لم يتخيل «الحاج محمد» ذلك الرجل الخمسينى عقب بنائه بيتا متواضعا رافضا أن يؤجر شققه لأغراب، أن بيته سيكون شاهدًا يومًا على أحداث جريمتين بشعتين تُسطر تفاصيلهما قصتان مفزعتان من حكايات الدم والقتل المفزعة التى نسمع عنها من حين لآخر.. ولم يدر بخلده أن شقة «الطابق الثاني» بالتحديد، ستكون مسرحًا لهاتين الجريمتين التى ارتكبهما حفنة من شياطين الإنس، بعدما أفسدوا مهمة الخير التى أسُندت إليهم وحضروا من أجلها إلى هذا المكان لينصاعوا وراء نزواتهم لترتكب أياديهم أبشع جريمتين على الإطلاق. الأولى قضت على أحلام «فتاة شابة» كانت تستعد لعقد قرانها من فتى أحلامها.. والثانية استباحت دماء «سيدة» فى ريعان شبابها.. البداية كانت مع مفاجأة حضور سيارتين أمام البيت، إحداهما سيارة شرطة النجدة والثانية كانت «إسعاف».. الجميع لم يكن يعلم وقتها أسباب قدوم هاتين السيارتين لمنزل هذا الرجل الهادئ البسيط، ثم ما لبث أن بدأ الخوف يتحول إلى رعب عندما علم الأهالى بالتفاصيل المخزية، فهناك جريمتان وقعتا بالبيت وتحديدًا فى شقة الطابق الثاني. كانت البداية عندما دبت الخلافات بين «آية» وزوجها، غادرت إثرها عش الزوجية.. وقررت الإقامة فى إحدى الشقق السكنية التى استأجرتها ابنة شقيقتها فى منطقة منزل الحاج محمد فى بولاق الدكرور بالجيزة، إلا أن هذا الوضع لم يكن يرضى الزوج الذى كانت بينه وبين زوجته قصة حب أشبه بقصص الحب التى تسردها لنا الدراما والأفلام الرومانسية، لكن يبدو أن الشيطان كان قد نجح فى تنفيذ حيلته فى أن يكتب بحوافره الخبيثة نهاية هذه القصة بعد أن قرر الزوج الانتقام من زوجته وتلقينها درسًا قاسيًا عقابا على تركها المنزل.. فقاده شيطانه إلى شقة ابنة شقيقتها ليجد زوجته بمفردها مما هيأ له تنفيذ ما أكنه من شر، ليقوم بإطلاق النار عليها من فرد خرطوش فسقطت على الأرض غارقة فى دمائها، لكنه أفاق مع صوت الرصاص وسرعان ما اعتصره الندم ليرفض مغادرة المنزل بعد أن رأى زوجته تسبح فى دمائها على الأرض، فانتشل جسدها من بحيرة الدماء ليسجى جسدها على السرير محاولًا انتزاع طلقات الخرطوش الصغيرة التى انتشرت فى معظم أنحاء جسدها ووجهها!. وبعد ليلة سوداء قضاها برفقتها تطارده آهاتها وأنين أوجاعها، قرر الاتصال هاتفيًا بثلاثة من أصدقائه للاستعانة بهم فى إحضار ما يمكن من مستلزمات لإسعاف الزوجة. وحضر الأصدقاء لتتشكل بحضورهم جريمة أخرى فى المنزل عندما شاهدوا مستأجرة الشقة ابنة شقيقة زوجة صديقهم التى حضروا لإنقاذها، ليقرروا فى غيبة من ضمائرهم أن يتحولوا إلى ثلاثة وحوش بشرية وقاموا باغتصاب الفتاة التى كانت تستعد للزفاف إلى فتى أحلامها فى الشقة. بدأ المجرمون الثلاثة التسلل خارج المنزل تاركين «الفتاة» فى حالة إعياء شديد والتى حاولت بصعوبة الاستنجاد بأسرة «صاحب العقار» التى كانت تقطن أعلى مسرح الجريمة.. فقرروا استدعاء النجدة والإسعاف لتنقل «الزوجة» إلى المستشفي، غير أنها فارقت الحياة فور وصولها. وفور اخطار اللواء رضا العمدة مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة أمر بتشكيل فريق بحث قاده اللواء محمد عبد التواب نائب مدير الإدارة العامة للمباحث لسرعة ضبط المتهمين، حيث تمكن فريق البحث بإشراف العميد أسامة عبد الفتاح رئيس مباحث قطاع غرب الجيزة، من القبض على الزوج واحد المتهمين وتم إخطار اللواء الدكتور مصطفى شحاتة مساعد وزير الداخلية لقطاع أمن الجيزة بالحادث.