مع تزاحم الأحداث وتعاظم التحديات التى تواجهنا فى هذه المرحلة الدقيقة من عمر الوطن تجيء أهمية الدور الذى ينبغى أن تقوم به الصحافة المصرية وسائر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة من أجل توضيح الحقائق وبما يقنع الرأى العام بأن ما يكتب ويذاع كرأى أو خبر ليس بعيدا عن الواقع. والذى أتحدث عنه لا يحتاج إلى مجرد صدور قوانين جديدة لتنظيم الصحافة والإعلام وإنما نحن بحاجة إلى تغيير فى المفاهيم بما فيها مفهوم الدولة ذاتها التى نطالبها بأن تتكلم مع الناس وتشرح لهم برامجها بدلا من أن يضيق صدرها لأى نقد أو تجاوز يرتكبه البعض نتيجة استمرار التباطؤ فى توفير القدر الكامل من حرية تداول المعلومات. وليس يخالجنى أدنى شك فى أن رموز وشيوخ المهنة الذين أكسبتهم التجارب والممارسات عمقا فى الفهم والإدراك لأهمية التوازن بين الواجب المهنى والمسئولية الوطنية هم الأكثر إدراكا لأهمية إكساب الأجيال الجديدة المتعطشة للسبق والانفراد أن الصدق هو قمة السبق والانفراد وأن الإحساس بالتفوق فى الأداء ينبغى أن يكون مرتبطا بالشعور الصادق بالمسئولية الوطنية. ولأن ازدهار المهنة كما تعلمنا من الرواد الأوائل لا يتحقق إلا بقوة الاتصال بين وسيلة الإعلام وبين الناس فإن مسئولية أهل المهنة يتمحور حول كيفية الحفاظ على خطوط التواصل مع القراء والمشاهدين والمستمعين من خلال جسور الثقة وكسب الاحترام المتبادل بعيدا عن المهاترات والابتذال فى استخدام الكلمات! ويخطئ من يجادل فى أن الطريق لإنتاج إعلام راق ومحترم لن يكون مفروشا بالورود وإنما هو طريق صعب مليء بالعثرات ومن ثم يستلزم الأمر مراجعات دورية لتصحيح الأخطاء... وتلك مسئولية ينبغى أن يضطلع بها أهل المهنة لحمايتها من الانزلاق إلى ظلام كثيف لا نور فيه ولا أمل وبما يوفر الأجواء الملائمة لأنصار التقييد والتعتيم وقانا الله شر تربصهم... وعلى نقابة الصحفيين بالتعاون مع الهيئات الجديدة المنظمة للصحافة والإعلام الاهتمام بالمهنة بأكثر من الانشغال بالهوامش الأخرى وأن تسعى لإعادة اكتشاف الطريق الذى يعيد اكتساب المهنة لاحترام الرأى العام! خير الكلام: إن لم تستطع قول الحق فلا تصفق للباطل! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله