اعتذرت شركة «جوجل» مؤخرا لعملائها المشتركين في نظام للإنذار المنزلي لأنها لم تُعلمهم مسبقا بأن الجهاز مزود بميكروفونات. ومعروف أن الجهاز يعتمد على كاميرات مراقبة لحماية البيت من اللصوص والحوادث. وبإمكان صاحب المنزل وهو بالخارج أن يسمع مايدور بداخل البيت وفي محيط الجيران أيضاعبر ميكروفونات. وأكدت الشركة أنها لم تتعمد إخفاء هذه الخاصية التي لم يتم تفعيلها بعد، والتي تستهدف في النهاية تقديم أفضل خدمة ممكنة. وليست جوجل الوحيدة التي تتسابق على اختراق خصوصية المستهلكين فهناك الفيسبوك، إذ مع دخول المستخدم الي صفحته ستطالعه إعلانات عن سلع وخدمات تتناسب والفئة العمرية التي ينتمي إليها و المحيط الجغرافي الذي يسكنه، بما يعني أن هذا المنتدى الإلكتروني يعرف الكثير عن مستخدمه؛ جنسه وسنه ودينه ودخله السنوي وأين يسكن واهتماماته. وفوجئ احد الركاب علي متن طائرة بوجود كاميرا أعلى شاشة التليفزيون أمام مقعده فاعتذرت الشركة الناقلة للركاب لعدم إعلامهم بوجود هذه الكاميرات ضمن نظام الترفيه على متن بعض رحلاتها، لكنها طمأنتهم بأنها لم تشغل هذه الكاميرات. والأغرب من ذلك أن شركة للتأمين الصحي، قررت هي الأخرى أن تخترق خصوصيات عملائها عبر توزيع ساعات إليكترونية كمكافأة لبعض عملائها الذين نجحوا في الوصول إلى مستوى مثالي من اللياقة، وأعلنت أن الهدف هو تصميم برامج صحية أكثر فعالية استنادا على البيانات التي ستجمعها الساعة الإليكترونية عن هؤلاء الأشخاص،حول أسلوب حياتهم خارج البيت ووجباتهم من داخل مطابخهم. وهكذا أصبحت الشركة على دراية تامة بما يفعله هؤلاء طيلة الوقت. لكن تظل شركة جوجل سباقة في تطوير برامجها الذكية لتصير الأكثر نفاذا للخصوصيات. فمن بين البرامج المنزلية الذكية التي حصلت جوجل على براءة اختراع لها، برنامج يساعد في تربية الأبناء يستطيع مراقبة سلوك الأطفال وحركتهم واللغة التي يستخدمونها، والمواقع الإلكترونية التي يزورونها، بل والأماكن التي يترددون عليها داخل البيت. ويرسل النظام ضوءا أحمر على سبيل التحذير إذا جاء الأطفال بأي سلوك لايُرضي أولياء أمورهم. دخول جوجل شريكا فاعلا في التربية والتنشئة يعني أن طرفا مجهولا يعرف عن الأطفال ربما أكثر مما يعرف عنهم أباؤهم.