عدد كبير من الأغانى نسمعها لتتذكر مباشرة وقت معينا أو ظرفا معينا أو أى مايعلق بذهنك من كلمات هذه الأغانى. بعضها يعطينا الأمل والبعض، نفضل لو لم نسمعه أصلا ولعل أغنية أو نشيد «مدد مدد شدى حيلك يابلد» هذه الأغنية مرتبطة لدى بانتصار «73» الذى جاءنا بعد فترة عصيبة كادت تشكك الناس فى كل شيء. لم نكن قبلها على يقين بأى تحسن أو أى مايبعد عنا تلك الكآبة التى نحمد الله أنها لم تظل معنا إلا لسنوات قليلة.. منذ 67 وحتى 73 عندما كان نصر أبطالنا فى معركة المصير. لهذه الأغنية ذكريات جميلة وبديعة فى وقتها وفى أذهاننا جميعا لتبدأ رحلتها أى رحلة هذه الأغنية على مسرح الجمهورية وكان وقتها يسمى مسرح السلام وكان بطلها هو الفنان الراحل محمد نوح لتقدم هذه الأغنية ضمن مسرحية باسم الأغنية أى «مدد مدد شدى حيلك يابلد». ولدت مع انتصار 73 وعلى خشبة المسرح، وأذكر وقتها أن الجماهير كانت قد ملأت مقاعد المسرح وتستشعر بعد سماعها أن شيئا جميلا لا تعرف ماهو دخل لديك.. شيء ما تعجز عن وصفه يمكن من خلال الإحساس الوطنى المتدفق وقتها أن تستشعر أنفاس جمهور المسرح وليس إعجابه أو تصفيقه.. تكاد بالفعل تستشعر تلك الأنفاس السعيدة بالأمل الذى تقدمه لنا هذه الأغنية. وأذكر وقتها أن الفنان الراحل السيد بدير كان هو رئيس هيئة المسرح والذى اقتنع بأن هذا العمل لابد أن يأخذ حقه فما كان منه إلا أن نقلها بعد إنتهاء عدة أشهر إلى مسرح الطليعة بالعتبة حتى يستمتع بها جمهور جديد. وكانت المرحلة التالية لهذه الكلمات واللحن البديع أن انتقلت الأغنية إلى ساحة دار الأوبرا حاليا وكان، وقتها يحتل هذا المكان هيئة المعارض لتقدم الأغنية بجانب الدبابات وكل ما تم أسره فى حربنا مع إسرائيل. لحظة صادقة.. لحن مشبع بمعان شجية للموسيقار محمد نوح والكلمات التى أبدعها الشاعر ابراهيم رضوان وتحولت إلى شيء غريب تماما، دخل قلوبنا واستقر ليقدم لنا واحدا من أعذب ما شهدناه بعد حرب 73 ويستقر لدينا ذلك الإحساس بسعادة كنا فى اشتياق لها.