الصحافة هي عنوان التقدم وميزان التطور في أي بلد, ومن ثم فإن الصحافة الحرة هي التي تعبر عن بلد حر.. ومن هنا تأتي أهمية الحفاظ علي حرية الصحافة لتأكيد وتعميق كل عوامل الثقة والاحترام المتبادلة بين الصحافة من ناحية وجميع الأجهزة والسلطات الرسمية والشعبية من ناحية أخري, لأن أي اهتزاز في جدار الثقة بين الصحافة والسلطة سوف ينعكس بالسلب علي مجمل الأداء العام في العمل الوطني! ولست أعتقد أن هناك من يجادل في أن مفهوم شرف الصحافة مرتبط في المقام الأول بضمان بقاء حرية الصحافة تحت رقابة الشعب وحده, وأن يكون الدفاع عن شرف الصحافة جزءا لا يتجزأ من مسئولية الدفاع عن حزمة الحريات التي ينبغي أن يكفلها الدستور والقانون للفرد و للمجتمع علي حد سواء, استنادا إلي مقومات أساسية أهمها الصدق في القول, والبعد عن الترصد والشفافية في الطرح, والأمانة في العرض فضلا عن حسن النية وسلامة القصد والالتزام المطلق بكل ما يعني احترام القيم والعادات والتقاليد والعقائد, وعدم الاعتداء تحت أي مسمي علي الحرمات والحريات الخاصة والعامة. ومعني ذلك أن ازدهار حرية الصحافة أمر لصالح المجتمع ككل, ومن ثم يتعين أن يكون التعامل مع هذه الحرية قائما علي صدر رحب للحكومة تتقبل به النقد الموضوعي, وعلي التزام صادق من جانب الصحافة بتحري الدقة والأمانة في كل ما ينشر. وعلي الطرفين- الصحافة والحكومة- التجرد من أي انتماء ضيق يغلب فيه العناد علي المنطق... فلا خلود لأحد في سلطة.. ولا امتياز لمهنة دون أخري! خير الكلام: من يرتفع عن رد إهانة السفهاء يندرج ضمن قائمة الحكماء! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله