بهدف نشر الجمال والفن والمساهمة فى الترويج السياحى للمدن العربية، يتبنى الفنان التشكيلى الجزائرى شمس الدين بلعربى المتخصص فى رسم ملصقات الأفلام الهوليودية والعالمية وأحد أهم الفنانين العرب الذين دخلوا هوليوود من خلال الفن التشكيلي، مبادرة فنية معمارية تحتفى بالرسم على جدران المنازل فى المدن العربية، بدأها بمدينة «بشار» الجزائرية وستتبعها العديد من المدن العربية الأخرى . يقول الفنان ل«الأهرام المسائى»: «رسمت الجداريات فى مدينة بشار الجزائرية التى تقع فى جنوبالجزائر، وهى مدينة صحراوية توجد فيها مناظر طبيعية خلابة وساحرة، وقد اختار هذه المدينة نظراً لهدوئها وسحرها وكرم أهلها وطيبتهم وحبهم للفن». رسم شمس الدين بالعربى على جدران بيوت معجون تُسمى (قصور تاغيت)، ويوجد جزء منها تحت الأرض، حيث رسم شخصيات سينمائية عربية وعالمية مثل عمر الشريف و مايكلجاوات واشين كونتي، يقول: «أردت من خلال هذه الرسوم لفت انتباه العالم إلى الأماكن الرائعة بالمدينة، والتى تصلح لتصوير أفلام عالمية، ووقع اختيارى على هذه الشخصيات لرسمها؛ لأن معظمها قام بتصوير أفلام فى مواقع تشبهها، فوجدت نفسى أقول لهؤلاء الفنانين وللعالم زوروا هذه المدينة التى من الممكن أن تتحول إلى متحف مفتوح يرتاده السياح وعشاق الفن وصانعو الأفلام العالمية للتصوير فيه». بدأت فكرة الرسم على الجداريات منذ سنوات قليلة حين زار بالعربى المدينة كضيف شرف فى مهرجان الفن التشكيلي، وانبهر بالتأثير الضوئى الذى يدخل من ثقوب المنازل: «تشعر وكأنك فى حلم» وبعدها قرر استغلال عطلته لرسم الجداريات، كبداية لمدن عربية أخري. يشعر الفنان العالمى بالسعادة؛ لأنه بدأ فى تحقيق هدفه فى لفت أنظار الفنانين والسياح إليها، ومن ذلك قيام أحد النجوم المشهورين وهو مايكل جاى وايت الذى رسمته على الجدارية وعندما شاهد الرسم نال إعجابه للغاية ونشر صورة الجدارية على صفحته الرسمية، ونالت إعجاب الكثير من شعوب العالم، خاصة فى الولاياتالمتحدةالأمريكية. كان شعورى بعد الانتهاء من الرسم شعورا خاصا؛ لأننى شعرت أنى أقدم أشياء جميلة ومفيدة للسكان المحليين أيضا، الذين أحسنوا استقبالى فى منازلهم، ومنهم الفنان عبد الكريم هوارى الذى شجعنى على المبادرة. يرى الفنان شمس الدين بلعربى أن تأثير رسم رموز فنية على الجدران فى المناطق السكنية هو تأثير إيجابى للغاية، لأنه يتيح أجواء ثقافية ويوثق لذكرى سعيدة، أو لشخصيات لها مردودها الواسع على السكان، فذلك النوع من الفن هو تاريخ وذاكرة ويسهم فى تثقيف وتذكير الأجيال المختلفة بأحداث ومحطات مهمة، كما أنه يؤسس لحركة تشكيلية فنية واسعة. ويتابع: «بدأت الطلبات تصلنى يوميا من سكان الأحياء والشوارع لتزيينها بلوحات مستوحاة من الطبيعة والسينما والدراما والروائع الموسيقية والرياضة، ويقدمون أفكارا جميلة مبتكرة تحمل الكثير من الأمل والتفاؤل والجمال، وأتمنى زيارة الكثير من المدن العربية والرسم على جدران بيوتها بالتنسيق مع المسئولين بها، ومنها الإسكندرية الساحرة الملهمة».