«خيرا تعمل شرا تلقى»، مثل شعبي دارج ينطبق على واقعة خطف الطفل «سيف» بمنطقة العمرانية، فى محافظة الجيزة، على يد ابن عمته، فبعد أن قام والد الطفل باستقدام نجل شقيقته «المتهم» من مسقط رأسه فى محافظة الفيوم، للعمل معه فى تجارة الفاكهة، وتوفير مأوى له ولزوجته وأبنائه، رد له ابن الأخت، جميله ومعروفه باختطاف نجله ومساومته على دفع مبلغ 100 ألف جنيه، لكن يشاء القدر أن يفتضح أمره ويتم إلقاء القبض عليه، وعلى شركائه فى الجريمة ويعود الطفل إلى أحضان والديه. انتقلت «البوابة نيوز» لمنزل الطفل المختطف، بعد عودته لأسرته، ونجاح رجال الشرطة فى القبض على المتهمين، بمركز المحلة بمحافظة الغربية، وحكى والدا الطفل البالغ من العمر 5 سنوات، تفاصيل مثيرة عن كواليس تحريره والقبض على المتهمين فيما بعد. قال «عيسى. م» والد الطفل، إن المتهم الأول، نجل شقيقته، كان يثق فيه ثقة عمياء وكان يعمل معه فى مجال تجارة الفاكهة، ولم يتخيل يوما أنه سيخون تلك الثقة، ويوم الواقعة، ذهب طفله لشراء بعض الحلوى مع ابن عمته، الذي جاءه بعد دقائق، وهو فى حالة من الفزع والخوف، بمفرده، وعندما سألته عن نجلى رد قائلا: «عمو جابله كيس شيبسى واداله جنيه وخده ومشى»، فأسرع الجميع للبحث عنه فى كل مكان. وأضاف أنه فى الساعة 8 مساء، جلس على المقهى وهو فى حالة من الحزن على فقدان نجله، وفوجئ بتلقيه مكالمة هاتفية من رقم مجهول، ووجد صوت رجل يقول له «أمانتك اللى بدور عليها معايا»، فقال له أين نجلى؟، فساومه المتهم على دفع مبلغ 100 ألف جنيه، مقابل إعادة طفله حيا، وهدده بعدم إبلاغ الشرطة، وأن يصغى لمطالبه، حتى لا يحزن قلبه على طفله. وتابع «والد الطفل» أنه قام بتسجيل المكالمة مع المتهم، وذهب بعدها مباشرة لقسم الشرطة، لتحرير محضر باختطاف نجله، وقام رجال المباحث بالاستماع للمكالمة الهاتفية، التي كانت أول خيط لكشف الجريمة، وفى أقل من 24 ساعة كانت المباحث توصلت لكشف اللغز، وتمكنت من ضبط المتهمين، وإعادة الطفل المختطف، وكانت الصدمة عندما وجد نجل شقيقته ضمن المتهمين، حيث كشفت التحقيقات أنه سلم الطفل، لباقى أفراد العصابة الذين كانوا بالقرب من المنطقة فى سيارة، وانطلقوا بها وبداخلها الطفل إلى مدينة المحلة، بقوله: «لحد دلوقتى مش مصدق اللى حصل ومصدوم، لأنى ساعدته كتير وطول عمرى واقف جنبه». والتقطت والدة الطفل أطراف الحديث، وهى تغالب دموعها، متذكرة لحظات الخوف والقلق على طفلها، حيث توجهت لجميع المستشفيات للبحث عن طفلها، و«المتهم» يقوم أيضا بالبحث، حتى لا يشك فيه أحد، ولصرف الأنظار عنه، بقولها: «حتى اكتشفنا أنه من قام بخطف سيف، داخل توكتوك، من أمام المنزل، وسلمه لباقى المتهمين، بمنطقة خاتم المرسلين، ثم عاد حتى لا يشك أحد فيه.