لم يتعظ الزوج الشيطان من عقوبة السجن التى قضاها لمدة عامين خلف القضبان.. وعاد طليقا مرة أخرى يمارس نوعا جديدا من الإجرام لكن هذه المرة كان نشاطه المشبوه ضد زوجته المسكينة التى تزوج منها منذ ما يقرب من 5 سنوات، وعاشت معه فيها ظروفًا صعبة من أجل الحفاظ على استقرار حياتها وتفرغها لتربية ابنتيهما الوحيدة. لكن يبدو أن عقاب جريمته التى ارتكبها فى حقها هذه المرة ربما سيكون مصيره حبل المشنقة.. «آلاء» السيدة الأم والراعية فى نفس الوقت.. عاهدت نفسها أن تصون عرض زوجها فى فترة غيابه، وأن تمكث فى منزلها حتى تنتهى فترة سجنه.. وبالفعل تحملت آلام الوحدة وهموم الحياة التى سببتها مدة غياب الزوج فى السجن.. لكنها لم تكن تتوقع يوما أن نهايتها هى جزاء صبرها على شقائه وسلوكه المنحرف، أو أن تكون مأساة صغيرتها التى لم تتعد السنوات الأربع حائرة ما بين مقتل والدتها وما بين سجن والدها «سيد». لكن القدر شاء أن تتلبد حياة الطفلة بالضباب وكتب لها أن تعيش وحيدة على وجه هذه البسيطة. عاشت الزوجة 7 شهور منذ خروج الزوج من سجنه وكأنها 7 سنوات.. لم تتخيل أن «سيد» الذى قضت معه أجمل أيام حياتها منذ زواجهما أصبح إنسانًا آخر، لا يعرف قلبه طريقًا للرحمة ولا تشغله هموم أسرته مثقال ذرة، بل أصبح عنيفًا فى التعامل معها وحتى مع نجلته الصغيرة وعاد مرة أخرى يتعاطى المخدرات ، التى سجن بسببها بشراهة أكثر ، حتى فاض الكيل ب«آلاء» وبدأت تشكو لأهلها من تعامل الزوج وكثرة تعديه عليها بالضرب، فطلبوا منها أن تنفصل عنه وأن تطلب منه الطلاق لتنتهى من هذه المعاناة. لكن النتيجة كانت كارثية حيث دفعت الزوجة حياتها ثمنًا لهذا المطلب. توسلات الزوج أمام زوجته فى منزل أهلها ومحاولاته لإقناعها بالعودة إلى منزلهما كانت تحمل فى طياتها خطة انتقام بشعة.. ولم يتعد أسبوع واحد من عودة الزوجة وكانت الساعة تشير إلى الثامنة ليلًا عندما اختلق الزوج مشادة كلامية معها، وقام الزوج بالتعدى على زوجته بآلة حديدية سقطت على أثرها جثة هامدة على الأرض غارقة فى دمائها. فطرأت فكرة شيطانية إلى عقل المتهم حيث قام بإلقائها من شرفة المنزل معتقدًا أنه سيتمكن بذلك فى إخفاء ملامح جريمته، أو سيفلت من عقاب القانون لكن رجال الشرطة قاموا بإلقاء القبض عليه. اعترافات المتهم أمام النيابة كانت غريبة ومتجنية على «المجنى عليها».. حيث أكد أنه اكتشف على هاتفها المحمول محادثات بينها وبين أحد الأشخاص، وأن شكه فى سلوكها هو الدافع الرئيسى وراء تعديه عليها بالضرب، قائلًا: «لم أقصد قتلها، فقد تحملت معى ظروفًا صعبة.. ورفضت ترك منزلنا عقب سجنى رغم إلحاح أهلها بطلب الطلاق منى وأنا فى السجن.. وقد حدثت بيننا يوم الواقعة مشادة كلامية قمت على أثرها بضربها، إلا أننى فوجئت بسقوطها على الأرض، اعتقدت وقتها أنها ماتت فألقيت بها من شرفة المنزل».. تحريات المباحث التى امر بها اللواء جرير مصطفى، مساعد وزير الداخلية و مدير أمن بنى سويف كشفت عن أن مشادة كلامية حدثت بين «سيد» (35 سنة) وزوجته «آلاء» (26 سنة) فى منزلهما ببنى سويف تسببت فى قيام المتهم بالتعدى عليها بالضرب بآلة حديدية، سقطت على اثرها جثة هامدة على الأرض، فألقى بها من شرفة المنزل لإخفاء ملامح الجريمة. وامر اللواء علاء سليم مساعد وزير الداخلية لقطاع الامن العام بسرعة كشف حقيقة الحادث. وتم التوصل، من خلال فريق البحث الذى قاده اللواء محمود ابو عمرة مدير الادارة العامة للمباحث الجنائية بقطاع الامن العام ، إلى ان الزوج هو المتهم فى الحادث والذى اعترف امام اللواء اشرف توفيق وكيل الادارة العامة للمباحث الجنائية بقطاع الامن العام.