سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الصرف الصحى يختلط بمياه الشرب فى قرية طنط الجزيرة بالقليوبية.. وفيروس الكبد الوبائى يتفشى بين الأسر.. والأهالى يحذرون من ثورة بعد خصخصة الشركة وارتفاع قيمة الفواتير وانقطاعها يوميا
على الرغم من كثرة المشكلات والأزمات التى تعانى منها أهالى قرية طنط الجزيرة التابعة لمركز طوخ محافظة القليوبية، إلا أن كارثة اختلاط الصرف الصحى بمياه الشرب هو الهم الأكبر الذى يهدد حياة الأهالى، حيث يعانون من هذه المشكلة منذ 15 عاما. الكارثة ورغم أثرها السلبى الأول على الصحة، إلا أنها تحمل بين طياتها الكثير والكثير من السلبيات الأخرى مثل تصدع المنازل وتهالكها وانتشار الشروخ بداخلها وتفشى العديد من الأمراض المزمنة وفى مقدمتها الفشل الكلوى والكبد الوبائى "فيروس سى" الذى أصاب أغلب أهالى المحافظة وهذا ما حول حياة الأهالى فى المحافظة إلى جحيم لعدم توفر كوب ماء نظيف. "اليوم السابع" رصد المشاكل التى يعانى منها الأهالى، حيث كشف النقاب عما تشهده شوارع القرية من احتقان وغليان بعد أن طالت يد الإهمال المنطقة وأجساد أبنائها، وتستعد إلى استقبال كارثة صحية وبيئية جديدة بعد تحولها إلى بركة من مياه الصرف الصحى، بارتفاع يهدد كل من يعيشون بالمنطقة بالكامل من منازل ومواطنين، بالإضافة إلى اختلاطها بمياه الشرب نتيجة لعدم الانتهاء من المشروع. فى البداية، أكد أهالى القرية أن مشاكلهم تتمثل فى مشروعات الصرف الصحى العشوائى الذى يهدد المساكن بالانهيار، وعدم صلاحية مياه الشرب للاستخدام الآدمى، بالإضافة إلى ارتفاع فواتير المياه إلى مئات الجنيهات بعد خصخصة الشركة وتبعيتها للشركة القابضة للمياه. وسيطرت حالة من الغضب الشديد على الأهالى من جراء الانقطاع المستمر للمياه وعدم صلاحيتها للشرب على الرغم من الارتفاع المفاجئ للفواتير، مهددين بالامتناع عن دفع الفواتير لارتفاع قيمتها، مطالبين الأجهزة المعنية بسرعة التحرك ووضع حلول للأزمة، وأن تبدأ الجهات القضائية التحقيق فى الأسباب الحقيقية وراء تفاقم الأزمة. وعلى جانب آخر، أكد الأهالى على أن نسبة الإصابة بمرض الفشل الكلوى وصلت إلى 80% نتيجة تلوث المياه وارتفاع نسبة الرصاص بها، مشيرين إلى أنهم لم يستخدموا مياه الحنفية للشرب ولكن يستخدموها فى غسيل ملابسهم لأن مياه الحنفية فى الصباح تتسم باللون الأسود الأشبه بمياه الصرف الصحى لتتحول فى الظهيرة إلى اللون البرتقالى الفاتح علما بأنها تنقطع فى أغلب الأوقات. ومن جانبه، قال محمد حسنى، أحد أهالى القرية، إنه لم يستخدم مياه الحنفية نهائيا لأنها غير صالحة للاستخدام الآدمى، مضيفا أن هذه المياه تسببت فى إصابة الكثير من أهالى القرية بأمراض الفشل الكلوى والكبد نتيجة لاختلاط الصرف الصحى بها. وأضاف حسنى أن فواتير المياه ارتفعت بشكل أكبر من المعتاد بعد خصخصة الشركة وأنه قد دفع 71 جنيها على الرغم من أنه كان يدفع أقل من ذلك بكثير، متسائلا عن سبب ارتفاع القيمة على الرغم من عدم استخدامه لمياه الحكومة وأنه يشترى يوميا ما يقل عن 12 جنيه مياه من أصحاب الفلاتر. وطالب حسنى من المسئولين مراعاة الله فيهم قائلا،" ياريت نلاقى مياه حلوه تصلح للشرب أو نتوضى بيها، نفسى أعرف ليه كل حاجة حلوة تغلى ماعدا حاجة واحدة بترخص وهى البنى آدم". وأشار حسان إبراهيم صاحب أحد محال العصائر بالقرية إلى أن المياه غير صالحة للشرب وأنه يقوم بشراء الكثير من جراكن المياه يوميا لعمل العصائر خوفا على الأهالى من الأمراض التى انتشرت نتيجة المياه الملوثة، مضيفا أن المصيبة الأكبر فى ذلك هى ارتفاع فواتير المياه بعد خصخصة الشركة، وأنه قام بدفع 200 جنيه فى هذه المرة، قائلا،" عاوز أقفل المحل، بدفع إيجار 500 جنيه وفواتير كهرباء بقيمة كبيرة وكمان هدفع مية باد كدا على الرغم من عدم استخدمها لأننا بنشترى المياه خوفا على صحة الزبائن". وذكر عامر أحمد، أن معظم أهالى القرية اعترضوا على دفع فواتير المياه، نظرا لتدنى مستواهم المعيشى، موضحا أن الكثير من أهالى القرية ذو دخل ضعيف وأن أغلبية الأهالى الآن معتمد على شراء المياه من أصحاب الفلاتر.