4 هناك حقيقة مؤكدة وراء إشكالية المعادلة الصعبة فى علاقة الصحافة بالمجتمع وجوهر هذه الإشكالية إن البعض لا يتحمل أن تكون الصحافة مرآة للحقيقة وحدها وإنما يريد من الصحافة أن تكون بمثابة ديكور لا تكتب إلا ما يرضيه وللأسف فهناك من مشاهير الصحفيين من لايجد حرجا فى الكتابة عن نفسه لكى يرسم صورته بيده حتى يقدم نفسه للناس فى الشكل الذى يتوهمه عن ذاته. والسبب فى ذلك أن أغلب المشاهير يريدون أن يكونوا فوق الحساب والمساءلة ويتصورون أن مهمة الصحافة أن تطبطب على وجوههم وأن تشد على أيديهم سواء نجحت أعمالهم أم سقطت فى الحضيض ثم إن البعض لا يستطيع أن يتعامل مع كلمة النقد على أنه بمثابة دعابة أو وخزة منبهة غير مؤذية وإنما يرى فى كل كلمة لا تعجبه أنها بمثابة خنجر فى الظهر.. مع أن أغلب النقد لا يستهدف سوى كشف الواقع بحلوه ومره وفاء لحق القارئ وأمانة مع الرجل العام الذى لم يعد ملكا لنفسه!. وليس بمقدورنا أن نعيد الاتزان الغائب لمعادلة العلاقة الصحيحة بين الصحافة والمشاهير إلا باتفاق مشترك على أن إبداعات النجم تتساوى مع كلمات النقد فى كونها انعكاسا لواقع الحياة التى تجمع بين الفرح والحزن وبين الهزل والجد وبين الخير والشر.. وليس هناك من هو خال من الأخطاء والعيوب وليس هناك أيضا من هو فوق النقد والمساءلة والحساب.. وفى المقدمة من هؤلاء الصحفيون والنقاد أنفسهم لأنهم ليس على رؤوسهم ريشة ويجب عليهم أن يحاكموا أنفسهم بأنفسهم! وأعظم المشاهير قيمة هم الذين يتعاملون مع كلمة النقد بسمو لا يعرف التعالى ورقى لا يقترب من الغرور.. فهؤلاء يرون أن كلمة النقد حتى ولو جاءت قاسية فإنها أشبه بنحلة تغرس إبرتها وتحدث لسعتها المؤلمة ولكنها لا تفرز سما وإنما تفرز عسلا فيه شفاء للناس! وغدا حديث آخر.. خير الكلام: إذا تكلم النحل سال الشهد من فمه! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله