التحرش أصبح ظاهرة تؤرق المجتمع، واهتمت وسائل الإعلام بتسليط الضوء عليها وتعالت الأصوات التى تطالب بتشديد العقوبة على المتحرشين، ولكن بنظرة مدققة لهذه الظاهرة نجد أنه بات من الصعب وضع تصور واضح لجريمة التحرش لأن الفتاة المتحرش بها قد لا تستطيع أن تثبت واقعة التحرش بها ويصعب ضبط المتحرش أثناء فعل التحرش إلا عن طريق أحد رجال الشرطة السريين بما يسمى فى القانون (تلبس) وهو ما قد يحدث بصورة نادرة جدا عندما يتصادف وجود الشرطى صاحب حق القبض على المتهم متلبسا ويزداد الأمر صعوبة فى ظل الظروف الراهنة التى تجرأ فيها البعض على رجال الشرطة فلا يتصور وجود شرطى بمفرده وقدرته على الإمساك بتلابيب هذا المتحرش الشهوانى دون أن يتعرض للإيذاء من المتحرشين فهم غالبا يتدافعون فى مجموعات تشيطن بعضها بعضا. وغالبا ما تفضل الفتاة المتحرش بها الصمت واللوذ بالفرار خوفا من الفضيحة وعدم القدرة على إثبات واقعة التحرش، فلا تكفى أقوالها باتهام شخص بعينه لكى توجه إليه تهمة التحرش، ويصبح بلاغ هذه الفتاة المسكينة فى نظر القانون بلاغا كاذبا لأنه لم يضبط المبلغ ضده متلبسا من قبل رجل شرطة له صفة الضبطية القضائية، وأقول لكل متحرش ألا يخطر ببالك أن ما تفعله وتستبيحه لنفسك يمكن أن يحدث وفى ذات اللحظة مع أختك أو زوجة أخيك أو والدتك أو البنات فى عائلتك كابنه عمك أو ابنة خالتك؟ وما هو شعورك لو تزوجت من فتاة سبق أن تعرضت للتحرش من أقرب أصدقائك وأنت لا تدرى، الجزاء يكون دائما من جنس العمل ويقول الإمام الشافعى : عفوا تعف نساؤكم فى المحرم.. وتجنبوا ما لا يليق بمسلم إن الزنى دَيْن فإن أقرضته.. كان الوفاء بأهل بيتك فاعلم ولا تحسب أن الله غافلا عما يفعل الظالمون من أمثالك إنما يؤخركم ليوم تشخص فيه الأبصار من شدة الأهوال يوم القيامة وقد يتبجح البعض ويتحجج بعدم قدرته على الزواج فأقول له وهل الحل فى الوقوع فى الحرام وبهذه الطريقة البهيمية التى لا نراها إلا فى موسم تزاوج كلاب وقطط الشوارع، اغتنم أيها الشاب الواعى شبابك قبل هرمك وحياتك قبل موتك واجعل ذكاءك وفطنتك لصالح المجتمع لتكون شريكا فى بناء المجتمع المتحضر.