي وحصلنا علي المركز الثاني.. واشتركت في مسابقة الأولمبياد الخاص علي مستوي الشرق الأوسط والتي حضرها الرئيس عبدالفتاح السيسي وكنت ضمن فريق ألعاب القوي واشتركت بلعبة البولينج وحصلت علي المركز الثاني فردي والمركز الثالث جماعي.. أما محمد محمود عبود وهو أحد الأبطال الرياضيين في ألعاب القوي فيقول.. اشتركت في مسابقة الأولمبياد الخاص بذوي الاحتياجات الخاصة في لعبة الجري والجلة وحصلت علي المركز الثاني في الجري والثالث في رمي الجلة وكم كانت فرحتي لا توصف بإحرازي هذه المراكز التي أثبت من خلالها أننا معافون صحيا وليس معاقين كما يطلقون علينا وبالتحدي والإصرار رفعنا شعارنا لا فرق بيننا وبين الأصحاء.. وتقول البطلة سلوي خطاب..في عام2013 نظم المركز الدولي للبولينج مسابقة علي مستوي الشرق الأوسط واشتركت فيها مع مجموعة من أخواتي بالجمعية وحصلت علي المركز الأول علي مستوي الجمهورية وتم ترشيحي للمشاركة علي مستوي الوطن العربي وسافرت إلي سلطنة عمان للمشاركة في دورة الألعاب الاولمبية الخاصة وحصلت علي المركز الثاني والثالث وحصلت علي ميداليتين فضية وبرونزية. ولصعوبة الحديث مع بعض الأبطال الموهوبين ذوي الاحتياجات الخاصة بالجمعية كان لقاؤنا مع الكابتن سامح عيد إبراهيم مدرب أبناء الجمعية والذي بدأ حديثه بقوله.. دفع الإصرار والتحدي أبناء الجمعية من الموهوبين في الألعاب الرياضية بأنواعها إلي الاشتراك في المسابقات والبطولات الإقليمية والمحلية حتي وصل منهم للبطولات الدولية ففي عام2013 اشتركنا في مسابقة الاولمبياد الخاص علي مستوي الجمهورية وحصل فريق كرة القدم علي المركز الثاني والميدالية الفضية... وفي عام2014 اشتركنا في مسابقة الاولمبياد علي مستوي الإسكندرية وحصل البطل محمد عبود وأحمد حسن علي المركز الأول في الجري وفي نفس العام اشتركنا في مسابقة الاولمبياد علي مستوي الإسكندرية وحصل أبناء الجمعية علي المركز الأول والميدالية الذهبية في البولينج وأيضا المركز الأول علي مستوي الجمهورية في الجري وفي نهاية العام اشتركنا في دورة الألعاب الإقليمية للاولمبياد الخاص لدول الشرق الاوسط وشمال إفريقيا وهذه الدورة تحديدا شارك ابناء الجمعية في طابور العرض أمام رئيس الجمهورية وحصل أبناؤنا علي المركز الثاني والثالث في لعبة البولينج والجري ورمي الجلة. وفي لقاء مع الدكتور هدية السعيد رئيس مجلس إدارة الجمعية فتقول.. هناك عدة طرق علاج لأبنائنا ذوي الاحتياجات الخاصة لتنمية مهاراتهم وتعديل سلوكهم منها الطرق التعليمية الأكاديمية والتي تتم من خلال الأشكال والألعاب والحروف والألوان... وهناك الطرق العملية مثل الرياضة والموسيقي والتأهيل المهني مثل صناعة السجاد والكليم والبامبو والرسم ونحن في الجمعية نولي الاهتمام الأكبر بالرياضية من اجل مساعدة أبنائنا في الدمج بالمجتمع. وعن إمكانيات الجمعية في رعاية هؤلاء الأبطال تقول...نقوم بالتعاقد بالحصة مع مدرب في كل لعبة وإحقاقا للحق يكون التعاقد معهم بأقل من المبلغ الذي يتقاضونه خارج الجمعية وذلك لأن الجميع يعلم بان الجمعية تعتمد علي التبرعات من أهل الخير ويكون التدريب الخاص بفريق كرة القدم في الأرض الفضاء بالجمعية... أما تدريب لاعبي ألعاب القوي خاصة الجري يكون علي شط البحر بشاطئ الدخيلة حيث تساعد ثقل رمال البحر علي تنمية قدراتهم في السرعة والجري وبذلك نتحايل علي قلة الإمكانيات خاصة أن التدريبات تحتاج إلي مدربين وأدوات وملاعب وهذا الأمر يفوق طاقة الجمعية. وعن مطالب ابنائنا الأبطال تقول: تقدمنا بطلب لرئيس مركز ومدينة برج العرب بالإسكندرية من أجل تخصيص قطعة أرض لإنشاء ملعب أولمبياد شامل الألعاب التي يمارسها أبناء الجمعية وأيضا حمام سباحة وحتي الآن لم يتم النظر فيه لذلك نطالب بسرعة التخصيص من اجل هؤلاء الأبطال ونخاطب رجال الأعمال برعاية أبنائنا الرياضيين لأنهم أحق بالرعاية وكذلك أصحاب أهل الخير من أجل تحقيق أحلامهم في ملعب خاص بهم. ومن ناحية أخري يقوم نادي سموحة الرياضي بالإسكندرية برعاية أبناء النادي من الأبطال الرياضيين ذوي الاحتياجات الخاصة والذين حققوا بطولات محلية ودولية وفي لقاء مع لينا أحمد فارس,20 عاما, لاعبة ألعاب قوي وسلة, تقول..أعاني من إعاقة ذهنية ومنذ11 عاما التحقت بفريق ذوي الاحتياجات الخاصة بنادي سموحة وقمت بممارسة كل الألعاب الرياضية مثل السباحة وتنس الطاولة وألعاب القوي بكل انواعها ولكني وجدت ذاتي مع لهبة القرص والجلة... وبعد عامين من ممارسة الرياضة اشتركت في العديد من المسابقات الاقليمية والمحلية علي مستوي الاسكندرية ومنها علي مستوي الجمهورية في ألعاب القوي وحصلت علي اول ميدالية برونزية عام2012 في السباحة علي مستوي الجمهورية كما اشتركت في مسابقات عدة في لعبة كرة السلة وحصلت علي ثلاث ميداليات علي مدي ثلاث سنوات.. ولكن كان تركيزي في ألعاب القوي وتفوقت في دفع الجلة ورمي القرص وحصدت اكثر من32 ميدالية. أما إسلام الفخراني,31 سنة, وهو من أبناء نادي سموحة الرياضي فيقول: منذ كان عمري عشر سنوات وأنا عضو في فريق النادي لذوي الاحتياجات الخاصة ومارست كافة الألعاب الرياضية وقد اشتركت في العديد من المسابقات والبطولات الاقليمية والمحلية في لعبة تنس الطاولة وحصلت علي اكثر من60 ميدالية مابين ذهبية وفضية وبرونزية. ويضيف: في عام2015 مثلت مصر في بطولة كرة اليد التي اقيمت في لوس أنجلوس واحرزت المركز الثالث علي مستوي العالم كما اشتركت مؤخرا في مسابقة الاولمبياد الخاصة التي اقيمت بالمدينة الشبابية بأبو قير بالاسكندرية وتم تأهيلي للاشتراك في التصفيات التي ستقام في ابو ظبي عام.2018 ويقول مروان محمد البسيوني,12 عاما: أعاني من إعاقة ذهنية متوسطة الدرجة وأمارس لعبة السباحة وألعاب القوي من عامين فقط بعد التحاقي بفريق نادي سموحة لذوي الاحتياجات الخاصة والعام الماضي اشتركت في بطولة كأس مصر لألعاب القوي وحصلت علي المركز الاول في رمي القرص ودفع الجلة واحرزت ميداليتن ذهبيتين كما حصلتعلي المركز الثاني في دفع الجلة في بطولة الاولمبياد الخاص هذا العام. وفي لقاء مع بطل ألعاب القوي, الجري, أحمد جمال17 عاما قال: أعاني من إعاقة التوحد ولكني امارس حياتي مثل الاصحاء وبداية نجاحي في التغلب علي الإعاقة هي ممارسة الرياضية والتفوق فيها فانا بطل الجمهورية في ألعاب القوي جري400 متر,800 متر علي مدي6 سنوات اشتركت في حوالي20 مسابقة إقليمية ومحلية علي مستوي الجمهورية وحاصل علي30 ميدالية ذهبية وفضية كما اني حاصل علي كأس مصر كأحسن لاعب جمهورية ألعاب قوي علي مدي ثلاث سنوات. ويضيف: كل عام يتم تكريمي من الأولمبياد الخاص والاتحاد المصري للإعاقات الذهنية وايضا من نادي سموحة. وفي لقاء مع المهندس محمد فرج عامر رئيس مجلس إدارة نادي سموحة الرياضي قال: في نادي سموحة نرعي الموهوبين بصفة عامة وأبناءنا ذوي الاحتياجات الخاصة بصفة خاصة لذلك قمنا بإنشاء مركز تخاطب لهذه الفئة لتعليمهم وفتح آفاق جديدة لهم من أجل دمجهم في المجتمع... وقد قمنا بإحضار البرامج لهذه المراكز من الأممالمتحدة ومنظمة الصحة العالمية لتطبيقها علي أبنائنا من أعضاء نادي سموحة وبعد تدريبهم والتعامل الصحيح معهم يمكنا اكتشاف الموهوبين منهم لرعايتهم وتقدم كل الدعم لهم.. وبالفعل هناك أبطال بفريق النادي حصلوا علي مراكز متقدمة في المسابقات الإقليمية والمحلية وأيضا الدولية ومنهم من اشترك في اولمبياد الخاص بذوي الاحتياجات الخاصة كما أن بالنادي أيضا موهوبين في مجال الغناء والموسيقي والتمثيل والرسم من أبناءنا ذوي الاحتياجات الخاصة يقوم النادي برعايتهم ودعمهم بكل الاحتياجات اللازمة لتنمية مواهبهم... كما إننا نعمل علي تشجيع أسرهم في الاهتمام بهم والعمل علي دمجهم في المجتمع.
