لم يصدق أحد حتى الآن ما حدث للسيدة «صفاء».. فمنذ أن وطأت قدماها مدينة عامر بمنطقة بولاق الدكرور منذ ما يقرب من 17 عامًا وجميع أهالى المنطقة شاهدون على حسن خلقها وسمعتها الطيبة. فقد عاشت طوال هذه الفترة بينهم فى هدوء تام لم يروا منها سوءا قط، وليس لها عداء مع أحد، بل كل ما كان يشغلها هو التفرغ لمراعاة بيتها وأبنائها الثلاثة «أدهم» و«عبد الرحمن» و«مصطفي». لكن يبدو أن دوام الحال من المحال فقد كتب القدر لهذه الزوجة المسكينة نهاية مأساوية. حالة من الرعب سادت بين سكان هذه المنطقة الهادئة عقب انتشار أنباء تفيد بمقتل السيدة «صفاء» ولسان حال الجميع كان يسأل.. ماذا حدث لهذه السيدة المسكينة التى لم تؤذ أحدًا؟.. ومن هو صاحب اليد الآثمة التى تطاولت على أم الأولاد؟.. وكيف قتلت السيدة صفاء؟.. الأسئلة كانت كثيرة تبحث عن «المجرم» الذى انهى حياة هذه السيدة، لكن يبدو أن زوجها «سيد» كان هو الذى يملك الإجابة الدقيقة عن هذا السؤال ..ولكن لأنه الشخص الذى كان موجودا مع الضحية لحظة الجريمة. «صفاء انتحرت!».. كانت هى العبارة التى أجاب بها الزوج عندما سأله ضابط الشرطة عما حدث لزوجته.. لكن يبدو أن «سيد» اعتقد واهما أن عمله من الممكن أن يساعده فى إقناع فريق البحث بالمعلومات التى يريدها هو حول واقعة مقتل زوجته.. لكن كيف ذلك وزوجته «صفاء» لم تمت منتحرة كما ذكر بل ماتت مقتولة وهذا ما كشف عنه تقرير الطب الشرعى الذى أكد أن واقعة وفاة الزوجة بها شبهة جنائية وأن بها إصابات ناتجة من آثار تعذيب فى مناطق متفرقة من جسدها، وهذا ما يكذب كل روايات الزوج بل يثير الشكوك حول تورطه فى ارتكاب الواقعة. الأبناء الثلاثة لم يكن لديهم سوى معلومة واحدة أدلوا بها أمام فريق المباحث الذى امر به اللواء رضا العمدة مدير الادارة العامة لمباحث الجيزة، وهى أنه وقبل الواقعة حدثت بين والديهم مشادة كلامية تطورت إلى قيام والدهم بالتعدى على المجنى عليها بالضرب المبرح ثم أبلغهم بعدها بأن والدتهم قد سقطت مغشيا عليها أرضا ثم ارتطم رأسها بمنضدة خشبية.. وهنا بدأ فريق البحث بإشراف اللواء محمد عبد التواب نائب مدير الادارة العامة لمباحث الجيزة التوصل إلى معلومات ودوافع حقيقية غير الأقوال المتضاربة التى أدلى بها الزوج أمام اللواء محمود السبيلى مساعد مدير الإدارة العامة للمباحث الجنائية بقطاع الأمن العام، تؤكد تورطه فى مقتل زوجته، خاصة أنه كانت هناك خلافات دائمة بينهما بسبب مطالبة الزوج بعدم السماح لأشقاء زوجته بزيارتها.. وقد سبق وأن تطور هذا الخلاف إلى قيام «الزوج» بتحرير أكثر من محضر فى قسم الشرطة يفيد بتغيب زوجته عن المنزل. لكن كيف تسببت كل هذه الدوافع فى مقتل الزوجة؟. يوم الواقعة انتظرت المجنى عليها عودة زوجها «سيد»(48 عامًا) من عمله وطلبت منه الطلاق لتوقف تعديه الدائم عليها، إلا أن هذا الأمر أثار غضبه وطلب من أبنائه الثلاثة التوجه إلى غرفة نومه.. ثم حدثت بينهما مشادة كلامية سرعان ما عاود الزوج تعديه على أم أولاده.. وقرر أن يتقمص دور الجلاد ليعاقب زوجته بضربة قاتلة فى منطقة الرأس بقطعة خشبية سقطت على إثرها جثة هامدة غارقة فى دمائها متناسيًا عقاب القانون. لقد كتب الزوج نهاية مأساوية لأسرته المستقرة فقد شرد أبناءه الثلاثة وأنهى حياة زوجته المسكينة بطريقة بشعة.. وكتب مصيره بنفسه ليقبع خلف القضبان. وقد تمكن فريق البحث الذى قاده العميد اسامة عبد الفتاح رئيس مباحث قطاع غرب الجيزة من القبض على المتهم .. و حرر محضرا بالواقعة.. وتم إخطار اللواء مصطفى شحاتة مساعد وزير الداخلية لقطاع امن الجيزة بالحادث وأخطرت النيابة التى قررت حبس المتهم على ذمة التحقيقات.