عبدالله عبدالسلام سحب اليسار تخيم على واشنطن. السجاد الأحمر في البيت الأبيض مفروش للعناصر التقدمية بالحزب الديمقراطي. أيقونة اليسار الأمريكي بيرني ساندرز فاز برئاسة لجنة الميزانية الشديدة الأهمية بمجلس الشيوخ. بايدن أصبح على يسار أوباما. مستشارون من اليسار دخلوا وزارات مهمة كالخارجية والعمل. ماذا يحدث بالضبط؟. خلال 36 عاما من عمله بمجلس الشيوخ، اعتبر التقدميون بايدن معتدلا يفضل عقد الصفقات مع الجمهوريين بدلا من الدفع بسياسات تقدمية تميز الحزب الديمقراطي. حدث التحول الكبير خلال حملة الرئاسة الأخيرة. عقدت حملته اتفاقا مع يسار الحزب الديمقراطى للوقوف خلفه مقابل المشاركة بوضع برنامجه الانتخابي. بالفعل، تضمن البرنامج بنودا تقدمية عديدة. خلال أسبوعين فقط من توليه الرئاسة، بدأ يرد الجميل. تواصل معهم بطريقة لم تحدث من رئيس ديمقراطى منذ زمن طويل. استخدم بياناتهم عندما حاول إقناع نواب ديمقراطيين بخطته ذات التمويل الهائل ( 1.9 تريليون دولار) لمواجهة كورونا وتداعياته. فى التاريخ الأمريكى، كان هناك رئيسان أكثر يسارية. فرانكلين روزفلت الذى أخرج البلاد من الكساد الكبير فى ثلاثينيات القرن الماضى من خلال الصفقة الجديدة، وهى مجموعة برامج للتوظيف ودعم الفقراء والإنعاش الاقتصادى، وليندون جونسون بخطته المجتمع العظيم لدعم الحقوق المدنية والرعاية الصحية والحرب على الفقر منتصف الستينيات. يعول التقدميون على بايدن ليكون الثالث. هل يستطيع؟ قراراته التنفيذية خلال الأيام الماضية أثلجت صدورهم سواء إلغاء قرارات ترامب حول الهجرة أو كورونا أو المساواة ومنع التمييز. لكن تركيبة الكونجرس خاصة الشيوخ لن تترك له مجالا كبيرا للمضى قدما. الجمهوريون سيعرقلون عمله، كما أن الديمقراطيين المعتدلين لا يوافقون على أجندته التقدمية. ما يهمنا نحن، أن العناصر التقدمية ستلعب دورا مهما فى سياسة بايدن الخارجية خاصة حقوق الإنسان والحريات والتسلح. مراكز أبحاثهم أصبحت محط اهتمام مؤخرا، ويمكن التعرف من خلالها على توجهاتهم ومدى قوتهم وكيفية التواصل معهم. إدارة بايدن منهمكة حاليا فى مواجهة كورونا، وتقترب بحذر من السياسة الخارجية التى هى مجال تميزه. وقريبا جدا، ستكون أولويته استعادة دور أمريكا بالخارج. آنذاك، سنعرف حدود نفوذ اليسار.