سادت حاله من الذعر بميدان فيكتوريا بمنطقه الساحل فالنيران التهمت الطابق بالكامل وعثرت اجهزه الدفاع المدنى على اربعه جثث متفحمه ولكن يبدو وان الامر لم يقف الى هذا الحد وبعمل التحريات تبين أن وراء الحريق صاحب الشقة محمد .ع (موظف بمرفق مياه القاهرة) وقد شوهد وهو يجري عقب اندلاع النيران مصابا بحروق بسيطة في كف يده كما تبين أن العقار مكون من أربعة طوابق وهو ملك لوالد الموظف وباقي الشقق يقيم بها أشقاؤه كل منهم في شقة مستقلة كما أكدت التحريات وجود خلافات زوجية بين الموظف وزوجته بسبب رغبة الزوجة في الاستقلال بشقة بعيدة عن أسرة زوجها وعجز الزوج عن تحقيق رغبتها بسبب ضعف إمكاناته المادية وليلة الحادث حضرت الزوجة إلى الشقة بصحبة شقيقها وشقيقتها وزوج شقيقتها لوضع حد لهذه الخلافات والوصول لحل لكنهم وصلوا إلى طريق مسدود وقامت الزوجة بطرد الزوج من شقته مما جعله يفقد صوابه وخرج من الشقة وهو يهددهم بإبلاغ الشرطة لطردهم، لكنه عاد بعد قليل ومعه جركن بنزين وأشعل فيهم النيران مما أدى إلى وفاة زوجته يسريه عبد الغني (35 عاما) وطفلتهما إيمان (7 سنوات) وشقيقة الزوجة ليلى (40 عاما) وابنتها ياسمين أحمد سالم (12عاما) بينما نجا شقيق الزوجة وزوج شقيقتها وابنة الجاني جيهان، تم البحث عن الزوج الهارب وتمكنت المباحث من تحديد مكانه عن طريق مكالمة تليفونية أجراها مع أحد أصدقائه بالمنطقة للاطمئنان على ما حدث وألقي القبض عليه بعد ساعات قليلة من تنفيذ جريمته، في البداية لم يكن الزوج يعلم لحظة القبض عليه حجم جريمته فأصيب بحالة ذهول وندم وبكى وأجهش في بكائه فهو لم يتوقع أن يتطور الأمر لهذه الدرجة وأن تصل إلى درجة قتل ابنته فكل ما توقعه أن يصابوا بحروق طفيفة وبعد أن هدأ بدأ يروي قصة زواجه الذي تم منذ 12 عاما، كان يبحث عن عروس تكون ربة منزل فهو يرفض أن تكون زوجته عاملة وفي النهاية اهتدى إلى يسريه شقيقة صديقه وتم زواجهما من دون أي عوائق فهو يمتلك شقة بمنزل والده لذلك كان أمر زواجه سهلا وعاش مع زوجته أجمل أيام حياته وحظيا بقدر كبير من السعادة وكانت زوجة مطيعة لكن بعد إنجاب زوجته ابنتهما الأولى جيهان تغير الحال وتمردت زوجته عليه وأصبحت عصبية تثور لأتفه الأسباب وتختلق المشاكل ليس معه وحده وإنما مع كل المحيطين يهما خاصة أشقاءه الذين يقيمون بمنزل والده وكل منهم في شقة مستقلة وكثيرا ما تدخل لتحسين علاقاتها مع أشقائه فتارة ينصفها وتارة يرضي أشقاءه ومنذ ذلك الحين وأصبح كل همها ترك منزل أسرته والإقامة في شقة بعيدة، حاول إقناعها أكثر من مرة بصعوبة ترك منزل والده فدخله لا يسمح باستئجار شقة وتحمل إيجارها لكن دون فائدة فقد تحولت إلى زوجة نكدية سليطة اللسان لذلك كان يقضي فترات طويلة خارج المنزل حتى يتجنب الخلاف معها وحرصا منه على تهدئة الحياة من أجل طفلتيهما حاول تحسين دخله فعمل سائقا على إحدى سيارات الأجرة لكن وجوده وقتا كبيرا خارج المنزل فتح لها بابا جديدا للتشاجر واتهمته بأنه على علاقة بامرأة أخرى يقضي معها معظم الوقت الذي يقضيه خارج المنزل وقبل الحادث بأيام وصلت المشاكل بينهما إلى ذروتها بعد أن اتهمته كذبا أنه على علاقة بجارتهما المتزوجة، فجن جنونه وخرج عن وعيه ولم يجد أمامه إلا طردها من المنزل بعدما أصبح محاصرا فقد تحولت حياته إلى جحيم لا يطاق وفي يوم الحادث اتصل به شقيقه وأخبره بأن زوجته حضرت إلى الشقة بصحبة أهلها، أسرع بالعودة وهو يتمنى أن تكون زوجته قد عادت إلى صوابها لكن بمجرد وصوله وجد نفسه محاصرا من أهلها وجميعهم متفقون على ضرورة تلبية رغبتها بشأن الاستقلال بشقة خارج منزل أسرته ودخلوا معه في جدال عقيم وبين الحين والآخر تلقي عليه زوجته بقنبلة من ألفاظها المستفزة وفي النهاية لم يجد محمد أمامه حلا سوى أن تظل زوجته لدى أسرتها لحين تدبيره للشقة المطلوبة لكن زوجته وأهلها رفضوا ترك الشقة ومما زاد الطين بله أنهم طردوه من شقته فهددهم بإبلاغ الشرطة وخرج من المنزل متوجها إلى القسم لكن أثناء سيره في الطريق مر على محطة بنزين فأعمى الشيطان قلبه ووسوس له وقام بشراء جركن من البنزين وبلل كرة من القماش بالبنزين وتوجه إلى شقته لاستردادها من المحتلين، أشعل النيران بالكرة المبللة بالبنزين وهددهم بأنهم إذا لم يتركوا الشقة في الحال فسوف يحرقهم جميعا، لكنهم لم يبالوا بتهديده بل سخرت منه زوجته ووجهت له بعض ألفاظ السباب واتهمته بأنه ليس رجلا ولا يستطيع فعل أي شيء!! سكب البنزين على الأرض وألقى بالشعلة بعد أن أمسكت النيران بيده وأغلق باب الشقة وفر هاربا حتى تم القبض عليه، استمعت النيابة لأقوال جيهان الابنة الكبرى (10 سنوات) والناجية الوحيدة من الأسرة المنكوبة بعد أن تحسنت حالتها إثر مشاهدتها للحريق ورؤيتها لجثتي والدتها وشقيقتها الصغرى وأوضحت أنها نجت من الموت لأنها كانت في الحمام وقت الحريق، وبمرارة شديدة أكدت امام اللواء جمال عبد العال مدير الاداره العامه لمباحث القاهره أن الخلافات كانت تنشب بين والديها بسبب إصرار أمها على الانتقال من الشقة الحالية إلى شقة أخرى مستقلة بعيدا عن عائلة والدها، كما أكد باقي شهود الواقعة وهم شقيق المجني عليها وزوج شقيقة المجني عليها الذي فقد في الحادث زوجته وابنته وقررا أن ذهابهم كان لغرض الصلح أمرت النيابة بحبس المتهم واحالته محبوسا الى محكمه الجنايات