«عمر الخيام» شاعر فارسى، لكن ما لا يعرفه الكثيرون أن عمله الأساسى أنه عالم رياضيات وفلك وفيزياء، وأن كتابة الشعر مجرد «هواية».. كتب الشعر بالفارسية لكن كل أبحاثه العلمية كتبها بالعربية. وُلد فى 18 مايو عام 1048 بمدينة نيسابور شمال غرب إيران.. هو برج الثور، ويتمتع مواليد هذا اليوم بشخصية استقلالية وبإرادة جبارة. هذه الروح المثابرة جعلت «الخيام» يجتهد فى مختلف العلوم والفلسفة مما جعل معلمه فى نيسابور «الشيخ محمد منصورى» يرسله ليتتلمذ على أيدى أعظم معلمى خراسان .. الإمام موفق. هذه العزيمة دفعته أيضا للذهاب إلى «سمرقند» وهو فى سن ال20، حيث قام بتأليف «رسالة فى البراهين على مسائل الجبر». مولود الثور يحلم فى قرارة نفسه بأن يكون عظيما، صورة العظمة هى الصورة التى يحب أن يرى نفسه فيها، وهو يملك تلك القدرة العملية على تحقيق المكاسب من موهبته، هو شخص عملى، ويعرف جيدا كيف يصل لأهدافه عن طريق اهتمامه بالوسيلة والتخطيط. استطاع «عمر الخيام» أن يصنع لنفسه مكانة واسما كبيرين حتى إن السلطان «ملك شاه» دعاه إلى مدينة «أصفهان» عام 1073 ليضع تقويما فلكيا دقيقا، وقدم له أجرا كبيرا جدا ووفر له حياة رغدة وأنشأ له مرصدا فلكيا. بعد عامين من البحث والملاحظة الفلكية قدم «الخيام» للسلطان تقويما يعتمد على مدار الأبراج الفلكية التى تمر به الشمس، ويُعرف ذلك بالتقويم الفارسى، ويسمى كل شهر باسم البرج الذى توجد فيه الشمس (الحمل، الثور، الجوزاء.. الخ.) وبدأ العمل به عام 1075 وما زال معمولا بهذا التقويم فى إيران . مولود الثور هادئ ومتحفظ ومسالم، فى الحقيقة هو حذر.. هو لن يعلن عما بداخله، يبدو دائما فى الوسط بين روح الود وروح الحذر. لذلك عاش «الخيام» فى أصفهان ما بين عامى 1073 و1092، وتولى إدارة المكتبات ومراكز التعليم هناك بتكليف من الوزير «نظام الملك»، وعكف فقط على التعمق فى العلم ونأى بنفسه عن كل الصراعات السياسية الدائرة آنذاك. أصبح من أهم علماء الرياضيات والفلك والفيزياء.. كان مقتنعا بمركزية الشمس واجتهد كثيرا فى التوحيد بين الجبر والهندسة وهو أول من وضع نظرية عامة للمعادلات الخطية والتربيعية والتكعيبية، وأول من حل المعادلات التكعيبية المختلفة هندسيا. ترك «أصفهان» بعد موت السلطان «ملك شاه»، وانتقل للعمل مع السلطان «سنجار» كفلكى يتنبأ بحالة الجو وبعض الأحداث، ثم عاد لمدينته «نيسابور» ليكمل حياته ومسيرته العلمية هناك حيث قام بتأليف «رسالة فى الموسيقى» مستخدما الموهبة الفطرية لمواليد الثور فى الموسيقى ،وقام بعمل ربط بين الموسيقى وعلم الحساب. هكذا هو مولود الثور قادر على البناء، وإزاحة كل العقبات من طريقه ولديه قدرة هائلة على العمل بسبب ثبات طاقته.