الصوم لا يطلع عليه بمجرد فعله إلا الله لذلك أضافه الله سبحانه وتعالى إلى نفسه فى الحديث القدسى الشريف فعن أبى هريرة رضى الله عنه قال: قال النبى صلى الله عليه وسلم: «قال الله عز وجل: كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لى وأنا أجزى به..» رواه البخاري، وقد ذكر الإمام الغزالى فى حكمة نسبة الصيام لله عز وجل معنيين: أحدهما: أن الصوم كف وترك، وهو فى نفسه سر ليس فيه عمل يشاهد، وجميع الطاعات بمشهد من الخلق ومرأى من أعينهم، والصوم لا يراه إلا الله عز وجل فإنه فى الباطن بالصبر المجرد والآخر: أنه قهر لعدو الله عز وجل، فإن وسيلة الشيطان - لعنة الله - الشهوات» لذلك كان من حكم الصيام أن يتربى المسلم على مراقبة الله عز وجل شهرا كاملا فيعتاد ذلك فى كل أعماله سواء منها ما تعلق بالصوم، أو ما تعلق بغيره من العبادات والمعاملات فيخرج من رمضان وقد ارتقى إلى درجة الإحسان الذى فسره النبى صلى الله عليه وسلم بقوله «أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك» رواه البخاري، فلا يقدم بعد رمضان على عمل فيه معصية لأنه يعلم أنه إن غاب عن أعين الناس فإنه لا يغيب عن الله تبارك وتعالى .