خمس مكالمات «لم يرد عليها» كانت على شاشة هاتف «نادر».. تلك الرسالة المثيرة للقلق جعلت جميع أفراد الأسرة يتساءلون عما وراءها.. هل تحمل لهم خبرًا سارًا أم لا والأرجح- العكس؟.. خاصة أن المتصل هو مدير المدرسة التى يدرس فيها نجلهم الطالب فى الصف الرابع الابتدائى.. كما أن تكرار الاتصال لخمس مرات كان كفيلًا لأن يُثير كل هذه الشكوك والتساؤلات فى أذهان أفراد الأسرة فى الثوانى المعدودة التى بدأ الوالد التفكير فيها لمعاودة الاتصال سريعًا بمدير المدرسة ليستكشف الأمر.. ما أصعب تلك اللحظات التى يعيشها الإنسان وهو يرى مخاوفه من القدر تتحقق أمام عينيه.. خاصة إن كانت تلك المخاوف متعلقة بوقوع ضرر لابن من أبنائه أو شخص عزيز لقلبه.. وهذا ما كانت تحمله تفاصيل المكالمة التى دارت بين «نادر» ومدير مدرسة نجله والتى لم تستغرق سوى دقيقة واحدة فقط.. فمضمونها كشف عن اختفاء «فادى» البالغ من العمر 10 أعوام من المدرسة.. وهو سرعان ما حول حالة القلق التى سادت أجواء منزل الأسرة إلى لحظات أكثر رعبًا.. وكأن الجميع كان يعلم بأن اختفاء «فادى» وراءه جريمة.. أين اختفى الضحية؟.. هذا السؤال الذى كان على لسان جميع أفراد الأسرة بل والجيران والأقارب.. حالة من الفزع استمرت لساعات طويلة صاحبتها رغبة محمومة فى الكشف عن تفاصيل غياب الطفل البالغ من العمر 10 سنوات.. الكل كان يسأل عمن وراء واقعة اختفاء نجل هذه الأسرة التى تتمتع بسيرة طيبة بين أهالى المنطقة؟.. هل يمكن أن يكون ثراؤها السبب ربما لطلب فدية وإطلاق سراحه؟.. هل سيستقبل والد «المجنى عليه» مكالمة من المتهم كما هو معتاد فى وقائع الاختطاف التى حدثت من قبل لتحديد قيمة المبلغ المطلوب؟.. كل هذه الأسئلة أجاب عنها فريق البحث الذى امر به اللواء علاء سليم مساعد وزير الداخلية لقطاع الامن العام وقاده العميد عبدالحميد أبو موسى مدير مباحث سوهاج بعدما كشفوا عن التفاصيل الكاملة للواقعة.. سيدتان وطالبان هم أربعة من الأشرار.. عقدوا صفقة مع الشيطان واتفقوا جميعًا على تنفيذ مخططهم الإجرامى دون رحمة.. لا يشغلهم فى ذلك سوى الحصول على المال من أسرة الضحية.. واعتقدوا واهمين أنهم بمنأى عن المساءلة وقبضة رجال الشرطة.. حيث رصدت المتهمة الرئيسية فى الواقعة تحركات الضحية على مدار أسبوع ومن بين المتهمين جارت الطفل والتى كانت تتظاهر بالبحث عنه مع أسرته إلي تم القبض عليهم. باشراف اللواء محمود ابو عمرة مدير الادارة العامة للمباحث الجنائية بقطاع الامن العام وإعادة الطفل.