المسلم بوسعه أن يدعي الصيام أمام الناس ثم هو يأكل ويشرب في الخفاء والناس يظنونه صائما ولا يعلم حقيقته إلا الله تعالي لكنه لأنه يراقب الله في السر والعلانية ولأنه يعلم أن له ربا يطلع عليه في خلوته لا يفعل ذلك فالصوم لا يطلع عليه بمجرد فعله إلا الله لذلك أضافه الله سبحانه وتعالي إلي نفسه في الحديث القدسي الشريف فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلي الله عليه وسلم: قال الله عز وجل: كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به.. رواه البخاري, وقد ذكر الإمام الغزالي في حكمة نسبة الصيام لله عز وجل معنيين: أحدهما: أن الصوم كف وترك, وهو في نفسه سر ليس فيه عمل يشاهد, وجميع الطاعات بمشهد من الخلق ومرأي من أعينهم, والصوم لا يراه إلا الله عز وجل فإنه في الباطن بالصبر المجرد والآخر: أنه قهر لعدو الله عز وجل, فإن وسيلة الشيطان- لعنة الله- للشهوات لكن هل مراقبة الله خاصة بفريضة الصيام فقط؟ أم أن المسلم مطالب بمراقبة الله في جميع أعماله وأحواله؟ لا شك أن المسلم مطالب بمراقبة الله تعالي في كل شئون حياته وأوقاته لذلك كان من حكم الصيام أن يتربي المسلم علي مراقبة الله عزوجل شهرا كاملا فيعتاد ذلك في كل أعماله سواء منها ما تعلق بالصوم, أو ما تعلق بغيره من العبادات والمعاملات فيخرج من رمضان وقد ارتقي إلي درجة الإحسان الذي فسره النبي صلي الله عليه وسلم بقوله أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك رواه البخاري, فلا يقدم بعد رمضان علي عمل فيه معصية لأنه يعلم أنه إن غاب عن أعين الناس فإنه لا يغيب عن الله تبارك وتعالي فالله جل جلاله يقول: إن الله لا يخفي عليه شيء في الأرض ولا في السماء آل عمران:5, ويقول وهو معكم أين ما كنتم والله بما تعملون بصير الحديد:4, فالله سبحانه وتعالي لا يخفي عليه شيء من أمرك فلا تجعله الله أهون الناظرين إليك وهو سبحانه عالم السر والنجوي ويعلم عنك ما لا تعلم عن نفسك فهو مطلع علي عملك في كل وقت وحين وليكن شعارك أيها المسلم دائما الله معي.. الله ناظري.. الله شاهد علي.