حماة وطن: الاعتداء الإسرائيلي على رفح الفلسطينية يتطلب وحدة الصف المصري    عمرو عبده رئيسًا لقطاع الضيافة بشركة مصر للطيران للخطوط الجوية    توقيع اتفاقيات لدعم القطاع الخاص.. نائب رئيس مؤسسة التمويل الدولية يزور مصر السبت    ادفع 180 ألف جنيه واستلم شقة كاملة التشطيب بشبرا الخيمة.. الحجز متاح    مواعيد قطارات المصيف الإسباني والدرجة الثالثة.. رحلة بأقل تكلفة    «قواتنا في حالة استعداد قتالي».. بوتين يحذر من صراع عالمي بسبب دول غرب أوروبا    إغلاق مؤسسات وزيادة ضرائب".. إسرائيل في مأزق جديد بسبب حرب غزة    عبدالمنعم سعيد يتوقع دخول حزب الله ساحة الحرب الأيام المقبلة    شروط الحصول على تأشيرة شنجن.. تتيح فرصة السفر ل27 دولة أوروبية    التشكيل الرسمي لمباراة أتالانتا ضد مارسيليا في الدوري الأوروبي    المشدد 3 سنوات للمتهم بترويج عملات مزيفة في الموسكي    «التعليم»: لا تطابق بين أسئلة امتحان العلوم بالدقهلية مع الأعوام السابقة    نهى عابدين: كل فنان عنده "حتة هوبا" في شخصيته (فيديو)    الأمم المتحدة: نزوح نحو 100 ألف شخص من رفح الفلسطينية    «الباشا» أول أعمال صابر الرباعي في الإنتاج الموسيقي    رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات يستعرض الحساب الختامي للموازنة    بسبب رائحة غريبة.. طائرة ركاب تعود إلى فرانكفورت بعد إقلاعها    «بعد إلقاء ماء مغلي عليها».. التعليم تحقق في واقعة «تشوه» طالبة الجيزة.. خاص    ننشر مذكرة دفاع حسين الشحات في اتهامه بالتعدي على محمد الشيبي (خاص)    الرئيس السيسي يحذر من العواقب الإنسانية للعمليات الإسرائيلية في رفح الفلسطينية    الأمين العام المساعد لمجمع البحوث الإسلامية يستقبل وفد جامعة الدفاع الوطني الباكستانية    "بعد اقترابه من حسم اللقب".. كم عدد ألقاب الهلال في الدوري السعودي؟    أسماء جلال تنضم لفيلم "فيها إيه يعني"    مسلسل البيت بيتي 2 الحلقة 6.. الجن روح تطارد بينو وكراكيري وتخطف زيزو (تفاصيل)    الأزهر للفتوى يوضح فضل شهر ذي القعدة    بالفيديو.. خالد الجندي: أركان الإسلام ليست خمس فقط    أمين الفتوى: الزوجة مطالبة برعاية البيت والولد والمال والعرض    رئيس الوزراء يتابع جهود إقامة مركز جوستاف روسي لعلاج الأورام في مصر    أوقاف شمال سيناء تعقد برنامج البناء الثقافي للأئمة والواعظات    "الخارجية" تستضيف جلسة مباحثات موسعة مع وزير الهجرة واللجوء اليوناني    «الهجرة» تكشف عن «صندوق طوارئ» لخدمة المصريين بالخارج في المواقف الصعبة    مصطفى غريب يتسبب في إغلاق ميدان الإسماعيلية بسبب فيلم المستريحة    لمواليد برج العقرب والسرطان والحوت.. توقعات الأسبوع الثاني من مايو لأصحاب الأبراج المائية    متحور كورونا الجديد «FLiRT» يرفع شعار «الجميع في خطر».. وهذه الفئات الأكثر عرضة للإصابة    وزير الصحة يشهد فعاليات المؤتمر العلمي السنوي لهيئة المستشفيات التعليمية    قوات الدفاع الشعبى تنظم ندوات ولقاءات توعية وزيارات ميدانية للمشروعات لطلبة المدارس والجامعات    محافظ الشرقية: الحرف اليدوية لها أهمية كبيرة في التراث المصري    محافظ أسوان: تقديم أوجه الدعم لإنجاح فعاليات مشروع القوافل التعليمية لطلاب الثانوية العامة    فصائل عراقية: قصفنا هدفا حيويا في إيلات بواسطة طائرتين مسيرتين    بعد قرار سحبه من أسواقها| بيان مهم للحكومة المغربية بشأن لقاح أسترازينيكا    على معلول يحسم مصير بلعيد وعطية الله في الأهلي (خاص)    بعد ظهورها مع إسعاد يونس.. ياسمين عبد العزيز تعلق على تصدرها للتريند في 6 دول عربية    "الخشت" يستعرض زيادة التعاون بين جامعتي القاهرة والشارقة في المجالات البحثية والتعليمية    وزير الصحة: دور القطاع الخاص مهم للمساهمة في تقديم الخدمات الطبية    حكم هدي التمتع إذا خرج الحاج من مكة بعد انتهاء مناسك العمرة    محافظ الغربية يوجه بتسريع وتيرة العمل في المشروعات الجارية ومراعاة معايير الجودة    تأجيل محاكمة المتهمين في قضية فساد التموين ل 8 يوليو    وزيرة التضامن تشهد انطلاق الدورة الثانية في الجوانب القانونية لأعمال الضبطية القضائية    القبض على المتهمين بغسيل أموال ب 20 مليون جنيه    21 مليون جنيه.. حصيلة قضايا الإتجار بالعملة خلال 24 ساعة    ما حكم قطع صلة الرحم بسبب الأذى؟.. «الإفتاء» تُجيب    مستشفى العباسية.. قرار عاجل بشأن المتهم بإنهاء حياة جانيت مدينة نصر    دفاع حسين الشحات يطالب بوقف دعوى اتهامه بالتعدي على الشيبي    البورصة تخسر 5 مليارات جنيه في مستهل أخر جلسات الأسبوع    عبدالملك: تكاتف ودعم الإدارة والجماهير وراء صعود غزل المحلة للممتاز    اليوم.. وزير الشباب والرياضة يحل ضيفًا على «بوابة أخبار اليوم»    جهاد جريشة يطمئن الزمالك بشأن حكام نهائي الكونفدرالية أمام نهضة بركان    مصدر عسكري: يجب على إسرائيل أن تعيد النظر في خططها العسكرية برفح بعد تصريحات بايدن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لعبة الأوراق والنور
يوميات ألبير كامو
نشر في أخبار الأدب يوم 18 - 09 - 2010

هنا يوميات البير كامو ما كان بين يديّ هو أقرب إلي بازل ضخم لحياة أدبية لا يتمّ معناها ما لم تستقرّ فيها القطعة الصغيرة الأخيرة السطر الأخير منه إلي دفتر مذكّرات أو يوميات بالمعني الدارج أو المتعارف عليه في أجزائها الثلاثة تشكّل هذه المفكّرة خارطة عملاقة لمحطات أساسية في رحلة استكشاف كامو لجغرافيا الكتابة: جغرافيا رواياته وبحوثه ومسرحياته وما تخلّلها من شكوك ومعارك ومخاض حتي ليشعر القارئ أنه يستمع لحظة بلحظة إلي صوته الداخليّ وما يرفده من أصوات شخوص أعماله مثلما تحضر إبّان ولادتها دونما تبرّج وعلي حين غفلة كقطعة خام لم ت عمل فيها الكتابة الواعية بعد أزميل ها إنها العوالم الداخلية لكاتب ما استقرّ قطّ أو هنئ علي الرغم من نجاحاته فبقيت روح ه علي أرق ما بين الإيمان الراسخ بالإنسانية وقيمها وتشاؤم لا يتزعزع يقين ه بعبثيّة الحياة مفكّرة كامو هي كتاب ال ما قبل ما قبل الانتهاء من كتابة الغريب والطاعون والرجل المتمرّد وأسطورة سيزيف والعادلون وكاليغولا الخ مضافا إليه نوايا أعمال أخري لم ي كتب لها أن تري النور بعد الرحيل المفاجئ لصاحبها زاخر بجمل وتوصيفات تذهب أحيانا دونما وجهة واضحة فلا يرشدك إلي معناها إلا الحدس وبمشاهدات وقراءات وعلاقات تتوالي وتتقاطع وتتضافر لتصنع صوتا جارحا حادّا تهذّب نتوءات ه تدويرات الشجن الحنون صوتا لا يخرج من الحنجرة وإنما من القاع ممزوجا بالأحشاء والأعشاب ودود الأرض

المفكّرة
لعبة الأوراق والنور
الدفتر
أيّار/مايو 1935 _ شباط/فبراير 1942
( )
في بلد أجنبي تطلي الشمس بالذهب البيوت فوق هضبة الشعور أشدّ قوّة منه أمام المشهد نفسه في بلدنا الشمس ليست هي نفسها أنا أعرف جيدا بأنّها ليست هي نفسها
في المساء عذوبة العالم عند الخليج _ هناك أيّام يكذب العالم فيها وأيّام أخري يقول فيها الصدق هذا المساء إنه يقول الصدق_ وبأيّ جمال ذابل وحزين
مايو/أيّار
خطأ علم نفس ي عني بالتفاصيل الأناس الذين يبحثون عن ذواتهم يحلّلون شخصياتهم لكي يعرفوا أنفسهم وي ثبتوا وجودهم علم النفس فعل وحركة _ وليس تفكيرا أو تأمّلا في النفس نحن نقوم بالتعرّف إلي أنفسنا طيلة حياتنا فمعرفة النفس بشكل كامل تعني الموت
1) الشعر الراقي الذي يسبق الحبّ
2) الرجل الذي أخفق في كلّ شيء حتّي في موته
3) في شبابنا نتوحّد مع منظر أفضل مما نفعل مع إنسان
ذلك أن الأول يقبل التأويل
مايو/أيّار
مشروع مقدّمة لكتاب القفا والوجه
سوف تبدو هذه الأبحاث كما تمّ تقديمها غير متبلورة بالنسبة للعديدين ولا يتأتّي ذلك عن احتقار مريح للشكل _ وإنّما فقط عن ن ضج غير كاف أما الذين سيتعاطون مع هذه الصفحات كما هي عليه فعلا : أي كأبحاث فليس مطلوبا منهم سوي شيء واحد ألا وهو متابعة تسلسلها فربّما أمكن تحسّس مقاربة صامتة من الصفحة الأولي وحتي الأخيرة توحّد في ما بينها أو تضفي عليها شرعية كما قد يحلو لي القول لو أن التبرير يبدو لي مجديا ولو كنت أجهل أنّنا نفضّل دوما علي الشخص نفسه الفكرة التي نكوّنها عنه
أن تكتب هو أن تفقد الاهتمام نوع من التخلّي في الفنّ إعادة الكتابة الجهد الذي يجلب دائما مكسبا أيا كان هي مسألة كسل بالنسبة لأولئك الذين لا ينجحون
لوثر: من الأهمّ ألف مرّة أن نؤمن أشدّ الإيمان بالغفران من أن نكون أهلا له فهذا الإيمان هو ما يجعلكم أهلا وما يشكّل الاكتفاء الحقيقي
(عظة أ لقيت في ليبزغ عام 1519 حول التبرّؤ والتبرير)
يونيو/حزيران
محكوم بالإعدام يزوره الكاهن كلّ يوم بسبب العنق المقطوعة الركبتين المثنيتين والشفتين اللتين تودّان التلفّظ باسم هناك هذا الارتماء المجنون أرضا للاختباء في عبارة إلهي! إلهي!
وفي كلّ مرّة الم قاومة في الإنسان الذي يرفض هذه السهولة ويريد مضغ كلّ خوفه فيموت من دون كلمة والدموع تملأ عينيه
تساوي الفلسفات ما يساويه الفلاسفة وكلّما كان الإنسان أعظم كانت الفلسفة أصدق
الحضارة ضدّ الثقافة
الإمبرياليّة هي حضارة بحتة راجع سيسيل رود التوسّع هو كلّ شيء _ الحضارات جزر صغيرة - الحضارة كنتيجة حتمية للثقافة (راجع سبنغلر)
الثقافة: صرخة البشر أمام قدرهم
الحضارة انحطاطها: رغبة الإنسان أمام الثروات عمي
عن نظريّة سياسيّة حول المتوسّط
أنا أتحدّث عما أعرفه
1) بديهيات اقتصاديّة (الماركسيّة)
2) بديهيات روحيّة (الإمبراطوريّة الرومانيّة الجرمانيّة المقدّسة)
المعركة المأساوية لعالم معذّب تفاهة مسألة الخلود ما يهمّنا هو قدرنا أجل لكن ليس ما بعد وإنما ما قبل
قوّة الجحيم المواسية
1) من جهة عذاب لا ينتهي لا نفقه له معني _ نحن نتخيّل فترات استراحة
2) لسنا حساسين إزاء كلمة الأزليّة إذ يصعب علينا تقييمها إلاّ إذا كنّا نتحدث عن ثانية أزلية
3) الجحيم هو الحياة مع هذا الجسد _ الذي يبقي أفضل من الفناء
قاعدة منطقيّة: الم فرد ذو قيمة كونية
قاعدة غير منطقيّة: المأسويّ متناقض
قاعدة عمليّة: إنسان ذكيّ علي مستوي معيّن قد يكون غبيا علي مستويات أخري
أن تكون عميقا بدافع النفاق
أغسطس/آب
في الطريق إلي باريس: تلك الحمّي النابضة عند الصدغين التخلّي الاستثنائي والمفاجئ عن العالم وعن البشر الكفاح ضد جسدنا فوق مقعدي في مهبّ الريح م فرغا وم جوّفا من الداخل كنت أفكّر طيلة الوقت في (ك) مانسفيلد وفي قصّة الصراع الطويلة تلك الرقيقة والمؤلمة مع المرض ما ينتظرني في جبال الألب إلي جانب الوحدة وفكرة أنني حضرت إلي هنا لتلقّي العلاج هو وعيي لمرضي
إنّ المضيّ حتّي النهاية لا يعني المقاومة فقط وإنما أيضا الاستسلام أحتاج إلي الإحساس بذاتي حيث أنّها شعور بما يتخطّاني أحتاج أحيانا إلي كتابة أشياء تفوتني جزئيّا لكنها تشكّل بالتحديد البرهان علي أنّ ما في داخلي أقوي منّي
أغسطس/آب
حنان باريس وما تثيره من أحاسيس القطط الأطفال استرخاء الناس ألوان الرماديّ السماء استعراض كبير من الحجارة والمياه
مدينة آرل
أغسطس/آب 1937
كان يتوغّل كلّ يوم في الجبل ويعود منه صامتا مملوء الشعر بالحشائش مكسوّا بخدوش نهار بأكمله وفي كلّ مرّة الإنجاز نفسه من دون أي افتتان كان ي خضع شيئا فشيئا مقاومة هذا البلد العدائيّ فيتوصّل إلي التشبّه بهذه الغيوم المستديرة البيضاء خلف شجرة التنوب الوحيدة البارزة فوق القمة وبحقول الس نفيّة الزهريّة والغبيراء والج ري سة كان يندمج بعالم العطور والصخور هذا وعند وصوله إلي القمّة النائية أمام المنظر الشاسع المتكشّف فجأة لم تكن هدأة الحبّ هي ما تولد فيه وإنّما نوع من ميثاق داخلي عقده مع تلك الطبيعة الغريبة الهدنة التي ت قام بين وجهين قاسيين فظّين العلاقة الخاصة ما بين خصمين وليس استرخاء صديقين
عذوبة منطقة سافوا
أغسطس/آب 1937
رجل بحث عن الحياة في الأماكن حيث توضع عادة (الزواج الوضع الاجتماعي المركز الخ ) يدرك فجأة عند قراءته كتالوج موضة كم كان غريبا عن حياته (الحياة كما يتم النظر إليها في كتالوجات الموضة)
الجزء الأوّل _ حياته حتّي الآن
الجزء الثاني _ اللعبة
الجزء الثالث _ التخلّي عن التسويات والحقيقة في الطبيعة
أغسطس/آب 1937
الفصل الأخير؟ باريس مرسيليا النزول نحو المتوسّط
ودخل في المياه وغسل عن بشرته الصور السوداء العبوسة التي خل فها العالم فجأة كانت رائحة بشرته تولد بالنسبة إليه من جديد في لعبة عضلاته أبدا من ذي قبل لم يشعر ربّما بهذا القدر من انسجامه مع العالم وسيره الم تناغم مع الشمس في تلك الساعة التي يفيض فيها الليل بالنجوم كانت حركاته ترتسم علي الوجه الكبير الصامت للسماء فلو حرّك ذراعه هذه لرس م الفضاء الذي يفصل هذا النجم الساطع عن ذاك الذي يبدو وكأنّه يختفي أحيانا ولجرّ في اندفاعته حزما من النجوم ورفلا من الغمام هكذا كان يخفق مياه السماء بذراعه فيما تحيط به المدينة كمعطف من أصداف متألّقة
شخصيّتان انتحار إحداهما؟
سبتمبر/أيلول
شهر أغسطس/آب هذا كان محطّة مفصليّة _ نفس طويل عميق قبل حلحلة كلّ شيء بجهد هذيانيّ البروفانس وشيء ما في داخلي ينغلق البروفانس كامرأة تتّكئ
يجب أن نعيش ونبتكر العيش حتي البكاء _ كما أمام هذا المنزل بحجارته القرميد المستديرة وبمصارعه الزرقاء فوق منحدر مشجّر بالسرو
مونتيرلان: أنا هو الذي يحدث له شيء ما
في مرسيليا سعادة وحزن _ في عمق أعماق نفسي مدينة حيّة أحبّها وإنما في الوقت نفسه مذاق الوحدة المرّ ذاك
8 سبتمبر/أيلول
مرسيليا غرفة في فندق أزهار ضخمة صفراء علي ورق الجدران فوق خلفيّة رمادية جغرافيا القذارة زوايا دهنية موحلة وراء المدفأة الضخمة سرير صفائحيّ زرّ كهربائيّ مكسور نوع من الحريّة يتأتّي عن المريب والمثير للشبهات
(م) 8 سبتمبر/أيلول
نزلة طويلة مشعّة بنور الشمس الغار الزهريّ في موناكو وجنوي مثقل بالبراعم الليالي الزرقاء علي ساحل ليغوريا و ه ني وتلك الرغبة في ذرف الدموع الوحدة وذاك التعطّش إلي الحبّ أخيرا ها هي مدينة بيزا حيّة وزاهدة قصورها الخضراء والصفراء قببها رشاقتها وأناقتها علي طول مجري نهر أرنو الصارم كلّ ما هناك من ن بل في التمنّع عن البوح مدينة علي خفر وحساسية في شوارع الليل المقفرة القريبة جدا منّي التسكّع فيها وحيدا ي حرّر أخيرا رغبتي في البكاء ذاك الشيء المفتوح في داخلي الذي يبدأ بالالتئام
علي جدران بيزا: ألبرتو يمارس الحبّ مع شقيقتي (بالإيطالية في النص)
الخميس 9
بيزا ورجالها الراقدون أمام كاتدرائية إلدوومو ساحة كامبو سانتو خطوطها المستقيمة وأشجار السرو في الزوايا الأربع هكذا نفهم نزاعات القرنين الخامس عشر والسادس عشر لكلّ مدينة هنا أهميّتها بوجهها وحقيقتها العميقة
لم يكن هناك حياة أخري سوي تلك التي كانت خطواتي تصنع إيقاع وحدتها علي طول مجري الأرنو وأيضا تلك التي كانت تهزّني في القطار المنحدر نحو فلورنسا الوجوه المتجهّمة للنساء فجأة يخطفها الضحك إحداهنّ بشكل خاص بأنفها الطويل وثغرها الأبيّ في بيزا ساعة طويلة من التكاسل فوق عشب ساحة إلدوومو شربت من العيون وكانت المياه فاترة قليلا إنّما جدّ رقراقة خلال توجّهي إلي فلورنسا تأمّلت الوجوه متمهّلا وشربت الابتسامات هل أنا سعيد أم أني تعس؟ لا أهميّة للسؤال هذا فأنا أحيا بحماس كبير
هناك أشياء كائنات تنتظرني ولا ريب أنني أنتظرها أيضا وأرغبها بكلّ ما أوتيت من قوّة وحزن إنّما هنا أنا أكسب عيشي بقوة الصمت والكتمان
معجزة ألاّ نضطر إلي التحدّث عن أنفسنا
غوتزولي والعهد القديم (في زيّ تنكّري)
لوحات جيوتو الجدارية في كنيسة سانتا كروس البسمة الداخليّة للقديس فرنسيس عاشق الطبيعة والحياة إنها تبرّئ م ن يعرفون طعم السعادة نور ناعم ورقيق علي فلورنسا المطر ينتظر حاقنا السماء لوحة الدفن في الضريح لجيوتينو: الألم هو فكّ مريم التي تكزّ علي أسنانها
فلورنسا في زاوية كلّ كنيسة بسطات من زهور كثّة ولامعة متلألئة بنقاط الماء بدائية
كاتالوج موسترا جيوتيسكا
يحتاج المرء بعضا من الوقت لكي يدرك أنّ وجوه البدائيين الفلورنسيين هي نفسها التي نلتقيها كلّ يوم في الشارع ذلك أننا فقدنا عادة رؤية الأساسيّ في وجه ما نحن لم نعد ننظر إلي معاصرينا في حين لا نأخذ منهم سوي ما يفيد وجهتنا (بجميع المعاني) البدائيون لا يشوّهون إنهم ينجزون
في دير الأموات في كنيسة سيّدة البشارة سماء رماديّة ملبّدة بالغيوم هندسة صارمة لكن لا شيء يحكي عن الموت هنالك شواهد قبور ونذور هذا كان والدا م حبّا وزوجا مخلصا وذاك كان خيرة الأزواج وتاجرا ماهرا صبيّة هي مثال كل الفضائل تجيد الإنكليزية والفرنسية كما لو كانتا لغتها الأم (جميعهم اختلقوا لأنفسهم واجبات وأنجبوا أطفالا وهم يلعبون اليوم الحطة والنطة علي الشواهد التي تريد تخليد فضائلهم هنا فتاة فيها وضع أهل ها جميع آمالهم إنما الفرح زائر علي هذي الأرض لكن لا شيء يقنعني من هذا كله فجميعهم بحسب الكتابات علي الشواهد قد استسلموا ومن دون شكّ لأنّهم كانوا يقبلون واجباتهم الأخري لن أستسلم وبكل صمتي سوف أعترض حتّي النهاية لا لزوم لقول يجب فثورتي هي المحقّة وهذا الفرح الذي يشبه الزائر علي الأرض عليّ أن أتتبّعه خطوة خطوة
الغيوم تتكاثف فوق حرم الدير وي عتم الليل شواهد القبور حيث ن قشت العبرة الأخلاقية التي ي مه ر بها الأموات لو كان عليّ تأليف كتاب عن الأخلاق هنا لجعلته من 100 صفحة 99 منها بيضاء ولكتبت في الأخيرة: لا أعرف سوي واجب واحد ألا وهو الحبّ أما بالنسبة لما تبقي فأقول لا وأقول لا بكلّ ما أوتيت من قوّة وعزم شواهد القبور تقول لي ألا جدوي من ذلك وإنّ الحياة تشبه الشمس التي تشرق والشمس التي تغيب لكني لست أري ما الذي تنتزعه اللاجدوي من ثورتي في حين أني أحسّ تماما ما تضيفه إليها
كنت أفكّر في كلّ تلك الأمور وأنا جالس علي الأرض متّكئ الظهر إلي عامود وكان هناك أطفال يضحكون ويلعبون ابتسم لي كاهن ونظرت بعض النسوة إليّ بفضول في الكنيسة كان الأرغن يعزف بصوت مكتوم فتظهر أحيانا نبرته الدافئة من وراء صيحات الأطفال الموت! إن استمرّ الأمر علي هذه الحال فسوف أموت سعيدا في نهاية المطاف هكذا أكون قد التهمت أملي كاملا
سبتمبر/أيلول
إن قلت : أنا لا أفهم المسيحيّة وأريد العيش من دون عزاء فأنت تكون حينئذ نفسا محدودة ومتحيّزة ولكن إن كنت تحيا من دون عزاء وتقول: أنا أفهم الموقف المسيحي وأنا معجب به فتكون هاويا دونما عمق لقد بدأت أتغلب علي حساسيتي إزاء آراء الغير
دير سان ماركو الشمس وسط الزهور
بدائيو سيينا وفلورنسا لا يعود إصرارهم علي جعل المعالم والمباني أصغر حجما من الناس إلي جهلهم بأصول الرسم المنظوري وإنما إلي دأبهم علي تقدير الإنسان والقديسين الذين يرسمون استلهامهم في ديكور مسرحي
الورود المتأخرة النموّ في دير سانتا ماريا نوفيلا والنساء صباح هذا الأحد في فلورنسا النهود الحرّة والعيون والشفاه التي تتركك مع دقات قلب متسارعة حلق جاف وحرارة أسفل الظهر
فييزول
نحن نحيا حياة يصعب عيشها ولا ننجح دائما في ضبط أفعالنا بحيث تتطابق نظرتنا إلي الأمور (معني قدري ما أن أظن أنني لمحته حتي أراه يفرّ من أمام ناظريّ) نتعذب ونكافح لكي نستعيد وحدتنا لكن ذات يوم يكون للأرض ابتسامتها البدائية الساذجة بحيث ي محي الكفاح والحياة فينا بضربة واحدة آلاف العيون قد تأملت هذا المشهد ولكنه يشبه بالنسبة إلي ابتسامة العالم الأولي إنه يخرجني عن طوري بكل ما للكلمة من معني ويؤكد لي أن كل ما هو خارج حبّي غير نافع وأن حبّي هو نفسه ليس ذا قيمة في نظري إن لم يكن بريئا ودونما هدف وهو يرفض أن يكون لي شخصية ويجعل عذاباتي من غير صدي العالم جميل وكلّ شيء موجود ها هنا حقيقته الكبري التي يعلّمها بصبر هي أن الروح ليست شيئا ولا القلب حتي والحجر الذي تدفئه الشمس أو شجرة السرو التي تنمّيها السماء الصافية تحدّان من العالم الوحيد حيث يتخذ أن تكون علي حق معني : الطبيعة من دون بشر هذا العالم يدمّرني فهو يحملني حتي النهاية وينكرني من دون غضب وأنا أتجه موافقا ومهزوما نحو حكمة كانت ستكتسح كلّ شيء تقريبا لو أن الدموع لا تملأ عيني ونشيج الشعر الذي ي ثقل صدري لا يجعلني أنسي حقيقة العالم
13 سبتمبر/أيلول
رائحة الغار التيّ نصادف في زوايا كل شوارع فييزول
15 سبتمبر/أيلول
في دير سان فرنسيسكو في فييزول باحة صغيرة محاطة بالقناطر تعج بالزهور الحمراء بالشمس وبنحل أصفر وأسود في إحدي الزوايا م رشّة خضراء والذباب يطنّ في كل مكان الحديقة الصغيرة تدخّن علي مهل وقد سخّنتها الحرارة أجلس أرضا وأفكرّ في أولئك الرهبان الفرنسيسكان الذين شاهدت غرف هم منذ قليل وأري الآن إلهامهم شاعرا أنهم لو كانوا محقّين فهم علي حقّ معي أنا أعلم أنّه وراء الجدار حيث أتكئ هناك هضبة تنحدر نحو المدينة والعطية التي تشكّلها فلورنسا كلها بسروها إلا أن روعة العالم هذه هي أشبه بتبرئة لهؤلاء البشر أستخدم كبريائي كله لكي أصدّق أنها لي أيضا ولجميع بني جنسي الذين يدركون أن درجة الفقر القصوي تلتقي دوما بترف العالم وثرائه فهم إن تجرّدوا وعرّوا أنفسهم فمن أجل حياة أعظم (وليس لحياة أخري) إنه المعني الوحيد الذي أوافق علي سماعه في كلمة التعرية دائما تحتفظ عبارة أن تكون عاريا بمعني الحريّة الجسدية وبذلك التوافق بين اليد والزهور ذلك التناغم العاشق بين الأرض والإنسان المتحرّر من البشري آه لكنت اعتنقته لو لم يكن أصلا ديني
اليوم أشعرني حرّا تجاه ماضيّ وما خسرته لا أرغب سوي بهذا الانكماش وبهذا الفضاء المغلق الورع الواعي والصبور هذا وكالخبز الساخن الذي ندعكه وننهكه أودّ فقط إمساك حياتي بين يديّ كهؤلاء الرجال الذين نجحوا في أسر حياتهم بين الزهور والأعمدة كتلك الليالي الطويلة في القطار حيث يمكن التحادث والاستعداد للعيش الذات أمام الذات وكذلك الصبر الرائع علي استعادة الأفكار وإيقافها أثناء هربها ومن ثمّ التقدّم مجددا لعق حياتنا كالسكر المعلّل تشكيلها شحذها حبّها أخيرا كما نبحث عن كلمة عن صورة عن جملة نهائية تلك التي تختم توقف نرحل برفقتها وتشكّل من الآن فصاعدا لون نظرتنا يمكنني التوقف هنا أن أجد أخيرا الخاتمة لعام صاخب ومرهق من حياتي هذا الحضور لنفسي أمام نفسي جهادي هو أن أمضي به حتي النهاية وأن أحافظ عليه أمام كافة وجوه حياتي - حتي ولو كان ثمنه تلك الوحدة التي أدرك الآن كم يصعب تحمّلها عدم الرضوخ: كل شيء هنا عدم الموافقة عدم الخيانة عنفي كلّه يعينني علي ذلك والنقطة حيث يحملني يوافيني حبّي إليها ومعه شغف العيش الذي يصنع معني أيامي
في كل مرة نرضخ (أرضخ) فيها لترّهاتنا في كل مرّة نفكّر ونحيا للمظاهر نخون وفي كل مرة هو بؤس حبّ الظهور الذي يجعلني ضئيلا في مواجهة الحقيقيّ ما من ضرورة لتسليم أنفسنا إلي الآخرين لكن فقط إلي من نحبّ ذلك أن تسليم النفس لا يعود متعلقا بحب الظهور وإنما بالعطاء هناك قوّة أكبر داخل الإنسان الذي لا يحب الظهور إلاّ عند الضرورة المضي حتّي النهاية هو معرفة الاحتفاظ بسرّنا لقد عانيت من الوحدة ولكن لأنني احتفظت بسريّ تمكّنت من التغلّب علي عذاب الوحدة واليوم لا أعرف مجدا أعظم من العيش وحيدا م تجاه لا الكتابة إنها فرحي العميق! القبول بالعالم وبالإمتاع _ إنّما في العوز فقط لن أكون أهلا لحبّ ع ريّ الشواطئ إن لم أكن أجيد البقاء عاريا أمام ذاتي للمرّة الأولي لا يبدو لي معني كلمة السعادة ملتبسا إنه بشكل ما عكس ما تعنيه عادة عبارة أنا سعيد
استمرارية معينة في اليأس تنتج في النهاية فرحا والرجال أنفسهم الذين يعيشون أمام الأزهار الحمراء في سان فرنسيسكو لديهم في صومعتهم جمجمة ت غذّي تأمّلاتهم فلورنسا أمام نافذتهم والموت علي الطاولة أما أنا فإن كنت أشعر أنني عند مفترق في حياتي فليس بسبب ما اكتسبته بل بسبب ما خسرته أشعر أنني أتمتّع بقوي قصوي وعميقة وبفضلها عليّ أن أحيا كما أشاء إذا كان حاضري يجدني بعيدا عن كلّ شيء فلأنني لا أملك قوّة أخري غير أن أحبّ وأستحسن حياة لها وجه الدموع والشمس حياة من دون الملح والحجارة الدافئة حياة كما أحبّها وأفهمها يبدو لي أنّ كلّ قوي اليأس والحب التي تتملّكني ستتمازج عند ملامستها ليس اليوم استراحة بين نعم ولا لكنه نعم ولا لا وتمرّد أمام كلّ ما ليس دموعا وشمسا نعم لحياتي التي أشعر للمرّة الأولي أنّها وعد قادم سنة حارقة وفوضوية تنتهي وإيطاليا ريبة المستقبل إنما الحريّة المطلقة حيال ماضي ّ ونفسي وهنا يكمن فقري وثرائي الفريد كما لو كنت أبدأ الجولة من جديد لا أكثر سعادة ولا أشدّ تعاسة إنّما مع إدراكي نقاط قوّتي احتقار خ يلائي وترّهاتي وتلك الحمي الواعية التي تستعجلني أن أواجه مصيري
15 سبتمبر/أيلول 1937
(ب )2
اليوم توفيت والدتي أو ربمّا البارحة لا أدري تلقيت برقيّة من المأوي الوالدة توفيت الدفن غدا أحرّ التعازي لا معني لذلك ربّما توفيت في الأمس
وكما اعتاد الناطور أن يردّد: الطقس حار في السهل لذا ي دفن الموتي بشكل أسرع ولاسيّما هنا أخبرني أنّه من باريس وأنه واجه صعوبة في التأقلم في باريس يلازمون الميت يومين وفي بعض الأحيان ثلاثة أيّام حتّي هنا لا متسع من الوقت وفكرة ضرورة الجري وراء عربة الموتي غير متقبّلة
لكنّ الموكب كان يسير مسرعا جدا والشمس كانت تنقضّ كشخص فظّ متوحش وكما قالت الممرضة المسؤولة: إذا سرنا علي مهل تعرّضنا لضربة شمس وإذا تقدّمنا بسرعة تعرّقنا وأصبنا في الكنيسة بحرّ وبرد كانت محقّة لم يكن هناك منفذ
قال لي موظّف دفن الموتي شيئا لم أسمعه كان يمسح رأسه بمحرمة يمررها بيد تحت قبّعته التي كان يبقيها مرفوعة للحظات باليد الأخري قلت له عفوا ؟ فأعاد مشيرا إلي السماء: إنها تصفع قلت أجل سألني بعد قليل أهي والدتك الموجودة هنا؟ فقلت أجل _ أكانت عجوزا ؟ فأجبت تقريبا إذ كنت أجهل سنّها بالتحديد ومن ثمّ صمت
ديسمبر/كانون الأوّل 1938
خاص بمسرحية كاليجولا: المغالطة التاريخية هي أسوأ ما يمكن ابتكاره في المسرح لذا لا يلفظ كاليجولا في المسرحية الجملة الوحيدة المنطقية التي يمكنه قولها: كائن واحد يفكّر وها أن كلّ شيء علي خواء
كاليجولا أحتاج أن تصمت الكائنات من حولي أحتاج صمت الكائنات وأن تسكت ضوضاء القلب المريعة هذه
5191
السجن مراجعة التحقيق الصحفيّ
أثناء الاجتماع عامل السكك الحديدية العجوز النظيف الحليق الذقن الحامل علي ذراعه معطفا مبطنا بمربعات مثنيّا بعناية من جهة البطانة _ ذو الحذاء الملمّع _ يسأل إن كان الاجتماع سيعقد هنا ويقول لي كم هو قلق حين يفكّر في ما سيؤول إليه العامل
في المستشفي مريض السلّ الذي أعطاه الطبيب 5 أيّام يعيشها يستبق الأمر ويذبح نفسه بالشفرة لا يسعه الانتظار 5 أيّام هذا بديهيّ
يقول الممرّض متوجّها إلي صحافيّ: لا تذكر الخبر في الصحف لقد تعذّب ما فيه الكفاية
من يحبّ علي هذه الأرض وتلك التي تحبّه واثقة من أنّها ستوافيه في الأبديّة حبّهما ليس بالحجم نفسه
الموت والعمل الأدبيّ قبيل وفاته طلب أن ي قرأ له مؤلفه الأخير لم يكن هذا بعد ما كان يودّ قوله فطلب إحراقه ومات من دون عزاء _ مع شيء يصطفق في صدره كسجع مكسور
الأحد
ريح العاصفة في الجبل التي كانت تمنعنا من التقدّم تكمّم أفواهنا تزعق في آذاننا الغابة بأكملها تتلوّي من أسفلها حتّي أعلاها فوق الوديان الخنشار الأحمر يطير من جبل إلي آخر وهذا العصفور الجميل البرتقاليّ اللون
قصّة الجنديّ المرتزق الذي يقتل عشيقته في خلفيّة المطعم ثمّ يمسك الجثّة من شعرها ويجّرها في صالة الأكل ومن ثمّ في الشارع حيث يتمّ اعتقاله لديه مصالح في المقهي- المطعم وقد منعه رب العمل من اصطحاب عشيقته لكنّها جاءت رغم ذلك أمرها بالمغادرة فرفضت ولهذا قتلها
الزوجان الشابان في القطار كلاهما قبيحان هي تتشبث به تضحك تتدلّل وتغويه هو كئيب النظرة ويشعر بالانزعاج لأنّ امرأة لا يفاخر بها ت حبه أمام الجميع
المجتمع الراقي أو الصحافيان العجوزان اللذان يتشاجران في المخفر تحيط بهما مجموعة من رجال الشرطة المحبّين للمزاح غضب الشيخوخة الذي لا يمكن أن ي ترجم بضربات ينفجر في سيل مذهل من الكلمات البذيئة: حقير مغفّل أبله وضيع قوّاد
- أنا رجل نظيف
- بيني وبينك اختلاف
- أجل اختلاف كبير أنت آخر المغفلين
- لا تكمل وإلا كسرت فكّك وأشبعت مؤخّرتك ركلا بحذائي
- قوّتك أضعها في عقدة ربطة عنقي لأنني رجل نظيف أنا
أسبانيا الرجل الذي ينتمي إلي الحزب يريد أن يلتزم بعد خضوعه للاستجواب لديه أحزان حميمة غير مرغوب فيه
هناك في كلّ حياة عدد صغير من المشاعر الكبري وعدد كبير من المشاعر الصغري إن أتيح الخيار: فحياتان وأدبان
إلا أنهما في الواقع وحشان
المتعة التي نجدها في العلاقات بين البشر تلك المرهفة الخفية التي تقتصر علي تقديم الولاعة أو علي طلبها _ شيء من التواطؤ ماسونية خاصة بالسيجارة
(ب ) الذي يعلن عن استعداده لتقديم تمثال صغير للعذراء الحامل في إطار مصنوع من ترقوة مصارعي الثيران
ملصق في الثكنة: الكحول ت طفئ الإنسان لت شعل الوحش وهو ما يجعله ي درك لم يحبّ الكحول
قد تكون الأرض قفصا رائعا لحيوانات لا تتمتّع بأي صفة إنسانية
إن بعض مسرّاتي الأكثر نقاوة مرتبط بجانّ غالبا ما كانت تقول لي: أنت غبي كانت تلك كلمتها المفضلة تتلفظ بها وهي تضحك ولكن دوما خلال أكثر لحظات حبّها لي كنا كلانا من عائلتين فقيرتين وكانت تسكن علي ب عد بضعة أزقة من منزلي في الشارع الأوسط لم نكن نخرج لا أنا ولا هي من هذا الحيّ إذ كان كلّ شيء يعيدنا إليه في بيتها كما في بيتي كان الحزن هو نفسه والحياة الكريهة أيضا وكان لقاؤنا طريقة للهرب من هذا كلّه ومع ذلك الآن في هذه الساعة حين ألتفت عبر السنوات العديدة إلي وجهها الذي كان لطفل منهك أدرك أننا لا ننجو من حياة البؤس تلك وأن حبنا لبعضنا وسط ذلك الظلّ هو ما كان يمنحنا في الحقيقة كل تلك العاطفة التي باتت مستحيلة المنال بعد الآن
أظن أنني تعذبت كثيرا حين فقدتها ومع ذلك لم أشعر بالنقمة لأني ما ارتحت أبدا حيال مشاعر التملّك يبدو لي دوما أن التندّم شعور أكثر طبيعية ورغم أنني أري في داخلي بوضوح فأنا ما تمكنت البتة من منعي من التفكير بأن جانّ حاضرة فيّ اليوم خلال لحظة كهذه أكثر مما كانت عليه حين كانت تنتصب قليلا علي رؤوس أصابعها لتحيط عنقي بذراعيها ما عدت أذكر كيف عرفتها لكني أعرف أنني كنت أذهب لأراها في منزلها وأن والدها ووالدتها كانا يضحكان لمرآنا كان والدها عاملا في السكك الحديدية وحين يكون في المنزل كان يبقي جالسا في الزاوية سارحا ناظرا عبر النافذة ويداه الضخمتان مستريحتان علي فخذيه كانت والدتها منهمكة دوما بتنظيف المنزل جانّ أيضا لكن رؤيتها مبتسمة خفيفة لم تكن تشعرني أنها كانت تعمل كانت متوسطة القامة إلا أنها كانت تبدو لي قصيرة ولأنني كنت أشعر أنها رفيعة جدا وخفيفة جدا كان قلبي ينقبض قليلا لمرآها تجتاز شارعا أمام الشاحنات أعترف الآن أنها ولا ريب لم تكن ذكيّة لكن في تلك الفترة لم يكن التفكير في الأمر يشغلني كانت لديها طريقة خاصّة في ادّعاء الزعل تملأ قلبي بروعة مغرورقة بالدمع وتلك الحركة الخفية إذ كانت تستدير نحوي وترتمي بين ذراعيّ حين كنت أتوسّل إليها أن تسامح كيف تراها لا تؤثّر بعد في هذا القلب المنغلق علي أشياء كثيرة إثر مضي كل هذا الوقت؟ ما عدت أدري اليوم إن كنت أشعر بالرغبة بها أعرف أنّ كلّ شيء كان مشوّشا وأعرف فقط أنّ كلّ ما كان يقلقني ويربكني كان ي حلّ بالحنان إن كنت أشتهيها فقد نسيت الأمر في اليوم الأول حين قامت في ممشي شقّتها بتقديم ثغرها لي كشكر علي مشبك صغير أعطيتها إياه فقد بدت لي في تلك الليلة بشعرها المشدود إلي الوراء وثغرها غير المتناسق مع أسنانها الكبيرة قليلا بعينيها الفاتحتين وأنفها المستقيم كطفلة أنجب تها نظرا لقلبها وحنانها ولقد تملكني هذا الانطباع طويلا تساعدني في ذلك جان التي كانت تناديني باستمرار صديقي الكبير
كانت لنا معا أفراح فريدة فحين خطبنا كنت أنا في الثانية والعشرين من العمر وهي في الثامنة عشرة لكن ما جعل الحبّ الجاد السعيد يخترق قلبينا إنما كان الطابع الرسميّ للمسألة أن ت ستقبل جان في منزلي وأن تقبّلها والدتي وتناديها: صغيرتي كانت أيضا أفراحا سخيفة بعض الشيء لم نكن نسعي لإخفائها إلا أنّ ذكري جان مرتبطة بالنسبة إليّ بانطباع يصعب اليوم التعبير عنه فما زال إلي الآن يعودني ويكفي أن أكون حزينا وأن أصادف بعد حين وجه امرأة يؤثّر فيّ وواجهة متجر متألّقة لكي أستعيد بشكل حقيقيّ موجع وجه جان المائل نحوي قائلا: كم هذا جميل كان ذلك في فترة الأعياد ولم تقتصد المتاجر في حيّنا لا أضواء ولا زينة كنّا نتوقّف أمام محلات الحلوي دمي من الشوكولا كريات مغلّفة بأوراق فضيّة وذهبيّة ندف ثلج من قطن مندوف محبّ للماء أطباق ذهبيّة اللون وحلوي بألوان قوس القزح كان كلّ شيء يسحرنا روعة وكنت أخجل للأمر وما كان يمكنني كبح هذا الفرح الذي كان يملؤني وي ضفي لمعانا علي عينيّ جان
اليوم إذا حاولت تحديد المشاعر الفريدة هذه فإني أري فيها العديد من الأمور بالطبع كان هذا الفرح نابعا من جان أوّلا _ من عطرها ويدها المشدودة علي معصمي ومن التكشيرة التي كنت أترقّبها ولكن أيضا بريق المتاجر المفاجئ في حيّ معتم جدا عادة تعجّل المارة محمّلين بالمشتريات فرح الأطفال في الشوارع كلّها كانت تساهم في انتزاعنا من عالمنا الوحداني فقد كانت الورقة الفضيّة التي تغلّف قطع الشوكولا تلك الإشارة إلي بداية حقبة غامضة إنّما صاخبة وذهبيّة بالنسبة إلي القلوب البسيطة وكنا جان وأنا نلتصق ببعض أكثر فأكثر فربّما كنا نشعر بشكل غامض بهذا الفرح الفريد الذي ينتاب الإنسان حين يري أنّ حياته متوافقة مع ذاته كنا في العادة نجول بصحراء حبّنا المسحورة في عالم لم يعد فيه للحبّ نصيب وفي تلك الأيّام كان يبدو لنا أنّ الشعلة التي تحترق في داخلنا حين كانت أيدينا تتشابك هي نفسها التي كانت تتراقص في الواجهات في قلوب العمّال الملتفتين إلي أطفالهم وفي عمق سماء ديسمبر/كانون الأوّل الصافية المثلّجة
ديسمبر/كانون الأوّل
قصة فاوست مقلوبة يطلب الرجل الشاب من الشيطان خيرات هذا العالم فيجيبه الشيطان (الذي يرتدي زيا رياضيّا ويعلن طوعا أنّ التهكّم يشكّل غواية الذكاء الك بري) برقّة: لكنّك تملك خيرات هذا العالم عليك أن تطلب ما ينقصك من الله _ هذا إن كنت تظنّ أنّ هناك ما ينقصك ستعقد صفقة مع الله ولكي تنال خيرات العالم الآخر سوف تبيعه جسدك
بعد صمت يضيف الشيطان وهو ي شعل سيجارة إنكليزيّة: وسيكون هذا عقابك الأبدي
بيتر وولف يفرّ من معسكر اعتقال يقتل أحد الحراس ويتمكّن من عبور الحدود يلتجئ إلي براغ حيث يحاول أن يعاود حياته بعد ضمّ ميونخ يتم ترحيله من قبل حكومة براغ يسلّم إلي النازيّين في حكم عليه بالإعدام وي عدم بالفأس بعد بضع ساعات
علي باب: أدخلوا أنا مشنوق يدخلون وهذا صحيح (يقول أنا لكنّه لم يعد أنا )
رقصات جاويّة البطء أساس الرقص الهندوسيّ بسط الطيّات تفتّح التفصيل ضمن الحركة المتكاملة كتراكم التفاصيل في الهندسة تكاثر حركات لا عجلة البتة الأشياء كلها تحدث ليست فعلا أو حركة إنّها مشاركة
إلي جانب ذلك التراجيديّ علي شكل وثبات في بعض الرقصات القاسية استخدام فترات الصمت في المرافقة الموسيقيّة (التي هي ما تبقّي شبح موسيقي) لا تصف الموسيقي هنا التصميم الذي تتبعه الرقصة بل تشكّل خلفيّة إنها تغلّف الحركة والموسيقي تنساب من حول الأجساد وهندستها الباردة (عطيل في رقصة الرؤوس)
خاص بنهاية أعراس
الأرض! هذا المعبد الكبير الذي هجرته الآلهة مهمّة الإنسان هي أن يملأه بأصنام علي صورته ممتنعة عن الوصف وجوه حبّ وأقدام من طين
أصنام الفرح المخيفة تلك وجوه حبّ وأقدام من طين
نائب قسنطينة الذي تمّ انتخابه للمرّة الثالثة يوم الانتخابات عند الظهيرة يتوفي مساء سوف ت علن وفاته تخرج المرأة إلي الشرفة وتقول إنّه متعب قليلا بعد ذلك بقليل يتمّ انتخاب الجثّة نائبا هذا ما كان يجب
عن العبثيّة؟
توجد حالة واحدة يكون اليأس فيها صافيا حالة المحكوم بالإعدام (فليسمح لنا بتلميح سريع) يمكن أن نسأل يائسا من الحبّ إن كان يودّ أن ي عدم بالمقصلة في اليوم التالي فيرفض بسبب هول العقوبة؟ أجل إنّما يولد الهول هنا من اليقين _ الأحري من العنصر الحسابي الذي يشكّل هذا اليقين العبثيّة هنا واضحة جدّا إنّها عكس ما هو لاعقلاني وهي تمتلك دلائل البداهة كافة ما هو لاعقلاني وما قد يكونه هو هذا الأمل العابر الم نازع بأنّ ذلك سيتوقف وسيكون ممكنا تجنّب الموت وليس العبثيّة البديهي هو أنّ عنقه ست قطع وهو في كامل وعيه _ بل عندما يكون وعيه كلّه مركّزا علي واقعة عنقه التي ستقطع
كيريلوف علي حقّ إن الإقدام علي الانتحار هو برهان عن الحريّة ومشكلة الحرية لها حلّ بسيط يتوهّم البشر أنّهم أحرار المحكومون بالإعدام لا يملكون هذا الوهم المشكلة كلها كامنة في حقيقة ذلك الوهم
ما قبل: هذا القلب هذا الصوت الضئيل الذي يرافقني منذ زمن طويل كيف يمكن تخيّل أنّه سيتوقّف كيف يمكن تخيّل الأمر لاسيّما في الثانية نفسها
آه! السجن جنّة السجن
(الوالدة: والآن يرجعونه إلي هذا ما فعلوا به يعيدونه إليّ قطعتين )
لم أعد أنام في النهاية سوي القليل أثناء النهار منتظرا في لياليّ بصبر أن ينبلج النور ومعه حقيقة يوم جديد طيلة الساعة المريبة التي كنت أعلم أنّهم يأتون عادة خلالها كنت إذا كحيوان إثر ذلك كان هناك أمامي يوم بعد
كنت أحتسب كنت أحاول السيطرة علي نفسي كان هناك الطعن الذي قدّمته وكنت دوما أفترض الأسوأ: مرفوض سأموت إذا أبكر من آخرين ربما ولكن كم من المرات بدت لي الحياة عبثيّة حيال فكرة الموت طالما أننا نموت فلا يهمّ كيف أو متي وإذا حينئذ كان من حقّي التطرّق للفرضيّة الثانية لقد أعفي عني فكنت أحاول التخفيف من اندفاعة الدم والجسد التي كانت تلسع عينيّ بفرح لا يوصف كنت أخفض تلك الصرخة وأهميّتها لكي أجعل انصياعي وقبولي في الفرضية الأولي أكثر مصداقية لكن ما الفائدة كانت الصباحات المبكرة تأتي ومعها تلك الساعة المريبة
لكن ها هم مع أن الظلام حالك لقد جاءوا أبكر من موعدهم لقد س رقت أقول لكم إني س رقت
الهرب تحطيم كلّ شيء لكن لا سأبقي سيجارة؟ لم لا قليل من الوقت لكنه في الوقت نفسه يقصّ ياقة قميصي في الوقت نفسه إنّه الوقت نفسه لا يوجد وقت م كتسب أقول لكم إنّهم يسرقونني
يا لطول هذا الممرّ ويا لسرعتهم في المشي عساهم يكونون كثرا عساهم يستقبلونني بصرخات الكره عساهم يكونون ك ثرا لكي لا أكون وحدي
أشعر بالبرد كم أن الطقس بارد لماذا تركوني في قميص؟ صحيح لم يعد ذلك مهما لم يعد هناك أمراض لي لقد خسرت جنّة العذاب ومعها فرح بصق الرئتين أو عضة السرطان تحت ناظريّ شخص عزيز
وهذه السماء من دون نجوم هذه النوافذ من دون أنوار هذه الطريق المزدحمة وهذا الرجل في الصفّ الأوّل وقدم ذلك الرجل الذي

المفكّرة
I I
كانون الثاني/يناير 1942
أيلول/سبتمبر 1945
م نح الإنسان الحياة الجنسية لإبعاده ربما عن دربه الحقيقية إنها أفيونه ففيها ينام كل شيء وخارجها تستعيد الأشياء حياتها وفي الوقت نفسه تنهي العفّة الجنس البشريّ وتلك هي الحقيقة ربما
لا ينبغي للكاتب أن يتحدّث عن شكوكه حيال إبداعه إذ سيكون سهلا جدا الرد ّ عليه: ومن يرغمك علي الإبداع ؟ إذا كان قلقا مستمرا بهذا الشكل فلم تتحمّله ؟ الشكوك هي أكثر ما لدينا من حميميّ عدم الحديث البتّة عن شكوكنا أيا كانت
مرتفعات ويذرينغ هي إحدي أكبر روايات الحبّ لأنها تنتهي في الفشل والتمرّد أعني في الموت دونما أمل الشخصية الرئيسية هي الشيطان فمثل هذا الحبّ لا يمكنه أن يصمد إلا بالفشل النهائيّ الذي هو الموت وهو لا يستطيع أن يستمرّ إلا في الجحيم
أكتوبر/تشرين الأول
الأحراش الكبيرة الحمراء تحت المطر المراعي المكسوّة كلية بالوريقات الصفراء رائحة الفطر الذي يجفّ نيران الحطب (تتوهّج أكواز الصنوبر المتجمّرة كألماس الجحيم) والريح التي تئنّ حول المنزل أين يمكن إيجاد خريف بمثل هذه التقليدية يسير الفلاحون الآن منحنين قليلا ضدّ الرياح والأمطار
في غابة الخريف يشكّل شجر الزان بقعا بلون أصفر ذهبيّ أو أنه ينسحب متجمّعا عند أطراف الغابات كأعشاش عملاقة تفيض بالعسل الأصفر
23 أكتوبر/تشرين الأول
تملك رواية الطاعون معني اجتماعيا وآخر ميتافيزيقيا إنه بالضبط هو نفسه الل ّبس هذا موجود أيضا في الغريب
يقال: يستخفّ بالأمر كما لو كان ذبابة وهذا ليس بتعبير بليغ لكن لنر الذباب يموت ملتصقا بورقه ذاك المصنوع من أجله وسوف نفهم أن مبتكر هذا التعبير كان قد تأمّل طويلا ذلك الاحتضار الفظيع والتافه ذالك الموت البطيء الذي سي صدر بالكاد رائحة تحلّل صغيرة (النبوغ هو ما يصنع التعبيرات الشائعة)
فكرة: إنه يرفض كل ما ي عرض عليه كل الأفراح التي تحضر بسبب مطلب أعمق ي فشل زواج ه ينخرط في علاقات غير م رضية ينتظر يأمل لا أعرف كيف أحدّد ذلك لكني أشعر به هكذا حتي آخر حياته كلا لن أتمكّن أبدا من تحديده
لا يفضي الجنس إلي شيء هو ليس لا أخلاقيا إلا أنه غير منتج تمكن ممارسته في الفترة التي لا نرغب خلالها بالإنتاج لكنّ العفّة وحدها تتّصل بتطوّر ذاتيّ
هناك زمن يكون الجنس فيه انتصارا عندما نخلّصه من الموجبات الأخلاقية إلا أنه سرعان ما يصبح من ثمّ هزيمة والانتصار الوحيد عليه يتحقّق بدوره: إنه العفّة
التفكير بالتعليق علي دون جوان موليير
نوفمبر/تشرين الثاني 1942
في الخريف ت زهر الأوراق هذا المنظر تصير شجيرات الكرز حمراء أشجار القيقب صفراء وأشجار الزان برونزية فتكتسي الهضبة بألف شعلة لربيع ثان
التخلّي عن الصبا لست أنا من يتخلي عن الكائنات وعن الأشياء (لا أستطيع) بل هي الأشياء والكائنات التي تتخلّي عني صباي يهرب مني: ذلك هو معني أن تكون مريضا
أوّل ما علي الكاتب تعلّمه هو فنّ نقل وتحويل ما يشعره إلي ما يريد الإشعار به في المرات الأولي ينجح في ذلك مصادفة ولكن من ثم ينبغي للموهبة أن تحلّ مكان المصادفة هنالك هكذا قسط من الحظّ في أصل النبوغ
يقول دائما: هذا ما يسمّونه في بلادي ثم يضيف تعبيرا تافها لا ينتمي إلي أي بلاد مثال: هذا ما يسمّونه في بلادي طقسا أشبه بالحلم (أو مسيرة مهنية مدهشة أو فتاة نموذجية أو إضاءة ساحرة)
11 نوفمبر/تشرين الثاني كالجرذان !
صباحا كل شيء مكسوّ بالجليد والسماء تشعّ خلف يافطات وزينة احتفال شعبيّ ناصع عند الساعة العاشرة حين تبدأ الشمس تسخن يمتلئ الريف بأكمله بالموسيقي البلّورية لذوبان الجليد الهوائيّ: فرقعات صغيرة كما لو كانت تنهدّات شجرة سقوط الجليد علي الأرض كصوت حشرات بيضاء ترتمي الواحدة فوق الأخري وريقات متلكّئة تتهاوي دونما انقطاع تحت ثقل الثلج فتثب بالكاد عند ارتطامها بالأرض كعظام لا وزن لها في الأرجاء تتلاشي الوديان الصغيرة والهضاب وسط الأبخرة يتبدّي هذا المنظر عند تأمّله لبرهة طويلة وكأنه قد شاخ فجأة بعد أن فقد كلّ ألوانه إنها بلاد قديمة جدا ترجع إلينا في صبيحة واحدة عبر آلاف السنين وهناك يدلف ذلك الرأس المكسوّ بالأشجار والسرخسيات كمقدّمة سفينة عند ملتقي النهرين ويبقي وسط المنظر الأبيض الشبيه بالأبدية الشيء الوحيد الحيّ وقد خلّصته من الجليد أشعة الشمس الأولي فهاهنا علي الأقل تتحالف الأصوات المضطربة الغامضة للتيّارين ضدّ الصمت الشاسع المحيط بهما ولكن شيئا فشيئا يندمج نشيد الماء نفس ه في المنظر فيصبح صمتا مع أنه لا يخفت أبدا وفي البعيد البعيد لا بدّ من مرور ثلاثة غربان دخانية اللون لكي توضع في السماء من جديد إشارات الحياة
جالسا عند قمة الرأس أواصل ذلك الإبحار الساكن في بلاد اللامبالاة لا أقلّ من الطبيعة بأكملها ومن ذلك السلام الأبيض الذي يجلبه الشتاء إلي القلوب الحارّة جدا لتهدئة هذا القلب الذي تلتهمه مرارة الحبّ أتأمّل في السماء اتّساع الضوء الذي ينفي أمارات الموت أخيرا علامة مستقبلية فوق رأسي ي حاكيها الآن كل ّ شيء عن الماضي اخرسي أيتها الرئة! وتشبّعي بهذا الهواء الشاحب والثلجيّ الذي يشكّل غذاءك الزمي الصمت ولتكفّي عن إرغامي علي سماع اهترائك البطيء ولألتفت أخيرا نحو
سان - إتيانّ
أعرف ما هو يوم الأحد بالنسبة إلي رجل فقير يعمل وأعرف بالتحديد ما هو الأحد مساء ولو ق يّض لي أن أمنح معني ووجها لما أعرفه لكنت صنعت من يوم أحد فقير عملا إنسانيا
ما كان ينبغي أن أكتب: لو كان العالم واضحا فلن يكون الفنّ ولكن لو بدا العالم ذا معني بالنسبة إليّ لما كنت أكتب هنالك حالات علينا أن نكون فيها ذاتيين من قبيل التواضع وإضافة أنّ العبارة كانت سترغمني علي التفكير ربما بشكل أفضل وأنني في النهاية ما كنت سأكتبها هي حقيقة لامعة لا أساس لها
يقود الجنس المتحرّر إلي فلسفة لامعني- العالم وعلي العكس تعيد العفّة إليه (العالم) معناه
كيركغارد القيمة الجماليّة للزواج وجهات نظر نهائية وإنما الكثير من الثرثرة
دور الأخلاقيات والجماليات في تكوين الشخصية: أكثر صلابة وتأثيرا تمجيد العامّ
بالنسبة إلي كيركغارد هدف الأخلاقيات الجمالية هو الاستثناء والتمايز وفي الواقع يتعلّق الأمر بالالتحاق بالعامّ ليس كيركغارد متصوّفا إنه ينتقد التصوّف لأنه ينفصل عن العالم ولأنه بالتحديد ليس في العامّ إذا كان لا بدّ من قفزة لدي كيركغارد فهي إذا في نظام الذكاء إنها القفزة في صفائها التام وذلك في المرحلة الأخلاقية غير أن المرحلة الدينية تغيّر كل شيء
في أي لحظة تتحوّل الحياة إلي قدر؟ عند الممات؟ لكنه قدر للآخرين للتاريخ أو للعائلة من خلال الوعي؟ لكنّ الفكر هو من يتصوّر الحياة كقدر في درج ترابطا منطقيا حيث لا يوجد ترابط منطقي وفي الحالتين إنها مسألة وهم النتيجة؟ : لا يوجد قدر؟
يكمن فنّ كافكا كل ّه في إرغام القارئ علي إعادة القراءة إذ توحي الحلول أو غيابها بتفسيرات لا تظهر بوضوح بحيث تتطلّب إعادة قراءة الرواية من زاوية جديدة لكي تبدو مقنعة وفي بعض المرات هناك احتمال تفسير مزدوج أو ثلاثيّ ي برز ضرورة القراءة مرتين أو ثلاثا لكن من الخطأ السعي إلي تفسير كل شيء بالتفصيل لدي كافكا فالرمز موجود في العامّ دوما والفنّان يفسّره بشكل إجماليّ وليس كلمة بكلمة الحركة وحدها تستعاد أمّا ما تبقي فهو نصيب الصدفة الكبير لدي كل مبدع
في هذي البلاد حيث قضي الشتاء علي كلّ لون بما أن كل شيء فيها أبيض وعلي أدني صوت بما أن الثلج يخنقه وعلي كل ّ العطور بما أن البرد يغطّيها يجب علي الرائحة الأولي لعشب الربيع أن تكون كالنداء الفرح مزمار الحسّ المتوهّج
المرض دير له قوانينه زهده صمته وإلهامه
في ليالي الجزائر يصطدم نباح الكلاب بفضاءات هي أكبر بعشر مرات من فضاءات أوروبا فيزدان هكذا بحنين تجهله تلك البلدان الضيّقة هو لغة أنا الوحيد الذي يسمعها اليوم في ذاكرتي
تطوير العبثية:
1)) إذا كان الهاجس الأساسيّ هو الحاجة إلي الوحدة
2)) إذا كان العالم (أو الإله) غير قادرين علي إرضائها
علي الإنسان أن يخترع لنفسه و حدة إما من خلال تخلّيه عن العالم وإما داخل هذا الأخير هكذا ت ستعاد أخلاق وزهد يبقي أن يصار إلي تحديدهما
العيش مع شغفنا هو أيضا معايشة عذاباتنا التي هي المقابل المصحّح التوازن والثمن عندما يتعلّم إنسان ليس علي الورق أن يبقي وحيدا في ألفة عذابه أن يتغلّب علي رغبته بالفرار وعلي الوهم بأن آخرين يمكنهم المشاركة يبقي أمامه القليل لتعلّمه
لنفترض أن مفكّرا يعلن في كتاب جديد بعد نشره بضعة مؤلّفات: لقد أخطأت الوجهة حتي الآن وسوف أعاود كلّ شيء من جديد أنا أري الآن أني كنت مخطئا أبدا لن يأخذه أحد علي محمل الجدّ بعد ذلك مع أنه يكون قد أثبت أنه جدير بعالم الفكر
المرأة خارج الحبّ مضجرة هي لا تدرك ذلك ينبغي العيش مع واحدة والتزام الصمت أو مضاجعتهن كلّهن والفعل إنّ الأكثر أهمية قائم في موضع آخر
باسكال: يتأتّي الخطأ عن الإقصاء
لقد وضعت الآلهة في الإنسان فضائل كبري متوهّجة تؤهّله لإخضاع كلّ شيء بيد أنها في الوقت نفسه وضعت فيه فضيلة أكثر مرارة تجعله يزدري بعد حين كلّ ما يمكن إخضاعه
التمتّع دائما أمر مستحيل والكلل يأتي لي نهي ممتاز لكن لماذا؟ في الواقع نحن لا يمكننا التمتع دائما لأننا لا نستطيع التمتّع بكل شيء فنحن نشعر بالكلل من التفكير في عدد المتع التي لن نحصل عليها أبدا مهما فعلنا بقدر ما يتعبنا إحصاء تلك التي حقّقناها لو كنا نستطيع بلوغ كل شيء بشكل فعليّ واقعيّ فهل كنا لنشعر بالكلل؟
سؤال ي طرح: أتحبّون الأفكار بشغف بالدم؟ هل تتسبّب لكم هذه الفكرة بالأرق؟ هل تشعرون أنكم تغامرون بحياتكم بالمراهنة عليها؟ كم من المفكّرين كانوا سيتراجعون !
بالنسبة إلي نشر المسرحيات: كاليجولا: تراجيديا المنفيّ (أو بوديجوفيس): كوميديا
15 ديسمبر/كانون الأول
تقبّل المحنة واستخراج الو حدة منها وإن كان الآخر لا يستجيب فالموت في التنوّع
يقول نيتشه بعد ستندال إن الجمال وعد بالسعادة ولكن إن لم يكن هو السعادة نفسها فبم يمكنه أن يع د؟
عندما اكتسي كل شيء بالثلج انتبهت أن الأبواب والنوافذ كانت زرقاء
إذا ما كان صحيحا أن الجريمة تستنفد كل مقدرة العيش عند إنسان فإن جريمة قايين (وليس جريمة آدم التي تبدو مقارنة خطيئة عرضيّة) قد استهلكت بهذا المعني قوانا وحبّنا للحياة وفي حال كنا نساهم في طبيعتها وفي لعنتها فنحن نعاني من ذلك الخواء الغريب ومن الاختلال الكئيب الذي يلي المكاشفات الكبري والأفعال المنه كة لقد أفرغ قايين من أجلنا ودفعة واحدة كل احتمالات الحياة الحقيقية هذا هو الجحيم إلا أننا نري جيدا أنه علي الأرض
لابرينسيس دو كليف (أميرة كليف) هي ليست بتلك السهولة إذ تثب لتتحوّل إلي عدة روايات إنها تبدأ بتركيبة معقّدة لكي تنتهي إلي الو حدة وهي تبدو رواية متسلسلة معقدة بالمقارنة مع أدولف
تكمن بساطتها الفعلية في مفهومها للحبّ: فالحبّ بالنسبة إلي مدام لافاييت خطر تلك هي م س ل ّمتها وما نحسّه في كل كتابها كما في لابرينسيس دو مونبانسييه أو لاكونتيس دو تاند هو الحذر الثابت المتواصل من الحبّ (إنه بالطبع عكس اللامبالاة)
ح ملت إليه رسالة العفو بما أنه لم يكن ينتظر سوي الموت إلا أن الخوف كان قد تملّكه بحيث أنه كان فاقد الوعي فتوفّي بعد بضعة أيام (كل شخصيات لافاييت التي تموت تموت من المشاعر لذا ي فهم أن يوحي لها الحب بمثل ذلك الذعر)
قلت له مادام أساه محدودا فقد تقبّلته ودخلت فيه غير أني لن أشفق عليه بعد الآن إذا ما استسلم لليأس وفقد عقله رائع إنها الحشمة الخاصة بتلك القرون الكبري التي عرفناها حشمة رجولية لكنها ليست جفافا ذلك أن الرجل نفسه (برينس دوكليف أو أمير كليف) هو الذي يقول ذلك ويموت بالضبط يأسا
الفارس لوشوفالييه دو غيز اتخذ قرارا بعدم التفكير بتاتا بأن تحبّه مدام دو كليف إنما كان يحتاج مشروعا عظيما آخر كفيلا بش غله لكي يتخلي عن ذاك المشروع الذي بدا له صعبا وجليلا جدا فقرر أن يستولي علي رودس
ما قالته مدام دو كليف عن رسمه بعث فيه الحياة إذ أعلمه بأنه هو م ن لم تكن تكرهه الكلمة تحرق فمه
الفقر حالة فضيلتها الكرم
طفولة فقيرة الفارق الأساسيّ عندما كنت أذهب لزيارة عمّي : لم يكن للأشياء عندنا أسماء كنا نقول الأطباق المجوّفة الوعاء فوق المدفأة الخ أما عنده: الفخّار المشويّ من فوج طقم كامبر لغرفة الطعام الخ هكذا وعيت معني الاختيار
الرغبة الجسدية الوحشيّة سهلة أما الرغبة مع الحنان في آن واحد فهي تتطلّب وقتا إذ ينبغي اجتياز كامل بلاد الحبّ قبل العثور علي شعلة الرغبة ألهذا نشتهي دوما بصعوبة كبيرة في البداية ما نحبّ ؟
بحث أدبي حول التمرّد حنين البدايات كما سبق موضوع النسبيّ لكن النسبيّ بشغف مثال: ممزّق بين العالم الذي لا يكفي والإله الذي ليس لديه يختار العقل العبثي ّ العالم بشغف كما سبق: ممزّق بين النسبيّ والمطلق إنه يرتمي بحماس في النسبيّ
الآن تخلّص مما يتملّكه وقد بات يدرك ما هو الثمن شرط الامتلاك هو الجهل حتي بالمفهوم الفيزيقي: نحن لا نمتلك جيدا إلا المجهول
لا يستقبل العال م العبثيّ إلا تفسيرا جماليّا
نيتشه لا شيء حاسم إلا وي بني علي بالرغم من كل شيء
التمرّد
يتفوّق الشغف الجماعيّ علي الشغف الفرديّ فالناس ما عادوا ي جيدون الحبّ وما يهمّهم اليوم هو الشرط الإنساني وليس المصائر الفرديّة
الحر ّيّة هي آخر عواطف الشغف الفردي لذا فهي قد باتت اليوم غير أخلاقيّة إنها غير أخلاقيّة في المجتمع وفي ذاتها أيض ا بتعبير أدقّ
إنّ الفلسفة هي الشكل المعاصر للاّحشمة
في الثلاثين من العمر وتقريب ا بين يوم وآخر عرفت الشهرة لست آسف ا فقد كان يمكن لاحق ا أن أحلم بشأنها أحلام ا سيّئة الآن بتّ أعرف ما هي وهي ليست ذات كبير أهم ّيّة
ثلاثون مقالا ( ) سبب المدائح بمثل سوء سبب الانتقادات بالكاد صوت أو صوتان أصيلان أو متأثّران الشهرة! إنّها في أفضل الأحوال سوء تفاهم لكنّي لن أتّخذ مظهر المزدري المتعالي فهي أيض ا إشارة من الناس ليست لا أكثر ولا أقلّ أهم ّيّة من لامبالاتهم من الصداقة ومن البغض كيف يؤثّر ذلك كلّه عليّ في نهاية الأمر؟ إنّ سوء التفاهم هذا هو بمثابة تحرير لمن يعرف كيف يتعامل معه وطموحي إذا ما كنت أملك واحد ا هو من نوع آخر
نوفمبر/ تشرين الثاني 32 عام ا
إنّ الميل الأكثر طبيعيّة لدي الإنسان هو تدمير نفسه والعالم من حوله فكم نبذل من جهود جبّارة كي نكون طبيعيّين فقط وأيّ جهد هائل أيض ا بالنسبة إلي الطامح إلي التحكّم بذاته وبعقله إذ ليس الإنسان شيئ ا من تلقاء نفسه هو ليس إلاّ حظ ّا لا متناهي ا إلاّ أنّه المسئول اللامتناهي عن ذلك الحظّ الإنسان ميّال إلي التميّع لكن فلتنتصر إرادت ه ضمير ه روح ه المغامرة وها إنّ حظّه يبدأ بالتعاظم لا أحد يمكنه القول إنّه بلغ حدود الإنسان القصوي لقد علّمتني ذلك السنوات الخمس التي اجتزناها فمن الوحش إلي الشهيد ومن روح الشرّ إلي التضحية من غير أمل كل ّ الشهادات مؤثّرة جد ّا علي كل ّ منّا أن يستثمر في داخله أكبر حظّ للإنسان فضيلته النهائيّة يوم يصبح للحدود الإنسانيّة معن ي ست طرح حينئذ مسألة الإله إنّما ليس قبلا وأبد ا ليس قبل عيش الاحتمال حتي نهاياته لا يوجد إلاّ هدف واحد ممكن للأفعال الكبيرة ألا وهو الخصوبة الإنسانيّة لكن وقبل كلّ شيء التحكّم بالذات
التراجيديا ليست حلا ّ
باران لم يخلق الإله ذاته بذاته إنّه ابن الغرور البشريّ
أن نفهم هو أن نبدع
التمرّد
إذا فشل الإنسان في التوفيق ما بين العدالة والحر ّيّة فهو إذ ا سوف يفشل في كلّ شيء والد ّين هو المحقّ؟ كلاّ إذا كان يقبل التقريبيّة
تلزم كم ّيّات هائلة من الدم وقرون من التاريخ من أجل التوصّل إلي تعديل طفيف للشرط الإنساني تلك هي القاعدة فخلال أعوام تسقط الرؤوس كحبيبات الب ر د يسود الإرهاب ي هتف باسم الثورة وننتهي إلي استبدال المل كيّة الشرعيّة بالم لكيّة الدستوريّة
عشت شبابي كلّه مع فكرة براءتي أي مع ولا أيّ فكرة البتّة اليوم
لست مصنوع ا للسياسة بما أنّني عاجز عن ابتغاء موت الخصم أو تقبّله
لقد تمكنّت من الخلق من خلال مجهود متواصل فأنا ميّال إلي الجمود وميلي الأكثر عمق ا وتأصّلا هو الصمت والفعل اليوميّ وقد احتاجني الأمر سنوات من المعاندة للفرار من أسباب الترفيه ومن سحر السلوك الآليّ بيد أنّي مدرك أنّي أبقي واقف ا بفضل الجهد نفسه ذاك وأنّي ما إن أتوقّف لحظة واحدة عن الإيمان به حتي أتدحرج إلي الهاوية هكذا أبقي خارج المرض وخارج التخلّي رافع ا رأسي بكلّ ما أوتيت من قوّة لكي أتنفّس ولكي أنتصر إنّها طريقتي في اليأس وهي طريقتي في الشفاء منه
مهمّتنا: ابتكار الكونيّة أو علي الأقلّ القيم الكونيّة قهر كاثوليكيّة الإنسان
الماد ّيّة التاريخيّة القدريّة المطلقة نفي كلّ حر ّيّة عالم الشجاعة والصمت الرهيب ذاك تلك هي العواقب الأكثر شرعيّة لفلسفة من غير إله باران هنا محقّ فإذا كان الإله غير موجود لا شيء م تاح وحدها المسيحيّة قويّة بهذا الصدد لأنّها في مواجهة تأليه التاريخ سوف تضع دوم ا ابتكار التاريخ وفي مواجهة الوضع الوجودي سوف تسأل عن أصله إلخ بيد أنّ إجاباتها ليست في التحليل المنطقيّ وإنّما في الميثولوجيا التي تقتضي الإيمان
ما العمل ما بين الاثنتين؟ ثمّة في داخلي ما يقول لي يقنعني بأنّي لا أستطيع الانفصال عن العصر دونما جبن من دون قبول أن أكون عبد ا ودونما التنكّر لوالدتي ولحقيقتي أنا لا أستطيع القيام بذلك أو تقبّل التزام صادق ونسبيّ في آن ومسيحيّ وبما أنّي غير مسيحيّ ينبغي أن أمضي إلي النهاية بيد أنّ المضيّ إلي النهاية يعني اختيار التاريخ بشكل مطلق ومعه قتل الإنسان إذا كان قتله ضروري ّا للتاريخ وإلاّ فلست سوي شاهد ذلك هو السؤال: أيمكنني أن أكون فقط شاهد ا؟ بتعبير آخر: أيحقّ لي أن أكون فقط فنّان ا؟ لا أعتقد ذلك إذا كنت لا أختار فعليّ إذ ا بالصمت وبقبول أن أكون عبد ا وإذا ما كان خياري ضدّ الإله وضدّ التاريخ فإنّي أكون شاهد ا علي الحر ّيّة الطاهرة التي قدرها في التاريخ هو الموت( ) إنّ وضعي في الظروف الحاليّة هو الصمت أو الموت وإذا ما اخترت العنف ضدّ ذاتي فصدّقت التاريخ فإنّ حالي ستكون الكذب والجريمة وأمّا خارج ذلك فالدين أنا أفهم كيف نرتمي في أحضان الدين بشكل أعمي هرب ا من ذاك الجنون وذاك التمزّق الفظيع (أجل فظيع فعلي ّا) إنّما يستحيل أن أفعل ذلك
النتيجة: أيحقّ لي كفنّان ما زال يتمسّك بالحر ّيّة أن أقبل المنافع مالا وتقدير ا المتّصلة بهذا الموقف؟ الإجابة بسيطة بالنسبة إليّ لقد وجدت وسوف أجد دائم ا في الفقر الشروط الضروريّة حتي لا يكون شعوري بالذنب إذا ما و جد م خزي ا فيبقي علي الأقلّ فخور ا إنّما أينبغي لي الحكم علي أطفالي بالعوز ورفض حتي الرفاهة المتواضعة جد ّا التي أهيّئها لهم وفي ظروف كهذه أأكون قد أخطأت بقبول المهامّ والواجبات الإنسانيّة( ) الأكثر بساطة من نوع إنجاب الأطفال؟ وفي الواقع أيحقّ لنا أن ن رزق بأطفال وأن نتقبّل الشرط الإنسانيّ عندما لا نؤمن بالإله (إضافة تحليلات وسيطة)
كم سيكون الأمر سهلا لو أنّي أرضخ لمشاعر الفظاعة والاشمئزاز التي يثيرها العالم فيّ ولو أنّي أستطيع التصديق بعد بأنّ مهمّة الإنسان هي ابتكار السعادة! الصمت علي الأقلّ الصمت إلي أن أشعر بحقّي في
الخليقة المصح ّحة
تحت الاحتلال: جامعو الر ّو ث حدائق الضواحي
سان إتيانّ دونيار: العمّال في مقصورة الجنود الألمان نفسها يختفي خنجر يستبقي الجنود العمّال حتي الوصول إلي سان إتيانّ الرجل الطويل الذي كان ينبغي له النزول في فيرميني حنقه الذي يقارب الدمع فوق تعب الوجه تعب الإذلال الأقسي
يرغموننا علي الاختيار ما بين الإله والتاريخ من هنا الرغبة الرهيبة تلك باختيار الأرض العالم والأشجار لو لم أكن متيقّن ا تمام ا من أنّ الإنسان بأكمله لا يطابق التاريخ
كل ّ فلسفة هي تبرير للذات الفلسفة المبتك رة الوحيدة هي تلك التي قد تبرّر آخر
ضدّ الأدب الملتزم ليس الإنسان فقط الجانب الاجتماعيّ فموته علي الأقلّ يخصّه لقد ص نعنا لكي نحيا ضدّ الآخرين غير أنّنا لا نموت حق ّا إلاّ من أجل أنفسنا
جماليّة التمرّد تيبوديه بشأن بلزاك: »الكوميديا الإنسانيّة هي تقليد الإله الأب« موضوعة التمرّد والخارج عن القانون لدي بلزاك
80 بالمائة من الطلاق لدي السجناء الذين يعادون إلي وطنهم 80 بالمائة من علاقات الحبّ البشريّة لا تصمد أمام خمس سنوات فراق
توماس ما كنت أقول؟ لا بأس سأتذكّر بعد قليل علي كلّ حال قال لي روبّ: حسن ا أنا مدير أعمال ملاكم بودّي أن أ دير أيض ا أعمال رسّام فإذا كان الأمر يهمّك لم أكن راغب ا بذلك فأنا أحبّ حرّيّتي لكن من ثم اقترح عليّ روبّ اصطحابي إلي باريس وقبلت طبع ا أتناول وجباتي عنده استأجر لي غرفة في فندق هو من يدفع وهو يحثّني الآن علي العمل

فلان: نزعة شيطانيّة متواضعة ورحيمة
مسرحيّة تراجيديّة حول مشكلة الشرّ تنبغي إدانة أفضل إنسان إن لم يكن يخدم إلاّ الإنسان

نحن نحبّ الناس الذين ن حسن إليهم أكثر ممّا نحبّ الناس الذين أحسنوا إلينا كلاّ ففي أسوأ الأحوال نحن نحبّهم بشكل متساو هذا ليس سوء ا فمن الطبيعي أن نعترف بجميل من أتاح لنا أن نكون أفضل ممّا نحن عليه ولو لمرّة واحدة وبالتالي إنّنا هكذا نحيي ونجلّ فكرة أفضل عن الإنسان
بأي حقّ يعيب علي شيوعي أو مسيحي (لتناول الأشكال المحترمة من الفكر الحديث ليس إلاّ) أن أكون متشائم ا؟ فلست أنا من اخترع بؤس الكائن ولا الصيغ الرهيبة للّعنة الإلهية ولست أنا من قال إنّ الإنسان عاجز عن الخلاص وحده وإنّه لا يملك في قعر وضاعته أملا نهائيا إلاّ برحمة الإله أمّا في ما خصّ التفاؤل الماركسي الشهير فليسمح لي بالضحك فقلّة من الناس ذهبوا بانعدام الثقة حيال أشباههم أبعد من ذلك لا يؤمن الماركسيون بالإقناع ولا بالحوار من غير الممكن صنع عامل من برجوازي والشروط الاقتصادية في عالمهم أقدار محتومة هي أكثر فظاعة من النزوات الإلهية
أمّا بشأن السيد هيريو وقرّاء الحوليات!
سيقول لي الشيوعيون والمسيحيون إنّ تفاؤلهم أبعد مد ي إنّه يتفوّق علي كلّ ما عداه وإنّ الإله أو التاريخ بحسب الظرف هما الحصيلة الم رضية لنظريتهم الجدلية سأقوم بالتحليل نفسه إذا كانت المسيحية متشائمة بخصوص الإنسان فهي متفائلة بشأن المصير البشري الماركسية وهي متشائمة فيما يتعلّق بالمصير ومتشائمة بشأن الطبيعة البشرية تصبح متفائلة بخصوص سير التاريخ (يا لتناقضها!) أمّا أنا فأقول إنّي متشائم حيال الشرط الإنساني متفائل فيما يخصّ الإنسان
كيف لا يرون أنّه لم ت طلق قطّ من قبل صيحة مشابهة لصيحة الثقة بالإنسان تلك؟ إنّي أؤمن بالحوار وبالصدق وبكونهما السبيل إلي ثورة نفسية لا تضاهي إلخ إلخ
هيجل وحدها المدينة الحديثة توفّر الأرضية للفكر حيث يمكنه وعي ذاته مقولة معبّرة إنّه زمن المدن الكبري لقد بترنا العالم فاستأصلنا جزء ا من حقيقته وممّا يصنع استدامته وتوازنه: الطبيعة البحر إلخ لا يوجد وعي إلاّ في الشوارع!
(مراجعة سارتر كلّ فلسفات التاريخ الحديثة إلخ)
التمرّد الجهد الإنساني باتّجاه الحرّية ونقيضه الاعتيادي: النظام والحرّية يموتان علي يديه علي الثورة أن تتقبّل عنفها الخاصّ أو ينبغي التبرّؤ منها لا يمكنها إذ ا أن ت صنع بالطهارة: وإنّما بالدم أو الحسابات جهدي أنا: إظهار أنّ منطق التمرّد يرفض الدم والحسابات وأنّ الحوار الذي يبلغ حدّ العبثية يمنح الطهارة فرصة واحدة من خلال الرأفة؟ (العذاب سوية )
الطاعون يقول تارّو دعونا لا نبالغ هنالك الطاعون ينبغي أن نحمي أنفسنا منه وهذا ما نفعله هذا قليل جد ّا بالفعل وهو ما لا يثبت شيئ ا في مطلق الحال
المطار بعيد جد ّا عن المدينة لإنشاء خدمة منتظمة يرسلون فقط رزم ا ت لقي من الطيارات
بعد وفاة تارّو تلقّي برقية تعلن موت السيدة ريو
يتبع الطاعون دروب السنة له ربيعه حيث يزهر وينبثق صيفه وخريفه إلخ
إلي غييو: يتأتّي كلّ بؤس البشر عن كونهم لا يعتمدون لغة بسيطة لو أنّ بطل سوء التفاهم قال: حسن ا هذا أنا وأنا ابنك لكان الحوار ممكن ا وليس مربك ا كما هو في المسرحية ما عاد هناك من تراجيديا مادامت أنّ ذروة كلّ التراجيديات تكمن في صمم الأبطال من وجهة النظر هذه سقراط هو المحقّ مقابل يسوع ونيتشه التقدّم والعظمة الحقيقية موجودان في الحوار الذي هو علي مستوي الإنسان وليس في الإنجيل المناجي لذاته والم ملي من أعلي جبل وحداني هذا ما وصلت إليه إنّ ما يوازن العبثية هو المجتمع الإنساني الذي يحاربها وإذا ما اخترنا خدمة هذا المجتمع فإنّنا نختار خدمة الحوار إلي حدّ العبثية ضدّ كلّ سياسة مبنية علي الكذب أو الصمت هكذا نكون أحرار ا مع الآخرين
الحدود هكذا أقول إنّ هناك ألغاز ا من الملائم تعدادها والتأمّل فيها وليس من مزيد
سان جوست: أعتقد إذ ا أنّ علينا أن نكون متحمّسين فهذا لا يستثني المنطق السليم ولا الحكمة
لكي تغير فكرة العالم ينبغي أوّلا أن تغير حياة من يحملها وينبغي أن تتحوّل مثالا
في الثانية عشرة من عمرها اعتدي عليها سائق عربة مرّة
واحدة وحتي سنّ السابعة عشرة سوف تحتفظ بفكرة نوع من اللوثة
الخليقة المصح ّحة اليهوديان في فيردولو تحت الاحتلال هاجس الاعتقال الرهيب يدفع المرأة إلي الجنون فتذهب للتبليغ عنه ثم تعود لكي تخبره بالأمر يتمّ العثور عليهما مشنوقين مع ا والكلبة التي تنبح طوال الليل كما في أردأ أنواع المسلسلات
الخليقة المصح ّحة: لقد قيل لي دوم ا إنّه ينبغي التماس أوّل فرصة للفرار فكلّ الأخطار أفضل ممّا قد يتبع إلاّ أنّ بقاء المرء سجين ا مستسلم ا للانزلاق نحو الفظاعة أسهل من الفرار في الحالة الثانية ينبغي أخذ المبادرة أمّا في الحالة الأولي فهم الآخرون من يأخذونها
كما سبق لعلمكم أنا لم أصدّق أبد ا بوجود الغستابو فنحن لم نكن نراهم أبد ا بالتأكيد كنت أحتاط بمعني ما وإنّما بطريقة مجرّدة بمعني ما من حين لآخر كان يختفي صديق ذات يوم آخر رأيت أمام سان جرمان دي بري رجلين ضخمين يدخلان آخر في سيارة تاكسي وهما يوجّهان لكمات إلي وجهه لم ينبس أحد بحرف قال لي نادل مقهي: اصمت إنّهم هم هذا ما جعلني أشكّ بأنّهم بالفعل موجودون وبأنّهم ذات يوم أشكّ فقط الحقيقة هي أنّي لا أستطيع أبد ا تصديق وجود الغستابو إلاّ بعد أوّل رفسة أتلقّاها في البطن هكذا أنا لذا لا يجب أن تظنّوا أنّي شجاع بما أنّني في المقاومة كما يقال لا لا فضل لي في ذلك طالما أنّي لا أملك مخيلة
سياسة التمرّد هكذا أصبحت الثورة المتشائمة ثورة السعادة
تراجيديا (ك ل ك) أنا مصيب وهذا ما يمنحني الحقّ في قتله أنا لا يمكنني التوقّف عند هذا التفصيل إذ إنّي أفكّر استناد ا إلي العالم والتاريخ
(ل ) عندما يكون التفصيل حياة بشرية يصبح بالنسبة إلي العالم بأسره والتاريخ بأكمله
أصول الجنون الحديث إنّها المسيحية التي أبعدت الإنسان عن العالم فقد حجّمته ليصبح ذات ه وتاريخ ه الشيوعية نتيجة منطقية للمسيحية إنّها قصّة مسيحيين
كما سبق بعد مضي ألفي عام من المسيحية تمرّد الجسد فقد اقتضي الأمر ألفي عام لكي نتمكّن مجدّد ا من عرضه عاريا علي الشواطئ من هنا الإسراف لقد استعاد مكانته لجهة الاستخدام ينبغي أن ن عيد إليه مكانته في الفلسفة وفي الميتافيزيقيا ذلك هو أحد معاني الاختلاجة الحديثة
نقد مصيب لألبير وايلد تجاه العبثية: لا يتآلف شعور التوتّر القلق مع شعور الحرّية
كان الأغارقة يعيرون الإلهي نصيبه من الاهتمام إلاّ أنّ الإلهي لم يكن الكلّ
ليكن كلامك نعم نعم أو لا لا فما يضاف يصدر عن إبليس متّي V 37
كوستلير العقيدة المتطرّفة: علي كلّ من يعارض الدكتاتورية أن يتقبّل الحرب الأهلية كوسيلة علي كلّ من يتراجع أمام الحرب الأهلية أن يتخلّي عن المعارضة وأن يتقبّل الدكتاتورية ذلك هو التحليل التاريخي النموذجي
كما سبق كان (الحزب) ينفي الخيار الحرّ لدي الفرد وفي الوقت نفسه يطالبه بتخل ّ إرادي وكان ينفي أنّه يملك إمكانية الاختيار بين حلّين وفي الوقت عينه يطالبه بأن يختار دائم ا الحلّ الأفضل وكان ينفي أنّه يتمتّع بقدرة التمييز بين الخير والشرّ وفي الوقت نفسه يحكي بنبرة مثيرة للشفقة عن الشعور بالذنب والخيانة فقد كان الفرد وهو جزء من ساعة معبّأة إلي الأبد لا يستطيع شيء إيقافها أو التأثير عليها موسوم ا بإشارة الحتمية الاقتصادية وكان الحزب يطالب الجزء ذاك بالتمرّد علي الساعة وبتغيير حركتها
نموذج التناقض التاريخي
كما سبق الإغراء الكبير بالنسبة إلي أناس مثلنا هو التنازل عن العنف التوبة والعيش مع الذات بسلام إذ لطالما كانت إغراءات الإله أكثر خطورة علي البشرية من إغراءات الشيطان
رواية حبّ: جيسيكا
موت ممثّل عجوز
ذات صباح في باريس الملأي بالثلوج والوحول الحي الأكثر قدم ا والأكثر حزن ا في المدينة ذاك حيث و ضع (سجن) لاسانتيه و(مصحّ) سانت آن و(مستشفي) كوشان علي طول الشوارع السوداء المجانين المرضي والمحكومون فيما يخصّ كوشان: فهي ثكنة البؤس والمرض ترشح جدرانها بالرطوبة الوسخة التي هي رطوبة الشقاء
هنا قضي نحبه في نهاية عمره كان ما زال يؤدّي المنافع (لدي أهل المسرح تعبيرات خاصّة) مبادلا زيه الوحيد الذي تهلهل وتحوّل لونه الأسود إلي صفرة بملابس التنكّر الزاهية نوع ا ما التي لا بدّ من منحها للأدوار الثانوية لقد اضطرّ إلي التوقّف عن العمل وما عاد بإمكانه أن يشرب سوي الحليب ولم يكن هناك حليب علي كلّ حال ن قل إلي كوشان فقال لرفاقه إنّه سيخضع لعملية جراحية وستنتهي المشكلة من ثم (أذكر جملة في دوره: عندما كنت طفلا صغير ا واستجابة لإشارة كانت ت عطي له كان يقول: آه لا أشعر الأمر هكذا ) لم ت جر له عملية جراحية وأ خرج بعد أن قيل له إنّه ش في حتي إنّه استأنف تمثيل الدور الهزلي الصغير الذي كان يؤدّيه في ذلك الوقت لكنّه كان قد هزل لقد أدهشني دوم ا كم أنّ درجة معينة من الهزال وطريقة معينة في بروز أعلي الوجنتين وفي ذوبان اللثّة هما الإعلان الحتمي عن نهاية قريبة وحده المصاب بالهزال لا يبدو وكأنّه لا ينتبه أبد ا أو أنّه إن انتبه فبشكل عابر ربّما وأنا طبع ا لا يمكنني معرفة ذلك كلّ ما يمكنني معرفته هو ما أراه وقد كنت بالضبط أري أنّ ليياس سيموت
وقد مات بالفعل توقّف عن العمل مجدّد ا وعاد إلي كوشان ولم ت جر له عملية غير أنّه مات من غير ذلك ذات ليلة ومن دون أن يبدو عليه الأمر وفي الصباح جاءت امرأته لرؤيته كالعادة فلم يكن قد أخبرها أحد في الإدارة لأنّ أحد ا لم يتمّ إخباره هم جيران الميت من اتّصلوا بزوجته تعلمين قالوا لها حدث الأمر هذه الليلة
وهذا الصباح إنّه هاهنا في المشرحة الصغيرة المطلّة علي شارع لاسانتيه اثنان أو ثلاثة من رفاقه القدماء موجودون بصحبة أرملته وابنتها التي ليست ابنة الميت عندما وصلت قال لي المنظّم (لماذا كان يضع وشاح ا ثلاثي الألوان كما لو كان عمدة؟) إنّه لم يزل بإمكاننا رؤيته بعد لم أكن راغب ا بذلك إذ كان ذاك الصباح العنيد المصاب بالجذام والذي لم أتمكّن من هضمه ما زال يثقل قلبي لكنّي فعلت لم يكن ظاهر ا إلاّ الرأس وكان ما يمثّل الكفن يكسوه حتي الذقن كان قد هزل مزيد ا لم أكن أظنّ أنّ الهزال ممكن بعد في حالته بيد أنّه مع ذلك فعلها بحيث كان من الممكن ملاحظة حجم عظامه وفهم أنّ رأسه الكبير الكثير العقد كان مصمّم ا لحمل وزن ثقيل من اللحم ومع غياب اللحم برزت أسنانه رهيبة ولكن هل سأمضي في الوصف؟ الميت ميت الجميع يعلم ذلك وينبغي ترك الموتي يدفنون مع ا ورغم ذلك يا للأسي يا للأسي الفظيع!
انطلق الرجال الذين كانوا يقفون عند رأسه ممسكين بحافّة التابوت وكأنّهم يقدّمونه للزوّار انطلقوا هي الكلمة لأنّ الرجال الآليين الخرق الذين است عيروا بثيابهم الفظّة ارتموا فجأة وبسرعة علي الكفن غطاء التابوت ومفكّ البراغي وبطرفة عين كان اللوح مثبت ا فوق التابوت ورجلان يشدّان البراغي بحركة عنيفة من أذرعهما وهما يرزحان بكلّ ثقليهما عليه وقد ب د و ا وكأنّهما يقولان: ياه لن تخرج من هنا أبد ا كان هؤلاء الأحياء راغبين بهدوء البال ظهر الأمر واضح ا بشكل فوري ح مل وتبعناه صعدت الأرملة وابنتها في عربة دفن الموتي في الوقت نفسه مع الميت وتكدّسنا نحن في سيارة تابعة لا زهرة لا شيء ما عدا الأسود
كنّا ذاهبين إلي مدافن تييا وكانت الأرملة تجدها بعيدة غير أنّ الإدارة فرضتها عليها خرجنا من لابورت ديتالي أبد ا لم تبد لي السماء علي ذاك الانخفاض فوق الضاحية الباريسية كانت تظهر أجزاء من الأكواخ ومن خضرة سوداء ومبعثرة من بين أكوام الثلوج والوحل ستّة كلم وسط هذا المشهد وها نحن أمام الأبواب العملاقة لأشنع مقبرة في هذا العالم جاء بوّاب ذو وجه محتقن لكي يوقف الموكب عند المدخل مطالب ا بوثيقة دخول هيا قال بعد أن استحصل علي غرضه جلنا خلال عشر دقائق كاملة وسط أكوام الوحل والثلج ثم توقّفنا وراء موكب آخر كنّا مفصولين عن حقل الأموات بأكمة ثلج غ رز فيها صليبان مائلان واحد لليياس كما قرأت عليه والآخر لفتاة صغيرة في سنّ الحادية عشرة كان الموكب الذي أمامنا موكب الفتاة الصغيرة إلاّ أنّ العائلة كانت علي وشك ركوب عربة دفن الموتي التي انطلقت فأمكننا التقدّم لبضعة أمتار إضافية ترك رجال ضخام يرتدون زي العمل الأزرق وجزم ا كاوتشوكية الرفوش التي كانوا يحملونها فيما كانوا يتأمّلون المشهد ثم تقدّموا وجعلوا يسحبون مقدّمة التابوت من سيارة دفن الموتي في هذه اللحظة ظهر من يشبه ساعي بريد يرتدي زيا أزرق وأحمر ويعتمر طاقية منبعجة وهو يحمل دفتر استمارات انزلقت ورقة كربون بين مختلف وريقاته عند ذاك قرأ الرجال الضخام بصوت مرتفع رقم ا مدوّن ا علي التابوت: 3237 ك تابع ساعي البريد سطور استمارته بواسطة قلمه وقال حسن ا وهو يشير إلي رقم في هذه اللحظة م ر ّر التابوت دخلنا في الحقل فغرزت أقدام نا في صلصال زيتي مطّاطي كانت الحفرة قائمة بين حفر أربع أخري تحيط بها من كلّ جانب لكنّنا كنّا جميع ا بعيدين عن الحفرة لأنّ المدافن كانت تمنعنا من العبور ولأنّ الممرّ الضيق الذي يفصل فيما بينها كان ملآن بالمعدّات وبالتراب عندما ألقي التابوت في القاع حلّت لحظات من الصمت كان الجميع يتناظرون لم يكن هناك كاهن لم تكن هناك زهور ولم ترتفع عبارة سلام أو أسف لقد كان الكلّ مدرك ا ضرورة أن تكون اللحظة أشدّ جلالا ووجوب تمييزها والتأكيد عليها لكنّ أحد ا لم يكن يعرف بأي طريقة وكيف حينها قال أحد الرجال الضخام: إذا أراد أحد السادة والسيدات رمي حفنة تراب فأشارت الأرملة بأن نعم فأخذ رفشه ثم أخرج من جيبه كاشطة ورفع بها بعض التراب مدّت الأرملة ذراعها من فوق تلّ التراب فأخذت الكاشطة ورمت حفنة التراب باتّجاه الحفرة كيفما اتّفق سمعنا الصوت الأجوف للتابوت إلاّ أنّ الفتاة لم تصب الحفرة فطار التراب من فوقها فأشارت بما مفاده لا يهمّ
الفاتورة: ووضعناه في الأرض الصلصالية لقاء ثمن باهظ
كما تعلمون إنّها مقبرة المحكومين بالإعدام
لافال علي مسافة قصيرة من هنا( )
المفكّرة
الدفتر III
مارس/آذار 1951
ديسمبر/كانون الأوّل 1959
مهما ادّعي فالقرن إنما يسعي إلي الأرستقراطية غير أنّه لا يري أنّ ذلك يقتضي التخلّي عن الهدف الذي يعينه لذاته برفعة : أي العيش الرغيد ليس هناك أرستقراطية إلاّ أرستقراطية التضحية فالارستقراطي هو قبل كلّ شيء من يعطي من دون أن يأخذ وهو من يرغم ذاته لقد مات النظام القديم من جرّاء تناسيه هذا الأمر
وايلد لقد أراد وضع الفنّ فوق كلّ شيء إلاّ أنّ ع ظمة الفنّ ليست في التحليق فوق كلّ شيء علي العكس إنّها في الاختلاط بكلّ شيء لقد انتهي وايلد إلي فهم ذلك بفضل الألم بيد أنّ شعوره بالذنب من تلك الفترة جعله يحسّ باحتياجه دوما إلي الألم والعبودية لكي يلمح حقيقة تتواجد في السعادة أيضا حين يكون القلب جديرا بها قرن ذليل
كما سبق لا توجد موهبة للعيش وأخري للإبداع فالموهبة نفسها كافية للاثنين ولنكن علي ثقة بأنّ الموهبة التي لم يمكنها إلاّ إنتاج عمل متكلّف لا يمكنها سوي تعزيز حياة مستهترة
رواية (ك) وفستانها المليء بالزهور مراعي المساء النور المائل
لقد انطلقت من أعمال أدبية كان الوقت فيها منك را ثمّ استعدت شيئا فشيئا ينبوع الزمن والانضاج العمل الأدبي هو نفسه سيكون عملية إنضاج طويلة
أرادوا رفض الجمال والطبيعة لصالح الذكاء وحده وقواه الفاتحة وأراد فاوست أن يحصل علي أوفوريون من دون هيلينا لم يعد الطفل الرائع سوي وحش مشوّه جنين محفوظ في وعاء لكي يول د أوفوريون لا فاوست من دون هيلين ولا هيلين من دون فاوست
التمرّد مهد الآلهة الحقيقي إلا أنّه يكوّن الأصنام أيضا
موت مقزّز إنّ تاريخ البشر هو تاريخ الأساطير الذي ستر هذا الواقع فقد هزّ التاريخ اختفاء الأساطير التقليدية منذ قرنين لأنّ الموت أصبح بلا أمل ومع ذلك لا توجد حقيقة إنسانية ما لم يكن هناك أخيرا تقبّل للموت بلا أمل الأمر هو تقبّل النهاية من دون رضوخ أعمي وفي توتّر للكيان بأكمله يتزامن مع التوازن
رواية يوم جيد طوال الرحلة البحرية كانت تتهادي علي كعب يها العاليين وكانت ما تزال تري نفسها في المرآة قبل أن تغادر الغرفة بالطبع كان السروال الضيق من القطن الناعم يبرز قوامها بشكل واضح فيظهر وركاها أعرض من كتفيها: أجل النساء الحقيقيات هنّ هكذا مع صدر عارم جدا أيضا لم تكن الهزيمة قد حلّت بعد وباختصار كان ذلك أيضا أكثر أنثوية وكان لا بدّ من مراقبة تلك الأجساد التي كانت تلعب بالكرة الطائرة تحتها هناك علي الشاطئ جيدا لتمييز إذا ما كانت لرجال أو لنساء
كانت القامة الصغيرة السوداء تسير أمام البحر ولم يكن يري ما بين الوشاح والنظارات إلاّ خطّين مرسوم ين بالريشة حيث كان سابقا موضع الحاجبين ومساحة الجبهة البيضاء اللزجة التي كانت تسعي عبثا لأن تتغضّن في عين الشمس
فصل صغير عن زير النساء كلا أنا لا أشرب إلاّ الماء ك ل أنا آكل القليل وإذا ما شربت فبدافع صحي أحيانا
ما يضيفه الحب ّ إلي الرغبة ؟ شيء لا يقدّر بثمن إنه الصداقة
أنا لا أغوي أنا أرضخ
لماذا النساء؟ لا أستطيع تحمّل مجتمع الرجال فهم إمّا يثنون وإمّا يدينون وأنا لا أحتمل لا هذا ولا ذاك
في منتصف الليل لا شيء لم يأت الفارس الآمر زير النساء حزين يغادر تعال تقول أنّا كلاّ لا نستطيع في اليوم نفسه أن نكون محقّين وسعداء (يرجع عن قراره) ومع ذلك إن كنت محقّا لا يتبقّي إلاّ السعادة وحتّي لا يتبقّي إلاّ الحبّ الذي لم تؤمن به قطّ لأنّك لن تكفّ قطّ عن الإيمان بأحلامك الخاصة التي كنت تسمّيها الإله ينظر إليها أيكون هو الحبّ إذا ما أشعره يتنامي في؟ إنّه حتما هذا إنما أبعد برفق كلّ ما تبقي من حول هذه النبتة الهشّة برفق علي مهل أفسح أخيرا مكانا للسعادة
رواية أحد أسرار (ب ) هو أنّها لم تتمكّن أبدا من تحمّل أو ببساطة من تناسي المرض والموت من هنا شرودها العميق فهي ت نه ك لمجرّد العيش فقط كالآخرين ولادّعاء قليل من اللامبالاة والبراءة اللازمتين لمواصلة العيش لكنّها في عمق نفسها لا تنسي أبدا وهي حتّي لا تملك ما يكفي من البراءة من أجل الخطيئة الحياة بالنسبة إليها ليست إلاّ الزمن الذي هو نفسه مرض وموت هي حتّي لا تتقبّل الزمن وتنتصب متقوّسة في معركة خاسرة سلفا وعندما تستسلم ها هي تماشي التيار بوجه غريقة هي ليست من هذا العالم لأنّها ترفضه بكلّ كيانها الأمر كلّه يبدأ من هنا
دوردونيي (إقليم فرنسي) الأرض زهرية الحصي بلون البشرة والصباحات حمراء مكلّلة بالأناشيد البريئة تموت الزهرة خلال يوم وهاهي تنبعث حية تحت الشمس المائلة في الليل تنزل أسماك الشبّوط النائمة النهر الدهني تتوهّج مشاعل الحشرات السريعة الزوال تحت قناديل الجسر تاركة في الأيدي ريشا حيا وكاسية الأرض بأجنحة وشمع من حيث ستنبثق حياة هاربة ما يموت هنا لا يمكن أن يعبر إنها ملاذ وأرض أمينة وإلي هنا ينبغي أن ترجع أيها المسافر إلي البيت حيث يحفظ الأثر والذاكرة فما في الإنسان لا يموت معه إذ يولد في الأبناء من جديد
ليس صحيحا أنّ القلب يتلف بل هو الجسد يوهم بذلك
أولئك الذين يفضّلون مبادئهم علي سعادتهم إنّهم يرفضون أن يكونوا سعداء خارج الشروط التي سبق أن حدّدوها لسعادتهم وإذا ما س عدوا بشكل مفاجئ فها هم يضطربون أشقياء لكونهم قد ح رموا من شقائهم
مأساة عن العفّة
رواية وكانت تترجم في الآن نفسه حقيقتي): لا أرغب بشيء آخر سوي ما أملك شقائي وعقوبتي هما أنني لا أستطيع الاستمتاع بما أملك
كما سبق حين كان مراهقا وحتّي بعد مرور زمن طويل كان المجهول هو الشيء الوحيد الذي يهمّه في الحبّ وإذا المعرفة من هنا مغامراته لكنّ المغامرة لا تحدث بغتة بشكل كامل إذ هناك دوما بداية مهما كانت قصيرة وغالبا كانت تلك البداية كافية للمعرفة عندما كان هناك القليل لمعرفته فكان يتقبّل بالتالي العلاقة واثقا أنّها لن تمنحه شيئا إضافيا
هكذا يخلط هؤلاء ما بين الحبّ والمعرفة وأولئك الذين يملكون ما يكفي من الغرور لكي يظنّوا مخطئين أو محقين بأنّهم يكتفون بأنفسهم الآخرون يعرفون حدودهم فيكون حبّهم آنذاك فريدا لأنّه يتطلّب كل ّ شيء والكائن أكثر منه المعرفة
رواية (أ و ) شاب أمريكي قد م إلي باريس بعد أن خاض الحرب (حيث ر مي طالبا سعيدا وتقليديا ) يعيش في باريس لاعنا أميركا ومتابعا بشغف انعكاس الع ظ مة والحكمة الذي مازال باديا علي وجه أوروبا العجوز يحيا كبوهيمي متشرّد وقد فقد مظهر الوجوه الأمريكية الملمّع المصقول ملامحه ليست صافية عيناه محاطتان بهالتين سوداوين وها إنه مريض يحتضر في فندق بائس وها إنه يهتف باتّجاه أميركا التي لم يكفّ عن حبّها قطّ باتجاه الحدائق المكسوّة عشبا أخضر في جامعة هارفارد وفي بوسطن وضجيج مضارب الألعاب والصيحات في الأمسيات المنتهية حول النهر
رواية الجزء الأوّل: مباراة كرة قدم الجزء الثاني: مصارعة ثيران
بعض الأماسي التي تطول عذوبتها أن ندرك أنّ مثلها سيعود إلي الأرض بعد رحيلنا يساعد علي الموت
امرأة تحبّ حقيقة بكلّ روحها وبعطاء كامل فتكبر إذا بإفراط لدرجة يصبح معها كل رجل مقارنة بها دون الوسط بائسا ودونما سخاء
رواية في غرفة مظلمة يستمع طفل إلي الموسيقي وهو ملتصق الأنف بالمربّع المضيء لجهاز الراديو
رواية شخصيتان: الصديق الألماني مرسيل ه
وكما أنّ العبثية ليست في العالم أو فينا وإنّما في ذلك التناقض ما بين العالم وتجربتنا فإن الاتّزان ليس في الواقعي أو في الرغبة وإنما هو حركة وتحويل للجهد العبثي
يوميات الكونتيسة تولستوي
ص 45 حول منهج عمل (ت)
(ت): كم أنّ الكتابة م ضجرة
الكونتيسة 9 أكتوبر/تشرين الأول 1962 (ع قد الزواج في 23 سبتمبر/أيلول): كلّ العلاقات الجسدية مقزّزة وفي ديسمبر/كانون الأوّل الصرخة الأنثوية الحقيقية: لو كنت قادرة علي قتله وعلي خلق كائن آخر يشبهه في كلّ شيء لكنت فعلت بكلّ متعة
ابريل/نيسان 1963 للجانب الجسدي في الحبّ دور كبير جدا لديه في حين أنّ لا دور له أبدا عندي أنا
ص 63 ماذا تبقّي من الرجل الذي كنته ؟! يقول (ت)
سبتمبر/أيلول 1967 لست سوي حيوان زاحف شقي تمّ سحقه أنا لا أنفع لأي شيء لا أحد يحبّني أشعر بنوبات غثيان لدي ضرسان م تلفان رائحة فم كريهة إنّي حامل الخ
ص 78 نعلم أنّ تولستوي تقرأ وهي جالسة إلي المائدة
ص 87 يصرخ في وجهها أن فكرة ترك عائلته تطارده
ص 90 إنّها تقرأ سرا يوميات زوجها المخبّأة في درج مقفل
ديسمبر/كانون الأوّل ص 90 يكتب: الحبّ غير موجود هناك الحاجة الحسية للاتّحاد بكائن آخر والحاجة العاقلة لامتلاك شريك حياة
ص 91 أن أكون م حاطا بالخد م ذلك هو العذاب الحقيقي بالنسبة إلي يقول لها
ص 91 تروي الكونتيسة أنّها لا تستطيع أن تعتاد وسخ الكونت ورائحته الكريهة كما سبق ص 283 (97)
ص 92 تكشف الكونتيسة أنّ (ل ت) ليس سعيدا إلاّ بالحبّ الجسدي
الجميع برأيها يشفق عليها ويعتبرها ضحية
ومن ثمّ شجارات حول حقوق التأليف ص 81 97 131 _ 731 216 145
ص 88 اعتراف حول الحبّ المزدوج
الأناس الذين يخطئون دربهم في الحياة الأناس الضعفاء والأغبياء يرتمون علي كتيبات ليون نيكوليفيتش
تلك القوائم الخشبية التي يتسلّقها في حضور الغامضين
ص 97 يغادر المنزل ولا يعود إلاّ صباحا
ص 97 يلعب كلّ صباح بكرة المضرب
في السبعين من عمره وبعد 35 فرست (وحدة روسية قديمة لقياس المسافة تعادل ألف و66 8 مترا) قطعها علي ظهر حصانه في الثلج أظهر شغفه للكونتيسة التي أخذت علما به بتعجّب
ستالين الم لقّب من ق بل رفاقه (في العام 1917): المهمّة الرمادية
في ذروة السعادة وجاء الليل يلقاني
لا أحد أكثر منّي تمنّي التناغم والاستسلام والتوازن النهائي إنما احتجت دوما السعي إليها عبر أكثر الدروب وعورة وفي الفوضي والصراعات
بالطبع يقول أنا أخشي ألاّ أموت في الموت بشكل كاف وأن أفتقد الهواء في التراب لكنني أعود إلي التفكير بتعقّل إذا كنت أخشي افتقاد الهواء فلأنني أخشي الموت بفعل ذلك أمر من اثنين إمّا أنّي لن أموت من جرّاء ذلك فأستمرّ أفتقد الهواء ولكن دون شعور بالقلق وإمّا أن أموت ولم القلق إذا ؟
رواية جانّ (ب ) وحركتها الآلية
كما سبق المدافن العسكرية في الشرق يذهب الابن في الخامسة والثلاثين من عمره لزيارة قبر أبيه فيكتشف أنّ هذا الأخير توفّي في سنّ الثلاثين لقد أصبح هو الأكبر سنا
الع رب الممدّدون ههنا والمنسيون من ق بل الجميع
رواية الأحلام في السيارة في الطريق إلي بيرار
(ف ) لقد اعترفت بأنّه كان حقيقيا وبأنّ هناك كائنات أشدّ كبرا وحقيقة من آخرين يشكّلون عبر العالم مجتمعا خفيا ومرئيا يبرّر العيش
(م ) موت تافه في نهاية حياة تافهة وحده موت القلوب الكبيرة لا يكون ظالما
اللاجئون الإسبان دوم ن ك (الحرب الأهلية حرب 1939 المقاومة بوشينوالد عاطل عن العمل) غارسيا (الذي أعفاه (أ ب) من دين بقيمة 140 ألف فرنك (آه أنت مثلي أنا لن تكون ثريا أبدا (غونزاليس) هناك طبقات ولا يمكنها أن تتعاون أرفض كلّ التصرّفات اللطيفة التي يقوم بها ربّ العمل هو يريد أن يعام ل بقسوة) برتومو: الكورس ( يشوي من ثم سمك السردين في المكتب)
جايمس (السفراء) أكره ذاتي حين أفكّر بكلّ ما علينا أخذه من حياة الآخرين لكي نكون سعداء وبأننا حتّي هكذا لسنا سعداء
مورياك إثبات رائع بع ظمة مذهبه: لقد توصّل إلي الإحسان من دون المرور بالكرم لكنه مخطئ بإرجاعي دونما توقّف إلي قلق المسيح إذ يظهر لي أن احترامي للمسيح ا أكبر من احترامه هو له كوني ما ظننت أبدا أن من حقي عرض عذاب مخلّصي مرّتين أسبوعيا علي الصفحة الأولي من صحيفة مصرفيين هو يقول عن نفسه إنّه كاتب تعليق بالفعل إلاّ أنّ لديه في تعليقه استعدادا لا يقهر لاستخدام الصليب كسلاح رمي وهذا ما يجعله صحافيا من الدرجة الأولي وكاتبا من الدرجة الثانية دوستويفسكي منطقة الجيروند
رواية في تلك اللحظات كان يتلقّي م غمض العينين صدمة المتعة كمركب شراعي في الضباب م سّ فجأة فض رب من هيكله إلي عارضته فدوّي فيه كلّ شيء بفعل الصدمة بدءا بالجسر وحتّي الشراع الأمامي مرورا بالألف حبل وضلع في أطراف السفينة التي راحت عندئذ ترتعد طويلا حتّي انقلبت ببطء علي جانبها ومن ثمّ كان الغرق
رواية ما صعقه حينها هو كم كان عدد الأغراض قليلا في بيته الضروري لم يحدث أبدا أن تجسّدت كلمة بأفضل مما هي عليه هاهنا عندما كانت أمّه تعيش في غرفة لم تكن تخلف فيها أي أثرا فيما عدا محرمة أحيانا
كنت أتمنّي وأنادي أكبر العذابات متيقنا من أنني سأجد السعادة التي تحتويها (وسأكون قادرا علي تذوّق السعادة )
البدء بالعطاء هو الحكم علي ذواتنا بعدم العطاء كفاية حتّي عندما نهب كلّ شيء وهل نعطي أبدا كلّ شيء؟
عدم القول أبدا عن رجل بأنّه طعن في شرفه الأفعال المجموعات والحضارات قد تطعن في شرفها وليس الفرد لأنّه لا يعي الطعن في الشرف وهو لا يمكن أن يطعن في شرف لم يمتلكه أبدا وإذا ما امتلكه فإنّ الح رق الذي يمثّله ذلك هو أشبه بحديد حام فوق الشمع الكيان يذوب يتفقّع في نيران وجع لا يحتمل وفيه يتجدّد في الآن نفسه إنّها نيران الشرف الذي يتمرّد بالضبط ويؤكّد ذاته عبر شدّة وجعه نفسها ذلك هو علي الأقلّ ما شعرت به يوم بل تماما ثانية ظننت أنني مقتنع بفعل خسيس حقا إثر حدوث سوء تفاهم لم يكن ذلك حقيقيا وإنما في تلك الثانية وحدها تعلّمت تفهّم كلّ المذلولين
ديسمبر/كانون الأول 1951
أنتظر بصبر كارثة تبطئ في قدومها
تصريحاتي في الإذاعة عند الاستماع إليها أجدني مثيرا للسخط هكذا تجعلني باريس علي الرغم من جهودي كلّها منذ توقّف صدور صحيفة كومبا أنا وحيد جدا بشكل متواصل دونما حيز يمكنّني من الكلام الدفاع العرض والتبرير أحيانا لا تسعفني قطّ حرارة الآخرين ولا علي الأقلّ حتّي مشهد كرم نفوسهم وفي النهاية أتجمّد بردا فتأتيني بالضبط تلك النبرة المتجمّدة والشديدة الازدراء لتترجم الازدراء فعلا ولكنها ثقيلة جدا علي السمع لو كنت أشعر بثقة حقيقية للحظة واحدة لا أكثر لكنت ضحكت ولاستوت الأمور كل ّها
الفكرة التي لدي عن الابتذال تعود إلي بعض البورجوازيين الكبار الفخورين بثقافتهم وبامتيازاتهم من أمثال مورياك لحظة عرضهم مشهد غرورهم المجروح فيحاولون حينئذ أن يجرحوا في الموضع نفسه حيث ج رحوا ويكتشفون في الآن نفسه العلوّ الدقيق حيث يعيشون في الواقع وبالتالي فإن فضيلة التواضع تنتصر في دواخلهم وللمرّة الأولي فقراء مساكين بالفعل وإنما بالأذية
لم أكن أبدا راضخا جدا للعالم أو للرأي العام وإن كنت كذلك فبأقلّ قدر ممكن بيد أني بذلت لتوّي المجهود النهائي وأنا أعتقد بهذا الصدد بأنّ حريتي شاملة إني حر ّ وبالتالي رؤوف
تتكوّن لدي عن ذاتي الفكرة الأكثر فظاعة طوال أيام
حياة فيلاسكيز تعليق موجّه إلي فيلاسكيز
الاعتدال يعتبرونه حلا للتناقض ولا يمكنه أن يكون شيئا آخر سوي تأكيد التناقض والقرار البطولي بالتمسّك به وبالصمود
إنّ أفضل حماية للاتّحاد السوفييتي من القنبلة النووية هي الأخلاق الدولية الذي يتمسّك بتطويرها وتنميتها من خلال إدانات علنية وبالتالي فإنه هو يعوّض بذلك عن عقدة نقصه الوحيدة من خلال اللجوء إلي حكم أخلاقي ينكره مع ذلك في فلسفته الرسمية
الظلم الخبيث هو ما يتسبّب بالحروب والعدالة العنيفة تسرّعها
تأخذ الماركسية علي المجتمع اليعقوبي والبورجوازي المأخذ نفسه الذي كانت تأخذه المسيحية علي الهللينية: ثقافوية وشكلية
مسرحية يعود من الحرب ما اختلف شيء إلا هذا: ما عاد يحكي سوي بشكل شاعري
إمرسون كلّ جدار هو باب
عدم مهاجمة أي شخص قطّ وخاصة في الكتابات لقد انتهي زمن الانتقادات والسّجال الإبداع
إلغاء النقد والسّجال كلّية من الآن وصاعدا التوكيد الثابت وحده
تفهّم هم جميعا ولا تحبب ولا ت عج ب إلاّ ببعضهم
المزاج السيئ هو أكثر الأقدار سوءا أعرف ذلك عن سابق تجربة هاهنا كمن الإغراء الحقيقي بالنسبة إلي بعد سنوات من الألق والقوّة لقد استسلمت له بما يكفي لأصبح متعلّما مثقفا ثمّ نفدت منه
كان لدي أوفربيك الانطباع بأنّ جنون نيتشه كان ادّعاء وتصنّعا وهو انطباع لطالما أشعرني به أي مختلّ ربّما كان الحبّ هكذا نصفه ادّعاء وتصنّع
ينبغي أن يكون الحدّ حقيقة الجميع إنّه أيضا حقيقتي بقدر ما أنا للجميع وإنما بالنسبة لي أنا وحدي: الحقيقة التي لا نستطيع قولها
غييو بشأن ش مسون: بالنسبة إليه ليس الآخر سوي الم قاط ع الم حتمل
فوق العالم بأكمله فيض من الموسيقي الحزينة صادر عن ملايين الآلات الرائعة
لقد رفع يهوذا الخيانة والكراهية إلي مصاف المبدأ لكي يشهد بشكل غير مباشر علي الأقلّ لصالح المسيح النتيجة: القرن العشرون وفي غياب الحبّ: المعسكرات
الصحافة بحسب تولستوي: بيت دعارة فكري كان يودّ كتابة رواية حيث لا يوجد مذنبون رسالة تورغينييف المحتض ر إلي تولستوي: كنت سعيدا لأنّي عاصرتك


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.